الجمعة، 1 أبريل 2022

كتاب موقف أهل السنة والجماعة من تنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة على الحوادث " السفياني أُنموذجاً "

 


المملكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي
جامعة الملك سعود
عمادة الدراسات العليا
كلية التربية
قسم الثقافة الإسلامية
موقف أهل السنة والجماعة من تنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة على الحوادث " السفياني أُنموذجاً "
رسالة مقدمة لاستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير  في قسم الثقافة الإسلامية  إعداد  زاهر بن محمد بن سعيد الشهري /إشراف الأستاذ الدكتور  عبدالله بن صالح البراك  أستاذ العقيدة بكلية التربية قسم الثقافة الإسلامية
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله > .
يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ

[آل عمران: 102].
يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً

[ النساء : 1 ] .
يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنوبَكُمْ وَمَن يُطعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70 ـ71 ] .
أما بعد :
فإن الله تعالى بعث محمداً r بالهدى، ودين الحق بشيراً ونذيراً، فلم يترك خيراً إلا دل أمته عليه، ولم يترك شراً إلا حذرها منه .
ولما كانت هذه الأمة هي آخر الأمم، فقد أخبر الرسول r بالفتن وأشراط الساعة، وأنها ستخرج فيهم لا محالة، ففي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ب أن النبي r قال : ( إنه لم يكن نبي قبلي إلاّ كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمُهُ لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جُعل عافيتُها في أولها، وسيصيب آخرَها بلاءٌ وأمورٌ تُنكرونها، وتجيء فتنةٌ فيُرقِّقُ بعضها بعضاً،
وتجيءُ الفتنةُ فيقولُ المؤمنُ، هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن، هذه هذه ...) الحديث ([1]).
وإن موضوع الفتن وأشراط الساعة من المواضيع التي حظيت بمكانة عظيمة، في القرآن والسنة النبوية، ويتضح ذلك من تلك الكوكبة من الآيات القرآنية الكثيرة التي عنيت بالحديث عن موضوع الفتن وأشراط الساعة ، وما جاء من الأحاديث الكثيرة عن الموضوع ذاته في السنة النبوية.
وهذا يدل على أن المسلم يجب عليه ألاّ يُغفل هذا الجانب ومعرفته، يؤكد ضرورة بث ماأخبر به النبي > فيما صح عنه، من الفتن الغابرة واللاحقة بين الناس، ونشر ماثبت من الأحاديث التي أخبر فيها > بأمارات الساعة وأشراطها، وحذَّر فيها من الفتن الواقعة قبلها؛ ليفيق الناس من سُباتهم، وينتبهوا من غفلتهم، ويعتبروا ويكونوا على أُهبة الاستعداد، والحذر التام، كي لاتباغتهم تلك الفتن ، فتحول بينهم وبين التوبة والإنابة إلى الله تعالى .
وقد دعا العلماء إلى بث ونشر تلك الأحاديث المتعلقة بالفتن وأشراط الساعة بين فينة وأخرى بين المسلمين.
قال محمد بن رسول البَرْزَنْجي / بعد أن ذكر أن الدنيا لم تُخلق للبقاء، وإنما جعلت للتزود منها للدار الآخرة، ودار القرار، وهي قد آذنت بالانصرام والتولي : ( ولذا كان حقاً على كل عالم أن يشيع أشراطها، ويبث الأحاديث والأخبار الواردة فيها بين الأنام، ويسردها مرة بعد أخرى على العوام، فعسى أن ينتبهوا عن بعض الذنوب، ويلين منهم بعض القلوب، وينتبهوا من الغفلة، ويغتنموا المهلة قبل الوهلة...)([2])
وإن أمة الإسلام اليوم تحتاج إلى أن تراجع هذه النصوص الشرعية، لتجد السبيل للخروج مما هي فيه من أزمات وفتن يرقق بعضها بعضا.
يقول الشيخ محمد صديق حسن خان/ : (قد أحاطت هذا الزمان وأهله فتن كثيرة لا تحصى، خصوصاً ذهاب دولة الإسلام، وحكومة الإيمان، وغربة الدين، وفشو البدع والمضلين، وقلة العلم، وكثرة الجهل، وإيثار الخلق على الحق، والعاجلة على الآجلة، وترك الغزو، والقنوع بما في أيدي الناس، والانهماك في أمر المعاش، والإعراض عن المعاد، وكثرة التحاسد، والمفاسد التي أسرت أفراح القلوب، وشقت قلوب المؤمنين قبل الجيوب، فأصبحوا في حال يعدون المنايا أمانيا، ويرون _ لضعف الدين ووهن اليقين_ الموت طبيباً شافياً، إذا عثرت خيول الفتن والنِّقم، وولت جنود الدَّعة والنِّعم، وصارت الدنيا كلها آفات وبلايا، وكم في الزوايا من رزايا)([3]).
(وإن من الرزايا ما نراه من كتابات تخرج بين الفينة والأخرى، قد اتخذت من نصوص الفتن والأشراط والملاحم مرتعاً خصباً لعبث العابثين، وظنون المتخرصين، فقاموا بتنزل نصوص الفتن وأشراط الساعة على حوادث معينة .
ومما زاد الأمر خطورة أن خاض فيه من يُنسب إلى العلم، في كهانة مقنعة تلبس لبوس النص، والنص ينادي عليها بالبراءة.
قد رسموا صورة الحاضر والمستقبل بما جادت به عقولهم، ثم حاولوا أن يجعلوا من تلك النصوص أصباغاً يلونون بها تلك الصور فأساؤوا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، قد ضمَّنوا صورهم تلك كتباً يلقونها على الناس مع كل فتنة، ومع كل أزمة تمر بالأمة.
إنه باب جديد من أبواب تحريف النصوص، يُفتح بل يُكسر لينفذ من خلاله من يريد حرف المسار الصحيح للإصلاح في تثبيط عجيب عن العمل، ودعوة للقعود عن النصرة، وفي ترقب لخروج مصلح من هنا أو مهدي من هناك، يبتدئ هو لا هُم مسيرة الإصلاح )([4]).
من أجل ذلك رأيت أن يكون بحثي لاستكمال متطلبات درجة الماجستير حول دراسة هذه المسألة، وهي تنزيل النصوص المتعلقة بالفتن وأشراط الساعة على الحوادث، وذلك بمعرفة الأسباب التي أدت إلى هذا التنزيل، وآثاره على الأمة في حاضرها ومستقبلها، وذكرت أُنموذجاً لذلك بالسفياني، الذي نُزل ما ورد فيه على أشخاص بأعيانهم، وكل ذلك في ظل ضوابط مستنبطة من كلام أهل العلم، وسميته:
( موقف أهل السنة والجماعة من تنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة على الحوادث "السفياني أنموذجاً" )
مشكلة البحث :
ورد في الكتاب والسنة، نصوص كثيرة في بيان الفتن وأشراط الساعة، والحوادث المستقبلية، وكيفية التعامل معها، دلت على صحة هذا الدين، وصدق الرسول r، لكن ظهر في العصور المتأخرة كتابات ومقالات، نزلت هذه النصوص على حوادث معينة، لا تنطبق عليها، فترتب على ذلك خلل عـقدي، وهو تكذيب الرسولr، والقدح في النصوص، والقول على الله بلا علم، وفوضى في الاستدلال، وخروج عن المنهج العلمي الصحيح .
لذا رغبت في بيان الضوابط الصحيحة التي ذكرها أهل العلم في تنزيل هذه النصوص، ودراسة التطبيق الذي حصل فيه الخطأ وهو السفياني .
حدود البحث :
البحث مقصور على نوعين من الكتب وهي :
كل الكتب التي ورد فيها تنزيل لنصوص الفتن و أشراط الساعة على الحوادث، وخاصة كتب الفتن وأشراط الساعة قديماً وحديثاً، دون التعرض لما اختلف فيه من أشراط الساعة إلا بما يخدم البحث .
كل ما كتب عن السفياني قديماً وحديثاً .
مصطلحات البحث :
الفتن : جماع معنى الفتنة في كلام العرب الابتلاء والامتحان، وأصلها مأخوذ من قولك : فتنت الفضة والذهب، أي أذبتهما بالنار ليتميز الرديء من الجيد .([5])
وقال الحافظ ابن حجر : " وأصل الفتنة الامتحان والاختبار، واستعملت في الشرع في اختبار كشف ما يكره "([6]) .
أشراط الساعة: هي العلامات التي تسبق يوم القيامة وتدل على قدومها ([7]).
الحوادث : جمع حَدَث من أحداث الدهر: شبهُ النازلة، وهي تدل على الأمر المستحدث والجديد ([8]).
السفياني : رجل ورد ذكره في عدد من الأحاديث والآثار، وأنه سيخرج في آخر الزمان، وقد اختلف العلماء في اسمه، تبعاً لاختلافهم في تصحيح أو تضعيف ما ورد فيه من أحاديث .([9])
أهمية الموضوع وأسباب اختياره:
أهمية الموضوع وأسباب اختياره تتضح من خلال المسائل التالية :
أن الموضوع له تعلق بركنين عظيمين من أركان العقيدة وهما : الإيمان بالغيب، والإيمان باليوم الآخر .
أن له تعلقاً بالفتن وأشراط الساعة، وما يحصل آخر الزمان، وهما من مباحث العقيدة.
كثرة الخائضين فيه بلا علم ، خاصة من المتأخرين .
أني لم أقف على رسالة علمية توضح أسباب تنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة على الحوادث والوقائع، والآثار المترتبة على هذا التنزيل .
الدراسات السابقة :
لم يتناول أحد بالبحث _ حسب علمي _ هذا الموضوع على وجه التفصيل، وقد وقفت على أربعة بحوث قد تطرق بعضها إلى جوانب من موضوع بحثي، ولكن بشيءٍ من الاختصار: وهي على النحو التالي :
1 – منهج الحافظ ابن كثير في تقرير مسائل أشراط الساعة .
رسالة ماجستير، من إعداد الباحث شداد بن راجح بن عيسى والد، من جامعة الملك سعود بالرياض عام 1422/1423هـ .
وأشار الباحث إلى هذه المسألة إشارات سريعة في قرابة عشرين صفحة، وذلك عند ذكره بعض أشراط الساعة الكبرى مثل الدجال والدابة و يأجوج ومأجوج، والصغرى مثل: تكليم السباع للإنس، وانحسار الفرات عن جبل من ذهب.
ولم يستوف الباحث بقية جوانب موضوع بحثي؛ لأن بحثه حول منهج الحافظ ابن كثير في تقرير مسائل أشراط الساعة .
2- المهدي وفقه أشراط الساعة .
من تأليف الدكتور محمد أحمد إسماعيل المقدم، وهو بحث شخصي طبع عام 1423هـ، في الدار العالمية بالإسكندرية، ثم أفرد موضوع فقه أشراط الساعة في كتاب مستقل وطبع عام 1424هـ في الدار العالمية بالإسكندرية .
وبعد دراسة الكتاب تبين لي أنه تعرض لبعض الجوانب من موضوع بحثي بإشارات مختصرة، ولكنه لم يستوعب جميع الجوانب .
فقد تحدث عن المهدي في 584 صفحة، ثم تحدث عن فقه أشراط الساعة في بقية صفحات الكتاب والتي تشكل 155 صفحة من حجم الكتاب، وكان حديثه فيها مما له علاقة بموضوع بحثي على النحو التالي :
ذكر بعض الأسباب لتنزيل نصوص أشراط الساعة على الواقع، ولم يستوف كل الأسباب، وقد قال المؤلف - حفظه الله : ( وفيما يلي نحاول رصد بعض أسباب تلك الظاهرة ) ا.هـ ([10])
ذكر أربعة أمثلة على التنزيل، وأطال في الكلام عن المهدي لأنه سبب تأليف الكتاب.
ذكر ستة ضوابط للتعامل مع نصوص الفتن وأشراط الساعة .
والمتأمل في الكتاب يجد أن مؤلفه - حفظه الله – كان هدفه من الكتاب التحذير من هذا المسلك، واستنباط العبر حتى لا تتكرر أخطاء الماضي، ولم يقصد استقصاء كل ما ذكر في الموضوع ودراسته وتحليله .
3- الأحاديث الواردة في المهدي في ميزان الجرح والتعديل .
رسالة ماجستير، من إعداد الدكتور عبد العليم عبد العظيم البستوي، من جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1398هـ .
وقد أورد الباحث ثلاثةً وثلاثين حديثاً وأثراً فيها ذكر للسفياني، ولم يستوعب كل ما ورد في السفياني على سبيل الاستقلال والتتبع، وإنما ذكر ماله صلة ببحثه، وقد بلغ عدد الأحاديث والآثار التي لم يذكرها أكثر من مائة حديث وأثر متعلقة بالسفياني، وكذلك لم يشر الباحث إلى بقية المباحث؛ لأن بحثه محصور في المهدي فقط .
4- المهدي المنتظر في روايات أهل السنة والشيعة الإمامية، دراسة حديثة
نقدية.
بحوث ترقية جمعت في كتاب واحد، من إعداد الدكتور عَدَاب محمود الحمش .
وبعد دراسة الكتاب وقراءته تبين لي أن الباحث ألف الكتاب من أجل مسألة واحدة وهي المهدي كما ذكر في المقدمة وقد قسم كتابه إلى ما يلي :
البحوث والدراسات في المهدي قديماً وحديثاً، عند أهل السنة والشيعة الإمامية.
الجوانب النظرية في مسألة المهدي عند أهل السنة والشيعة .
دراسة الأحاديث الواردة في المهدي عند أهل السنة، والروايات الواردة فيه عند الشيعة .
وبهذا يتبين أن الباحث لم يتطرق لموضوع بحثي، وإنما هو محصور في المهدي فقط .
5 - أشراط الساعة .
رسالة ماجستير، من إعداد الباحث يوسف بن عبدالله الوابل، من جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1404هـ .
والرسالة مطبوعة ، وأشار فيها الباحث إلى بعض من قال أن الدجال ليس ببشر، وإنما هو رمز للشر، ولم يذكر الباحث فيها شيئاً عن السفياني .
6- أشراط الساعة الكبرى .
رسالة ماجستير، من إعداد الباحث سعود بن حمد الصقر، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1405هـ .
ولم يذكر الباحث فيها شيئاً عن موضوع بحثي أو السفياني .
7- أحاديث أشراط الساعة الصغرى ( جمع ودراسة ) .
رسالة ماجستير، من إعداد الباحث صالح بن محمد الدخيل الله، من الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية عام 1412هـ .
ولم يذكر الباحث فيها شيئاً عن موضوع بحثي أو السفياني .
8- المهدي عند أهل السنة والشيعة .
رسالة ماجستير، من إعداد الباحث عبدالعزيز بن عبدالله المترك، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1405/1406هـ .
ولم يذكر الباحث فيها شيئاً عن موضوع بحثي أو السفياني، وبحثه محصور في المهدي فقط .
9- عقيدة المهدي: دراسة مقارنة .
رسالة ماجستير، من إعداد الباحث، عبدالله بن فهد بن عبدالرحمن العرفج، من جامعة الملك سعود بالرياض عام 1418هـ .
ولم يذكر الباحث فيها شيئاً عن موضوع بحثي أو السفياني، وبحثه محصور في
المهدي فقط.
10- ( جزء في أخبار السفياني رواية ودراية ، وبطلان قول من زعم أن حاكم العراق هو السفياني ) للشيخ / عبدالعزيز بن محمد السدحان .
نشر في مجلة الدرعية ، السنة السادسة، العددان الحادي والعشرون والثاني والعشرون ، ربيع الأول 1424هـ /2003م جمادى الآخرة 1424هـ / 2003م .
والمقال يقع في ثمان عشر صفحة، مفصلة على النحو التالي :
ثمان صفحات تكلم فيها الشيخ – حفظه الله - على مقدمات تسع ، بين فيها ضرورة الرجوع لأهل العلم ، وفهم النصوص ، وأقسام أشراط الساعة وحال الناس في قبولها ، وأنهم على ثلاثة أقسام، وحذر من خطورة الجزم بتنزيل النصوص على وقائع الفتن دون علم بتلك النصوص رواية ودراية .
ب- عشر صفحات ذكر فيها الشيخ– حفظه الله - بعضاً مما يتعلق بالسفياني خاصة.
وبعد دراستها تبين لي مايلي :
1) لم يذكر الشيخ– حفظه الله - سوى خمسة أحاديث مرفوعة في السفياني ، أربعة منها في كتاب الفتن لنعيم بن حماد وواحد في المستدرك للحاكم .
والأحاديث في السفياني أكثر من ذلك .
2) ذكر الشيخ – حفظه الله - أسماء خمسة من الصحابة ش ورد عنهم ذكر السفياني، دون ذكر لمتون هذه الآثار ، وبين أن مدارها على ضعفاء ومجاهيل .
3) وأما الآثار الواردة عن غير الصحابة – رضوان الله عليهم – فهي كثيرة جداً ، ولم يذكر الشيخ في مقاله إلا أسماء سبعة منهم دون ماذكروه .
وبهذا يتبين أن ماذكره الشيخ– حفظه الله - مختصر جداً عن السفياني ، فليس فيه دراسة مفصلة لكل ماورد عنه، ولا نقولات عن أهل العلم .
11- معالم ومنارات في تنزيل أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الوقائع والحوادث.
من تأليف : عبدالله بن صالح العجيري، وهو بحث شخصي لم يطبع، وإنما نشر في الشبكة الإلكترونية ( الإنترنت )، وقد أشار إلى بعض الأسباب باختصار، وتركز البحث حول المعالم التي لابد منها لمريد تنزيل النصوص على الواقع .
وبعد دراسة البحث تبين لي أن جله مأخوذ وملخص من كتاب محمد إسماعيل المقدم (المهدي وفقه أشراط الساعة ).
والخلاصة أن هذه البحوث لم تستوف جميع جوانب موضوع البحث، وإنما أشارت إليه بعضها إشارات مختصرة .
أهداف البحث :
بيان حكم تنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة على الحوادث .
بيان موقف أهل السنة والجماعة من تنزيل النصوص على الحوادث .
الرد على المخالف بإنزاله النصوص الشرعية في الفتن وأشراط الساعة على الحوادث، وعلى أشخاص بأعيانهم، وخاصة السفياني، دون تمحيص وعلم .
أسئلة البحث :
ما حكم تنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة على الحوادث ؟.
ما موقف أهل السنة والجماعة من تنزيل هذه النصوص على الحوادث ؟.
ما موقف العلماء من السفياني ؟.
منهج البحث :
يعتمد البحث على المنهج الاستقرائي .
إجراءات البحث :
جمع ودراسة كل ما يتعلق بتنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة على الحوادث.
استقراء ودراسة ما كتبه العلماء في الفتن وأشراط الساعة، ودراسة منهاجهم.
دراسة ما كتب عن السفياني قديماً وحديثاً، والحكم إجمالاً على الأحاديث والآثار الواردة عن السفياني.
جمع ودراسة الضوابط التي ذكرها العلماء في التعامل مع نصوص الفتن وأشراط الساعة.
الالتزام بمنهج البحث العلمي.
خطة البحث :
يتكون البحث من مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة وفهارس ، وهي كما يلي :
المقدمة : وتشتمل على أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، والدراسات السابقة.
الفصل الأول : الموقف الشرعي من نصوص الفتن وأشراط الساعة.
ويشتمل على ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : تعريف الفتن وأشراط الساعة.
المبحث الثاني : المنهج النبوي في بيان نصوص الفتن وأشراط الساعة.
المبحث الثالث : الحِكم الشرعية من الإخبار عن الفتن وأشراط الساعة.
الفصل الثاني: تنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة على الحوادث والموقف الشرعي منه.
ويشتمل على أربعة مباحث :
المبحث الأول : المراد بتنزيل هذه النصوص على الحوادث وحكمه .
المبحث الثاني : أمثلة على تنزيل بعض العلماء للنصوص على واقع معين .
المبحث الثالث : أسباب تنزيل النصوص على الحوادث، والآثار المترتبة عليه .
المبحث الرابع : الضوابط المعتبرة لتنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة على
الحوادث .
الفصل الثالث : السفياني أنموذجاً على التنزيل في العصر الحاضر .
ويشتمل على تمهيد وأربعة مباحث :
المبحث الأول : التعريف بالسفياني والأحاديث الواردة فيه .
المبحث الثاني : موقف العلماء من السفياني .
المبحث الثالث : أهم المؤلفات والكتابات الحديثة التي أنزلت نصوص السفياني ومنهجها في الاستدلال .
المبحث الرابع : تقويم هذه الكتب في ضوء الضوابط المعتبرة .
الخاتمة :
وتشتمل على أهم نتائج البحث .
الفهارس :
فهرس الآيات القرآنية .
فهرس الأحاديث والآثار .
فهرس الأعلام المترجم لهم .
فهرس المصادر والمراجع .
فهرس الموضوعات .
وقد انتهجت في بحثي وراعيت عند كتابته الأمور التالية:
عزوت الآيات القرآنية إلى سورها، وذكرت اسم السورة ورقم الآية منها، وجعلت ذلك في متن البحث، خشية الإطالة بذكرها في الحاشية.
خرّجت الأحاديث التي ذكرتها في البحث، وسلكت في ذلك الآتي:
إذا كان الحديث في الصحيحين أو في أحدهما، اكتفيت بهما عما سواهما .
إذا كان الحديث خارج الصحيحين، فإني أجتهد في تخريجه من المصادر الحديثية المعتمدة، ثم أذكر حكم الأئمة عليه .
ذكرت عنوان الكتاب والباب ورقم الجزء والصحيفة والحديث في الكتب الستة، واكتفيت برقم الجزء والصحيفة والحديث فيما عداها .
ترجمت للأعلام غير المشهورين من المتقدمين والمتأخرين .
عملت فهارس تخدم الموضوع وتيسر تناوله والاستفادة منه، وقد تقدم ذكرها مفصلة في خطة البحث .
شكر وعرفان :
هذا وإني أحمد الله _ جلا وعلا _ على مامن به عليَّ من إتمام هذا البحث، وأشكر له فضله وإنعامه، فله ﻷ الحمد أولاً وآخراً، وأبرأ من الحول والقوة إلا به، وأسأله أن يجعله خالصاً لوجهه، نافعاً لي يوم العرض عليه، وأن يعفو عما وقع لي فيه من خطأ أو تقصير، وأن يوفقني للسداد، ويهديني سبل الرشاد.
وأشكر بعد شكر الله تعالى كل من أعانني على إتمام البحث، وأخص بالشكر والدي اللذان كان لتشجيعهما الأثر الكبير في مواصلة الدراسة، فرحم الله الوالد وغفر له، وأطال الله في عمر الوالدة على طاعته، وختم لها بالخاتمة الحسنة.
وأشكر كذلك فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور / عبدالله بن صالح البراك، الذي أشرف على هذا البحث، ولم يدخر جهداً في توجيهه وتصويبه، فأعلى الله درجته، ووفقه في دينه ودنياه، وبارك له في علمه وعمله وعمره .
كما أشكر الأستاذين الكريمين :
فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور / سليمان بن قاسم العيد .
فضيلة الشيخ الدكتور / سهل بن رفّاع العتيـبـي .
على قبولهما مناقشة هذه الرسالة، وبذل الجهد في قراءتها، وإبداء الملاحظات والتوجيه، فشكر الله لهما، وأجزل لهما الأجر، وبارك الله لهما في علمهما وعملهما وعمرهما .
والشكر موصول إلى جميع المسؤولين في جامعة الملك سعود، وإلى كلية التربية، وجميع الأساتذة الذين أخذت عنهم داخل الجامعة.
واسأل الله ﻷ أن يجزي الجميع خير الجزاء، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه تسليماً كثيراً .
الفصل الأول
الموقف الشرعي من نصوص الفتن وأشراط الساعة.
ويشتمل على ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : تعريف الفتن وأشراط الساعة .
المبحث الثاني : المنهج النبوي في بيان نصوص الفتن وأشراط الساعة .
المبحث الثالث : الحِكم الشرعية في الإخبار عن الفتن وأشراط الساعة .
المبحث الأول : تعريف الفتن وأشراط الساعة .
أولاً : تعريف الفتن :
١- تعريف الفتنة لغة :
لقد ورد في كلام أهل اللغة إطلاقات كثيرة للفظ الفتنة، تخرج به عن أصل وضعه اللغوي وهو الاختبار والامتحان إلى معان أخرى كثيرة منها :
المحنة، والمال، والأولاد، والكفر، واختلاف الناس بالآراء، وعلى الإحراق بالنار، والفضيحة، والعذاب، والإعجاب، والقتل والقتال، والظلم، والغلو في طلب الشيء، والخِبْرة، والجنون .
وهذه بعض النقول عن أئمة اللغة في بيان معاني الفتنة :
1_ قال ابن فارس/([11]) : ( الفاء والتاء والنون أصل صحيح يدل على ابتلاء واختبار، من ذلك الفتنة، يقال : فتنتُ أفتِن فَتْناً، وفَتَنْتُ الذهب بالنار، إذا امتحنته، وهو مفتون وفتين، والفَتَّان : الشيطان ... ويقال : قلب فاتن أي مفتون، قال الشاعر :
رخيم الكلام قطيع القيام أضحى فؤادي به فاتنا([12]) ) ([13]) .
ب_ وقال الجوهري([14])/ :( الفتنة : الامتحان والاختبار . تقول : فتنت الذهب، إذا أدخلته النار لتنظر ماجودته، ودينار مفتون . قال الله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُواْ المُؤْمِنِينَ ﴾ [البروج : 10 ]
ويسمى الصانع الفتان، وكذلك الشيطان ). ([15])
ج_ ونقل ابن منظور([16])/ عن الأزهري ([17])/ وغيره : ( جماع معنى الفتنة الابتلاء والامتحان والاختبار، وأصلها مأخوذ من قولك : فتنت الفضة والذهب إذا أذبتهما بالنار لتميز الرديء من الجيد . ([18])
وبنحوه قال الزمخشري ([19]) والراغب الأصفهاني/([20]) .
وقد أورد العلامة ابن منظور/ معان أُخر للفتنة منها :
( الكفر والفضيحة والعذاب، وما يقع بين الناس من القتال والقتل، والاختبار، والإحراق ) ([21]).
د_ وقال الخليل([22])/ وغيره :( الفَتْنُ : الإحراق، ومن هذا قوله ﻷ :
﴿ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ﴾ [ الذاريات : 13 ] . أي : يحرقون بالنار. ويسمى الصائغ : الفتَّان، وكذلك الشيطان، ومن هذا قيل للحجارة السود التي كأنها أحرقت بالنار : الفتين.
وقيل في قوله ﴿ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ﴾ [ الذاريات : 13 ]، قال : يُقَرَّرون والله بذنوبهم، وَورِق فتين أي : فضة مُحرَقة) . ([23]) .
هـ _ وقال ابن الأعرابي / ([24]) : ( الفتنة الاختبار، والفتنة المحنة، والفتنة المال، والفتنة الأولاد والفتنة الكفر، والفتنة اختلاف الناس بالآراء، والفتنة الإحراق بالنار . وقيل : الفتنة في التأويل الظلم،يقال : فلان مفتون بطلب الدنيا قد غلا في طلبها ) ([25]).
2- تعريف الفتنة شرعاً :
تدور معاني الفتنة في الشرع على معان منها :
الابتلاء والاختبار والامتحان، والعذاب والشدة والحرق بالنار، وكل مكروه وآيل إليه، كالكفر والإثم والفضيحة والفجور والمصيبة وغيرها من المكاره.
أ_ قال الحافظ ابن حجر / : ( وأصل الفتنة : الاختبار، ثم استعملت فيما أخرجته المحنة والاختبار إلى المكروه، ثم أطلقت على كل مكروه أو آيل إليه، كالكفر والإثم والتحريق والفضيحة والفجور وغير ذلك) ([26]) .
و قال أيضاً : ( ومعنى الفتنة في الأصل : الاختبار والامتحان، ثم استعملت في كل أمر يكشفه الامتحان عن سوء، وتطلق على الكفر، والغلو في التأويل البعيد، وعلى الفضيحة والبلية والعذاب والقتال والتحول من الحسن إلى القبيح والميل إلى الشيء والإعجاب به، وتكون في الخير والشر كقوله تعالى ﴿ ونبلوكم بالشر والخير فتنة﴾ ) ([27]).
ب_ وعرفها الزمخشري ووصفها بقوله : ( والفتنة : الامتحان بشدائد التكليف من مفارقة الأوطان ومجاهدة الأعداء وسائر الطاعات الشاقة، وهجر الشهوات والملاذ بالفقر والقحط وأنواع المصائب في الأنفس والأموال، وبمصابرة الكفار على أذاهم وكيدهم وضرارهم ) ([28]) .
ج_ وقال الراغب الأصفهاني / : ( أصل الفَتْنِ : إدخال الذهب النار لتظهر جودته من رداءته، واستُعمل في إدخال الإنسان النار، قال : ﴿ يوْمَ هُمْ عَلى النَّارِ يُفْتَنُونَ ﴾ ....) ([29]) [ الذاريات: 13] .
وقال أيضاً : ( والفتنة من الأفعال التي تكون من الله تعالى ومن العبد، كالبلية والمصيبة والقتل والعذاب، وغير ذلك من الأفعال الكريهة، ومتى كان من الله يكون على وجه الحكمة، ومتى كان من الإنسان بغير أمر الله يكون بضد ذلك ([30]) ولهذا يَذُم الله الإنســان بأنواع الفتنة في كل مكان نحو قوله : ﴿ وَالفِتنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتْلِ ﴾ [ البقرة :191] ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ ﴾ [البروج: 10 ]،
﴿ مَاأَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفـاتِنِينَ ﴾[ الصافات: 162] أي : بمضلين، وقوله :
﴿ بِأَييِكُمُ المفْتُونُ ﴾ [ القلم: 6 ] وكقوله:﴿ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللهُ إِلَيْكَ ﴾[ المائدة: 49 ]) ([31]).
د_ وقال علي بن محمد الجرجاني([32]) / : (الفتنة : ما يتبين به حال الإنسان من الخير والشر، يقال : فتنت الذهب بالنار إذا أحرقته بها لتعلم أنه خالص أو مشوب، ومنه الفتان وهو الحجر الذي يجرب به الذهب والفضة ) ([33]).
العلاقة بين التعريف اللغوي والشرعي :
مما سبق يتبين أن هناك علاقة بين معاني الفتنة في اللغة ومعناها في الشرع وهو يكْمُن في كون الفتنة تُظهر المؤمن الصادق من الدَّعِي، وتُنبئ عن سوء طويَّة من لم يستقر الإيمان في قلبه، وتُخرج الدَّغْل من قلوب المؤمنين، فيخرجوا بعد البلاء بقلوب صافية، وأفئدة مؤمنة، كما يحصل عند إدخال الذهب أو الفضة في النار، فيذهب الخَبَث، ويبقى الجيد .([34])
3- معاني الفتنة في القرآن الكريم والسنة النبوية:
أ_ معاني الفتنة كما وردت في القرآن الكريم :
تكررت كلمة الفتنة في القرآن الكريم في قرابة سبعين موضعاً.
والمتأمل لهذه الآيات يجد أنها ترد على وجوه كثيرة ومعان متعددة مختلفة، ومن سَبَرَ كتب التفسير، وغاص في بطونها، وجد أن المفسرين ـ رحمهم الله ـ قد ذكروا للفتنة وجوهاً كثيرة ومتعددة وبعض العلماء قد حددها بخمسة عشر وجهاً، والبعض الآخر حددها باثني عشر وجهاً ([35]).
فممَّن حددها بخمسة عشر وجهاً العلامة ابن الجوزي / ([36])، وممن حددها باثني عشر وجهاً العلامة الفيروز أبادي ([37]). ومن هذه المعاني :
1_ الفتنة بمعنى الشرك : ومنه قوله تعالى : ﴿ وَقتِلُوهُمْ حَتَّى لاَتَكُونَ فِتْنَةٌ ﴾ [البقرة: 193]، وقوله تعالى : ﴿ وَالفِتْنَةُ أَكْبرُ َمِنَ القَتْلِ ﴾ [ البقرة: 217 ] وقوله تعالى ﴿ حَتَّى لاَتَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الـّدِيْنُ كُلُّه لِلَّهِ ﴾[ الأنفال: 39 ] .
2_ بمعنى الكفر : ومنه قوله تعالى : ﴿ فَأَمّا الَّذيْنَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَاتَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ ﴾ [ آل عمران: 7 ]، وقوله تعالى : ﴿ لَقَدِ ابْتَغُوا الفِتْنَةَ ﴾ [ التوبة: 48 ] .
3_ بمعنى الابتلاء والاختبار والمحنة :
ومنه قوله تعالى : ﴿ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ﴾ [ طه: 40] أي : بلوناك .
وقوله تعالى : ﴿ وَلَقَد فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ [ العنكبوت: 3 ] أي : امتحناهم، وقوله تعالى : ﴿ أَنْ يَقُوُلُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُون ﴾ [ العنكبوت: 2 ]، أي: يُبتلون، وقوله تعالى : ﴿ وَلَقَد فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَونَ ﴾ [ الدخان: 17 ]، أي: ابتليناهم.
4_ بمعنى العذاب :
ومنه قوله تعالى :﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَافُتِنُوا ﴾ [ النحل: 110] أي : عُذبوا، وقولـه تعالى : ﴿ ذُوقُوا فِتْنَتَكُم ْ ﴾ [ الذاريات: 14 ]، ومنه قوله تعالى : ﴿ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ الله ﴾ [ العنكبوت: 10 ] .
5_ بمعنى الإثم : ومنه قوله تعالى : ﴿ وَمِنْهُم مَن يَقُولُ ائْذَن لِي وَلاتَفْتِنِي أَلاَ في الفِتْنَةِ سَقَطُوا ﴾[ التوبة: 49]، أي في الإثم سقطوا.
ومنه قوله تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَر الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ﴾
[ النور: 63 ]، أي : إثم ([38]).
ب_ معاني الفتنة كما وردت في السنة النبوية :
وردت الفتنة في السنة على معان منها :
1_ القتال : عن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ب قَالَ أَشْرَفَ النَّبِيُّ > عَلَى أُطُمٍ([39])مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ : ( هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى قَالُوا لا قَالَ فَإِنِّي لأَرَى الْفِتَنَ تَقَعُ خِلالَ بُيُوتِكُمْ كَوَقْعِ الْقَطْرِ )([40]) ، وقد فسر الفتنة في الحديث بالقتال الحافظ ابن حجر/، وذكر من الأمثلة عليه قتل عثمان بن عفان ط.([41])
2_ الفتنة بمعنى (وقوع بأس الأمة بينهم ) وهو راجع إلى الأول، فعن حُذَيفةَ بن اليمان ط قال : «بَينا نحنُ جُلوس عندَ عمرَ إذ قال: أيكم يَحفَظُ قولَ النبيِّ > في الفتنة؟ قال: فتنة الرجلِ في أهله ومالِهِ وَوَلدِهِ وجارِه يكفِّرُها الصلاة والصدَقة والأمرُ بالمعروفِ والنهي عنِ المنكر.
قال: ليس عن هذا أسألكَ، ولكنِ التي تموج كموج البحر؟.
فقال: ليس عليكَ منها بأس يا أميرَ المؤمنين، إنَّ بينك وبينها باباً مَغلقاً. قال عمرُ: أيُكسَرُ الباب أم يُفتح؟ قال: لا بل يُكسَر.
قال عمرُ: إذاً لا يغلقُ أَبداً. قلتُ: أجل.
قلنا لحذيفة: أكان عمرُ يَعلم البابَ قال: نعم، كما يعلم أنَّ دُونَ غدٍ ليلةً، وذلكَ أني حدَّثته حديثاً ليس بالأغاليط، فهِبْنا أن نسألَه من الباب، فأَمرْنا مسْروقاً فسأله، فقال: مَنِ الباب؟ قال: عمرُ). ([42])
قال الحافظ ابن حجر/ : (وقول عمر "إذا كسر لم يغلق " أخذه من جهة أن الكسر لا يكون إلا غلبة والغلبة لا تقع إلا في الفتنة، وعلم من الخبر النبوي أن بأس الأمة بينهم واقع، وأن الهرج لا يزال إلى يوم القيامة كما وقع في حديث شداد رفعه : إذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة"، قلت: أخرجه الطبري وصححه ابن حبان )([43]).
3_ الفرقة والاختلاف، عن عرفجة ط قال: سمعت رسول الله > يقول : (إنَّهُ سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ([44]). فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هذه الأُمَّةِ، وَهِيَ جَمِيعٌ، فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ، كَائِناً مَنْ كَانَ). ([45]) فالفرقة والاختلاف في الأمة بسبب الفتنة .
4_ فتنة المال، عن أُمّ سَلَمَةَ زَوْج النَّبِيِّ > قَالَتْ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ > لَيْلَةً فَزِعًا يَقُولُ : ( سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ الْخَزَائِنِ وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْفِتَنِ مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ [يُرِيدُ أَزْوَاجَهُ لِكَيْ يُصَلِّينَ] رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ ) ([46]). والخزائن هي خزائن فارس والروم وغيرهما مما فتح على الصحابة.([47])
5_ العصيان والخروج عن الطاعة، فعن ابْنِ عُمَرَ ب أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ > وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ الْمَشْرِقَ يَقُولُ : ( أَلا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ ) ([48]).
6_ فتنة النساء، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ب عَنْ النَّبِيِّ > قَالَ : ( مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ ) ([49]).
7_ التفريق بين الزوجين، عَنْ جَابِرٍط قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ > :
( إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، قَالَ: ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ نِعْمَ أَنْتَ ) ([50]).
وجاءت الفتنة في السنة لمعان أخرى وردت في أحاديث متعددة .
ثانياً: تعريف أشراط الساعة:
أشراط الساعة لفظ مركب من جزئين هما : أشراط والساعة، ولمعرفة معناه نحتاج أن نُعرف كل جزء لوحده .
١- تعريف الأشراط في اللغة :
الأشراط جمع شرَط بتحريك الراء، والشرَط العلامة، وأشراط الساعة أي علاماتها،
وأشراط الشيء أوائله، ومنه شُرَط السلطان وهم نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من مجموع جنده .
أ_ قال الجوهري / : ( أشراط الساعة علاماتها وأسبابها التي دون معظمها وقيامها )([51]).
ب_ وقال ابن الأثير / ([52]) ( الأشراط : العلامات، واحدها شرَط بالتحريك، وبه سميت شرط السلطان ؛ لأنهم جعلوا لأنفسهم علامات يعرفون بها ) ([53]) .
ج_ وقال القرطبي /([54]) في تفسير قوله تعالى : ﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ ﴾[ محمد: 18 ]
( قوله تعالى: ﴿ فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة ﴾ أي فجأة . وهذا وعيد للكفار.
﴿ فقد جاء أشراطها ﴾ أي أماراتها وعلاماتها...
وقيل : أشراط الساعة أسبابها التي هي دون معظمها، وفيه يقال للدون من الناس الشرط ... [إلى أن قال] :
وواحد الأشراط شرط، وأصله الإعلام، ومنه قيل الشُرَط؛ لأنهم جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها، ومنه الشرط في البيع وغيره .
قال أبو الأسود :
فإن كنت قد أزمعت بالصرم بيننا فقد جعلت أشراط أوله تبدو
ويقال: أشرط فلان نفسه في عمل كذا أي أعلمها وجعلها له.
قال أوس بن حجر يصف رجلا تدلى بحبل من رأس جبل إلى نبعة ([55]) يقطعها ليتخذ منها قوساً:
فأشرط نفسه فيها وهو معصم وألقى بأسباب له وتوكلا ) ([56]).
من هذا يتبين أن الأشراط في اللغة هي علامات الشيء المتقدمة عليه والدالة عليه.
ومما يدل على تسمية هذه الأشراط في السنة بالعلامات ما جاء في حديث جبريل المشهور قال : ( يا محمد، أخبرني متى الساعة، قال : فنكس، فلم يجبه شيئا ثم أعاد فلم يجبه شيئا ثم أعاد فلم يجبه شيئا ورفع رأسه فقال : " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ولكن لها علامات تعرف بها ... ) الحديث ([57]) .
2- تعريف الساعة في اللغة :
الساعة : هي جزء من أجزاء الليل أو النهار وجمعها ساعات وساع ([58]) .
وفي عرف أهل الميقات : جزء من أربعة وعشرين جزء من اليوم والليلة ([59])، (والساعة جزء من أجزاء الوقت والحين وإن قل )([60]).
3- تعريف الساعة في الاصطلاح الشرعي :
هي الوقت الذي تقوم فيه القيامة، وقد سميت بذلك لسرعة الحساب فيها، أو لأنها تفاجئ الناس في ساعة فيموت الخلق كلهم بصيحة واحدة ([61]) .
قال الزجاج /([62]) : معنى الساعة في كل القرآن الوقت الذي تقوم فيه القيامة، يريد أنها ساعة خفيفة يحدث فيها أمر عظيم فلقلة الوقت الذي تقوم فيه سماها ساعة ) ([63]).
4- إطلاقات لفظ الساعة شرعاً:
لفظ الساعة يطلق على ثلاثة معان :
الأول : الساعة الصغرى : وهي موت الإنسان، فمن مات فقد قامت عليه ساعته، وهي القيامة لدخوله في عالم الآخرة .
الثاني : الساعة الوسطى : وهي موت أهل القرن الواحد، ويؤيد ذلك ماروته عَائِشَةَ ك قَالَتْ :كَانَ رِجَالٌ مِنْ الأَعْرَابِ جُفَاةً يَأْتُونَ النَّبِيَّ >، فَيَسْأَلُونَهُ مَتَى السَّاعَة، فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ فَيَقُولُ : ( إِنْ يَعِشْ هَذَا لا يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ ) ([64]) أي موتهم، والمراد ساعة المخاطبين .([65])
وعن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرب قَالَ : صَلَّى النَّبِيُّ > صَلاةَ الْعِشَاءِ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ النَّبِيُّ > فَقَالَ : ( أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ ؟على رَأْسَ مِائَةٍ سنة منها لا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ ).
قال ابن عُمَرَ: فَوَهِلَ النَّاسُ فِي مَقَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ > تلك، فيمَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ، وَإِنَّمَا قَالَ النَّبِيُّ > : ( لا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أحد ) يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنَّهَا تَخْرِمُ ذَلِكَ الْقَرْنَ . ([66])
الثالث : الساعة الكبرى : والمراد بها القيامة الكبرى، وموت المخلوقات
إلا من شاء الله، ثم بعثهم من قبورهم للحساب والجزاء .
وإذا أطلق لفظ : ( قيام الساعة ) في الكتاب والسنة فالمراد الساعة الكبرى، وهي القيامة ، وقد جاءت بهذا المعنى في القرآن في تسعة وثلاثين موضعاً منها :
قوله تعالى : ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا ﴾ [الأنعام: 31 ] .
وقوله تعالى: ﴿ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآَتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾ [الحجر: 85 ].
وقوله تعالى : ﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [ النحل: 77].
وأما في السنة فقد جاءت في عدد من الأحاديث منها :
حديث جبريل الطويل حينما سأل النبي > عن وقت الساعة، فقال النبي > : ( ماالمسؤول عنها بأعلم من السائل ) ([67]) .
ومنها : قوله > : ( بعثت أنا والساعة كهاتين ) ([68]).
ومنها : قوله > : (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الإِبِلِ بِبُصْرَى ) ([69]).
5- تعريف أشراط الساعة اصطلاحاً :
أشراط الساعة اصطلاحاً : هي العلامات التي تسبق يوم القيامة وتدل على قربها وقدومها.
1_ يقول الحليمي/([70]) :( أما انتهاء الحياة الأولى فإن لها مقدمات تسمى أشراط الساعة وهي أعلامها ) ([71]) .
2_ ويقول البيهقي/ ([72])في تحديد المراد من الأشراط:( أي ما يتقدمها من العلامات الدالة على قرب حينها ) ([73]) .
3_ ويقول الحافظ ابن حجر/ في المراد بالأشراط : ( العلامات التي يعقبها قيام الساعة ) ([74]) .
6_ إطلاقات لفظ الأشراط :
ورد ذكر كلمة الأشراط في القرآن مرة واحدة، في قوله تعالى: ﴿ فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها ﴾ [ محمد: 18].
وهناك كلمات أخرى تطلق على هذا المعنى منها :
أ- الآيات : فقد ورد في حديث عبدالله بن عمر ب مرفوعاً : ( إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها ...) ([75])
ب- الأمارات : كما في حديث أبي هريرة ط في قصة الذئب مع راعي الغنم، وقال فيه الرسول > : ( إِنَّهَا أَمَارَةٌ مِنْ أَمَارَاتٍ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ قَدْ أَوْشَكَ الرَّجُلُ أَنْ يَخْرُجَ فَلا يَرْجِعَ حَتَّى تُحَدِّثَهُ نَعْلاهُ وَسَوْطُهُ مَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ )([76]).
ج- العلامات : كما جاء في حديث جبريل : ( ... فقال السائل : يارسول الله إن شئت حدثتك بعلامتين تكونان قبلها ...) ([77])
وجميع هذه الكلمات تؤدي معنى واحداً، وهو مايتقدم قيام الساعة من أموركالعلامة لها .
7-أقسام أشراط الساعة :
لقد تكلم العلماء كثيراً عن أشراط الساعة وقسموها باعتبارات متعددة منها :
أ_ الاعتبار الأول :
زمان خروج الأشراط . وبهذا الاعتبار قسموها إلى ثلاثة أقسام :
1_ قسم ظهر وثبت ظهوره بالكتاب والسنة، أو بتواتر الخبر الصحيح عمن سلف . مثل بعثة النبي r، وموته، وفتح بيت المقدس وغيرها .
2_ قسم وقعت مبادؤه وظهر الكثير منه، ولم يستحكم بعد، بل لاتزال تظهر وتزيد وتكثر، ومن هذا القسم تقارب الزمن، وإلقاء الشح، وتضييع الأمانة، ونحو ذلك مما أخبر به النبي r ووقع بعضه ولا يزال يقع حتى اليوم.
3_ العلامات العظام والأشراط الجسام، التي تعقبها الساعة، والتي لم يقع منها شيء حتى الآن، منها الدجال، ونزول عيسى r، ويأجوج ومأجوج، والدابة، وغيرها ([78]).
ب_ الاعتبار الثاني :
مكان وقوع أشراط الساعة .
وقد قسمها العلماء بهذا الاعتبار إلى قسمين : سماوية وأرضية([79])؛ فالأشراط السماوية هي المتعلقة بالأجرام السماوية ومنها : انشقاق القمر في زمن النبي r، ومنها انتفاخ الأهلة، ومنها طلوع الشمس من مغربها .
والأشراط الأرضية وهي ماعدا الأشراط السماوية، وهي كثيرة جداً .
ج_ الاعتبار الثالث :
في نفس الشرط من حيث كونه مما اعتاده الناس أم لا، وقسمها العلماء بهذا الاعتبار إلى قسمين :
قسم يكون من النوع المعتاد، وقسم غير معتاد .
قال الإمام القرطبي / : ( علامات الساعة على قسمين : مايكون من النوع المعتاد وغيره ) ([80])، وذكر من المعتاد ماجاء في حديث جبريل المشهور، ومن غير المعتاد طلوع الشمس من مغربها فتلك مقاربة لها.([81])
ومن العلماء من قسم أشراط الساعة إلى أشراط كبرى وأشراط صغرى،
وقد تكلم العلماء في هذا التقسيم، وحصل خلاف ونزاع بينهم، نظراً لعدم وجود نص يقطع النزاع .
فمنهم من خلط بين القسمين، فجعل بعض الشرائط الصغرى من الكبرى، كالقحط،وقبض أرواح المؤمنين قبل الساعة، وبقاء شرار الخلق الذين عليهم تقوم الساعة، وغير ذلك من الأشراط الصغرى.
ومنهم من جعل هذه العلامات وغيرها ملازمة للكبرى، أو تظهر بعدها.
ومنهم من قسمها إلى قسمين :
علامات صغرى : وهي التي تتقدم الساعة بأزمان بعيدة متطاولة، وتكون في أصلها معتادة الوقوع .
وعلامات كبرى: وهي التي تقارب قيام الساعة مقاربة وشيكة سريعة، وتكون في ذاتها غير معتادة الوقوع([82]) .
الخلاصة :
ويمكن أن نستخلص مما سبق مايلي :
أ_ أن الأشراط منها ماظهر وانقضى، ومنها ماظهرت مبادئه ولم يستحكم، ومنها مالم يظهر بالكلية كالأشراط الكبرى .
ب_ أنها في الغالب معتادة الوقوع عند الناس فلاغرابة في ظهورها .
ج_لم يأت حديث واحد يحصر أشراط الساعة الصغرى، ويبين وقت ظهورها جميعاً، بل هي منثورة في كتب السنة .
د_ غالب الأشراط الصغرى في لفظ أحاديثها مايدل على أنه من علاماتها كحديث جبريل وقوله (اعدد ستاً بين يدي الساعة)([83])(لاتقوم الساعة)([84])ونحوها، فدلالتها لفظية، ومنها مادلالته استنباطية، كونه في آخر الزمان أو ملاصق للأشراط الكبرى ولكن ليس منها، أو عده أهل العلم من أشراطها .
هـ_ أن الأشراط الكبرى عشرة أشراط، وهي التي تضمنها حديث حذيفة بن أَسيد([85])، وهي غير معتادة الوقوع، والحدوث، وإذا وقع أولها تتابعت سريعاً كتتابع الخرز من عقد انقطع .
و_ أن الأشراط الكبرى منها علوية وأرضية، فالأرضية المؤذنة بتغيير أحوال الأرض وأولها الدجال، والعلوية المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي، وأولها طلوع الشمس من مغربها ([86]).
8_ العلاقة بين الفتن وأشراط الساعة :
مما سبق من تعريف الفتن وأشراط الساعة يتبين أن الجامع بين الفتن وأشراط الساعة هو مايكون من الشدة، وسوء الحال وفساد الزمان على المسلمين وعلى الناس جميعاً .
إلا أن هناك أمراً يحسن التنبيه عليه وهو أن الأحاديث الواردة في كل من الفتن وأشراط الساعة مشعرة بأنهما متغايران، فنجد أن بعض الأحاديث الواردة في أشراط الساعة، تَعُد بعض الفتن من الأشراط، كما جاء في الدجال وغيره، وهذا فيه إشعار واضح بتغايرهما، ولايعني ذكر بعض الفتن ضمن الأشراط أو العكس أنهما شيء واحد إلا أن وجه الشبه بينهما قوي، ومعناهما متقارب في الدلالة على فساد الزمان والتنبيه لتجنب المزالق والعودة إلى الله ومجاهدة النفس والصبر على الشدائد .
ولم يرد عن العلماء كلام صريح يدل على التفريق بينهما، لكن يمكن استنتاج ذلك من صنيع الأئمة في مصنفاتهم من إيراد أحاديث الفتن والأشراط في كتب مشتركة أو متتالية، كما فعل كل من :
أ_ والإمام الترمذي / في جامعه حيث أفرد لكل منهما كتاباً.
ب_ والإمام ابن ماجه/ في سننه خصص لكل واحد منهما كتاباً أو باباً .
ج_ والإمام نعيم بن حماد / ([87]) في كتابه (الفتن) وهو يعتبر أوسع الكتب في هذا الباب، ويظهر بوضوح قلة الأحاديث التي أوردها في الأشراط مقارنة بأحاديث الفتن البالغة ( 2030 ) رواية تقريباً .
هـ _و الشيخ حمود بن عبدالله التويجري/ ([88]) في كتابه " إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة "، حيث فرق بين هذه الأمور إذ خصص لكل منها كتاباً ([89]).
وذهب بعض الكتاب إلى أن الأشراط أعم من الفتن، فهي تشمل الفتن وغيرها كالملاحم ([90]).
وبعضهم ذهب إلى أن الأشراط ترجع إلى أنواع من الفتن ([91]) .
والملحوظة التي ينبغي الإشارة إليها أن بعض المصنفات التي أفردت في ذكر الفتن فقط لم تستوف من الأشراط إلا ماكان واضحاً فيه معنى الفتنة كما فعل الإمام حنبل بن إسحاق /([92]) في كتابه (الفتن) ([93])، وذلك دليل على التفريق بينهما، ورغم هذا فإنه يظهر التجاوز في إطلاق أحدهما على الآخر، وهذا ماسنجده من منهج النبي r في بيان نصوص الفتن وأشراط الساعة في المبحث التالي .
المبحث الثاني : المنهج النبوي في بيان نصوص الفتن وأشراط الساعة .
تـمهيد :
لقد بين النبي r لأمته كل ما تحتاج إليه في دينها، فلم يمت > إلا وقد بلغ الرسالة ونصح للأمة، فأتم الله به النعمة وأكمل به الدين كما قال تعالى : ) اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً([المائدة:3 ] وقرت بدينه عيون المؤمنين الموحدين، وكان عليه > أحرص ما يكون على بيان الحق لأمته في كل حدث ونازلة، ويتضح هذا جلياً لمن قرأ سيرته ودرس نصوص سنته.
ومن الجوانب التي أولاها النبي r اهتماماً عظيماً جانب أحداث آخر الزمان، من الفتن وأشراط الساعة.
فقد ملئت كتب السنة بعدد كبير من الأحاديث في هذا الباب.
ومن شفقتة r على أمته أنه لم يكتف بالإخبار عن ظهور الفتن وأشراط الساعةوإن كان ذلك يتضمن التحذير منها – بل أرشد إلى سبيل النجاة من مضلاتها، وذلك باللفظ الصريح تارة، وبالتنبيه والإشارة تارة أخرى ؛ لأن النبي r خاتم الأنبياء، ورسالته خاتمة الرسالات، و بعث بين يدي الساعة فلابد أن يوضح لأمته ما يكون من أمارات للساعة وما يقع من أحداث.
وقد أخطأ أناس الفهم الصحيح لمنهج النبي > في بيان هذه النصوص مما يوجب دراسة منهاجه ليكون المسلم على بصيرة وعلم، فلا يَزِل في فهمه للنصوص، ولا يحملها مالم تحتمله من المعاني .
وإن كان استيعاب منهاج النبي > في هذه المسألة يحتاج إلى رسالة مستقلة وذلك لكثرة الأمثلة عليه([94])، لكن سأقتصر من الأمثلة على ما يوضح المقصود،
وقد قمت بدراسة الأحاديث الواردة في الفتن وأشراط الساعة واستنبطت منها منهاج النبي > .ومن ذلك :
أولاً : إخباره r بالفتن وأشراط الساعة عموماً، وببعضها على وجه التحديد :
أ_ فمن الأخبار العامة ما يلي :
عن أسامة بن زيد ب قال : أشرف النبي > على أُطُم من آطام المدينة فقال :
( هل ترون ماأرى ) ؟ قالوا : لا .
قال: ( فإني لأرى الفتنَ تقعُ خلال بيوتكم كوقع القطر ) ([95]) .
فدل الحديث على إخباره > عن إقبال الفتن ورؤيته لها ونزولها كمواقع القطر.
قال الحافظ ابن حجر / : ( شبه سقوط الفتن وكثرتها بسقوط القطر في الكثرة والعموم، وهذا من علامات النبوة لإخباره بما سيكون، وقد ظهر مصداق ذلك من قتل عثمان وهلمّ جرا ولا سيما يوم الحرة ) ([96]).
وقال ابن بطال/([97]) : (أخبر فى حديث أسامة بوقوع الفتن خلال بيوتهم، ليتوقفوا ولا يخوضوا فيها، ويتأهبوا لنزولها بالصبر، ويسألوا الله العصمة منها، والنجاة من شرها) ([98]).
وعن أُمّ سَلَمَةَ زَوْج النَّبِيِّ > قَالَتْ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ > لَيْلَةً فَزِعًا يَقُولُ : ( سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ الْخَزَائِنِ وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْفِتَنِ مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ [يُرِيدُ أَزْوَاجَهُ لِكَيْ يُصَلِّينَ] رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ ) ([99]).
ففي الحديث إخبار منه > عن نزول الفتن ومجيئها . فقد ( أوحي إليه في نومه ذاك بما سيقع بعده من الفتن فعبَّر عنه بالإنزال ) ([100]) .
وعن حذيفة بن اليمان t قال : ( قام فينا رسول الله > مقاماً ماترك شيئاً يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة، إلاّ حدَّث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه . قد علمه أصحابي هؤلاء، وإنه ليكونُ منه الشيء قد نَسِيتُه فأراه فأذكره . كما يذكر الرجل وجهَ الرجل إذا غاب عنه، ثم إذا رآه عَرَفَهُ ) ([101]) .
وعنه t قال : والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة، فيما بيني وبين الساعة، ومابي إلاّ أن يكون رسول الله > أسرَّ إليَّ في ذلك شيئاً لم يُحَدِّثْه غيري، ولكن رسول الله > قال : وهو يحّدث مجلساً أنا فيه عن الفتن فقال رسول الله > وهو يَعدُّ الفتن : ( منهن ثلاث لايكدْن يَذَرْنَ شيئاً، ومنهن فتنٌ كرياح الصيف . منها صغارٌ ومنها كبار ) .
قال حذيفة : فذهب أؤلئك الرهط كلهم غيري . ([102])
وعن عبد الله بن عمر ب قال : (كنا قعوداً عند رسول الله > فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس([103]).
فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس؟.
قال: هي هرب وحرب([104])، ثم فتنة السراء دَخَنُهَا ([105]) من تحت قدمي رجل من أهل بيتي، يزعم أنه مني وليس مني، وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع([106])، ثم فتنة الدهيماء([107]) لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، فإذا قيل انقضت تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده )([108]).
فدلت هذه الأحاديث الثلاثة على إخبار النبي > بما يكون من ظهور الفتن من بعده، وهذا مافهمه أئمة الإسلام .
فقد أورد هذه الأحاديث الإمام القرطبي / وترجم لها بقوله : ( باب مايكون من الفتن وإخبار النبي > بها ) ([109]) .
ب_ وأما إخباره عن بعض الفتن على وجه التحديد وتحذيره منها، فقد جاء ذلك في عدد من الأحاديث ومن ذلك مايلي :
فتنة المال :
حذر الله ـ عباده المؤمنين في غير ما آية من فتنة المال والانشغال به عن ذكر الله وطاعته، فهو سبحانه يعلم مواطن الضعف في هذه الكينونة البشرية، ويعلم أن الحرص على الأموال وعلى الأولاد من أعمق مواطن الضعف فيها .
فقال سبحانه : ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَآ أَمْوالُكُم وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [ الأنفال: 28 ] .
إذا لم ينتبه المؤمنون إلى ما عند الله من الأجر العظيم واهتموا له، واهتموا بتحصيله، وجاهدوا أنفسهم في سبيل ذلك ووازنوا بين مابين أيديهم من أموال وأولاد زائلة، وبين ما عند الله من أجر عظيم، باقٍ خالدٍ، فقدّموا الباقي الخالد، على الفاني الزائل، إذا لم يفعلوا ذلك وركنوا بالكلية إلى أموالهم وأولادهم فألهتهم عن ذكر الله، فعند ذلك تكون الخسارة المحققة الماحقة .
عن كعب بن عياض([110]) قال : سمعت النبي > يقول : ( إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال ) ([111]).
فتنة النساء :
قال الله تعالى : ﴿ زُينَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضّةِ وَالْخَيلِ الْمُسَوَّمةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَعُ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَئَابِ ﴾ [ آل عمران: 14 ] .
وقد ذكر ابن كثير /([112]) سبب تقديمه ـ للنساء والابتداء بهن من بين الشهوات الأخرى فقال : ( يُخبر تعالى عما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ من النساء والبنين فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد ).
كما ثبت في الصحيح أنه > قال : ( ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) ، فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثرة الأولاد فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه، كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والاستكثار منه ) ([113]).
وعن أسامة بن زيد ط قال : قال > : ( ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) ([114]).
يقول الحافظ ابن حجر / : ( وفي الحديث أن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن، ويشهد له قوله تعالى: ﴿ زُيِنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ ﴾
[ آل عمران: 14]، فجعلهن من حب الشهوات، وبدأ بهن قبل بقية الأنواع إشارة إلى أنهن الأصل في ذلك ... ) ([115]).
والفتنة بالمرأة تأخذ صوراً متعددة يصعب حصرها، خاصة في هذا الزمان الذي قل فيه التزام النساء بأوامر الشرع، والحرص على الحجاب الذي يصون المرأة من الفتنة .
ثانياً : وصف النبي > للفتن :
فنجد أن النبي r يصف الفتن وصفاً دقيقاً، ويشبهها تشبيهاً بليغاً بأوصاف يفهمها المخاطبون، ويتبن لهم من خلالها شدة الفتن ووجوب الحذر منها، ومن ذلك :
وصفها بأنها كقطع الليل المظلم :
عن أبي هريرة ط أن رسول الله > قال : ( بادروا بالأعمال فتناً كقطـع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً . ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً ، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل ) ([116]).
وقوله > ( كقطع الليل المظلم ) أي : كقطع من الليل المظلم لفرط سوادها وظلمتها وعدم تبيّن الصلاح والفساد فيها .
قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن المباركفوري /([117]) : (وحاصل المعنى تعجلوا بالأعمال الصالحة قبل مجيء الفتن المظلمة من القتل والنهب والاختلاف بين المسلمين في أمر الدنيا والدين، فإنكم لا تطيقون الأعمال على وجه الكمال فيها، والمراد من التشبيه بيان حال الفتن من حيث إنه بشيع فظيع، ولا يعرف سببها ولا طريق الخلاص منها، فالمبادرة المسارعة بإدراك الشيء قبل فواته أو بدفعه قبل وقوعه )([118]).
وصفها بأنها كالظلل :
عن كُرْز الخزاعي ط قال : قال رجل يارسول الله هل للإسلام من منتهى ؟ قال : ( أيّما أهل بيت ـ وقال في موضع آخر : قال : نعم، أَيـُّما أهل بيت ـ من العرب أو العجم، أراد الله بهم خيراً، أدخل عليهم الإسلام ) .
قال : ثم مه ؟ قال : ( ثم تقع الفتن كأنها الظُّلل ).
قال : كلا، والله إن شاء الله ، قال : ( بلى، والذي نفسي بيده ثم تعودون فيها أسَاود صُباً([119]) يضرب بعضكم رقاب بعض، فخير الناس يومئذٍ : مؤمن معتزل في شعب من الشعاب، يتقي الله، ويذر الناس من شره ) ([120]) .
وقوله : ( ثم تقع الفتن كالظّلل ) الظلل : السحاب، والظُّلة : السحابة، ومنه قوله تعالى : ﴿ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ﴾ [ الشعراء: 189 ] ([121])، وشُبِّهت الفتن بالظلَّة لشدة سوادها وكثرتها، وعظم شأنها، وأنها تتبع بعضها بعضاً، فهي متراكمـة كالظّلل ([122]).
فدل الحديث على مجيء الفتن وظهورها وأنها تقع كالظُّلل، وأن الناس سيضرب بعضهم رقاب بعض كما تنصب وترتفع الحية السوداء على الملدوغ فتلدغه، وهذا المقصود بقوله ( أساود صُباً ) ([123]) .
أنها تموج كموج البحر :
عن حذيفة ط أن عمر بن الخطاب ط قال : أيُّكم يحفظ قول رسول الله > في الفتنة ؟ فقال حذيفة : أنا أحفظ كما قال .
قال : هاتِ، إنك لجريء .
قال رسول الله > : ( فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تُكفِّرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ).
قال : ليست هذه، ولكن التي تموجُ كموج البحر.
قال : ياأمير المؤمنين لابأس عليك منها، إن بينك وبينها باباً مُغلقاً .
قال : يُفتح الباب أو يُكسر ؟ قال : لا، بل يكسر.
قال : ذلك أحرى أن لايُغلق . قلنا : علمَ البابَ ؟ قال : نعم، كما أن دون غدٍ الليلة . إني حدَّثتُه حديثاً ليس بالأغاليط .
فهبنا أن نسأله، وأمرنا مسروقاً، فسأله فقال : من البابُ ؟ قال : عمر ) ([124]) .
يقول الأستاذ/حسين بن محسن أبو ذراع الحازمي : ( وفي تشبيهه > الفتن بأنها تموج كموج البحر، إشارة واضحة إلى قوتها وشدتها، ثم إلى تتابعها، وإلى أنه لا يمكن لأحد الوقوف أمامها؛ لأنه لا يمكن لأحد أنْ يقف أمام موج البحر، وأنّ الناس أمام هذه الفتن ستضطرب حركتهم، ويختل توازنهم، وتضيق صدورهم، وينقطع نفسهم، وهذه حال من يصارع الموج.
وإذا علمنا أنّ أمواج البحر تتكاثر وتتعاظم، مع شدة الريح وانتشار السحاب؛ فإنّ لنا أنْ نتصور جو الفتن بأنه جو مظلم.
فالذي يشاهد موج البحر العاتي فتبدو أمامه زرقة البحر مع ظلمة السحاب وكثرته، مع شدة هبوب الرياح وقوتها؛ فكذلك الذي يواجه هذه الفتن، تحيط به الظلمات والأعاصير، فهو مهموم مغموم ظاهراً وباطناً، وللموج صوت وأي صوت؟
ولهذه الفتن صوت، لا يسمع الواقف فيها صوت ما عداها، وإنما تطبق عليه، فهي كالصاخة، فيظل الواقف فيها حيراناً خائفاً قلقاً، يتطلع إلى الأمان ولا يجده، وهل ينجو من البحر وشدة موجه إلا من بعد عنه، وهذا مصداق قوله > : "فخير الناس يومئذ مؤمن معتزل في شعب من الشعاب، يتقي الله، ويذر الناس من شره).
والناس حين يواجهون أمواج البحر مجتمعين، في أية حالة من حالاته، فإنه يسمع لهم صراخ وعويل وتهارش وتخاصم، لا يسمع الواحد منهم الآخر، وكل يريد أنْ ينجو بنفسه، وقد يُغرِق الواحدُ منهم غيرَه لينجو هو)([125]).
أنها لاتدع بيتاً إلا دخلته :
عن عوف بن مالك ط قال : أتيتُ النبيَّ > في غزوة تبوك، وهو في قُبَّةٍ من أَدَمٍ، فقال : ( أعْدُد سِتاً بينَ يَدَيِ الساعةِ : مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ ثُمَّ مُوْتَانٌ : يَأْخُذُ فيكُم كَقُعَاصِ الغَنَمِ، ثم استِفَاضَةُ المالِ حَتَّى يُعطى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطاً، ثمَّ فِتْنَةٌ لايَبْقَى بَيْتٌ من العَرَبِ إلاَّ دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكونُ بَيْنَكُم وبيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِيْنَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً ) ([126]) .
وفي رواية عن عوف بن مالك ط عن النبي > أنه قال : ( ياعوفُ احفظ خلالاً ستاً بين يدي الساعة : ... -وذكر منها-ثم فتنة تكون بينكم حتى لايبقى بيت مؤمن إلاّ دخلته ... ) الحديث ([127])
أنها تُذْهِبُ العُقُول :
عن أبي موسى الأشعري ط قال : كان رسول الله > يحدثنا ( أن بين يدي الساعة الهرج )، قيل : وما الهرج ؟ قال : ( الكذب والقتل )
فقال بعض المسلمين : يارسول الله ! إنّا نَقْتُلُ الآن في العام الواحد، من المشركين كذا وكذا .
فقال رسول الله > : ( إنه ليس بقتلكم الكفار، ولكنه قتل بعضكم بعضاً، حتى يَقْتُلَ الرجلُ جاره، ويَقْتُلَ أخاهُ، ويَقتلَ عمه، ويقتل ابن عمه )
قالوا : سبحان الله ! ومعنا عقولنا ذلك اليوم ؟.
قال : ( لا إلاّ أنه يُنْزَعُ عقولُ أهل ذاك الزمان، حتى يحسب أحدكم أنه على شيء وليس على شيء ) .
وفي رواية : ( لا ([128]). تُنْزَعُ عُقُولُ أكثرِ ذلك الزمان، ويَخْلُفُ له هَبَاءٌ من الناسِ لاعُقولَ لهم ) .
ثم قال الأشعري : والذي نفس محمد بيده لقد خشيت أن تدركني وإياكم تلك الأمور، وما أجد لي ولكم منها مخرجاً فيما عهد إلينا نبينا > إلاّ أن نخرج منها كما دخلناها لم نحدث منها شيئاً ([129]).
أنها كرياح الصيف :
عن حذيفة بن اليمان ط قال :
والله إني لأعلمُ الناس بكل فتنة هي كائنةٌ فيما بيني وبين الساعة وما بي إلا أن يكون رسول الله > أسرَّ إليّ في ذلك شيئاً لم يحدِّثه غيري، ولكن رسول الله > قال وهو يحدث مجلساً أنا فيه عن الفتن . فقال رسول الله r وهو يَعُدُّ الفتن :
( منهن ثلاثٌ لايكدْنَ يَذرْنَ شيئاً، ومنهن فتنٌ كرياح الصيف، منها صغار ومنها كبار ) قال حذيفةُ : فَذَهب أولئك الرَّهْطُ كلهم غيري ) ([130]) .
فتشبيهه > للفتن برياح الصيف يدل على أن فيها بعض الشدة، إذ أن رياح الصيف شديدة وإن كانت هي أخف من رياح الشتاء كما يُفهم من كلام ابن الأثير مجد الدين الجزري / حيث قال عند شرحه لعبارة (كرياح الصيف ) : (يريد أن فيها بعض الشدة، وإنما خص رياح الصيف؛ لأن رياح الشتاء أقوى)([131]). فشبهها > برياح الصيف لتفاوت زمنها، وسرعة مجيئها، وذهابها، وكذلك التفاوت في الشدة، والآثار التي تحدثها، والله أعلم ([132]) .
ثالثاً : بيان المكان والجهة الذي تنشأ منه بعض الفتن :
فنجد أن النبي r حدد أماكن وجهات خروج بعض الفتن ومن تلك الأمكنة التي تكثر فيها الفتن ومن ذلك :
جهة المشرق :
عن أبي مسعود ط يبلغ به النبي r قال : ( من هاهنا جاءت الفتن نحو المشرق ...) ([133]) .
وعنه ط قال : ذكر النبي > :
( اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا ) قالوا يارسول الله : وفي نجدنا ؟ قال : ( اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا ) قالوا يارسول الله :
وفي نجدنا ؟فأظنه قال في الثالثة: (هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان) ([134])
والحاصـل : أن المشرق اختص بمزيد من تسلط الشيطان عليه، وأنه رأس الكفر، ومنبع الفساد، وبؤر الإلحاد والعناد، فجهته ممقوتة غير محمودة، فلذلك ضرب النبي > به المثل بقرني الشيطان .
وقد تسلط الشيطان وأعوانه على تلك الديار أيَّما تسلط.
ومن تسلطه عليه نتج الفساد العريض، والفتن العاصفة المهلكة، عبر الأزمان الغابرة والمعاصرة،كقتل عثمان بن عفان والحسين بن علي ـ ش أجمعين ـ، وموقعة الجمل وصفين، وظهور الفرق المارقة، وحركة القرامطة، وغزو التتار، وغيرها .
ويجدر التنبيه هنا من أنه ليس المراد من ظهور الفتن من المشرق ـ لاسيما العراق ـ ووقوع الزلازل بها، وطلوع قرن الشيطان منها، وأنها رأس الكفر والطغيان، أن أولياء الله لم يوجدوا هناك أو لا يوجدون في المستقبل، بل المراد من تلك الأحاديث أن بلاد العراق وأرض الكوفة منبع لظهور الفتن والزلازل، وجديرة بصدور الشرور والبدع، وأنواع الضلال أكثر من غيرها.
فإذا كان الأمر كذلك فإن الله ـ بحكمته ورحمته سبحانه ـ يبعث من تلك البلاد جهابذة وفحولاً من العلماء ومشاهير الأئمة والأنصار، ونحارير المجتهدين، ليتم حجته على أهلها، وارتحل إليها بعض الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ واستوطنوها، وتولَّد كبار أئمة التابعين في الكوفة والبصرة وبغداد، وانتقل الإمام الشافعي / من مكة إلى العراق لنشر الكتاب وإشاعة السنة، وكان يُلقب هناك بناصر السنة .
وولد بالعراق نفسها إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل / وغيره([135]) من كبار العلماء.
رابعاً : بيان المخرج من الفتن وكيفية التعامل معها :
لم يكتف النبي r ببيان الفتن وأشراط الساعة والتحذير منها، بل أضاف إلى ذلك بيان الواجب على المسلم قبل وقوعها، والمخرج منها بعد وقوعها، وقد ملئت السنة النبوية بعدد كبير من النصوص التي تبين هذا الأمر وتوضحه.
وهذا يدل على كمال الشريعة وعظمها؛ حيث بينت الداء وأبانت عن الدواء .
وذكر تلك النصوص كلها يخرجنا عن المقصود بالبحث، ولذا سوف أورد بعضها باختصار، ومن ذلك ما يلي :
التحذير من الفتن، والحض على تجنبها :
عن سَعْد بْن أَبِى وَقَّاصٍ قَالَ عِنْدَ فِتْنَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ > قَالَ ( إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِى وَالْمَاشِى خَيْرٌ مِنَ الساعي ) .
قَالَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ عَلَىَّ بَيْتِى وَبَسَطَ يَدَهُ إِلَىَّ لِيَقْتُلَنِى. قَالَ: ( كُنْ كَابْنِ آدَمَ)([136])
قال الإمام محمد بن خلف الأبي المالكي([137])/ معلقاً على الحديث :
( الحديث تنبيه على الحذر من الدخول فيه، وحض على تجنبها )([138])
الاستعاذة بالله تعالى من الفتن :
قال الله تعالى :﴿ ربنا لاتجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ﴾ [ الممتحنة : 5]
وعن أبي سعيد الخدري ط عن زيد بن ثابت قال أبو سعيد : ولم أشهده من النبي > ، ولكن حدثنيه زيد بن ثابت قال :
بينما النبي > في حائط لبني النجار، على بغلة له، ونحن معه، إذ حادت به فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة (قال: كذا كان يقول الجريري) فقال: من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟" فقال رجل: أنا. قال "فمتى مات هؤلاء؟" قال: ماتوا في الإشراك. فقال: إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا، لدعوت لله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه.
ثم أقبل علينا بوجهه، فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار.
قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار.
فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر.
قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر. قال: تعوذوا بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
قالوا: نعوذ بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
قال: تعوذوا بالله من فتنة الدجال. قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال)([139]).
المبادرة بالأعمال الصالحة والإكثار منها قبل مجيء الفتن :
عن أُمّ سَلَمَةَ زَوْج النَّبِيِّ > قَالَتْ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ > لَيْلَةً فَزِعًا يَقُولُ :
( سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ الْخَزَائِنِ وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْفِتَنِ مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ [يُرِيدُ أَزْوَاجَهُ لِكَيْ يُصَلِّينَ] رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ) ([140]).
فالعمل الصالح مدفعة للفتن؛ لأنه أعظم أسباب الثبات على الحق، قال الله تعالى ﴿ ولو أنهم فعلوا مايوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً ﴾ [النساء:66]
والله U يجعل لصاحب العمل الصالح نوراً وفرقاناً يميز به بين الحق والباطل، وهو يورث الخشية والخوف من الله تعالى؛ المفضيان إلى كف النفس عن اقتحام لجج الفتن، وهو مشغل لصاحبه عما لايعنيه، ومن لم يشغل نفسه بالطاعة أشغلته بما قد لاينفعه في الدنيا ولا في الآخرة .
لزوم العبادة، والصبر عليها عند نزول الفتن :
فالعبادة في أيام الفتن ثوابها كبير وعظيم يعدل ثواب الهجرة كما قال
النبي > : ( العبادة في الهرج كهجرة إلي )([141]).
قال الإمام النووي / :( المراد بالهرج هاهنا الفتنة واختلاط أمور الناس، وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها، ولايتفرغ لها إلا أفراد )([142]).
وعن أبي هريرة عن النبي > قال: (لا تقوم الساعة حتى يمرَّ الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه)([143]).
قال الإمام القرطبي / : ( وكأن هذا إشارة إلى أن كثرة الفتن وشدة المحن والمشقات والأنكاد اللاحقة للإنسان في نفسه وماله وولده قد أذهبت الدين منه، ومن أكثر الناس، أو قللت الاعتناء به من الذي يتمسك بالدين عند هجوم الفتن، ولذلك عظم قدر العبادة في حالة الفتن حتى قال النبي r : " العبادة في الهرج كهجرة إلي )([144])
العلم :
العلم في حال الفتن هو الكاشف لها، والمبين لحالها وأهلها .([145])
ولذا جعل النبي r رفعه من علامات الساعة فقال :( من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل )([146]).
وكلما ازداد علم الإنسان بربه ودينه زادت بصيرته واطمأن قلبه .
وقد شبه النبي > الفتن بقطع الليل فقال : ( بادروا بالأعمال فتناً كقطـع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل )([147]) ، وليس أي ليل بل الليل المظلم الذي لا قمر فيه ولا ضياء فالساري فيه على شفاء هلكة، إن لم يكن معه ما يبصر به مواقع قدمه، ومجاهل طريقه.
كف اللسان واليد :
فلا يشارك في الفتن بقول ولا فعل لما يترتب على ذلك من إشعال الفتنة، وإذكاء نارها، ولرب كلمة أسالت دماً، وأعقبت ندماً.
عن عبد الله بن عمروب قال : بينا نحن حول رسول الله r إذ ذكر الفتنة أو ذكرت عنده، قال : فقال : ( إذا رأيت الناس مرجت عهودهم وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا - وشبك بين أصابعه - قال : فقمت إليه فقلت : كيف أفعل عند ذلك ؟ جعلني الله فداءك .
قال: فقال لي : الزم بيتك، وأمسك عليك لسانك، وخذ بما تعرف، وذر
ما تنكر، وعليك بخاصة نفسك، وذر عنك أمر العامة ) ([148]).
وعن أبي ذرّ ط قال: قال لي رسول اللّه > : (يا أبا ذرٍّ، قلت: لبيك
يا رسول اللّه وسعديك، فذكر الحديث قال فيه:
(كيف أنت إذا أصاب الناس موتٌ يكون البيت فيه بالوصيف؟) يعني القبر قلت: اللّه ورسوله أعلم، أو قال: ما خار اللّه لي ورسوله.
قال: "عليك بالصبر" أو قال: "تصبر".
ثم قال لي: "يا أبا ذرٍّ" قلت: لبيك وسعديك.
قال: "كيف أنت إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت بالدم؟.
قلت: ما خار اللّه لي ورسوله، قال: "عليك بمن أنت منه.
قال: قلت: يا رسول اللّه، أفلا آخذ سيفي وأضعه على عاتقي؟.
قال: "شاركت القوم إذن.
قال: قلت: فما تأمرني؟ قال: "تلزم بيتك" قلت: فإِن دُخل عليَّ بيتي؟.
قال: "فإِن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق ثوبك على وجهك يبوء بإِثمك وإثمه"([149]).
وعن ابن عمر t أنه سمع النبي r يقول :( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض )([150]).
ففي هذه الأحاديث أمر النبي r بكف اللسان واليد عند حصول الفتنة
لما يترتب على ذلك من زيادتها .
لزوم جماعة المسلمين وإمامهم :
عن حذيفة بن اليمان t قال:كان الناس يسألون رسول الله > عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني.
فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟
قال: (نعم). قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: (نعم، وفيه دخن). قلت: وما دخنه؟ قال: (قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر).
قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟
قال: (نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها).
قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: (هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا). قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم).
قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعضَّ بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك)([151]).
وإنما أمر النبي r بملازمة جماعة المسلمين وإمامهم ؛ لما في ذلك من المصلحة العامة وإن ظن بعض الناس أن الخير في ترك ذلك .
وعن عمر بن الخطاب t أن النبي r قال :( عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة([152])فليلزم الجماعة من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن)([153]).
العزلة عند عموم الفساد :
عن أبي سعيد الخدري ط أنه قال: قال رسول الله > : (يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن)([154]).
وفي حديث أبي بكرة t قال : قال رسول r : ( إنها ستكون فتن. ألا ثم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي فيها، والماشي فيها خير من الساعي إليها، ألا، فإذا نزلت أو وقعت، فمن كان له إبل فليلحق بإبله. ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه"
قال فقال رجل: يا رسول الله! أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض؟ قال "يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر، ثم لينج إن استطاع النجاء.
اللهم! هل بلغت؟ اللهم! هل بلغت؟ اللهم! هل بلغت؟"
قال فقال رجل: يا رسول الله! أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين، أو إحدى الفئتين، فضربني رجل بسيفه، أو يجئ سهم فيقتلني؟
قال: "يبوء بإثمه وإثمك. ويكون من أصحاب النار)([155]).
المبحث الثالث : الحِكم الشرعية في الإخبار عن الفتن وأشراط الساعة .
تـمهيد :
تبين من خلال المبحث السابق أن النبي r قد أخبر أمته بوقوع الفتن، فحفظ ذلك الصحابة، ونسي بعضهم، وذلك من حكمة الله تعالى.
فعن عَمْرَو بْن أَخْطَبَ ط قَالَ : ( صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ > الْفَجْرَ وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَت الظُّهْرُ فَنَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتْ الْعَصْرُ ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَت الشَّمْسُ فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا ) ([156])
وعن عُمَرَ ط قَالَ :( قَامَ فِينَا النَّبِيُّ > مَقَامًا فَأَخْبَرَنَا عَنْ بَدْءِ الْخَلْقِ حَتَّى دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ وَأَهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُمْ، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ )([157])
وعن حُذَيْفَةَ ط قَالَ : ( لَقَدْ خَطَبَنَا النَّبِيُّ > خُطْبَةً مَا تَرَكَ فِيهَا شَيْئًا إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلا ذَكَرَهُ عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ إِنْ كُنْتُ لأرَى الشَّيْءَ قَدْ نَسِيتُ فَأَعْرِفُ مَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ إِذَا غَابَ عَنْهُ فَرَآهُ فَعَرَفَهُ )([158])
وهذا كله داخل في شمول الإسلام لكل شيء كما قال تعالى: ﴿ مافرطنا في الكتاب من شيء ﴾ [ الأنعام: 38 ]
ولاشك أن هذا الكم الكبير بين أيدينا من نصوص علامات الساعة وأخبار الفتن يدل على أهمية هذه الموضوعات وأنها لم تذكر إلا لحكم عظيمة، ومقاصد يريد الشارع تحقيقها.
ومن هذه الحكم _بحسب ماتبين لي من خلال النصوص، ومما ذكره العلماء _ مايلي :
الابتلاء والامتحان :
فنصوص الفتن وأشراط الساعة في الجملة من الغيب الذي يجب الإيمان به، والذي يثيب الله العباد على الإيمان به، وبغيره لا يكون المؤمن مؤمناً، إذ كيف يؤمن بالله ورسوله ثم لايصدق بخبرهما، قال الله تعالى : ﴿ ذلك الكتاب لاريب
فيه ﴾ [ البقرة :1]
فلا يصح إيمان العبد إلا بالإيمان بكل ما جاء به النبي r من أحكام شرعية، ومغيبات ماضية وحاضرة ومستقبلية، والتسليم له بالجميع، وفي هذا ابتلاء وامتحان للعبد، وقد نص العلماء في كتب العقائد على هذا المعنى عموماً، وفيما يتعلق بأشراط الساعة على وجه الخصوص، يقول الإمام الطحاوي/([159]) :
( ونؤمن بأشراط الساعة من خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم × من السماء، ونؤمن بطلوع الشمس من مغربها، وخروج دابة الأرض من
موضعها ) ([160]).
ويقول الإمام ابن قدامة /([161]) : ( ويجب الإيمان بكل ما أخبر به النبي r،وصح به النقل عنه، فيما شاهدناه أو غاب عنا، نعلم أنه حق وصدق، وسواء في ذلك
ما عقلناه وجهلناه، ولم نطلع على حقيقة معناه ... ومن ذلك أشراط الساعة مثل خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم × فيقتله، وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج الدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وأشباه ذلك مما صح به النقل)([162]).
بيان صدق النبي r:
فهي من دلائل نبوته، حيث أخبر عن حوادث المستقبل، ثم هي تتحقق مرة بعد مرة كما أخبر.
ولذا نجد أن المصنفين في دلائل النبوة ([163])يوردون جملة من هذه الأخبار في مصنفاتهم، وقد نقل الإمام المناوي/([164]) عن بعض العلماء قولهم :
( هذا وما أشبهه من أحاديث الفتن من جملة معجزاته الاستقبالية التي أخبر أنها ستكون بعده وكانت وستكون وقد أفردها جمع بالتأليف )([165]).
وقال الشيخ حمود بن عبد الله التو يجري /: (وكل شيء أخبر النبي r أنه سيكون بعده، فوقع الأمر فيه طبق ما أخبر به r،فهو من معجزاتهوأعلام نبوته)([166])
وفي هذه الدلائل زيادة لإيمان المؤمنين، وإقامة للحجة على الكافرين.
قال أيضاً / : ( وظهور المعجزات بعد زمان النبوة، ولاسيما في هذه الأزمنة البعيدة عن زمنه r، مما يزيد المؤمنين إيماناً، وتصديقاً بما أخبر به من الغيوب الماضية والغيوب الآتية، ممالم يقع بعد )([167]).
ومن ذلك ماوقع من مقتل عثمان بن عفان t،فعن أبي موسى الأشعري t قال : ( كنت مع النبي > في حائط من حيطان المدينة، وفي يد النبي > عود يضرب به بين الماء والطين، فجاء رجل يستفتح، فقال النبي > : (افتح له وبشره بالجنة).
فذهبت فإذا أبو بكر، ففتحت له وبشرته بالجنة، ثم استفتح رجل آخر فقال: (اقتح له وبشره بالجنة).
فإذا عمر، ففتحت له وبشرته بالجنة، ثم استفتح رجل آخر، وكان متكأ فجلس، فقال: (افتح له وبشره بالجنة، على بلوى تصيبه، أو تكون).
فذهبت فإذا عثمان، ففتحت له وبشرته بالجنة، فأخبرته بالذي قال: قال: الله المستعان).([168])
قال الإمام القرطبي / : ( وقال بعض العلماء : لو اجتمع أهل المشرق والمغرب على نصرة عثمان، لم يقدروا على نصرته؛ لأن رسول الله r أنذره في حياته وأعلمه بالبلوى التي تصيبه، فكان ذلك من المعجزات التي أخبر بوقوعها بعد موته r، وما قال رسول الله r شيئاً قط إلا كان )([169]).
تثبيت قلوب المؤمنين والشد من أزرهم في مواجهة الفتن :
حيث أنهم قد وعدوا بها، فهي تشد من أزرهم وتعينهم على معرفة الحق وعدم الزلل، وتعطيهم القدرة على تحديد الموقف الصحيح أثناء نزول الفتن، وخاصة أنها تقترن ببيان المنهج الصحيح، والطريقة السليمة في التعامل معها،
وعندما اشتد الحصار على المسلمين في معركة الأحزاب، وبلغت القلوب الحناجر، من شدة الخوف والفزع، تذكر الصحابة ش ماوعدهم الله به، وماوعدهم به رسوله r، فكان ذلك سبب تثبيت لهم في المعركة.
قال الله ﻷ : ﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾ [ الأحزاب: 22 ]
وفي أزمة الفتن قد يخفى على بعض المؤمنين وجه الحق فيها، فجاءت النصوص لتجلي للمؤمنين السبيل.
وأضرب لذلك بمثالين :
أحدهما يتعلق بالفتن والآخر يتعلق بأشراط الساعة :
فأما الأول : فعن زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ فَأَتَيْتُهُمْ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ :
( كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ > فِي سَفَرٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً، فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ وَمِنَّا مَنْ، يَنْتَضِلُ وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ > الصَّلاةَ جَامِعَةً.
فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ > فَقَالَ : إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا.
وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ.
فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ، وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ، فَلْيُطِعْهُ إِنْ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ).
فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ، آانْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ >، فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ وَقَالَ : سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي.
فَقُلْتُ لَهُ : هَذَا ابْنُ عَمِّكَ مُعَاوِيَةُ يَأْمُرُنَا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا بِالْبَاطِلِ وَنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا وَاللَّهُ يَقُولُ : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾
قَالَ فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ : أَطِعْهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ ) ([170])
فيُلحظ أن النبي r أرشد الصحابة ش إلى الطريق السليم في مواجهة الفتن فقال :
(فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ، وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنْ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ).
وأما المثال الآخر: فهو عن أشراط الساعة، فإن النبيr عندما أخبر الصحابة ش بالدجال، ومدة مكثه في الأرض كما في حديث النواس بن سمعان ط في الدجال، حيث قال الصحابة: (قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الأَرْضِ قَالَ: أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْر،ٍ وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ،
قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلاةُ يَوْمٍ قَالَ لا اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ )([171]).
فبهذا البيان والإخبار يُعلم المؤمن ماالذي يجب عليه .
بيان رحمة الله ﻷ بعباده :
حيث إنه يبين لهم مايحتاجون إليه، ويرشدهم إلى المخرج من الفتن والمحن .
عن أبي موسى ط قال: قال رسول الله > :(إن بين يدي الساعة أياما، يرفع فيها العلم، وينزل فيها الجهل، ويكثر فيها الهرج.) والهرج القتل ([172]).
قال أبو إدريس الخولاني : (إنها فتن قد أظلت كجباه البقر، يهلك فيها أكثر الناس، إلاَّ من كان يعرفها قبل ذلك)([173]).
ولذا كان حُذيفة t يقول: ( لوددتُ أنّ عندي مئة رجل قلوبهم من ذهب، فأصعد على صخرة، فأحدّثهم حديثاً، لا يضرهم بعده فتنةٌ أبداً، ثم أذهب فلا أراهم، ولا يروني أبداً)([174]).
ويُستفاد مِن هذا الأثر: أنّ العلم اليقيني بالفتن سببٌ مِن أسباب البُعد عنها .
حث النفوس على الاستعداد لقيام الساعة :
فمن فائدة هذه الأخبار إشعار العباد بقرب المعاد ليستعدوا له الاستعداد المناسب، إذ هو المقصود أصالة بذكر هذه النصوص، ولذا نجد أن النبي r يربط بين هذا المعنى وبين أشراط الساعة، ومن ذلك أنه لما سئل: متى الساعة؟ قال: (وماذا أعددت لها) ؟ ([175])، وفي لفظ: (ويلك وما أعددت لها)([176]).
فتأمل حسن إرشاده > للسائل وصرفه إلى ما يعنيه ويفيده من شأن الساعة وهي قضية الإعداد .
وعن أبي هريرة ط أن رسول الله > قال: (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا)([177]).
قال الإمام النووي / : (مَعْنَى الْحَدِيث الْحَثّ عَلَى الْمُبَادَرَة إِلَى الأَعْمَال الصَّالِحَة قَبْل تَعَذُّرهَا، وَالاشْتِغَال عَنْهَا بِمَا يَحْدُث مِنْ الْفِتَن الشَّاغِلَة الْمُتَكَاثِرَة الْمُتَرَاكِمَة، كَتَرَاكُمِ ظَلام اللَّيْل الْمُظْلِم لا الْمُقْمِر، وَوَصَفَ > نَوْعًا مِنْ شَدَائِد تِلْك الْفِتَن، وَهُوَ أَنَّهُ يُمْسِي مُؤْمِنًا ثُمَّ يُصْبِح كَافِرًا أَوْ عَكْسه، شَكَّ الرَّاوِي وَهَذَا لِعِظَمِ الْفِتَن يَنْقَلِب الإِنْسَان فِي الْيَوْم الْوَاحِد هَذَا الانْقِلاب، وَاَللَّه أَعْلَم)([178])
وعنْه t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ > قَالَ : ( بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتًّا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، أَوْ الدُّخَانَ، أَوْ الدَّجَّالَ، أَوْ الدابة، أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ، أَوْ أَمْرَ الْعَامَّةِ )([179])
فالنبي r ربط بين المبادرة بالعمل وبين أشراط الساعة .
وعَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ، أَنَّ النَّبِيَّ > دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ: (لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ) وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟
قَالَ: (نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ)([180]).
قال ابن بطال / : (أنذر النبي > في حديث زينب بقرب قيام الساعة كي يتوبوا قبل أن تهجم عليهم)([181]).
يقول الحافظ ابن حجر/ : ( والحكمة في تقدم الأشراط إيقاظ الغافلين، وحثهم على التوبة والاستعداد) .([182])
وقال القرطبي / : ( قال العلماء – رحمة الله عليهم : والحكمة في تقديم الأشراط ودلالة الناس عليها، تنبيه الناس عن رقدتهم، وحثهم على الاحتياط لأنفسهم بالتوبة والإنابة، كيلا يعافصوا بالحول بينهم وبين تدارك الفوارط منهم، فينبغي للناس أن يكونوا بعد ظهور أشراط الساعة قد نظروا لأنفسهم، وانفطموا عن الدنيا، واستعدوا للساعة الموعود بها، والله أعلم، وتلك الأشراط علامة لانتهاء الدنيا وانقضائها )([183]).
وقال المناوي /: (المراد الحث على المسارعة بالعمل الصالح قبل تعذره أو تعسره بالشغل عما يحدث من الفتن المتكاثرة المتراكمة كتراكم الليل)([184]).
فأشراط الساعة مواعظ تزجر القلوب لتُقبل على علام الغيوب -جل وعلا-، وقد كان السلف الصالح – رحمهم الله – ينظرون للساعة وعلاماتها على أنها اليوم أوغداً، وليس كما ينظر لها بعض أهل زماننا الذين غرهم طول الأمل، وأصبحت علامات الساعة أحاديث تقرأ على الناس دون استشعار لمعانيها وقربها .
فتح باب الأمل، والاستبشار بحسن العاقبة لأهل الإيمان إذا ادلهمت الخطوب، وضاقت الصدور:
فيشعر المسلم بالطمأنينة لما تشير إليه من مبشرات لمستقبل الصراع مع الكفر والضلال، فلا ينزعج المسلم، ولا يحزن ولا يقلق لما يرى من ضعف أو انحراف ؛ لأنه يعلم علماً يقينياً أن النصوص من القرآن والسنة بشرت بالتمكين للدين، وظهوره على الدين كله ولو كره الكافرون ([185]).
مساعدة المسلم على تفسير كثير من التغيرات والأحداث التي تحدث في المجتمعات المنتسبة إلى الإسلام، والتي خرجت على قواعد وتعاليم الإسلام :
حول هذا المعنى يقول الدكتور محمد بن عبد الله الشباني : ( أحاديث الفتن التي تحدثنا عن مايقع من أمور في القيم الاجتماعية، تجعل المسلم في زمن التغير وحصول هذه الأحداث، لايتأثر ويصاب بالذهول والانتكاس، بل إنه يتقبل هذه التغيرات ويتكيف معها، دون أن ينحرف عن تعاليم دينه، بل إن هذه الأحاديث تعطيه قوةً ومنعةً، فلا يتأثر بما يشاهده من تغيرات اجتماعية، وخروج عن القيم.
وعندما يتمسك بها مع أن الواقع الاجتماعي للمجتمع الذي يعيش فيه يحاربها، فالأخبار الواردة عن حدوثها تجعل المسلم يدرك أن مايحدث لايعني أنه المنهج الصحيح، وبالتالي تكون هذه الأحاديث مثل أمصال التطعيم التي تقيه من أن ينحرف مع التيار.
بل ستدفع الفرد المسلم إلى العمل على إعادة الواقع المنحرف إلى المنهج الصحيح باستخدام أحاديث الفتن لإعادة الإيمان بالقيم والتمسك بها ) ([186]).

الفصل الثاني
تنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة على الحوادث
والموقف الشرعي منه.
ويشتمل على أربعة مباحث :
المبحث الأول: المراد بتنزيل هذه النصوص على الحوادث وحكمه.
المبحث الثاني: أمثلة على تنزيل بعض العلماء للنصوص على واقع معين.
المبحث الثالث: أسباب تنزيل النصوص على الحوادث، والآثار المترتبة عليه .
المبحث الرابع: الضوابط المعتبرة لتنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة على الحوادث.
المبحث الأول : المراد بتنزيل هذه النصوص على الحوادث وحكمه.
تعريف التنزيل في اللغة:
تدور كلمة التنزيل في كتب اللغة على معاني متعددة منها:الحلول، والترتيب، والتمهل، والتهيئة، والتقدير الجيد، والكمال، والفضل، والعطاء، والبركة، والصلابة، والاتساع، والبعد.([187])وكل هذه المعاني تدور على محور واحد هو: إيقاع الأمر على الوجه اللائق به، في الموضع المهيأ له، في ترتيب محكم، ونظر ثاقب، بما يجلب الكمال ويحيط الأمر بالنماء والعطاء والبركة.
ومن أقوال أهل اللغة في هذا :
أ_ قال ابن منظور/ : (النُّزُول الحلول )([188]).
ب_ وقال الجوهري / : (والتنزيل أَيضاً الترتيبُ) ([189]).
د_ وقال الأزهري / : (وقال الليث: النزُول: ما يُهيأَ للضيف إذا نَزَل)([190]).
تعريف التنزيل في الاصطلاح:
قبل تعريفه تجدر الإشارة إلى أن بعض الكتاب والمؤلفين أطلق كلمات ومصطلحات متقاربة ومطابقة لمصطلح التنزيل، مثل: الإيقاع والإسقاط والتطبيق والإجراء.
وممن عرفه :
1_ الشيخ حسن مشهور آل سليمان حيث قال: (إذ مرادنا منها: إيقاع الأحاديث والآثار التي فيها إخبار عن أحداث ووقائع مستقبليّة على واحدة نازلة منها، بحيث لا يكون المراد بها إلا هذه النازلة دون سائرها، وكأن هذه النازلة رفعت وأزالت المعاني المتوقعة عن المحل الذي يُنزَّل فيه النص).([191])
2_ الشيخ محمد إسماعيل المقدم حيث قال : ( محاولة المطابقة بين النصوص الواردة في أحداث آخر الزمن، وبين بعض الوقائع المعاصرة والمتوقعة )([192])
وبالنظر لما ذُكر وألف في تنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة على الأحداث، ولما ورد من معاني التنزيل في اللغة يمكن تعريف التنزيل بما يلي:
هو الحكم على الأشخاص والحوادث المعينة الماضية أوالحاضرة أوالمستقبلة بما تضمنته نصوص الفتن وأشراط الساعة على سبيل الجزم والقطع.([193])
حكم التنزيل:
أ_ تمهيد :
حكم تنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة على الحوادث يتبين بعد الإشارة إلى مقدمتين مهمتين وهما:
المقدمة الأولى: موقف الناس من الفتن وأشراط الساعة.
والمقدمة الثانية: تحرير محل النزاع.
فأما المقدمة الأولى : فإن الدارس لما كتب في الفتن وأشراط الساعة يلحظ أن الناس في موقفهم من نصوصها على طائفتين:
الطائفة الأولى:الذين أنكروا بعض أشراط الساعة وخاصة الدجال، ونزول عيسى u، ويأجوج ومأجوج والدابة، فالدجال مثلاً أنكره من المتقدمين :
بعض الخوارج([194]) والجهمية([195]) وبعض المعتزلة([196])، قال الحافظ ابن حجر /: (وَقَدْ خَالَفَ فِي ذَلِكَ بَعْض الْخَوَارِج وَالْمُعْتَزِلَة وَالْجَهْمِيَّة فَأَنْكَرُوا وُجُوده وَرَدُّوا الأحَادِيث الصَّحِيحَة،وَذَهَبَ طَوَائِف مِنْهُمْ كَالْجُبَّائِيِّ([197]) إِلَى أَنَّهُ صَحِيح الْوُجُود، لَكِنْ كُلّ الَّذِي مَعَهُ مَخَارِيق وَخَيَالات لا حَقِيقَة لَهَا) ([198]).
وقال الإمام ابن كثير /: (وقد أنكرت طوائف كثيرة من الخوارج والجهمية وبعض المعتزلة خروج الدجال بالكلية، وردوا الأحاديث الواردة فيه فلم يصنعوا شيئاً، وخرجوا بذلك عن حيز العلماء لردهم ما تواترت به الأخبار الصحيحة من غير وجه عن رسول الله r)([199]).
وممن أنكره من المتأخرين : مقلدين فيه من سبق محمد عبده([200]) – مع تناقضه في ذلك تارة بالنفي وتارة بالإثبات، لكن مع تفسيرها تفسيرات غريبة توافق العصركما يقال - وتبعه على ذلك عدد من الكتاب والمؤلفين منهم :
محمد فهيم أبو عبيه،([201]) وإن كان تارة يزعم أنه رمز للخرافات والدجل واستشراء الباطل وأنه ليس من بني آدم، وتارة يثبته ولكن ينفي ما مع الدجال من خوارق.
قال في مقدمة تعليقه على كتاب النهاية في الفتن والملاحم للإمام ابن كثير /: (ثم سرنا مع القائلين بأن ظهور المهدي، ونزول عيسى u،هما رمزان لانتصار الخير على الشر، وأن الدجال رمزلاستشراء الفتنة، واستعلاء الضلال فترة من الزمن).([202])
وكذا قال مصطفى محمود:( والمسيخ الدجال قد ظهر بالفعل... مدنية العصر الذري، العوراء العرجاء التي تتقدم في اتجاه واحد، وترى في اتجاه واحد؛ هو الاتجاه المادي)([203]) .
ومحمود أبوريه،([204])ومحمد فريد وجدي([205])، وعبدالرزاق نوفل([206])، وأحمد أمين،([207]) والمهندس جواد عفانه([208])،ود.كامل سعفان([209])، والقرآنيون([210]).([211])
وغيرهم ممن يصعب حصرهم، وقد أرجعوا إنكارهم إلى عدد من الأسباب وهي على سبيل الإجمال:
1- أن الأحاديث فيها جاءت من طريق الآحاد وهي تفيد الظن عندهم.
2- أن بعضها ورد من طريق إسرائيلية.
3- أنها تخالف العقل وما وصلت إليه الحضارة في عصرهم.
4- تناقض الأحاديث الواردة في ذلك كما يزعمون.
وليس هذا موضع مناقشتهم، والرد عليهم فقد تكفل بالرد عليهم جمهور من أهل العلم وأنصار السنة.([212])
الطائفة الثانية: الذين صدقوا بنصوص الفتن وأشراط الساعة كما جاء في القرآن والسنة، وهم في إيرادهم للنصوص على طبقات كمايلي :
أ_ منهم من كان همه جمع النصوص من الأحاديث والآثار، كالإمام نعيم بن حماد في كتابه الفتن، والإمام ابن حبيب /([213]) في كتابه (أشراط الساعة وذهاب الأخيار وبقاء الأشرار)، والإمام أبو عمرو الداني /([214]) في كتابه (السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها)، وبعضهم يروي الأحاديث بأسانيده، وقد بذلوا وسعهم في ذلك.
ب_ ومنهم من حاول تمييز الأحاديث الصحيحة من الضعيفة، وسلك في هذا الباب مسلك التحقيق والتخريج وتطبيق قواعد المحدثين في الحكم على الأحاديث، وممن سار على هذا المنهج على سبيل المثال مع من سبق، الإمام ابن كثير /،والشيخ حمود بن عبدالله التويجري /، وعدد من الرسائل العلمية في الفتن وأشراط الساعة ، وغيرهم ممن يصعب الإحاطة به.
ج_ ومنهم من اعتمد على الكتب السابقة في جمع النصوص في الباب مع اعتماده على تخريجات بعض العلماء للأحاديث والآثار، وأحياناً يوردون بعض الأحاديث دون بيان درجتها من الصحة أو الضعف.
وهذا المنهج يغلب على عدد كبير من المؤلفات في الفتن وأشراط الساعة في العصر الحاضر، ولو جمعت عدداً كبيراً مما ألف في الفتن وأشراط الساعة لما وجدته يختلف إلا في اسم الكتاب.
وبعض هذه المؤلفات قامت بإنزال بعض تلك النصوص على أحداث ووقائع مختلفة _ كما سيأتي _ فمقل ومستكثر.
وأما المقدمة الثانية: وهي تحرير محل النزاع.
قبل البدء في بيان محل النزاع أشير إلى عدد من المسائل المتفق عليها وهي :
1_ أن الغاية والهدف من ذكر الفتن وأشراط الساعة هو التحذير، وتنبيه الناس من الغفلة، وهو فعل النبي r، وهو الذي قصده العلماء من جمعهم للنصوص الواردة فيها.
2_ أن القول بأن بعض مادلت عليه النصوص قد وقع في الماضي دون جزم لاحرج فيه أيضاً، وهو مافعله بعض الصحابة y وبعض العلماء في مصنفاتهم، وهو ماعناه العلماء عندما قسموا أشراط الساعة إلى ثلاثة أقسام:
* قسم ظهر وثبت ظهوره بالكتاب والسنة أو بتواتر الخبر الصحيح عمن سلف. مثل بعثة النبي r، وموته، وتمني رؤيته، وفتح بيت المقدس وغيرها.
* وقسم وقعت مبادؤه وظهر الكثير منه، ولم يستحكم بعد، بل لاتزال تظهر وتزيد وتكثر، ومن هذا القسم تقارب الزمن، وإلقاء الشح، وتضييع الأمانة، ونحو ذلك مما أخبر به النبي r ووقع بعضه ولا يزال يقع حتى اليوم ([215]).
* والعلامات العظام والأشراط الجسام التي تعقبها الساعة، والتي لم يقع منها شيء حتى الآن، منها الدجال، ونزول عيسى r، ويأجوج ومأجوج، والدابة، وغيرها.
وبعد هذا الاتفاق يتبين لنا أن محل النزاع، هو في تنزيل ماورد في الفتن وأشراط الساعة من النصوص المخبرة عن الحاضر والمستقبل على أشخاص بأعيانهم،أو حوادث معينة، بأن يقال أن فلاناً ابن فلان الوارد في النص هو فلان من الناس، أوأن الحادثةً المعينة هي بعينها التي قصدها الشارع مع الجزم بذلك.
ب_ الآراء في حكم التنزيل :
بعد تحرير محل النزاع وبعد تتبع الأقوال في حكم التنزيل، وممارسة بعض المنزلين، تبين لي أن الآراء في حكمه تنحصر في رأيين :
الرأي الأول: من لا يرى حرجاً في إنزال هذه النصوص على الحوادث والأشخاص،مع الجزم بذلك والاقسام عليه عند البعض، متأثرين في تنزيلها بعوامل متعددة.
يقول أمين محمد جمال الدين: (لقد كنت حريصاً ألا أتورط في تنزيل الأحاديث على الواقع، ليس لعدم جواز ذلك كلا،فإنه جائز بل يجوز الحلف بالله على غلبة الظن، وإنما منعاً للجدل وتحرزاً عن الدخول في متاهات المشغبين، ممن لم تتسع دائرة علمهم، ولم ترسخ بعد في العلم أقدامهم، ولكن هيهات... أما الآن وبعد أن أصبح الناس كلهم أو جلهم يتوقعون حروباً وملاحم، تتجمع أسباباً وتتسارع وتيرتها، وتكاد تدق الأبواب، فإنني لا أجد غضاضة ولا حرجا في ذكر ما أعلم، وتنزيل الأحاديث على الواقع بل أستطيع أن أقسم على ذلك، وأظن أن أحداً الآن لايجرؤ على خلع برقع الحياء، فيجادل أو يشغب إلا من أراد أن يشتهر أو يتكسب فإن الأمر قد جد جده، ولم يعد هناك وقت للتهريج ) ([216]).
ويقول محمد عيسى داود متحدثاً عن الأطباق الطائرة : ( وأقسم لكم بالله غير حانث أنهم من هذه الأرض، ومن أبنائها، ولكنهم رجال المسيخ الدجال، وتلك الأطباق من اختراعه الذي سبق به زماننا بقرون )([217]).
وأصحاب هذا الرأي انقسموا في طريقة تعاملهم مع النصوص إلى أقسام ثلاثة هي:
القسم الأول: من يرى أن تفسر النصوص تفسيراً جديداً يناسب الزمان وما حصل فيه من تقدم وحضارة، ويعتبرون ذلك تجديداً في الخطاب الديني وفهماً جديد لها، فأهل العلم قديماً شرحوا الأحاديث بحسب ماأدركته عقولهم، وجدَّ في عصرهم من حوادث ووقائع، بل إنهم لم يحاولوا التوفيق بين دلالة النصوص اللفظية وبين دلالتها على الواقع، وممن تبنى هذا القول :
1_ أحمد بن محمد بن الصديق الغماري([218]) حيث يقول: (وأما ماوقع في زماننا هذا من انقلاب الأحوال، وتغيرها وفساد الأخلاق وتبدلها وماظهر من الأمور العظيمة والحوادث الجسيمة والمخترعات العجيبة، فلم أر أحداً تصدى لجمعه واستخراج ماينص أو يشير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية إليه، وإن كان جل ذلك مذكوراً في كتب أشراط الساعة وأبوابها من دواوين السنة، لكنها مسرودة سرداً لايهتدي غالب الناس معه إلى تطبيقها على ماوردت فيه، ولا تنزيلها على ماأشير بها معه إليه، فإنه > أخبر بذلك مرة بطريق التصريح وأخرى على جهة التشبيه والتمثيل والإشارة والتلويح، حسبما يقتضيه المقام ويفهمه أهل كل زمان؛ لأنه > أوتي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصاراً، ولذلك خاض العلماء في تفسير تلك الأحاديث وشروحها بحسب ماأدركته عقولهم، ووصلت إليه أفهامهم، وحملها أهل كل زمان على ماكان في زمانهم، وطبقوها على ماظهر فيه من الحوادث والتغيرات والأحوال والمبتدعات.
وإن كان فيها ماهو صالح لذلك إلا أن أكثرها في الحقيقة وارد في هذا الزمان، فهو في أحواله وحوادثه كالنص وفيما ذكروه كالظاهر والمؤول، بل فيها ماهو نص قاطع في حوادث زماننا لايقبل حملهم ولا يحتمل تأويلهم ) ([219]).
2_ الدكتور فاروق الدسوقي الذي بين شدة تأثره بمنهج الغماري فقال: (إن الذي أولجني بهذا الباب، ووضعني في مدينة هذا العلم: هو فضيلة الشيخ العالم الحافظ أحمد بن صديق الغماري /، وذلك بكتابه القيم الرائد السابق لعصره )مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به خير البرية ) فهو الرائد الأول في عصرنا في مجال علم مطابقة النصوص على الأحداث) ([220]).
3_ محمد بن سيف العتيبي المعروف بـ (جهيمان)([221]) حيث يقول وهو ينتقد العلماء الذين صنفوا في الفتن قبله: (لاحظت فيما كتبوا عدم التوفيق والربط بين دلالتها وتطبيقها على الواقع الذي وردت فيه، لذلك تجد القارئ في تلك الكتب يجد فيها شيئاً من التعارض، بل في بعض المواضع لايكاد يفقه مادلت عليه، مع أنهم يعذرون في عدم معرفة ذلك؛ لأنهم لم يروا مارأينا)([222]).
4_ الدكتور: جمال على تايه حيث يقول : ( إن معظم ماكتب قد تمت كتابته بالطريقة القديمة التي لم تربط المعلومات الواردة في الأحاديث بالواقع الذي نعيشه الآن، هذا الموضوع الذي نحن بصدده قد تكلم فيه بعض من الأقدمين والمحدثين.
وأنا سأحاول أن أفسر بعض الغموض الذي يكتنف النصوص التي تتحدث عن موضوع علامات الساعة، وبخاصة مايتعلق منه بالمسيح الدجال وعلاقته بالعلامات الأخرى ذات العلاقة)([223]) ([224]).
القسم الثاني: من يرى تنزيل النصوص على الأشخاص مع تحديد المسميات، وممن ذهب إلى هذا :
1_ فهد سالم : حيث نزل كل شخصية وردت في بعض الآثار، ولو كانت ضعيفة على الواقع، فالأبقع ياسر عرفات، والرجل المشوه هو الشيخ أحمد ياسين، والأصهب حافظ الأسد، وعمر البشير هو الـ (رجل أسمر([225]) يملؤها -أي أفريقية- عدلاً ثم يسير إلى المهدي فيؤدي إليه الطاعة ويقاتل عنه) ([226]).
2_ الأستاذ أمين محمد جمال الدين : حيث نزل بعض الأحاديث على الجماعات والطوائف؛ فأصحاب الرايات السود هم قوات طالبان وتحالف الشمال، وأما الرايات الصفرفالقوات الغربية الأجنبية، وقنطرة مصر هي قناة السويس،ورئيس هيئة أركان القوات المشتركة في أفغانستان الجنرال ريتشارد مايرز هو الأعرج، ويخبر أمين محمد عن نفسه بأنه لما رآه (مقبلا على عكازين، ليعلن للشعب الأمريكي بدء عمليات القوات المشتركة الجوية، والبرية، والبحرية ضد أفغانستان، فقلت: الله أكبر صدقت يا رسول الله) ([227]).
القسم الثالث: من يرى ضرورة أن لا نتمسك بحرفية النصوص، وإنما ينبغي تأويلها حتى يتوافق النص مع الواقع والعقل، وخاصة بعض أشراط الساعة كالدجال، ولذا عمد بعضهم إلى تأويل وتحريف النصوص وصرفها عن ظاهرها ([228])، والدافع لهم هو توهم التعارض بين النصوص في أشراط الساعة وبين العقل.
وممن ذهب إلى هذا المنهج وحاول تقريره :
1_ محمد منير إدلبي حيث بنى كتابه في الدجال على التأويل والتفسير الرمزي لما ورد فيه من أحاديث([229])
2_ د. جمال علي تايه حيث يرى أن إخبار النبي > للصحابة بأحداث المستقبل فيه صعوبة بالغة من جهة تصور ماسيقع، ولذا احتاج النبي > لاستخدام الرمز للأشياء التي لم تكن على عهده، بمعنى أنه يحدث الصحابة بشي ويقصد شيئاً آخر.([230])
قلت : وهذه الطريقة في التعامل مع النصوص تؤدي إلى أن ظواهر النصوص التي حدث بها الرسول r غير مراده، ، وهذا لاشك أنه من الكذب
والتدليس، وهل يعقل أن يفعل هذا الرسول r الذي أوتي جوامع الكلم، وهو
يستطيع أن يعبر عن المراد بلفظ يفهمه كل المخاطبين في كل زمان بمقتضى اللغة العربية؟!.
أدلة أصحاب الرأي الأول :([231])
ومن أدلتهم على جواز التنزيل ما يلي:
عن محمد بن المنكدر قال: ( رأيت جابر بن عبد الله t يحلف بالله أن ابن صائد الدجال فقلت أتحلف بالله قال إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي > فلم ينكره النبي >)([232]).
وممن ذهب إلى أن ابن صياد هو الدجال: عبدالله بن مسعود، وأبو ذر الغفاري، وعبدالله بن عمر ش وغيرهم .
قالوا : فهذا تحديد من الصحابة بأن الدجال هو ابن صياد، وقد أقرهم النبي > على ذلك .
2- أن أحاديث الفتن وأشراط الساعة، لا ارتباط لها بالعقائد والأحكام، والمنهج المتبع في أحاديث الفتن وأشراط الساعة يختلف بلا ريب عن المنهج المتبع في أحاديث الحلال والحرام،وأن الكذب والوضع في الأحاديث هو متعلق دائماً بمسائل الأحكام والعقائد، وقلما يكون ذلك في الفتن والملاحم، والأخبار المستقبلية.
وعليه فلا مانع من تنزيل ماورد على الحوادث والجزم بذلك.
أن الرسول r قد أخبر حذيفة بن اليمان t بالفتن التي ستحصل إلى يوم القيامة فلم يخبر حذيفة الناس بذلك، فدل على أن هذا مما لم يتكفل الله بنقله إلينا، وأنه ليس من العلم الذي يأثم حامله بكتمانه، وكذلك أبوهريرة t فقد قال (حفظت من رسول اللّه r جرابين، فأما أحدهما فبثثته فيكم، وأما الآخر فلو بثثته لقطعتم هذا البلعوم‏)([233]).
وعليه يقولون: لابد من التساهل في أحاديث الفتن والأمور المستقبلية، خاصة أن غالب أهل الحديث لم يولوها أهمية بنفس المقدار الذي أعطوه للأحاديث الفقهية والعقائدية، حتى أن الإمام أحمد بن حنبل / كان يرى أن هناك ثلاثة أمورلم يصح فيها شيء: التفسير والفتن والملاحم.([234])
فهذا يعني أن الإمام أحمد بن حنبل / يرى أن كل حديث في الفتن معلول. يقول أحدهم وهو يحاول أن يبرر عدم اهتمام العلماء بهذه النصوص: (إن عدم تركيز المسلمين في العصور الأول على الأخبار المستقبلية؛ بسبب اهتمامهم بحفظ أصول وأركان الإسلام من عقيدة وعبادات ومعاملات وعقوبات... وأيضاً خوفهم من أن يتداخل ما حدث به رسول الله r بما أخذه الصحابة والتابعون عن مسلمة أهل الكتاب، وما وجدوه في كتبهم، كل هذه العوامل جعلت أئمة الحديث الكبار عندما صنفوا كتبهم الجامعة للسنة النبوية أن يوردوا فيه الأخبار المستقبلية بعمومها دون الاهتمام بإيراد بعض التفصيلات المهمة لفهم هذه النصوص العامة)([235])
الرأي الثاني: يقولون أن ما أخبر به النبي > من نصوص في الفتن وأشراط الساعة، سيقع كما أخبر ولابد، لكن يجب البعد عن الجزم بتنزيل النصوص على حوادث معينة وتواريخ محدده،لم يرد في تحديدها نص، فما تركه النبيr بلا تحديد فيجب أن يترك بلا تحديد.
فليس بالضرورة أن كل قضية معينة أو حدث في الأمة أو مصيبة أو نصر أو غير ذلك، أن يقال هذا هو الذي أخبر به النبيr ، وإنما يقال لعل هذا يندرج تحت ما أخبر به النبي r، بل إن الجزم قد يكون من ادعاء علم الغيب.
ومما ينبغي أن يفهم أن هناك فرقاً بين الإخبار بجنس الحوادث وبين الإخبار بحادثة بعينها ([236]).
فما أخبر به النبيr ؛ إما أن يكون عن أشخاص سيكونون في الأمة، وإما أن يكون المٌخْبَر به أحوال وأوصاف للناس عامة، أو لبعضهم خاصة، أو للأزمنة أو الأمكنة، فتنزيل النصوص على الأزمان المعينة والأشخاص المعينين على قسمين:
القسم الأول : تنزيل تام : بأن يقول أن المقصود بالحديث الفلاني هو هذا الزمان بالذات، أو أن المقصود بالشخص الفلاني المذكور في حديث كذا هو فلان ابن فلان ونحو ذلك .
وهذا النوع من التنزيل لايجوز، لما يترتب عليه من عواقب وخيمة وآثار جسيمة، ولو لم يكن من ذلك إلا حدوث فتن جديدة ليست هي المقصود بالنص لكفى ..
القسم الثاني : تنزيل جزئي، أو تنزيل معنى بأن يقال : أن معنى ماورد في النص الفلاني قد وقع شيء منه في زماننا هذا، وذلك وفق ضوابط شرعية.
وهذا التنزيل يختلف عن تنزيل أصحاب الرأي الأول بعدم الجزم، وعدم الخوض فيما سيحدث، وإنما كلامهم فيما وقع قبل زمانهم أو في زمانهم، مع عدم القطع والجزم، وإنما بحسب ماظهر لهم من فهم النصوص على ماتدل عليه قواعد الاستنباط ([237]).
وممن قال بهذا الرأي وكلامه يدل عليه:
1_ صنيع العلماء في مؤلفاتهم عن الفتن وأشراط الساعة .([238])
2_ الإمام القرطبي /: (والذي ينبغي أن يقال به في هذا الباب، أن ماأخبر به النبي r من الفتن والكوائن أن ذلك يكون، وتعيين الزمان في ذلك من سنة كذا يحتاج إلى طريق صحيح يقطع العذر) ([239]) .
3_ الشيخ سعد حمد بن عتيق / ([240]) في معرض رده على من زعم أن القحطاني هو محمد بن رشيد ( وأما الجزم بالتعيين مع تخلف العلم بمدلول اللفظ، أو وجود بعض الاحتمالات التي يتعذر معها الجزم بالمفهوم، أو عدم اعتبار حال المدعى أنه المراد، والإعراض عن التفتيش في سيرته، فلا يخفى بعده عن العلم المفيد عند أهل المعرفة ) ([241]).
4_ قول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي / عن يأجوج ومأجوج: (وقد يشكل على بعض المؤمنين بعض الأخبار، إذا وقعت وتطبيقها على الواقع، فعلى من أشكل عليه الأمر فيها أن يتوقف في الأمر الذي وقع، هل هو المراد بخبر الله وخبر رسوله؟ وهل هو ذلك الموصوف أم لا ؟
فمن انتهى إلى ما سمع، وتوقف عما لا يعلم، فقد أحسن في ذلك، ومن تسرع بالجزم بالنفي أو الإثبات من غير برهان ولا دليل يجب المصير إليه، فهذا من القول بلا علم، وقد علم ما يترتب على ذلك من الوعيد)([242]) .
5_ الشيخ محمد إسماعيل المقدم حيث يقول : (فقد كان من هدي السلف -رحمهم الله- أنهم لا يُنَزِّلون أحاديث الفتن على واقع حاضر، وإنما يرون أصدق تفسير لها، وقوعها مطابقة لخبر النبي >.
ولذلك نلاحظ أنّ عامّة شارحي الأحاديث الشريفة كانوا يُفيضون في شرحها، واستنباط الأحكام منها، حتى إذا أتوا على أبواب الفتن وأشراط الساعة، أمسكوا أو اقتصدوا في شرحها للغاية، وربما اقتصروا على تحقيق الحديث، واكتفوا بشرح غريبه، بخلاف ما يحصل من بعض المتعجلين المتكلفين اليوم) ([243]).
6_ الشيخ صالح آل الشيخ حيث يقول: (والسلف علَّمونا أن أحاديث الفتن لا تنزَّل على واقع حاضر , وإنما يظهر صدق النبي > بما أخبر به من حدوث الفتن بعد حدوثها وانقضائها , مع الحذر من الفتن جميعاً.
فمثلاً: بعضهم فسر قول النبي >: "إن الفتنة في آخر الزمان تكون من تحت رجل من أهل بيتي " ؛ بأنه فلان ابن فلان , أو أن قول النبي >: "حتى يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع" ؛ بأن المقصود به فلان ابن فلان , أو أن قول النبي >: "يكون بينكم وبين الروم صلح آمن..." إلى آخر الحديث وما يحصل بعد ذلك؛ أنه في هذا الوقت.
وهذا التطبيق لأحاديث الفتن على الواقع , وبث ذلك في المسلمين , ليس من منهج أهل السنة والجماعة.
وإنما أهل السنة والجماعة يذكرون الفتن وأحاديث الفتن؛ محذِّرين منها, مباعدين للمسلمين عن غشيانها أو عن القرب منها؛ لأجل أن لا يحصل بالمسلمين فتنة , ولأجل أن يعتقدوا صحة ما أخبر به النبي >)([244]).
7_ الشيخ عبدالعزيز السدحان حيث يقول:
(ومن المعالم في الفتن الحذر من تنزيل النصوص الشرعية المتعلقة بالفتن والملاحم على مايقع من النوازل والجزم بذلك، دون تردد أو شك فذلك من الرجم بالغيب، ولازمه القول على الله بلا علم.
ومثال ذلك: أن يأتي خبر عن النبي بأنه سيكون كذا وكذا من الأمور والعلامات، فيندفع بعض الناس بتنزيل ذلك النص النبوي على تلك الواقعة ) ([245]).
8_ سعيد عبدالعظيم حيث يقول: (والواجب علينا أن نترك الواقع يفسر لنا الأمارات والعلامات، فهي ستحدث وفق خبر الصادق المصدوق_ صلوات وسلامه عليه_ والتعجل في ذلك خطأ، يترتب عليه مضار ومفاسد عديدة، إذ السلوك مرآة الفكر، ونحن بحاجة ماسة للتثبت في نقل الأخبار...)([246]).
أدلة أصحاب الرأي الثاني :
من أدلة أصحاب هذا الرأي مايلي:
1_ ما وقع في حديث الرجل الذي يقتله الدجال فيقطعه جزلتين وفيه قول الرجل: (أشهد أنك الدجال الذي حدثنا عنك رسول الله > حديثه)([247])، فهذا حكاية من النبي > عن تنزيل حديثه على معين مخصوص.
2_ حديث أسماء ك في قصة مقتل ابن الزبير ط ، قالت وهي تخاطب الحجاج: أما إن رسول الله > حدثنا أن في ثقيف كذاباً ومبيراً، فأما الكذاب فرأيناه وأما المبير فلا إخالك إلا إياه، قال: فقام عنها ولم يراجعها.([248])
قال النووي _ /: (وَقَوْلهَا فِي الْكَذَّاب: (فَرَأَيْنَاهُ) تَعْنِي بِهِ الْمُخْتَار بْن أَبِي عُبَيْد الثَّقَفِيّ، كَانَ شَدِيد الْكَذِب، وَمِنْ أَقْبَحه اِدَّعَى أَنَّ جِبْرِيل > يَأْتِيه، وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالْكَذَّابِ هُنَا الْمُخْتَار بْن أَبِي عُبَيْد، وَبِالْمُبِيرِ الْحَجَّاج بْن يُوسُف، وَاَللَّه أَعْلَم)([249]).
3_ عن جندب ط قال:
(جئت يوم الجرعة([250]) فإذا رجل جالس فقلت: ليهراقن اليوم هاهنا دماء، فقال ذاك الرجل: كلا والله، قلت: بلى والله، قال: كلا والله، قلت: بلى والله، قال كلا والله، إنه لحديث رسول الله > حدثنيه، قلت: بئس الجليس لي أنت منذ اليوم، تسمعني أخالفك وقد سمعته من رسول الله > فلا تنهاني، ثم قلت: ما هذا الغضب فأقبلت عليه وأسأله فإذا الرجل حذيفة) ([251]).
فحذيفة خطأ جندباً ب لما جزم جندب بوقوع الأمر، وسارع جندب ط إلى الرجوع عن قوله عندما تبين له أنه على غير علم فيما جزم به ([252]).
الترجيح :
الرأي الثاني هو أرجح الرأيين، فتنزيل هذه النصوص على الوقائع بضوابطه الشرعية لا حرج فيه، وعليه يحمل اجتهاد جماعة من أهل العلم في تناول أحاديث الفتن وأشراط الساعة.
وليس هو المقصود الأول للعلماء من إيراد النصوص، والتأليف فيها، وإنما العلماء إن وجدوا مناسبة للتنزيل نزلوا دون تكلف في فهم النصوص على ما سيأتي بيانه.
ثم إن عباراتهم ليس فيها إلزام أن النص لايحتمل إلا هذه الواقعة أو تلك، وإنما هي معاني انقدحت في نفوسهم فعرضوها على ماعندهم من العلم، وما وقفوا عليه من أحداث.
الرد على استدلال أصحاب الرأي الأول:
مااستدل به أصحاب الرأي الأول يجاب عنه بمايلي :
1_ ينبغي أن يعلم أن في ابن صياد أموراً مشتبهة، حتى أن النبي > كان متوقفاً في أمره أول الأمر، وأخذ في الاستثبات من شأنه.
قَالَ الإمام النَّوَوِيُّ / : ( قَالَ الْعُلَمَاء قِصَّة اِبْنِ صَيَّاد مُشْكِلَة، وَأَمْره مُشْتَبِه لَكِنْ لا شَكَّ أَنَّهُ دَجَّال مِنْ الدَّجَاجِلَة، وَالظَّاهِر أَنَّ النَّبِيّ > لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ فِي أَمْره بِشَيْءٍ، وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ بِصِفَاتِ الدَّجَّال، وَكَانَ فِي اِبْنِ صَيَّاد قَرَائِن مُحْتَمِلَة، فَلِذَلِكَ كَانَ > لا يَقْطَع فِي أَمْره بِشَيْءٍ بَلْ قَالَ لِعُمَر ( لا خَيْر لَك فِي قَتْله )([253]).
وبسبب هذا التوقف وقع ما وقع من اجتهاد في التنزيل، يوضحه تبويب الإمام البخاري على حديث جابر (باب من رأى النكير من النبي > حجة لا من غير الرسول)([254]).
يقول الحافظ ابن حجر موضحاً موقف جابر: (كَأَنَّ جَابِرًا لَمَّا سَمِعَ عُمَر يَحْلِف عِنْد رَسُول اللَّه > فَلَمْ يُنْكِر عَلَيْهِ، فَهِمَ مِنْهُ الْمُطَابَقَة)([255]) ثم قال:
(وَلَكِنْ بَقِيَ أَنَّ شَرْط الْعَمَل بِالتَّقْرِيرِ أَنْ لا يُعَارِضهُ التَّصْرِيح بِخِلافِهِ، فَمَنْ قَالَ أَوْ فَعَلَ بِحَضْرَةِ النَّبِيّ > شَيْئًا فَأَقَرَّهُ دَلَّ ذَلِكَ عَلَى الْجَوَاز، فَإِنْ قَالَ النَّبِيّ > اِفْعَلْ خِلاف ذَلِكَ دَلَّ عَلَى نَسْخِ ذَلِكَ التَّقْرِير، إِلا إِنْ ثَبَتَ دَلِيل الْخُصُوصِيَّة)([256]).
فالذي يظهر أن المسألة ليست مسألة نص عند بعض الصحابة على كون ابن صياد هو الدجال، إنما هو اجتهاد بالنظر إلى نص، وهذا النص الذي وقع منه الاستنباط هو ما وقع من حلف من عمر بحضرة النبي >، وإقرار النبي > له بسكوته.
قال الحافظ ابن حجر: ( وَقَدْ تَكَلَّمَ اِبْنِ دَقِيق الْعِيد عَلَى مَسْأَلَة التَّقْرِير فِي أَوَائِل "شَرْح الإِلْمَام" فَقَالَ : مَا مُلَخَّصه إِذَا أخْبَرَ بِحَضْرَةِ النَّبِيّ > عَنْ أَمْرِ لَيْسَ فِيهِ حُكْم شَرْعِيّ، فَهَلْ يَكُونُ سُكُوته > دَلِيلاً عَلَى مُطَابَقَة مَا فِي الْوَاقِع، كَمَا وَقَعَ لِعُمَر فِي حَلِفه عَلَى اِبْنِ صَيَّاد هُوَ الدَّجَّال فَلَمْ يُنْكِر عَلَيْهِ، فَهَلْ يَدُلّ عَدَم إِنْكَاره عَلَى أَنَّ اِبْنِ صَيَّاد هُوَ الدَّجَّال كَمَا فَهِمَهُ جَابِر، حَتَّى صَارَ يَحْلِف عَلَيْهِ وَيَسْتَنِد إِلَى حَلِف عُمَر أَوْ لا يَدُلّ، فِيهِ نَظَر ؟.
قَالَ : وَالأقْرَب عِنْدِي أَنَّهُ لا يَدُلّ؛ لأَنَّ مَأْخَذ الْمَسْأَلَة وَمَنَاطهَا هُوَ الْعِصْمَة مِنْ التَّقْرِير عَلَى بَاطِل، وَذَلِكَ يَتَوَقَّف عَلَى تَحَقُّق الْبُطْلان، وَلا يَكْفِي فِيهِ عَدَم تَحَقُّق الصِّحَّة، إِلا أَنْ يَدَّعِي مُدَّعٍ أَنَّهُ يَكْفِي فِي وُجُوب الْبَيَان عَدَم تَحَقُّق الصِّحَّة فَيَحْتَاج إِلَى دَلِيل وَهُوَ عَاجِز عَنْهُ، نَعَمْ التَّقْرِير يُسَوِّغ الْحَلِف عَلَى ذَلِكَ عَلَى غَلَبَة الظَّنّ لِعَدَمِ تَوَقُّف ذَلِكَ عَلَى الْعِلْم، اِنْتَهَى مُلَخَّصًا.
وَلا يَلْزَم مِنْ عَدَم تَحَقُّق الْبُطْلانِ أَنْ يَكُون السُّكُوت مُسْتَوْفِي الطَّرَفَيْنِ، بَلْ يَجُوز أَنْ يَكُون الْمَحْلُوف عَلَيْهِ مِنْ قِسْم خِلاف الأوْلَى)([257]).
وعلى هذا أورد الحافظ كلام البيهقي معترضاً قال: (ثُمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : لَيْسَ فِي حَدِيث جَابِر أَكْثَر مِنْ سُكُوت النَّبِيّ > عَلَى حَلِف عُمَر، فَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون النَّبِيّ > كَانَ مُتَوَقِّفًا فِي أَمْره ثُمَّ جَاءَهُ الثَّبْت مِنْ اللَّه تَعَالَى بِأَنَّهُ غَيْره عَلَى مَا تَقْتَضِيه قِصَّة تَمِيم الدَّارِيّ، وَبِهِ تَمَسَّك مَنْ جَزَمَ بِأَنَّ الدَّجَّال غَيْر اِبْنِ صَيَّاد وَطَرِيقه أَصَحّ، وَتَكُونُ الصِّفَة الَّتِي فِي اِبْنِ صَيَّاد وَافَقَتْ مَا فِي الدَّجَّال)([258]).
2- قولهم أن الفتن وأشراط الساعة ليست من العقيدة قول غير صحيح، بل هي من أصول العقيدة؛ لأنها من الغيبيات، والغيبيات من أصول العقيدة، وبالتالي لاتثبت إلا بالأسانيد الصحيحة الثابتة عند أهل العلم.
والفتن وأشراط الساعة قد ثبتت بالنصوص القطعية، وماثبت كذلك فالواجب اعتقاده سواء سميناه عقيدة أوسنة، أو أصول دين، أو قطعيات، أوأخبار قطعية، فكل هذه الاصطلاحات صحيحة ولامشاحة في الاصطلاح.
فكل ماجاء في القرآن أو صحت به السنة فهو مما يجب الإيمان به والتسليم أنه حق، وهذا معنى كونه عقيدة.([259])
قولهم : أن أهل العلم لم يولوها اهتماماً، فهذا مردود عليه بالكم الكبير من المؤلفات التي كتبها العلماء قديماً وحديثاً، وبينوا فيها معاني هذه النصوص كما بينوا معاني نصوص الأحكام الفقهية.([260])
ولو سلمنا لهم بعدم الاهتمام فإن ذلك ليس مبرراً لتنزيل هذه النصوص على الواقع كيفما أراد كل أحد، دون ضوابط شرعية تضبط فهم النص أولاً، ثم تضبط كيفية تنزيله ثانياً، وإذا قلنا أنها من أصول العقيدة فيكون تنزيلها أصعب من تنزيل الأحكام الفقهية.
4- وأما استدلالهم بالمروي عن حذيفة بن اليمان وأبي هريرة ب فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية / موضحاً قول أبي هريرة:(فإن هذا حديث صحيح، لكنه مجمل‏.‏ وقد جاء مفسرًا‏:‏ أن الجراب الآخر كان فيه حديث الملاحم والفتن)([261])
وقال أيضاً:(ولكن ليس في هذا من الباطن الذي يخالف الظاهر شيء، بل ولا فيه من حقائق الدين، وإنما كان في ذلك الجراب الخبر عما سيكون من الملاحم والفتن، فالملاحم الحروب التي بين المسلمين والكفار، والفتن ما يكون بين المسلمين؛ ولهذا قال عبد اللّه بن عمر‏:‏ لو أخبركم أبوهريرة أنكم تقتلون خليفتكم، وتفعلون كذا وكذا لقلتم‏:‏ كذب أبو هريرة‏.‏
وإظهار مثل هذا مما تكرهه الملوك؛ وأعوانهم؛ لما فيه من الإخبار بتغير دولهم‏.‏
ومما يبين هذا‏:‏ أن أبا هريرة إنما أسلم عام خيبر، فليس هو من السابقين الأولين، ولا من أهل بيعة الرضوان، وغيره من الصحابة أعلم بحقائق الدين منه، وكان النبي > يحدثه وغيره بالحديث فيسمعونه كلهم، ولكن كان أبو هريرة أحفظهم للحديث ببركة حصلت له من جهة النبي >؛ لأن النبي > حدثهم ذات يوم حديثًا فقال‏:‏‏(‏أيكم يبسط ثوبه فلا ينسى شيئًا سمعه‏)‏ ففعل ذلك أبو هريرة‏.‏
وقد روى‏:‏ أنه كان يجَزِّئ الليل ثلاثة أجزاء‏:‏ثلثًا يصلي،وثلثًا ينام،وثلثًا يدرس الحديث)([262]).
وقال أيضاً: (وهذا الحديث صحيح، لكن الجراب الآخر لم يكن فيه شيء من علم الدين، ومعرفة الله وتوحيده، الذي يختص به أولياءه‏.‏
ولم يكن أبو هريرة من أكابر الصحابة، الذين يخصون بمثل ذلك ـ لو كان هذا مما يخص به ـ بل كان في ذلك الجراب أحاديث الفتن، التي تكون بين المسلمين، فإن النبي > أخبرهم بما سيكون من الفتن التي تكون بين المسلمين، ومن الملاحم التي تكون بينهم وبين الكفار‏.‏
ولهذا لما كان مقتل عثمان وفتنة ابن الزبير ونحو ذلك، قال ابن عمر‏:‏ لو أخبركم أبو هريرة أنكم تقتلون خليفتكم، وتهدمون البيت وغير ذلك، لقلتم‏:‏ كذب أبو هريرة، فكان أبو هريرة يمتنع من التحديث بأحاديث الفتن قبل وقوعها؛ لأن ذلك مما لا يحتمله رؤوس الناس وعوامهم‏.
‏ وكذلك قد يحتجون بحديث حذيفة بن اليمان، وأنه صاحب السر الذي لا يعلمه غيره، وحديث حذيفة معروف، لكن السر الذي لا يعلمه غيره‏:‏ هو معرفته بأعيان المنافقين الذين كانوا في غزوة تبوك، ويقال‏:‏ إنهم كانوا هموا بالفتك بالنبي >، فأوحى الله إلى النبي > أمرهم، فأخبر حذيفة بأعيانهم، ولهذا كان عمر لا يصلي إلا على من صلى عليه حذيفة؛ لأن الصلاة على المنافقين منهي عنها‏.‏
وقد ثبت في الصحيح عن حذيفة، أنه لما ذكر الفتن، وأنه أعلم الناس بها، بين أن النبي > لم يخصه بحديثها، ولكن حدث الناس كلهم قال‏:‏ وكان أعلمنا أحفظنا‏)([263]) .
وقال الحافظ ابن حجر /: (وحمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم، وقد كان أبو هريرة يكنى عن بعضه ولا يصرح به خوفاً على نفسه منهم؛ كقوله أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان، يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية؛ لأنها كانت سنة ستين من الهجرة.
واستجاب الله دعاء أبي هريرة فمات قبلها بسنة، وستاتي الإشارة إلى شيء من ذلك أيضا ًفي كتاب الفتن إن شاء الله تعالى.
قال بن المنير: جعل الباطنية هذا الحديث ذريعة إلى تصحيح باطلهم حيث اعتقدوا أن للشريعة ظاهرا ًوباطنا ًوذلك الباطن إنما حاصله الانحلال من الدين.
قال: وإنما أراد أبو هريرة بقوله "قطع" أي قطع أهل الجور رأسه إذا سمعوا عيبه لفعلهم وتضليله لسعيهم، ويؤيد ذلك أن الأحاديث المكتوبة، لو كانت من الأحكام الشرعية ما وسعه كتمانها لما ذكره في الحديث الأول من الآية الدالة على ذم من كتم العلم ([264]).
وقال غيره يحتمل أن يكون أراد مع الصنف المذكور ما يتعلق بأشراط الساعة وتغير الأحوال والملاحم في آخر الزمان، فينكر ذلك من لم يألفه ويعترض عليه من لا شعور له به)([265]).
5- أما الاستدلال بمقولة الإمام أحمد بن حنبل / : (ثلاثة أمور لم يصح فيها شيء: التفسير والفتن والملاحم) فقد رواها عنه عبدالملك الميموني قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: (ثلاثة كتب ليس لها أصول: المغازي، والملاحم، والتفسير)([266])
والمعنى كثرة الكذب والروايات الموضوعة المردودة في هذه الأبواب، وقلة الصحيح فيها مقارنة بالضعيف والموضوع.
قال الخطيب البغدادي /([267]):
(وهذا الكلام محمول على وجه، وهو أن المراد به كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة، غير معتمد عليها ولا موثوق بصحتها، لسوء أحوال مصنفيها، وعدم عدالة ناقليها، وزيادة القصاص فيها، فأما كتب الملاحم فجميعها بهذه الصفة، وليس يصح في ذكر الملاحم المرتقبة والفتن المنتظرة غير أحاديث يسيرة، اتصلت أسانيدها إلى الرسول > من وجوه مرضية وطرق واضحة جلية...)([268]).
وقال أيضاً:
(أحاديث الملاحم، وما يكون من الحوادث، فإن أكثرها موضوع كالكتاب المنسوب إلى دانيال، والخطب المروية عن علي بن أبي طالب)([269]).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية /: (أحاديث سبب النزول غالبها مرسل ليس بمسند، ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل: ثلاث علوم لا إسناد لها، وفي لفظ: ليس لها أصل: التفسير والمغازي والملاحم؛ يعني أن أحاديثها مرسلة، والمراسيل قد تنازع في قبولها وردها، وأصح الأقوال: أن منها المقبول، ومنها المردود، ومنها الموقوف..)([270]).
وقال أيضاً: (المنقولات فيها كثير من الصدق وكثير من الكذب، والمرجع في التمييز بين هذا وهذا إلى أهل علم الحديث، كما نرجع إلى النحاة في الفرق بين نحو العرب ونحو غير العرب، ونرجع إلى علماء اللغة فيما هو من اللغة وما ليس من اللغة، وكذلك علماء الشعر والطب وغير ذلك، فلكل علم رجال ٌيعرفون به.
والعلماء بالحديث أجل ُهؤلاء قدراً، وأعظمهم صدقاً، وأعلاهم منزلةً، وأكثرهم ديناً، وهم من أعظم الناس صدقاً و أمانةً وعلماً وخبرةً فيما يذكرونه من الجرح والتعديل مثل: مالك وشعبة وسفيان...)([271]).
وعليه فينبغي الرجوع لأهل العلم بالحديث، ومن الضروري دراسة منهاج العلماء، وطريقتهم في فهم نصوص الفتن وأشراط الساعة .
المبحث الثاني: أمثلة على تنزيل بعض العلماء للنصوص على واقع معين.
تمهيد :
لقد اعتنى العلماء بالنصوص الواردة في الفتن وأشراط الساعة، عناية فائقة، ويتضح ذلك من خلال الكم الكبير من المؤلفات فيها.
وقد بدأت الكتابة فيها مع بداية حركة التأليف، ويمكن تقسيم المصنفات فيها قديماً وحديثاً إلى قسمين:
القسم الأول: المصنفات التي تناولت موضوع الفتن وأشراط الساعة ضمن مباحثها وأبوابها، مع غيرها من المسائل، وهذا القسم لا يمكن استقصاء المصنفات فيه لكثرتها، ولكن سأشير إلى ماتيسر لي منها، ومن ذلك:
أولاً: كتب السنة المشهورة وهي كما يلي:
الإمام البخاري محمد بن إسماعيل المتوفى سنة (256هـ) / ،فقد جعل في كتابه (الصحيح) كتاباً سماه (كتاب الفتن)، وقد اشتمل على مائة حديث،وعدد من الآثار عن السلف في الفتن، و(كتاب أحاديث الأنبياء) وضمنهما عدداً من أحاديث الفتن وأشراط الساعة.
الإمام مسلم بن الحجاج القشيري المتوفى سنة (261هـ) /،فقد جعل في كتابه (الصحيح) كتاباً سماه (الفتن وأشراط الساعة).
الإمام ابن ماجه محمد بن يزيد بن ماجه القزويني المتوفى سنة (273هـ) /، فقد جعل في كتابه (السنن) كتاباً سماه (كتاب الفتن) ،واشتمل على ستة وثلاثين باباً وثلاث وسبعين ومائة حديث.
الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني المتوفى سنة (275هـ) /، فقد جعل في كتابه (السنن) كتاباً سماه (كتاب الفتن والملاحم) واشتمل الكتاب على سبعة أبواب وتسعة وثلاثين حديثاً.
الإمام الترمذي محمد بن عيسى بن سورة المتوفى سنة (279هـ) /، فقد جعل في كتابه (الجامع) كتاباً سماه (كتاب الفتن عن r) وذكر فيه تسعة وسبعين باباً اشتملت على أحاديث الفتن وبعض أشراط الساعة كالدجال ونزول عيسى ونحوها.
الحافظ الحاكم أبو عبدالله النيسابوري المتوفى سنة (405هـ) / ، فقد جعل في كتابه (المستدرك على الصحيحين) كتاباً سماه (كتاب الفتن والملاحم)، وجمع فيه عدداً كبيراً من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة.
الهيثمي نور الدين المتوفى سنة (757هـ) /، فقد جعل في كتابه (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) أبواباً في الفتن وأشراط الساعة والملاحم.
وهذه المؤلفات كان منهاج مؤلفيها هو جمع الأحاديث والآثار في الفتن وأشراط الساعة.
ويتبين فقه بعضها من تراجم الأبواب، كما فعل الإمام البخاري /، وقد شرح العلماء هذه الكتب عموماً وكتب وأبواب الفتن وأشراط الساعة خصوصاً.
ثانياً: كتب اليوم الآخر:
وهي الكتب التي تتحدث عن اليوم الآخر وما يكون فيه من أحداث ومواقف، وبعضها يشير إلى أشراط الساعة في إشارات سريعة، وهذا القسم من الكتب يصعب الإحاطة به أيضاً لكثرته، ويمكن الاطلاع على بعضها في فهرس المراجع والمصادر.
القسم الثاني: مصنفات مفردة في الفتن وأشراط الساعة. وهي على نوعين:
النوع الأول: مؤلفات مفقودة، وبعضها مخطوط ذكرها العلماء في مصنفاتهم ومنها:
المعافي بن عمران (ت 185 هـ) له كتاب الفتن.([272])
عيسى بن موسى غنجار (ت 186 هـ) له كتاب الفتن.([273])
الوليد بن مسلم (ت 195 هـ) له كتاب الفتن.([274])
عبد الرحمن بن مهدي (ت 198 هـ) له كتاب السنة والفتن.([275])
إسماعيل بن عيسى العطار (ت 232 هـ)، له كتاب الفتن. ([276])
عبد الله بن محمد بن أبي شيبة (ت 235 هـ)، له كتاب الفتن ([277]).
أخوه عثمان بن محمد بن أبي شيبة (ت 239 هـ)، وله أيضاً كتاب الفتن([278]).
الإمام أحمد بن حنبل (ت 241 هـ) له كتاب الفتن.([279])
أبو داود سليمان بن الأشعث (ت 275 هـ)، له كتاب الملاحم ([280]).
أبو مسلم الكجي (ت 292 هـ) له كتاب الفتن. رواه بالإسناد الحافظ ابن حجر/ ([281]).
أبو الحسن أحمد بن جعفر ـ ابن المنادى ـ (ت 336 هـ)، له كتاب الملاحم ([282]).
محمد بن الحسين، أبو بكر الآجري (ت 360 هـ) له كتاب الفتن، وقد صرح المؤلف / بنفسه تأليفه لهذا الكتاب ([283])، وأورد من طريقه وبإسناده عدداً من الأحاديث.
أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حيان، المعروف: بأبي الشيخ([284]) (ت 369 هـ)، له كتاب الفتن ([285]).
أبو الحسين علي بن محمد القابسي (ت 403 هـ) له المنبه للفطن من غوائل الفتن ([286]).
محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي الحنفي (أبو بكر)
(ت 483 هـ) له كتاب صفة أشراط الساعة.([287])
أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي، المعروف في وقته بابن دندقة (ت 520 هـ)، له كتاب الفتن([288]).
عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي (ت 600 هـ)، له كتاب أشراط الساعة ([289]). وله كتاب (أخبار الدجال) وتوجد نسخة من الجزء الأول منه في دار الكتب المصرية برقم 295 تيمورية، وطبع للمؤلف أخبار الدجال الذي نشرته مكتبة الصحابة بمصر، وقد كتب في آخره: هذا جزء مماتم العثور عليه من هذا الكتاب، فإن ثبت نسبة هذا الكتاب إلى الحافظ عبدالغني فلعله جزء من كتاب أشراط الساعة له([290]).
وقد روى الحافظ عبدالغني في كتابه أخبار الدجال ثلاثة عشر حديثاً من كتاب حنبل في الفتن، من طريق ست الأهل بنت علوان، عن البهاء المقدسي، عن عبدالحق اليوسفي، عن ابن خشيش، عن ابن شاذان، عن ابن السماك عن حنبل به.
علي بن أحمد بن علي العرشاني اليمني (ت 625 هـ) له كتاب أشراط الساعة.([291]) .
جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 هـ) له كتاب الحصر والإشاعة في أشراط الساعة، ذكره بنفسه أثناء ترجمته ([292]).
أبو غنم الكوفي، له كتاب الفتن ([293]).
نصر بن عبد المنعم التنوخي، له كتاب: مختصر في الملاحم والفتن، له
نسخة خطية في الظاهرية ([294]).
محمد بن علي الملاطي الملقب بنيازي المصري (ت 1105هـ)، له رسالة في إشراط الساعة ([295]).
عبد الله بن عمر بن محمد المعروف بالأفيوني الحنفي الطرابلسي ،له كتاب: ومختصر الإشاعة في أشراط الساعة ([296]).
محمد حجازي بن محمد بن عبد الله الشهير بالواعظ القلقشندي (ت 1035 هـ)، له كتاب: سواء الصراط في بيان الأشراط.([297])
أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الغني الدمياطي الشافعي، الشهير بالبناء (شهاب الدين) (ت 1117 هـ)، له كتاب: الذخائر المهمات فيما يجب الإيمان به من المسموعات([298]).
أحمد بن شهاب الدين أحمد بن محمد السجاعي المصري الأزهري الشافعي (ت 1197 هـ)، له كتاب: مختصر التحفة السنية بأجوبة الأسئلة المرضية، وهو شرح المقالة الشناعة بشرح نظم أشراط الساعة.([299])
حسين حسني بن خليل الكريدي، الحنفي(ت 1218 هـ)، له رسالة في أشراط الساعة ([300]).
علي بن محمد الميلي الجمالي المغربي المالكي (ت 1248هـ)، له كتاب: أشراط الساعة وخروج المهدي ([301]).
وغيرها من المؤلفات التي ذكرها العلماء، وليس المراد هو الحصر والاستقصاء، وإنما هو بيان وإبراز اهتمام العلماء بجانب الفتن وأشراط الساعة .
النوع الثاني: مؤلفات مطبوعة، ويمكن تقسيمها إلى فرعين:
الفرع الأول: كتب ومؤلفات خاصة، ورسائل علمية ألفت في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، وهذا النوع يصعب الإحاطة به، فالمطابع تدفع كل يوم بعدد كبير منها إلى المكتبات في مختلف البلدان .
الفرع الثاني: كتب أصيلة، وهي عمدة في باب الفتن والملاحم وأشراط الساعة، وعليها أو على بعضها اعتمد من كتب في هذا الباب من المتأخرين، ومن هذه الكتب :
الحافظ نعيم بن حماد المروزي (ت : 229 هـ ) . له كتاب: الفتن .
وهو يورد الأحاديث والآثار بسنده، ويعد من أوسع المصادر التي اعتمد عليها المتأخرون في أخبار وأحداث المستقبل .
الإمام عبدالملك بن حبيب الأندلسي المالكي (ت : 238هـ ) له كتاب : أشراط الساعة وذهاب الأخيار وبقاء الأشرار.
الحافظ أبو علي حنبل بن إسحاق بن حنبل الشيباني (ت : 273هـ) له كتاب : الفتن .
الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقريء الداني (ت : 444هـ) له كتاب : السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها .
الإمام أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر الأندلسي القرطبي ( ت: 671هـ ) له كتاب : التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة .
الإمام الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي ( ت: 774هـ ) له كتاب : النهاية في الفتن والملاحم .
الإمام الحافظ شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي (ت: 902هـ) له كتاب :القناعة في مايحسن الإحاطة من أشراط الساعة .
أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن البخاري القنوجي (ت: 1307هـ) له كتاب : الإذاعة لما كان ويكون بين يدي الساعة .
محمد رسول محمد بن رسول البرزنجي الحسيني الشهرزوري المدني (ت:1103هـ) له كتاب :الإشاعة لأشراط الساعة .
الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجري (ت: 1413هـ) له كتاب : إتحاف الجماعة بماجاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة .
شروح كتب السنة المشهورة مثل :
شروح صحيح البخاري كفتح الباري لابن حجر . وغيره .
شروح صحيح مسلم كشرح النووي وأبي العباس القرطبي في المفهم .
شروح السنن الأربع، أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه .
شروح موطأ الإمام مالك . وغيرها .
نتائج دراسة كتب العلماء في الفتن وأشراط الساعة :
بعد دراسة هذه الكتب تبين لي أن منهاج العلماء في ذكر أشراط الساعة يمكن بيانه من خلال المسائل التالية :
أولاً : الهدف من التأليف :
لقد قصد العلماء من تأليفهم لهذه الكتب جمع ماورد في الفتن وأشراط الساعة من الأحاديث والآثار لتحذير الناس وإيقاظهم من غفلتهم، ومن أقوالهم في هذا :
يقول أبو عمرو الداني / : ( قد بعثني ما أخذه الله عزوجل من الميثاق والعهد على أهل العلم والرواية في نشر ماعلموه، وأداء ماسمعوه، أن أجمع في هذا الكتاب جملة كافية من السنن الواردة في الفتن وغوائلها، والأزمنة وفسادها، والساعة وأشراطها، لكي يتأدب بها المؤمن العاقل، ويأخذ نفسه برعايتها ويجهدها في استعمالها، والتمسك بها، ويتبين له بذلك عظيم ماحل بالإسلام وأهله، من سفك الدماء، ونهب الأموال،واستباحة الحرم وغير ذلك مما يذهب الدين، ويضعف الإيمان، فيعمل نفسه في إصلاح شأنه خوفاً منه على فساد دينه وذهابه ) ([302])
وقال محمد بن رسول البرزنجي /([303]) :
(ولما كانت الدنيا لم تخلق للبقاء، ولم تكن دار إقامة، وإنما هي منزل من منازل الآخرة، جعلت للتزود منها إلى الآخرة، والتهيؤ للعرض على الله ولقائه، وقد آذنت بالانصرام وولت، ولذا كان حقاً على كل عالم أن يشيع أشراطها، ويبث الأحاديث والأخبار الواردة فيها بين الأنام، ويسردها مرة بعد أخرى على العوام، فعسى أن ينتهوا عن بعض الذنوب، ويلين منهم بعض القلوب، وينتبهوا من سنة الغفلة، ويغتنموا المهلة قبل الوهلة)([304]).
وقال صديق حسن خان /([305]) مبيناً سبب تأليفه لكتابه (الإذاعة لما كان وما يكون بين أشراط الساعة): )إن المراد من تأليف هذا الكتاب في هذا الزمان المملوء من الآفات، والأكدار بالشئ الكثير: حفظ جملة صالحة من الأحاديث الواردة في أبواب الفتن وأسبابها على المسلمين، على طريق الاختصار، وضبط أشراط الساعة التي وردت في الآثار، وذَكرها عامة أهل الحديث في دواوينهم الكبار، تذكرة لأهل الغفلة والاغترار، وتبصرة لأولي البصائر والأبصار، فعسى أن ينتهوا عن بعض الذنوب، وينتبهوا عن سنة الغفلة، وتلين منهم قاسيات القلوب، ويغتنموا المهلة قبل الوهلة، كيف لا والدنيا قد ولت جداً وآذنت بالانصرام، ومرت بأهلها مر السحاب وهم نيام)([306]).
وقال الشيخ محمد السفاريني /([307]) :
(ولما كان أمر الساعة شديداً، وهولها مزيداً، وأمرها بعيداً، كان الاهتمام بشأنها أكثر من غيرها، ولهذا أكثر النبي > من بيان أشراطها وأماراتها، وأخبر عما بين يديها من الفتن البعيدة والقريبة، ونبه أمته وحذرهم ليتأهبوا لتلك العقبة الشديدة)([308]).
ثانياً : مصادرهم في كتبهم :
اعتمد العلماء في مؤلفاتهم على مصدر التلقي المتفق عليها وهي : القرآن الكريم والسنة النبوية .
وهذا مانجده مصرحاً به في مقدمة كتبهم عن أشراط الساعة .
يقول الإمام ابن كثير/ :( فهذا كتاب الفتن والملاحم في آخر الزمان، مما أخبر به رسول الله >، وذكر أشراط الساعة، والأمور العظام التي تكون قبل يوم القيامة، مما يجب الإيمان به؛ لإخبار الصادق المصدوق عنها الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)([309]).
وقال صديق حسن خان / : (إن المراد من تأليف هذا الكتاب في هذا الزمان المملوء من الآفات، والأكدار بالشئ الكثير: حفظ جملة صالحة من الأحاديث الواردة في أبواب الفتن، وأسبابها على المسلمين على طريق الاختصار، وضبط أشراط الساعة التي وردت في الآثار، وذكرها عامة أهل الحديث في دواوينهم الكبار)([310]).
ثالثاً : منهاجهم في الاستدلال :
لقد سلك العلماء منهجاً واضحاً في الاستدلال، والتعامل مع نصوص الفتن وأشراط الساعة، ومن ذلك :
حمل ماورد في هذا الباب من النصوص على حقيقته_كالدجال وصفاته، والدابة، وتكليم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله _ وأنه واقع كما أخبر بذلك النبي r ولم يتكلفوا رده أو تأويله .
وقد نص على هذا عدد من العلماء منهم : الإمام ابن كثير / ([311])، والإمام أبو العباس القرطبي/ حيث يقول: ) ما أخبر به النبي > من تلك الأمور حقائق، والعقل لايحيل شيئاً منها، فوجب إبقاؤها على حقائقها ) ([312])
أن العلماء عند شرحهم للنصوص المتعلقة بالفتن وأشراط الساعة، يبينونها وفق مادلت عليه لغة العرب، فالوحي نزل بلسان عربي مبين، ولهذا فقد يقع بينهم اختلاف في بيان المراد بالنص، بناءً على اختلافهم في معاني ألفاظه، وهو في جملته يعتبر من اختلاف التنوع([313]).
وإذا علم هذا فإنه يزول الإشكال في تعدد المعاني في شرح نصوص الفتن وأشراط الساعة.
والناظر في مؤلفات العلماء يجد هذا الاختلاف، مما يترتب عليه اختلافهم في الوقائع المرادة منها، ومن الأمثلة على ذلك :
حديث تقارب الزمان :
عن أبي هريرة ط عن النبي > قال: (يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويلقى الشح، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج) قالوا: يا رسول الله أيم هو؟ قال: (القتل القتل).([314]) فقد اختلف أهل العلم في معنى تقارب الزمان على أقوال أهمها:
تقارب أحوال أهل الزمان : كما قَالَ اِبْنِ بَطَّال / ([315]).
من استلذاذ العيش : وقَالَ به الإمام الْخَطَّابِيُّ / ([316]).
نزع بركة الزمان :
وقال به الإمام القرطبي / ([317])والحافظ ابن حجر / : (وَالْحَقّ أَنَّ الْمُرَاد نَزْع الْبَرَكَة مِنْ كُلّ شَيْء، حَتَّى مِنْ الزَّمَان، وَذَلِكَ مِنْ عَلامَات قُرْب السَّاعَة)([318])، وكذا الإمام النَّوَوِيّ /،والقاضي ِعِيَاضٍ / وَغَيْره ([319]).
قصر الأعمار :
قال الحافظ ابن حجر: (وَقَدْ قِيلَ فِي تَفْسِير قَوْله (يَتَقَارَب الزَّمَان) قِصَر الأعْمَار بِالنِّسْبَةِ إِلَى كُلّ طَبَقَة، فَالطَّبَقَة الأخِيرَة أَقْصَر أَعْمَارًا مِنْ الطَّبَقَة الَّتِي قَبْلهَا)([320]).
استواء الليل والنهار : قال الحافظ ابن حجر/: (وَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَى تَقَارُب الزَّمَان اِسْتِوَاء اللَّيْل وَالنَّهَار)([321]) وقال: (ونقل ابن التين عن الداودي، أن معنى حديث الباب أن ساعات النهار تقصر قرب قيام الساعة، ويقرب النهار من الليل. انتهى، وتخصيصه ذلك بالنهار لا معنى له، بل المراد نزع البركة من الزمان ليله ونهاره)([322]).
أنه تقارب حسي :
وقَالَ به اِبْنِ أَبِي جَمْرَة / كما قال الحافظ ابن حجر/ ([323]).
تسارع الدول إلى الانقضاء :
قال الحافظ ابن حجر / : (وَقَالَ الْبَيْضَاوِيّ : يَحْتَمِل أَنْ يَكُونَ الْمُرَاد بِتَقَارُبِ الزَّمَان تَسَارُع الدُّوَل إِلَى الانْقِضَاء، وَالْقُرُون إِلَى الانْقِرَاض، فَيَتَقَارَب زَمَانهمْ وَتَتَدَانَى أَيَّامهمْ)([324]).
دنو الساعة :
قال القرطبي / في معنى (تقاب الزمان): (وقيل هو دنو زمان الساعة)([325]).
فتأمل هذا الاختلاف الواسع في معنى تقارب الزمان.
واللفظ من جهة وضعه العربي يحتملها .
3_ أن بعض العلماء كانوا يحكمون على بعض علامات الساعة بالوقوع، بحسب ماتبين لهم من انطباق الشرط على الواقعة، والأمثلة على هذا كثيرة.
ومن الأشراط التي حكم لها بالوقوع :
كثرة الزلازل، واقتتال فئتين، والتطاول في البنيان، ومرور الرجل بقبر الرجل، وتمني مكانه، وخروج نار من أرض الحجاز، وكثرة التجارة، وظهور القلم، وظهور الزنا والخمر، وقلة العلم، وكثرة الجهل، وتوسيد الأمر إلى غير أهله وغيرها .([326])
يقول الإمام ابن بطال / :( وقد رأينا هذه الأشراط عياناً وأدركناها، فقد نقص العلم، وظهر الجهل، وألقي بالشح في القلوب، وعمت الفتن، وكثرالقتل )([327])
4_ البعد عن الجزم والقطع بأن المراد بالنص هو ما توصلوا إليه :
وقد حذر الشيخ حمود التويجري / من خطر الجزم والقطع، في معرض رده على أحمد بن محمد الصديق الغماري الذي صدر عناوين كتابه ( مطابقة الاختراعات ...) بعبارات تدل على الجزم والقطع ([328]).
ويدل عليه مامضى في المثال السابق من حيث عدم الجزم بمعنى من المعاني .
ومن ذلك أيضاً تحديد بعض الأماكن التي ورد ذكرها في بعض النصوص، كتحديد المنارة التي ينزل عندها عيسى ×، فقد وقع الخُلف من العلماء في تحديد مكانها .
قَالَ الإمام النَّوَوِيّ / : ( وَهَذِهِ الْمَنَارَة مَوْجُودَة الْيَوْم شَرْقِيّ دِمَشْق )([329]).
وقال الإمام ابن كثير /: (هذا هو الأشهر في موضع نزوله، أنه على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق، وقد رأيت في بعض الكتب أنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي جامع دمشق، فلعل هذا هو المحفوظ، وتكون الرواية فينزل على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق فتصرف الراوي في التعبير بحسب ما فهم، وليس بدمشق منارة تعرف بالشرقية سوى التي إلى شرق الجامع الأموي، وهذا هو الأنسب والأليق؛ لأنه ينزل وقد أقيمت الصلاة، فيقول له: يا إمام المسلمين، يا روح الله، تقدم، فيقول: تقدم أنت فإنها أقيمت لك، وفي رواية: بعضكم على بعض أمراء، يكرم الله هذه الأمة.
وقد جدد بناء المنارة في زماننا في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة من حجارة بيض، وكان بناؤها من أموال النصارى الذين حرقوا المنارة التي كانت مكانها، ولعل هذا يكون من دلائل النبوة الظاهرة، حيث قيض الله بناء هذه المنارة البيضاء من أموال النصارى حتى ينزل عيسى بن مريم عليها فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ولا يقبل منهم جزية، ولكن من أسلم قبل منه إسلامه وإلا قتل، وكذلك حكم سائر كفار الأرض يومئذ.
وهذا من باب الإخبار عن المسيح بذلك، والتشريع له بذلك، فإنه إنما يحكم بمقتضى هذه الشريعة المطهرة، وقد ورد في بعض الأحاديث كما تقدم أنه ينزل ببيت المقدس وفي رواية بالأردن، وفي رواية بعسكر المسلمين، وهذا في بعض روايات مسلم كما تقدم والله أعلم)([330]).
وقال محمد رسول محمد بن رسول البرزنجي / :
(أن عيسى صلوات الله عليه ينزل أولاً بدمشق على المنارة البيضاء، وهي موجودة اليوم)([331]).
وقال صديق حسن خان: (وأما نزوله - أي عيسى ×- فإنه ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، وهي موجودة اليوم)([332]).
قال محمد العقيل محقق كتاب القناعة للسخاوي في المنارة التي ينزل عندها عيسى ×: (ولا أظنها تعرف اليوم، فدمشق فيها اليوم مئات المناير البيض)([333]).
5_ قد يختلف العلماء في تحقق بعض أشراط الساعة في الواقع، لكنهم يتفقون على المعنى العام للنص :
وهذا الاختلاف يحتاج إلى مزيد من التحقيق والتدقيق، وتتبع الألفاظ، حتى يتبين المراد .
ومن الأمثلة عليه :
أ- قول النبي > ( لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال، فيفيض حتى يُهِمَّ ربَّ المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي به)([334])
فهذا الحديث اتفق العلماء على معناه، وهو أن المال سوف يفيض ويكثر، حتى لايوجد من يقبل الصدقة، لكنهم اختلفوا في وقت وقوعه.
فذهب الحافظ ابن حجر([335])، ومحمد صديق خان([336])، ومحمد رسول محمد بن رسول البرزنجي([337])، إلى أن إفاضة المال وقعت في زمن عثمان ط، بكثرت الفتوح، ووقع في زمان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وسيقع في آخر الزمان في زمن عيسى عليه الصلاة والسلام .
بينما ذهب الإمام القرطبي / إلى أن إفاضة المال لم تقع حيث قال : ) هذا مما لم يقع بل يكون على ما يأتي)([338]) .
ب_ حديث أبي هريرة ط قال: قال رسول الله >: ( منعت العراق درهمها وقفيزها، ومنعت الشام مديها ودينارها، ومنعت مصر إردبها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم ) شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه)([339]).
فمعنى النص واضح ظاهر وهو أن هذه الأمصار تمنع خيراتها، لكن ما هو السبب الباعث على ذلك، وماكيفيته، ومنهم الذين يمنعون تلك الخيرات ؟
هذا هو الذي وقع فيه الخُلف بين العلماء، وكل قول من هذه الأقوال يعد صورة مختلفة لتحقق هذا الشرط في الواقع .([340])
المبحث الثالث: أسباب تنزيل النصوص على الحوادث، والآثار المترتبة عليه .

 

 

 

 

 

 

 

 


تمهيد :
إن ظاهرة تنزيل النصوص على الحوادث والأشخاص، أخذت بالظهور في العقد الآخير، ولاسيما بعد حرب الخليج.
وكان لها مظاهر َمتعددة، بدأت بتناقل بعض الأخبار من بعض الكتب، والتي بدورها انتشرت في المجالس ثم قام البعض بطباعتها ونشرها .
وبعد التتبع والاستقراء لما كتب في الفتن وأشراط الساعة، والتي قام أصحابها بتنزيل النصوص على الحوادث والأشخاص، تجمع لدي عدد ٌمن الأسباب التي دفعت البعض للخوض في هذا الأمر، وبعد التمحيص والتحقيق، والسبر والتقسيم، تبين لي إمكانية حصرها في ثلاثة مطالب([341]) :
المطلب الأول : أسبابٌ متعلقة بأصول التلقي أو مصادر التلقي .
المطلب الثاني : أسبابٌ متعلقة بطريقة التعامل مع النصوص الواردة في الفتن وأشراط الساعة.
المطلب الثالث : أسباب ٌمتعلقة بالشخص الذي قام بتنزيل النصوص على الوقائع .
وتحت كل مطلب من هذه المطالب يتفرع عدد ٌمن الأسباب.
المطلب الأول : أسبابٌ متعلقة بمصادر التلقي .
أجمع العلماء على أن مصادر التلقي في العقيدة هي :
1_ القرآن الكريم : وقد أمر الله U بالرجوع إليه عند الاختلاف والشقاق، فقال سبحانه وتعالى : ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [الشورى :10] .
2_ السنة النبوية الصحيحة : وقد أمر الله تعالى بطاعة نبيه e في آيات كثيرة منها قول الله تعالى:﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ﴾ [الحشر : 7].
والسنة تأتي مفسرة لما أُجمل في القرآن، أو مخصصةً لعمومه، أومقيدةً لما أطلق فيه .
3_ إجماع الصحابة والسلف الصالح، قال تعالى : ﴿ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً ﴾ [النساء : 115] .
وهذه الآية من أقوى الأدلة القرآنية على حجية الإجماع، وأول من استدل بها على هذا الإمام الشافعي/.
ووجه الدلالة منها : أن الله تعالى جمع بين مشاقة الرسول e، وبين مخالفة سبيل المؤمنين في الوعيد، فلو كان إتباع غير سبيل المؤمنين مباحاً لما جمع بينه وبين المحظور، ومتابعة غير سبيلهم تقع بمخالفة أقوالهم وأفعالهم([342]).
والإجماع يعتمد على دليل سمعي : من كتاب الله، أو سنة رسول الله e ،لا قياس ولا أمارة ولا غير ذلك([343]).
وقد خالف بعضهم هذا المنهاج في تلقي العقيدة، من مصادرها المتفق عليها، واستبدلوها بمصادر مختلفة، ومتنوعة .
وسأعرض لبعضها مع بيان مدى صحة الاعتماد عليها في أمور الغيب كأشراط الساعة، ومنها :
أولاً : الإسرائيليات وكتب أهل الكتاب من اليهود والنصارى :
والمراد بالإسرائيليات هي : الأخبار الإسرائيلية التي اصطلح إطلاقها على كل ما تطرق إلى التفسير والحديث، من أساطير قديمة منسوبة في أصل روايتها إلى مصدر يهودي أو نصراني.([344])
أقسام الإسرائيليات والموقف منها :
وينبغي أن يعلم أن الإسرائيليات على ثلاثة أقسام :
أحدها : ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح .
الثاني : ما علمنا كذبة بما عندنا مما يخالفه .
الثالث : ما هو مسكوت عنه، لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه، ويجوز حكايته لقوله e : ( بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج )([345]).
وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني، ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في مثل هذا كثيراً، ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك، كما يذكرون في مثل هذا أسماء أصحاب الكهف، ولون كلبهم وعدتهم، وعصا موسى من أي الشجركانت، وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم، وتعيين البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة، ونوع الشجرة التي كلم الله منها موسى ...، إلى غير ذلك مما أبهمه الله تعالى في القرآن، مما لا فائدة من تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم، ولكن نقل الخلاف عنهم في ذلك جائز([346]).
قال الإمام ابن كثير / : ( ولسنا نذكر من الإسرائيليات إلا ما أذن الشارع في نقله، مما لا يخالف كتاب الله ولا سنة رسوله e، وهو القسم الذي لا يصدق ولا يكذب، مما فيه بسط لمختصر عندنا، وتسمية لمبهم ورد به شرعنا، مما لا فائدة في تعيينه لنا، فنذكره على سبيل التحلي به، لا على سبيل الاحتياج إليه، والاعتماد عليه )([347]) .
وذكر في موضوع آخر : ( إذا تقرر جواز الرواية عنهم فهو محمول على ما يمكن أن يكون صحيحاً، فأما ما يعلم أو يظن بطلانه بمخالفته الحق الذي بأيدينا الذي هو عن المعصوم؛ فذلك متروك مردود لا يعرج عليه، ثم مع هذا كله لا يلزم من جواز روايته أن تعتقد صحته )([348]).
بعض من اعتمد على الإسرائيليات :
اعتمد بعض المؤلفين في أشراط الساعة على الأخبار الإسرائيلية وكتب أهل الكتاب، والسبب في ذلك يعود إلى أن أهل الكتاب هم أكثر الأمم اشتغالاً بالملاحم وأحداث المستقبل، ومصدرهم في ذلك كتبهم المقدسة وتأويلاتهم وشروحهم عليها، ولا سيما الرموز والأرقام وما أكثرها في الأسفار وشروحها .
وممن اعتمد عليها من الكتُاَّب :
1_ منصور عبدالحكيم حيث يقول:( فالعلم بأحداث آخر الزمان من خلال مصادرنا من الكتاب والسنة، وما جاء في كتبهم([349]) نستطيع أن نحلل الواقع ونفسره، ونقرأ المستقبل وما يحاك لنا )([350]).
2_ هشام كمال عبدالحميد حيث يقول:( ورغم تحريف التوراة والإنجيل، فيجب ألا نغفل أو نهمل ما ورد بها ؛ لأنه لا يزال بهما أجزاء لم تنلها يد التحريف، وما حرف يمكن البحث والدراسة ومقارنة النصوص ببعضها، والفهم الجيد لمحتوياتها ومعانيها وكشف ما أصابها من تحريف، وبالتالي الاستفادة منها ).([351])
3_ ود. فاروق الدسوقي حيث يقول :( فلما رجعت إلى السنة الشريفة في أبواب الفتن والملاحم وأشراط الساعة صدق توقعي، إذ وجدت فيها أخباراً عن هذه الحرب واسمها في السنة أول الملاحم، وأخباراً عن نتيجتها وما قبلها وما بعدها، وبفضل الله تعالى، ثم بصفحة ونصف من صفحات كتاب ) المسيح الدجال )([352]) جعلتني أرجع لبعض أسفار الكتاب المقدس، فإذا بي أجد أخباراً عن هذه الموقعة المرتقبة )([353]).
4_ وجمال علي تايه حيث يقول : ( وفي أثناء هذا البحث سنستأنس بما ورد في كتب أهل الكتاب من التوراة والإنجيل، فإنهما يحتويان على شيء من التفصيل في بعض الأمور، التي لم يرد تفصيل لها في الأحاديث النبوية الشريفة )([354]).
ويتضح من كتب هؤلاء وغيرهم عدم التفريق بين جواز الرواية، وجوازالاحتجاج.
فالرواية شيء، والاحتجاج بها في حالة عدم وجود مايصدقها أو يكذبها في شرعنا، يعني تصديق أهل الكتاب، وقد نهانا الرسول > عن تصديقهم أو تكذيبهم .
ومن الأمثلة عليه :
أ_ الربط بين شخصية الآشوري([355]) في كتب أهل الكتاب وبين ماورد في بعض الآثار من أسماء :
يقول منصور عبدالحكيم في معرض حديثه عن التعريف بالآشوري :
( لم تذكره مصادر أهل السنة ولا الشيعة وذكرته مصادر أهل الكتاب، وهو شخصية محورية تعاصر السفياني، والأحداث آخر الزمان، وسوف نذكر ما قيل عنه حتى نتعرف عليه ونوضح أمره بإذن الله ).
ثم ذكر بعض النقول من سفر حزقيال ثم قال :( بعد هذا الشرح البسيط لشخصية الآشوري عند أهل الكتاب، وهو الرباني الذي يقضي على الغرب وإسرائيل، فهل تلك الشخصية تطابق شخصية المهدي المنتظر ؟. لا أعتقد ذلك ؛ لأن عندهم اسماً آخر لشخصية المهدي وهو " قديم الأيام "... فالرأي الذي نرجحه أن الآشوري عند أهل الكتاب هو الهاشمي الذي ذكرناه عند المسلمين )([356]).
فنلحظ محاولة الكاتب الربط بين ما ورد في بعض الآثار التي لا تخلوا من مقال، وبين ما ورد في كتب أهل الكتاب، ومحاولة رسم أحداث متوقعة .
ب_ الدجال الوارد في النصوص هو قابيل ابن آدم أو السامري : فقد توصل الدكتور فاروق الدسوقي، إلى أن الدجال الوارد في النصوص الإسلامية عند أهل السنة، هو قابيل ابن آدم u، معتمداً فيما وصل إليه على ما جاء في إنجيل يوحنا الإصحاح (8) 43/50)([357]).
بينما ذهب محمد عيسى داود إلى أن الدجال هو السامري المذكور في كتب أهل الكتاب، وهو الوارد في القرآن الكريم([358]) .
ثانياً : كتاب الجفر :
الجفر : هوكتاب منسوب إلى الصحابي علي بن أبي طالب ط، وقيل : أنه منسوب إلى جعفر الصادق / .
وزُعم أن فيه كل مايحتاجون إليه من أمور الغيب والأحداث والأسرار، وكل ماسيقع ويكون إلى يوم القيامة، وكان مكتوباً عند علي طفي جلد ماعز، فكتبه عنه هارون بن سعيد العجلي([359])، وسماه الجفر باسم الجلد الذي كتب فيه ( [360]) .
جاء في مقدمته : ( فاعلم أيدني الله وإياك بروح منه، أن علم الجفر علم بقوانين حرفية يصل بها إلى استنباط المجهولات من الحوادث الكونية، موضوعه الحروف المتجمعة في صحائف الجفر الجامع والنور اللامع ليعسوب المؤمنين، ومالهم من الحوض المعين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وط، قد ذَكر فيه علي طريقة علم الحروف والحوادث تحدث إلى انقراض العالم ...
اعلم أن الجفر الجامع يمكن أن يفهم منه أحوال الإنسان الماضي والحال والمستقبل، أو كيفية الحادثة بهذه الطريقة )([361])
بيان حكم نسبة الكتاب :
سبق أن الكتاب منسوب إلى علي بن أبي طالب ط، وقيل : أنه منسوب إلى جعفر الصادق / .
وقد بين العلماء أن هذه النسبة لا تصح، ولا يعرف لها سند متصل إليهما، وممن قال بهذا :
شيخ الإسلام ابن تيمية / حيث قال: ( ومن الناس من ينسب إليه –أي إلى علي ط الكلام في الحوادث كـ" الجفر" وغيره، وآخرون ينسبون إليه "البطاقة"، وأموراً يُعلم أن عليّاً بريء منها، وكذلك جعفر الصادق قد كُذِب عليه من الأكاذيب ما لا يعلمه إلا الله...)([362]).
عبدالرحمن بن خلدون /([363]) حيث قال :( وهذا الكتاب لم تتصل روايته ولا عرف عينه، وإنما يظهر منه شواذ من الكلمات لا يصحبها دليل، ولو صح السند إلى جعفر الصادق لكان فيه نعم المستند من نفسه أو من رجال قومه فهم أهل الكرامات )([364]).
صديق حسن خان / حيث قال:( فهذا الكتاب لا تصح نسبته إلى علي ولا إلى جعفر الصادق، والذين نسبوه إليها من أجهل الناس بمعرفة المنقولات والأحاديث والآثار، والتمييز بين صحيحها وسقيمها، وعمدتهم في المنقولات التواريخ المنقطعة الإسناد، وكثير منها من وضع من عرف بالكذب والاختلاق، وغير خاف على طلبة العلم أن ما لا يعلم إلا من طريق النقل، لا يمكن الحكم بثبوته إلا بالرواية صحيحة السند، فإذا لم توجد؛ فلا يسوغ لنا شرعاً وعقلاً أن نقول بثبوته ).([365])
محمد رشيد رضا /([366]) .([367])
عبدالله بن علي القصيمي([368]).([369]) وغيرهم .
ذكر من اعتمد على الجفر ممن كتب في أشراط الساعة :
من المؤلفين الذين اعتمدوا على الجفر، وجعلوه من مصادرهم في تنزيل نصوص أشراط الساعة على الوقائع والحوادث :
1_ الأستاذ محمد عيسى داود :
وقد ألف كتابان يتحدث فيهما عن الجفر :
الأول : ألواح الأنوار، صحائف الإمام علي بن أبي طالب .
الثاني : سر الهاء في جفر سيدنا علي كرم الله وجهه .
يقول :( وعلم الجفر عبارة عن العلم الإجمالي لا التفصيلي، بمواد كثيرة من لوح القضاء والقدر، المحتوي على كل ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لا يكون لو كان كيف كان يكون، وكثيراً ما يقال:
إن سيدنا علياً هو "صاحب الجفر" و"صاحب الجامعة" ويقصدون بالجامعة لوح القدر الكامل، والجفر هو الذَكَرُ من الماعز أو الشاة التي تبلغ أربعة أشهر.
وقد بسط الإمام علي الحروف الثمانية والعشرين بسطا عظيما فيها يمكن بقواعد سرية، وشرائط معينة استنباط ما سيكون، وهو ما توارثه آل البيت، ولا يقف على حقيقة هذا الكتاب إلا المهدي المنتظر خروجه)([370]).
2_ فاروق محمد نجلا : حيث ربط بين أحداث حرب الخليج الثانية على العراق عام 1991م وقائدها ( نورمان شوار تسكويف) وبين ماورد في الجفر، وربط ذلك كله بالنصوص الشرعية فيقول : ( في الجفر الحقيقي لمولانا وجدنا سيدنا الإمام علي بن أبي طالب ط باب مدينة العلم قال: ) وفي الثلث الأخير لقرن مشؤم، يعلو نجم ظلمة ؛للغلام التكريتي ) بعدما تخرج شجرة الحنظل المر من مصر، وإن كان شجر الحنظل مر المذاق، لكنه يطرد الثعابين، والمر ثلاث راءات يعقبها خروج صاحب مصر _ وهو صاحب راية المهدي _ يسلمها إليه .
وفي زمن الغلام التكريتي، يظهر ( الرأس الأسود ) يقود جيوش الشيطان بحراً وطيراً من المغرب!! )([371]).
ثم يقول : ( وفي صحيح مسلم بسنده إلى أبي هريرة ط أن رسول > قَالَ :( بَادِرُوا بِالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ويُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا )([372]).
فنلحظ هنا محاولة الكاتب التوفيق بين ماورد في الجفر، وبين اسم قائد الحملة على العراق، وربط ذلك بالحديث عن الفتن .
ثالثاً : المخطوطات المجهولة :
المخطوطات تعد من الكنوز الثمينة، وقد وضع العلماء قواعد لكيفية التعامل مع المخطوط، إثباتاً للنسخة، وتحققاً من النص، وغيرها من الضوابط .
وبعض كُتاب الفتن وأشراط الساعة، كان مولعاً بذكر مخطوطات متنوعة هنا وهناك، تشتمل على أحاديث وأخبار عن المستقبل، ربط بينها وبين وقائع وأحداث وشخصيات .
ومن المولعين بهذه المخطوطات :
أ_ الأستاذ محمد عيسى داود حيث ذكر في كتابين فقط من كتبه([373]) ( 76 ) مخطوطاً، و ( 52 ) مؤلفاً وراوياً ليس لهم ذكر إلا عنده ومنها :
مخطوط أسمى المسالك لأيام المهدي الملك لكل الدنيا بأمر الله المالك، لكندة بن زيد بن بركة.
حرب آخر الزمان لمحمد بن كريم الدين الأشهب.
القول الفصل في الحرب الأخيرة بين المسلمين واليهود لخير الدين الكارم.
الحقيقة السجينة لمهدي بن خياط.
نصيحة حكام آخر الزمان حماية من الديان لخير الدين بن الريس.
آخر حرب في يهودا والسامرا والقدس لحمدون الخيال.
وغيرها كثير.
ويا ليت الأمر اقتصر على الإكثار من هذه المخطوطات، بل اخترع قصصاً لأُصول بعضها، ومنها على سبيل المثال ماقاله في كتابه على إثر حديث:
(هذا الحديث ورد فيما جاء عن المهدي في مخطوط اشتراه ملك السويد (كارل جوستاف) السادس عشر الحالي في مكتبةٍ بإنجلترا، خاصة بأحد المفكرين الإنجليز، وهو (G.H. ASRAEL) بعد وفاته، حيث بيعت مكتبته في مزاد!! وهذا المخطوط لعالم عربي قديم من القرن الرابع الهجري، واسمه (جاد المولى خير الدين الأمين) من أبناء المدينة المنورة...، وقد سرق مخطوطه أيام الحملة التركية على المدينة المنورة أيام الأشراف الحجازيين، وأخذه الأتراك إلى إسلامبول، وهناك سرق من مكان الأمين بمكتبة الباب العالي بواسطة يهود أعلنوا إسلامهم من قبل، ووصل إلى الكاتب الإنجليزي اليهودي الأصل، الذي حرّف من معلوماته الكثير، وحققه ونشر ترجمة له بالإنجليزية، كلها معلومات خاطئة ومزورة، وأراد الله أنْ تصل النسخة الأصلية إلى يد الملك السويدي (كارل جوستاف)، وفيها أموركثيرة تمسّ مستقبل العالم الإسلامي، والملك يحتفظ بها في مكتبة قصره باستوكهولم.
ولكن حدث أننا اطلعنا على بعضٍ مما جاء في هذا المخطوط أثناء مكاتبات بين إدارة المخطوطات العالمية -وهي مختصة بمتابعة أنباء التراث العالمي كله، وهي تابعة لهيئة الأمم المتحدة- وبين إدارة المكتبة الملكية في استوكهولم، وقد سُرِّبت مكالمة من خلال ثرثرة بعض المسؤولين في القصر الملكي السويدى معلومات هامة، والتقط المعلومات رجال سخرهم الله لخدمة دينه)([374]).
ب_ أمين محمد جمال الدين :
يقول :(كما ينبغي التنبيه على أنّ ثمَّة مخطوطات نادرة "لم تطبع" تحوي أضعاف الأحاديث المعروفة، سواء في الكتب المشهورة والغير مشهورة، محفوظة في المكتبات العالمية كمخطوطات، منها ما هو موجود في المكتبة العراقية الكبرى ببغداد، ومنها في دار الكتابخانة بإسطنبول بتركيا، وكذلك مكتبة التراث في طنجة، ومنها في مكتبة دار الكتب القديمة بالرباط، ومنها بمكتبة بحرة الشام؛ وهي دمشق في الجامع الأموي، هذا غير كثير من المخطوطات الإسلامية النادرة الموجودة في الفاتيكان؛ مكتبة البابا ).([375])
ويقول أيضاً:
(كما أنّ كثيراً من أحداث الفتن، وملاحم آخر الزمان وردت في أحاديث وآثار غير مشهورة، مثبتة في مخطوطات، وكتب ليست سهلة المنال، كما بينتُ سالفاً، فكذلك حال الآثار التي بها توجيهات نبويّة، ونصائح غالية تستبين بها سبيل النجاة، ولذلك خفيت على أكثر الناس قديماً وحديثاً، إلاّ من اختصه الله -تعالى- بعلمها، حتى يبثّها وينشرها إذا جاء وقتها، وحان أوانها )([376]).
ج _ مجدي بن منصور بن سيد الشوري :
حيث دافع فيه عن مخطوطات ( الأستاذ البحَّاثة والسندباد المصري محمد عيسى داود) كذاوصفه ([377]).
قال: ( لا نقول كما يقول بعض مَن ينتسب إلى العلم بتكذيب أو تزوير هذا الباحث لتلك المخطوطات؛ فهو عندنا أجل من ذلك وأعظم )([378])
وقال في وصفه : ( أمانة في النقل قلَّ أن تجدها في مثل هذا الزمان)([379])
ورحم الله مجاهد بن موسى؛ فإنه سأل أبا داود النخعي -وكان كذَّاباً-: يزيد بن أبي حبيب، أين لقيته؟ فقال: ما حدثتُ عنه حتى هيأت له الجواب، لقيته بالباب والأبواب. قال مجاهد: دلَّني على مكان لا أقدر عليه.([380])
رابعاً : الكشف :
الكشف : هو الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية، والأمور الخفية وجوداً أو شهوداً([381]).
ويعتبر الكشف من وسائل المعرفة عند الصوفية، ويطلقون عليه عدداً من الأسماء كالذوق والتجلي والوارد وغيرها([382]) .
وهي ليست معرفة كسبية يكتسبها الإنسان بإرادته، وذلك بالرجوع للكتاب والسنة، وأقوال السلف الصالح، كما هو الشأن في منهاج أهل السنة والجماعة.
ولاهي تكتسب عن طريق النظر العقلي وتقديمه على الأدلة السمعية، كما هو الشأن في منهاج أهل الكلام.
ولاتكتسب بمجرد التأمل العقلي والاقتصار عليه كما هي طريقة الفلاسفة.
وإنما هي حالة يعيشها السالك فحسب، ومن أراد أن يصل إليها فعليه أن يأخذ نفسه بآداب الطريقة وتعاليمها حتى يكون أهلاً لذلك الكشف الرباني([383]) .
ومن الأمثلة على إعمال الكشف في نصوص أشراط الساعة :
أ_ أن بعض مدعي المهدية بنى دعواه على الكشف الصوفي :
يقول محمد بن رسول محمد بن رسول البرزنجي / معلقاً على دعوى بعضهم معرفة اسم أم المهدي:
(تنبيه: لم أقف على اسم أم المهدي بعد الفحص والتتبع، فلعلهم يعرفون اسمه من طريق الكشف لا من طريق النقل، والله أعلم)([384]).
ب_ الرجل الذي يقتله الدجال هو الخضر :
ومن الأدلة عليه الكشف، يقول محمد بن رسول البرزنجي في الرجل الذي يقتله الدجال ثم يحييه:
(هذا الرجل المؤمن هو الخضر × على الأصح، كما صرح به في الأحاديث الصحيحة، ودل عليه الكشف الصحيح)([385]).
ثم أورد بعد هذه العبارة جملة من الأحاديث ثم قال: (وأما الكشف فقد ذكره محققوا الصوفية كالشيخ علاء الدولة السمناني وغيره، وقيل: هو أحد أصحاب الكهف، لما مرأنهم يكونون من أصحاب المهدي، وهذا القول الثاني ضعيف قاله فيالفتوحات)([386]).
وقال:(فلا منافاة بين الحديث وكلام الشيخ -يقصد ابن عربي-، والحديث وإن ضعفه الحاكم فالكشف الصحيح يدل على صحة هذا المقدار منه، ولبقيته، بل ولمجموعه شواهد وقد مرت)([387]).
ج_ الأستاذ محمد عيسى داود :
لقد استعمل الأستاذ حدسه في تحديد مكان الدجال، ورجاله الذين يتبعونه حيث يقول :( وله -أي الدجال- قصر رهيب مهيب لا أدري موضعه بالتحديد، ولكنني بالحدس الإسلامي أقول إنه في فلوريدا )([388]).
ويقول أيضاً : ( قد يسأل قارئي الحبيب: وكيف اهتديت إلى كل هذه المعلومات بلا مصادر؟
وأقول: بل هناك مصادر، فالقراءة الواعية، ثم استقراء الأحداث، ورفع درجات حدة الحدس والاستبصار ثم التدبر، والتأمل [ثم يصف هذه المصادر بأنها] جهاز استقبال لخواطر يمكن أن يقف أمامها التحليل العلمي والفلسفة عاجزين، وكثير من فكري ومضات من البرق واستنارات فجائية، إن لم أتداركها بالتسجيل والتدوين تصبح بدداً بلا بقاء ) ([389]).
وقال: ( ولي حدسي في أن برت لانكستر، وكلينت أستوود من رجاله)([390]).
وقال: ( والحقيقة أن ما صرح به دان شمرون([391])، معتمداً على معلومات أكيدة من رجال المسيخ بالكنيست الإسرائيلي، أو مستنبطاً من وثائق سرية لنبوءات حقيقية بالتوراة المخبوءة، وهو مطابق أو قريب جداً لحساباتي وحدسي، واستبصاري الذي استلهمت فيه إيماني بالله، واستقرأت ما بين السطور في أحاديث عن النبي > نبي البشرية الأمين، ولو كره ذلك الأغبياء والضالون)([392]).
خامساً : الاعتماد على الرؤى المنامية :
قال النبي e :( إن الرؤيا ثلاث : منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة )([393]).
ففي هذا الحديث قسم النبي e الرؤيا إلى ثلاثة أقسام :
الأول : حديث النفس، وهي التي اسماها العلماء الماديون بالانعكاسات النفسية، وهي خواطر النفس، وتطلعاتها التي تصبو إلى تحقيقها في واقع الحياة، فتراها في المنام، إذ تحلم بممارسة أمور لم تستطع تحقيقها في واقع الحياة .
الثاني : الرؤيا التي يسببها الشيطان، فإنه قد يُمثل للإنسان في منامه رؤيا مفزعة، تبلبل خواطره، وترهق نفسه، وتجعله يجول في عوامل بعيدة، حذراً متخوفاً.
وقد جاء رجل إلى الرسول e فقال :( رأيت في المنام كأن رأسي قد قطع . قال : فضحك النبي e وقال :( إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يُحدث به الناس )([394]).
الثالث : رؤيا صادقة، وهذا القسم هو البقية الباقية من حقيقة النبوة، فالوحي قد انقطع، والنبوة قد ختمت، ولم يبق إلا هذا الرؤى، وهي المبشرات .
يقول الرسول e :( لم يبق من النبوة إلا المبشرات ) قالوا : وما المبشرات ؟ قال :( الرؤيا الصالحة )([395]).
وفي رواية عطاء بن يسار :( يراها الرجل الصَّالِحُ أو ترى له )([396]).
وعن أنس بن مالك ط قال: قال رسول الله e :( الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة )([397]).
فرؤيا الأنبياء والرسل حق لا تكذب، بل هي وحي إلهي، ولذا بادر خليل الرحمن إبراهيم u إلى ذبح ولده، عندما رأى في المنام أنه يذبحه، وما ذلك إلا لأن رؤياه وحي .
وغير الأنبياء تقع له الرؤيا الحق، وتكون دلائل الصدق عليها بينة، إلا أننا لا نستطيع أن نجزم بأنها رؤيا حق إلا إذا تحققت على النحو الذي يراه صاحبه في منامه .
تنبيهات حول الرؤيا:
ينبغي أن يلاحظ في الرؤى أمور تضبطها وتضعها في مكانها الصحيح :
أنه ليس كل ما يرى في المنام رؤيا من الله وجزءاً من النبوة .
أن الكذب واقع في هذا الباب، فاعتماد كلام كل مدع لرؤيا لا يصح، بل يجب النظر في حال مدعي الرؤيا([398]).
أن المتحدث بالرؤيا قد يغفل عن بعض الجزيئات المؤثرة في التأويل .
أنه لو فرض أن ما رآه النائم في منامه رؤيا وأنه قد ثبت صدق رائيها، فإن الخلل قد يداخل معبر هذه الرؤيا، فلا يعبرها على النحو الصحيح .([399])
لا يجوز إثبات حكم شرعي بما جاء فيها ؛ لأن حالة النوم ليست حالة ضبط وتحقيق لما يسمعه الرائي .
من أمثلة الاعتماد على الرؤى والمنامات :
من نظر في التاريخ لمس كيف جر اعتماد الرؤى في هذا الباب إلى مصائب وفتن، ومن آخر ذلك وأوضحة وألصقة بهذا البحث ما وقع من فتنة الحرم المشهورة عام 1400هـ .
حيث ادعى جهيمان ومن معه أن محمد بن عبدالله القحطاني هو المهدي الذي بشر به النبي e في الأحاديث، اعتماداً على منامات ورؤى .
يقول جيهمان قائد حملة الاعتصام : ( والذي نستوحي من الأحاديث والمرائي الصالحة أن هذا أوان خروج المهدي، فلعل الله أن يقيضه لنا ويرحمنا به، وقد جاء في الحديث([400])أن الطائفة الذين معه يلوذون بالبيت الحرام، وما نرى ذلك إلا من محاربة الناس لهم في كل مكان، حتى لا يجدوا ملجأ إلا بيت الله الحرام الذي من دخله كان آمنا، وورد أنه يغزوه والطائفة الذين معه جيش ثم يخسف بهذا الجيش، وهذا الجيش ليس من اليهود ولا من النصارى ولا من الشيوعية، بل من أمة محمد e فيا ترى من يجهز لهذا الجيش . الله أعلم !!)([401]).
وقال أيضا :
( هذا ولا يفوتنا أن ننبه على أهمية الرؤيا وعدم الاستهانة بها، بخلاف ما عليه أكثر الناس اليوم من عدم الاهتمام بها، والاستهانة بشأنها، مع كثرة الأحاديث الصحيحة فيها في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما .
ولا سيما الرؤيا في هذه الأيام فما بعد قول النبي e : ( في آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب) رواه البخاري.
ويعلم الله أننا لولا خشية الفتنة، وأن يكون مدخلاً لأهل الشبه والأهواء !! لذكرنا بعضاً مما رُئي للإخوان من المرائي الصالحة، إذ فيهم حتى من رأى الرسول e من الإخوان ومن غيرهم، ولكن من أراد ذلك فسيجده بالتفصيل عند إخواننا الموجودين اليوم )([402]) .
وقد أبلغ جهيمان وجماعته الناس عند المغرب، أنه اليوم ستخسف الأرض بالجيش القادم إلينا، ولم تخسف الأرض بالطبع.
فقالوا للناس : أرجئ الأمر أربعة أيام أخرى، وهلم جرا([403])، واستمر القتال عشرين يوماً تقريباً .
فهذه الفتنة العظيمة التي حلت بأرض الحرم المكي الشريف كان من أسبابها منامات ورؤى أسقطها أصحابها على الواقع .
يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز/([404]) في معرض رده على هذه الفئة : ( أما اعتماد المنامات في إثبات كون فلان هو المهدي فهو مخالف للأدلة الشرعية، ولإجماع أهل العلم، والإيمان ؛ لأن المرائي مهما كثرت لا يجوز الاعتماد عليها في خلاف ما ثبت به الشرع المطهر ؛ لأن الله سبحانه أكمل لنبينا محمد e ولأمته الدين، وأتم عليهم النعمة قبل وفاته عليه الصلاة والسلام، فلا يجوز لأحد أن يعتمد شيئاً من الأحلام في مخالفة شرعه عليه الصلاة والسلام، ثم إن المهدي قد أخبر النبي e أنه يحكم بالشرع المطهر، فكيف يجوز له ولأتباعه انتهاك حرمة المسجد الحرام، وحرمة المسلمين، وحمل السلاح عليهم بغير حق، وكيف يجوز له الخروج على دولة قائمة قد اجتمعت على رجل واحد، وأعطته البيعة الشرعية فيشق عصاها ويفرق جمعها )([405]).
سادساً : التنجيم وكلام الكهان :
التنجيم : هو معرفة أحكام النجوم المتعلقة بالعالم السفلي، وتأثيرات النجوم فيه.([406])
والكاهن : هو الذي يخبر عن الكوائن في مستقبل الزمن، ويدعي معرفة الأسرار ومطالعة علم الغيب([407]).
حكم الكهانة :
بين العلماء حكم إتيان الكهان، وأنه حرام فمن أتاهم كان متعرضاً للوعيد، ومن الوعيد المخصوص في ذلك :
1_ ما ثبت عن بعض أزواج النبي ك عن النبي > قال: (من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)([408]).
2_ وعن أبي هريرة والحسن بعن النبي > قال: (من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد >)([409]).
فمجرد إتيان العراف والكاهن وسؤاله من غير تصديق متعرض صاحبه لهذا الوعيد (لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)، فإن انتقل لما بعده وصدقه في دعواه فهو الكفر أعاذنا الله منه.
مصادر الكاهن والمنجم :
مصدر الكاهن والمنجم في استقاء الأخبار هو مما يسترقه الشياطين فعن عكرمة قال: سمعت أبا هريرة ط يقول: إن نبي الله > قال: (إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان فإذا فزع عن قلوبهم.
قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض -ووصف سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه - فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال : أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا : كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء)([410]).
وعبارات أهل العلم الدالة على تحريم الكهانة والتنجيم والاشتغال به وبيان بطلانه وعدم جواز الأخذ به كثيرة .
أبرز المنجمين الذين اعتمد عليهم :
لعل من أبرز المنجمين والذي يكثر تداول اسمه مع مختلف الأزمات والفتن رجل يهودي يعرف بـ(ميشيل نوستراداموس)([411]) وبرز هذا الاسم بشكل ملحوظ مؤخراً خاصة مع أحداث 11 من سبتمبر، فقد حظيت كتاباته بانتشار كبير، وكثر طرح مختلف تنبؤاته في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.
وكان لهذه الشخصية حضور غريب في كتابات كثير من المتكلمين حول أشراط الساعة في محاولة للاستفادة من تكهنات هذه المنجم في عملية ربط هذه الأشراط بوقائع محددة.
وممن اعتمد عليه من الكتاب، وربط بين تنجيمه، ونصوص أشراط الساعة :
أ_ أمين محمد جمال الدين حيث يقول: ( ونقول : إن ما جاء به نوستراداموس هو من تراثنا المنهوب، وميراثنا المسلوب، الذي سقط منا فالتقطوه، وجهلناه وعلموه)([412])
ب_ فهد سالم : فقد استدل بنبؤاته على أحداث الشرق الأوسط ([413]).
ج _ منصور عبدالحكيم، فقد ألف كتاباً عن نوستراداموس سماه ( تنبؤات نوستراداموس ومخططات اليهود والعالم الإسلامي )، ويرى المؤلف أن هذا الكاهن استمد تنبؤاته من المصادر الإسلامية التي لم تصل إلينا، بسبب سرقتها في عصور مختلفة.
يقول : ( وقد صدرت الطبعة الأولى من شروح (د.دوفنبرون) لنبوءات نوستراداموس عام 1938م، وهو من أشهر من شرح تلك النبوءات، وجاءت نبوءات نوستراداموس تحمل في طياتها أخباراً عن أحداث تحدث في المستقبل القريب والبعيد بعد نوستراداموس وحتى بعد القرن العشرين،فذكر فيها الثورة الفرنسية ونابليون، وهتلر والحرب العالمية الثالثة والمهدي المنتظر والمسيح الدجال والحرب العالمية الأولى والثانية وأحداث أخرى لم تحدث، فكيف عرف نوستراداموس كل تلك الأمور والحقائق )([414]).
يوضح ذلك بقوله : ( المصدر الثالث لتنبؤات نوستراداموس هي الأحاديث النبوية التي تحدثت عن الغيب وعلامات الساعة، والتي لم تصل كلها إلينا... وكما جاء في سيرة نوستراداموس أن جده كان لديه الكثير من تلك المخطوطات، واحتفظ بها نوستراداموس ومن خلال تلك المخطوطات كتب تنبؤاته الشهيرة )([415])
يقول الخطيب البغدادي / شارحاً أحوال الناس مع المنجمين، وسبب وقوعهم في شراكهم قال: (إنما يدخل الشبه على الناس في أمر المنجمين من قبيل أنهم يرون المنجم يصيب في مسألة تقع بين أمرين، كالجنين الذي لا يخلو من أن يكون ذكرا أو أنثى، أو المريض الذي لا يخلو من أن يصح أو يموت، والغائب الذي لا يخلو من أن يقيم بمكان أو يئوب.
ومن شأن الناس أن يحفظوا الصواب، للعجب به والشغف، ويتناسوا الخطأ؛ لأنه الأصل الذي يعرفونه، والأمر الذي لا ينكرونه، ومن ذا الذي يتحدث بأنه سأل المنجم فأخطأ، وإنما التحدث بأنه سأله فأصاب، والصواب في المسألة إذا كان بين أمرين قد يقع أحيانا للمعتوه والطفل، فضلاً عن المتلطف الرفيق، والقول في إصابة المنجم كقول الشاعر في الطيرة:
تعلــم أنه لا طـير إلا على متطير وهي الثبور
وشئ قد يوافق بعض شئ أحيانا وباطلــه كثير
وإن وجد لم يدعي الأحكام إصابة في شئ، فخطؤه أضعافه، ولا تبلغ إصابته عشر معشاره، وتكون الإصابة اتفاقاً كما يظن الظان المنافي للعلم المقارن للجهل الشئ فيكون على ظنه، ويخطئ فيما هو معلوم أكثر عمره، ولا يقال: إن هذه إصابة يعول عليها، ويرجع إليها، بل إذا تكررت منه الإصابة في قوله، وكثر الصدق في لفظه، والصحة في حكمه، ولم يخرم منه إلا الأقل، حينئذ سلمت له هذه الفضيلة وشهد له بهذه المعجزة، ولا فرق بين المنجم والكاهن، إذ كل واحد منهما يدعي الإخبار بالغيوب، وكيف يسلم للمنجمين ما يدعونه، وأحدهم على التحقيق ما يعرف ما حدث في منزله، ولا ما يصلح أهله وولده بل لا يعرف ما يصلحه في نفسه، ويؤثر عنه أن يخبر بالغيب الذي لم يؤته الله أحدا، ولم يستودعه بشراً، إلا لرسول يرتضيه أو نبي يصطفيه)([416]).
سابعاً : الاستدلال بحروف أبي جاد وحساب الجُمَّل([417]) :
ذهب البعض إلى أن هذه الحروف لها علاقة ورابطة قوية بحياة الإنسان ومستقبله،وبالكون ومايحدث فيه من الحوادث، ويستخرج منها أوقات الحوادث والفتن والملاحم . قال الإمام ابن كثير / :( وأما من زعم أنها – أي الحروف المقطعة ([418])– دالة على معرفة المدد، وأنه يستخرج من ذلك أوقات الحوادث والفتن والملاحم، فقد أدعى ما ليس له، وطار في غير مطاره، وقد ورد في ذلك حديث ضعيف([419]) وهو مع ذلك أدل على بطلان هذا المسلك من التمسك به على صحته ... ثم أورد الحديث ) .
قال أيضاً :( ثم كان مقتضى هذا المسلك إن كان صحيحاً، أن يحسب ما لكل حرف من الحروف الأربعة عشرة التي ذكرناها، وذلك يبلغ منه جملة كثيرة، وإن حسبت مع التكرار فأطم وأعظم والله أعلم )([420]).
من الأمثلة على الاستدلال بها :
1_ الأستاذ سعيد أيوب حيث بالغ في تفسير المراد بالحروف المقطعة وأنها تدل على أسرار قد تحدث في المستقبل قال :
(إن المهدي حق والله تعالى أعلم بعصور ما زالات في بطن الغيب ! وهو سبحانه لم يفرط في كتابه من شيء، فنحن نقرأ في القرآن الكريم بعض السور التي افتتحت بحروف مثل: [ ن.ص.حم.يس.ألم.ق] فهل فهم العلماء معنى هذه الحروف بيقين عبر العصور؟ الإجابة: لا .
وهل تنتهي الدنيا ولا يعرف المسلمون معنى هذه الحروف ؟ الإجابة : لا . مصداقاً لقوله تعالى ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾، فمن الذين يبين معنى هذه الحروف التي ضمن الله بيانها ؟.
الإجابة : إنه المهدي المنتظر، ففي عصره يستعمل الدجال ذكاءه الحاد، فيقترح على الناس مذاهب اقتصادية وسياسية تلقيهم في حبائله، فيقوم المهدي بإيجاد علوم تذهل الناس وتسرهم؛ لأن فيها منافع لهم . هكذا قالت مصادر أهل الكتاب .
ونحن لا نستبعد أن يكون في فواتح الحروف سر من الأسرار، فربما يكون في حرف واحد سر الحياة كلها، وربما ينتج عن مجموعة حروف تركيبة ما، تؤدي غرض ما، في معركة ما ! أو ترشد مجموعة من الحروف عن مكان ما، يوجد به كتاب ما، يحاج به المهدي اليهود والنصارى ! ولقد قلت أنى لا أستبعد هذا وذلك لأن اليهود ينتظرون نبي !! يأتي قبل الدجال !! يفك رموز الكتاب !! )([421]).
2_ محاولة معرفة وقت قيام الساعة من خلالها، يقول الشيخ محمد رشيد رضا عن ذلك: (وزعم بعضهم أن الساعة تقوم سنة 1407هـ بناء على أن عدد حروف بغتة في قوله تعالى: (لا تأتيكم إلا بغتة) 1407)([422])
أقوال بعض العلماء في الرد عليهم :
قال الإمام السخاوي /([423]) : (ومن فوائده الرد على الحرالي المغربي الزاعم أنه استخرج من الحرف وقت خروج الدجال، ووقت طلوع الشمس من مغربها، مع أن هذه تحديدات وعلوم استأثر الله بها عن سائر أنبيائه ورسله فضلاً عمن دونهم)([424]).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / : (فلهذا تجد عامة من في دينه فساد يدخل في الأكاذيب الكونية، مثل أهل الاتحاد فإن ابن عربي في كتاب عنقاء مغرب وغيره أخبر بمستقبلات كثيرة عامتها كذب، وكذلك ابن سبعين.
وكذلك الذين استخرجوا مدة بقاء هذه الأمة من حساب الجمل من حروف المعجم الذي ورثوه من اليهود، ومن حركات الكواكب، الذي ورثوه من الصابئة كما فعل أبو نصر الكندي وغيره من الفلاسفة، وكما فعل بعض من تكلم في تفسير القرآن من أصحاب الرازي، ومن تكلم في تأويل وقائع النساك من المائلين إلى التشيع، وقد رأيت من أتباع هؤلاء طوائف يدعون أن هذه الأمور من الأسرار المخزونة والعلوم المصونة، وخاطبت في ذلك طوائف منهم، وكنت أحلف لهم أن هذا كذب مفترى، وأنه لا يجري من هذه الأمور شيء، وطلبت مباهلة بعضهم؛ لأن ذلك كان متعلقاً بأصول الدين وكانوا من الاتحادية الذين يطول وصف دعاويهم)([425]).
تنبيه :
ومما يلحق بهذا ما قام به البعض من الاستدلال بالآية رقم (109) من سورة التوبة، على ما جرى في أمريكا من أحداث في تاريخ 11/9/2001م، ونص الآية: ﴿ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [ التوبة: 109].
قالوا: إن الآية تقع في الجزء الحادي عشر من القرآن الكريم، ورقم السورة (9) قالوا : اليوم الذي وقعت فيه الحادثة بعدد الجزء الذي فيه السورة، ورقم السورة هو رقم الشهر الذي وقعت فيه الحادثة، وعدد الأحرف بزعمهم من بداية السورة إلى قوله ) فانهار به) (2001) حرفاً، وهي السنة التي وقعت فيها الحادثة، واسم الشارع بزعمهم (جورف هار) وأشار إليه بقوله ) على شفا جرف هار) ورقم الآية بعدد طوابق المبنى الذي انهار وهو (109) طابق .
ومن يتأمل ويدقق في هذا الاستنتاج يرى أنه بعيد عن الصواب، إن لم يكن نوع عبث بمعاني كتاب الله تعالى، ويتبين ذلك بعدد من الأوجه منها :
أن التوقيت الميلادي لا اعتبار له في شرعنا، فكيف تكون معجزة – كما زعموا- قرآنية وهي بتاريخ ميلادي ؟.
أن هذه التنسيق بين الأرقام هو من فعل هؤلاء الزاعمين، ولا يوجد دليل من القرآن أو من السنة يدل على هذا الترابط بين هذه الأرقام، ولا على المعنى أيضا.
وتفسير الآية كما ذكر الإمام ابن كثير / أن الله تعالى يقول :
( لا يستوي من أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان، ومن بنى مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين، وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل، فإنما بنى هؤلاء بنيانهم على شفا جرف هار أي طرف صغيرة ومثاله في نار جهم )([426])
أن سورة التوبة تبدأ في الجزء العاشر وتنتهي في الجزء الحادي عشر، والآية تقع في الجزء الحادي عشر.
فمن أين توصل هؤلاء إلى أن رقم الجزء يدل على يوم الانهيار ؟ ولماذا لم يأخذ رقم الجزء الذي تبدأ منه السورة وهو العاشر ؟.
زعموا أن رقم السورة يدل على شهر الانهيار، ولماذا لا يدل رقم السورة على تاريخ اليوم مثلاً ؟.
زعموا أن عدد كلمات السورة من أولها حتى نهاية الآية يبلغ (2001) حرف مما يدل على سنة الانهيار .
وقد عُدت كلمات السورة من أولها حتى نهاية هذه الآية فوجدت (2018) حرفاً وليست (2001) حرف، فلماذا حذف سبعة عشر حرفاً من الرقم؟.
ثم إن عدد حروف سورة التوبة على الرسم العثماني هو (10873) حرفاً
لا تزيد ولا تنقص . وعليه فإن عدد آيات السورة هو (129) آية، منها (109) آيات تساوي (2001) حرفاً على زعمهم، والآيات الباقية وعددها (20) آية تساوي (8872) حرفاً. فهل يعقل هذا ؟
ثم يقال أيضاً أن عدد صفحات سورة التوبة من مصحف المدينة هو (21) صفحة بالتمام والكمال، وعدد الصفحات إلى الآية رقم (109) هو أكثر من ( 17) صفحة.
والسؤال هل يعقل أن يكون عدد الحروف الأكثر من (17) صفحة يساوي 2001 حرفاً، بينما يكون عدد الحروف للصفحات الباقية من السورة وعددها ثلاث صفحات وجزء من الصفحة يساوي 8872 حرفاً؟.
ثم هل تم حساب عدد الحروف على أساس النطق أو على أساس الرسم القرآني ؟ .
ثم إن طبعات المصحف في العالم مختلفة، فما هو المصحف المعتمد والمرجح في العد ؟ وعلى أي شيء كان الترجيح ؟ .
أن قوله تعالى في الآية ) أفمن أسس بنيانه على شفا جرف هار ) فهذه كلمات عربية لها اشتقاقاتها ومعانيها وتصريفها، فهل من العدل والعقل أن يكون (جرف هار) الكلمتين العربيتين هما نفس الاسم الانجليزي ؟
إنها مغالطة ومغالاة شديدة في فهم النصوص وتفسيره .
المطلب الثاني : أسباب متعلقة بطريقة التعامل مع نصوص الفتن وأشراط الساعة:
لقد بين العلماء كيفية التعامل مع النصوص الشرعية، ونصوا على ذلك في كتبهم، فليس كل أحد له الحق أن يفهم النصوص على مراده ومنهجه، وبعض الذين نزلوا النصوص، قد خالفوا المنهج الصحيح في التعامل مع نصوص الفتن وأشراط الساعة ومن ذلك :
1_ الاستدلال بالأحاديث الضعيفة والموضوعة :
لقد وضع علماء الحديث قواعد لمعرفة الحديث المقبول من المردود، وبذلوا الوسع في تتبع أحوال الرواة، وكل ذلك من أجل الحفاظ على سنة النبي >، ونحن متعبدون بما صح من ذلك، سواء كان في العقيدة أو الشريعة أو في فضائل الأعمال.
وبعض من كتب في الفتن وأشراط الساعة جعل أحاديثهما_ أي الفتن وأشراط الساعة _ من باب فضائل الأعمال التي يجوز فيها رواية الحديث الضعيف والموضوع، ومنهم الأستاذ أمين محمد جمال الدين([427]) .
وهذه المسألة اختلف العلماء فيها على قولين :
القول الأول : من العلماء من يرفض العمل بالضعيف، ويوجب بيان درجة، كالإمام ابن معين، والبخاري، ومسلم، وأبو زرعة الرازي،وأبو حاتم الرازي، وابن حبان، والخطابي، وابن حزم، وابن العربي المالكي، وابن تيمية والشوكاني، وغيرهم.
القول الثاني : من أجازوا رواية الضعيف في فضائل الأعمال، والعمل به، ولكن بشروط، وهذا هو مذهب جماهير المحدثين والفقهاء وغيرهم، وحكى الاتفاق عليه الإمام النووي والشيخ علي القارئ، والإمام ابن حجر الهيتمي، والإمام ابن حجر العسقلاني وغيرهم.
ومن هذه الشروط :
أن يكون الضعف في الحديث غير شديد، فيخرج من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب، والذين يخشى غلطهم في الرواية.
أن يندرج تحت أصل معمول به.
أن يكون الحديث في القصص أو المواعظ أو فضائل الأعمال، أو نحو ذلك مما لا يتعلق بصفات الله تعالى، ولا بتفسير القرآن، ولا بالأحكام كالحلال والحرام، ولا تعلق له بالعقائد.
أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته، بل يعتقد الاحتياط([428]).
وعلى كلا القولين فإنه لا حجة للأستاذ أمين محمد جمال الدين ولا غيره في إيراد الأحاديث الضعيفة، فعلى القول الأول بالمنع لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها.
وعلى القول الثاني بالجواز فإن من شروطهم أن لا تكون متعلقة بالأحكام والعقائد، وما يورده الأستاذ وغيره من أحاديث له علاقة بالعقيدة وأحداث آخر الزمان، وهي داخلة في اليوم الآخر كما نص على ذلك العلماء في مؤلفاتهم العقدية.
وقد كثر في مؤلفات وكتب أشراط الساعة، الاستدلال بالأحاديث الضعيفة والموضوعة، بل إن عدداً كبيراً مما وقفت عليه من هذه المؤلفات يكاد يخلوا من تخريج للأحاديث فضلاً عن الحكم عليها .
وقد بنى بعض المؤلفين أحداث ووقائع وتصورات على أحاديث ضعيفة بل وموضوعة، وهم في فعلهم هذا يشبهون القصاص الذين حذر منهم العلماء من جهة رواية الضعيف والموضوع .
يقول ابن الجوزي / :( وفي القصاص من يسمع الأحاديث الموضوعة فيرويها ولا يعلم أنها كذب، فيؤذي بها الناس، وقد صنف جماعة لا علم لهم بالنقل كتباً في الوعظ والتفسير ملؤوها بالأحاديث الباطلة ).
وقال :( وأكبر أسبابه : أنه قد يعاني هذه البضاعة جهال بالنقل، يقبلون ما وجدوه مكتوباً، ولا يعلمون الصدق من الكذب، فهم يبيعون على سوق الوقت، واتفق أنهم يخاطبون الجهال من العوام، الذين هم في عدد البهائم فلا ينكرون ما يقولون، يخرجون فيقولون : قال العالم، فالعالم عند العوام من صعد المنبر )([429]).
وبعضهم يحسن الظن بمن ينقل عنهم، ويرى أن العهدة على العلماء في ذلك حيث أنهم أوردوا النصوص مسندة .
وهذا خطأ كبير، فإيراد العالم لحديث أو أثر ما، لا يعد دليلاً على صحته، ولا عهد عليه مادام يورده بسنده، وإنما العهدة على من ينقل الحديث أو الأثر عنه، فيجب عليه أن يتحقق من صحته قبل أن يصفه بالصحة أو الحسن أو يتعامل معه على أنه صحيح، ولا يجوز له أبداً أن يصحح الحديث معتمداً على حسن ظنه بمن نقل عنه إلا البخاري ومسلم .
من أمثلة الاستدلال بالحديث الضعيف :
أ_ عن عمرو بن عوف ط أن النبي > قال : ( لا تذهب الدنيا حتى تكون رابطة من المسلمين بموضع يقال له : بولان حتى يقاتلوا بني الأصفر، ويجاهدون في سبيل الله، لا تأخذهم في الله لومة لائم، حتى يفتح الله عليهم قسطنطينة ورومية بالتسبيح والتكبير، فيهدم حصنها، وحتى يقتسمون المال بالأترسة، يصرخ صارخ : يا أهل الإسلام قد خرج المسيح الدجال في بلادكم ودياركم، فيقولون من هذا الصارخ ؟ فلا يعلمون من، فيبعثون طليعة تنظر : هل هو المسيح ؟ فيرجعون إليهم فيقولون : لم نرى شيئاً، ولم نسمعه، فيقولون والله أنه، والله ما صرخ الصارخ إلا من السماء أو من الأرض قالوا : نخرج بأجمعنا فإن يكن المسيح بها نقاتله، حتى يحكم الله بيننا وبينه وهو خير الحاكمين، وإن تكن الأخرى، فإنها بلادكم وعسكركم، وعشائركم رجعتم إليها )([430]).
وهذا الحديث استدل به الدكتور فاروق الدسوقي على حرب العراق للكويت حيث يقول : ( فإذاً ثبت لنا بما لا يدع مجالاً للشك، أن هذا الحديث هو معركة الكويت التي هي الحرب العالمية الثالثة، فإننا الآن نكون يقيناً في انتظار الزلزال العظيم، الذي هو علة الخسوف الثلاثة التي هي الآيات الثلاث الأولى من الآيات العشر )([431]).
والحديث ضعيف أن لم يكن موضوعاً ففي إسناده كثير بن عبدالله المزني .
2_ توهم التعارض بين النصوص :
من المقرر أن التعارض بين النصوص وارد بالنسبة لنظر الإنسان واجتهاده، وأما في نفس الأمر فلا تعارض بين نصوص صحيحة من جهة النقل، وصريحة من جهة الدلالة، وإنما يكون التعارض بين دليلين أحدهما قطعي والآخر ظني من جهة الدلالة، أو أن أحدهما ضعيف والآخر صحيح .
وهذا هو الذي قرره شيخ الإسلام ابن تيمية / في كتابه الفذ : ( درء تعارض العقل والنقل ).
ولما أراد بعض من ألف في الفتن وأشراط الساعة جمع النصوص الواردة في ذلك، وجد أن بين بعضها تعارضاً،ولم يفقه الطرق الصحيحة في التعامل معه، مما دفعهم إلى التعامل مع هذا التعارض بعدد من الطرق منها :
أ _ إرجاع هذا التعارض والتناقض إلى الصحابة وأبنائهم ومن بعدهم، وذلك أن الصحابة لم يكن همهم التركيز على الأحاديث الدالة على المستقبل، وبالتالي فقدت بعض التفاصيل، مما جعل التابعين يروون الحديث بالمعنى، خشية الدخول في دائرة الكذب على الرسول >، فأوقفوا الأحاديث على أنفسهم مما تسبب في تداخل المرويات، ودخول بعض الألفاظ في روايته.
وقال بهذا القول الأستاذ حسام سليمان الأسعد([432]).
وهو قول ينقصه التحقيق والتدقيق، وفيه اتهام لرواة الحديث من الصحابة ومن بعدهم، مما يجعل الثقة بمروياتهم ضعيفة أو منعدمة سواء في الفتن وأشراط الساعة أو في العقيدة والعبادة، خلافاً لما ضنه الأستاذ من التفريق بينها .
ب _ صرف النصوص عن ظاهرها إلى معان أخرى، ليحصل التوفيق بين النصوص المتعارضة فيحمل نص على معنى لا يدل على ظاهره، ويحمل النص الآخر على معنى آخر، ومن الأمثلة عليه :
* ما فعله الشيخ محمد فهيم أبوعبية حيث يقول :( اختلاف ما روى من الأحاديث في مكان ظهور الدجال وزمان ظهوره، وهل هو ابن صياد أم غيره، يشير إلى أن المقصود بالدجال الرمز إلى الشر واستعلائه وصولة جبروته، واستشراء خطره واستفحال ضرره في بعض الأزمنة، وتطاير أذاه في كثير من الأمكنة، بما يتيسر له من وسائل التمكن والانتشار والفتنة بعض الوقت، إلى أن تنطفئ جذوته وتموت جمرته، بسلطان الحق وكلمة الله، إن الباطل كان زهوقا )([433]).
* وما فعله محمد منير ادلبي حيث قال :
) مما لا شك فيه أن أحاديث خروج الدجال ومجيء المسيح الموعود × قد بلغت حد التواتر، ولا يمكن إنكارها، كما بين ذلك العلماء المحققون ومن بينهم القاضي العلامة محمد بن علي الشوكاني /([434]) في (التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح ) ولكن المسلم المصدق بها يجد نفسه مضطراً إلى عدم الأخذ بحرفيتها ؛ لأن من يدرس هذه الأحاديث بمجملها _ على ضوء الأسس الإيمانية المبينة في القرآن الكريم، والحديث الصحيح _ يجد أن الإصرار على فهم هذه الأحاديث الشريفة بالحرفية التي جاءت فيها دون أي توفيق أو تأويل منطقي مدروس على أساس الهدي القرآني الصحيح، يضع الفأس على رأس التوحيد، كما أنه يؤدي بكل تأكيد إلى :
التناقض بين بعض هذه الأحاديث وبعضها الآخر .
التناقض بين هذه الأحاديث والقرآن الكريم .
التناقض بين هذه الأحاديث والمنطق العلمي والعقلي السليمين .
وبما أنه يستحيل وجود أية تناقضات في الأحاديث الصحيحة، فلا بد إذن من محاولة فهمها على أسس التأويل التي أقرها وبينها القرآن الكريم )([435]).
وهؤلاء خفي عليهم الفرق بين الاختلاف في وجود الشيء، والاختلاف في صفته، فإنه لا يوجد شيء في التاريخ عظيم إلا ويوجد اختلاف عظيم في نعته وحاله.
بل ويوجد اختلاف في بعض صفات الجنة وأهلها، والنار وأهلها، وفي الحساب، والعرض، وفي القبر، ومنكر ونكير . فهل يوجب هذا أن نشك في وجود هذه الأشياء.([436])
3- الفهم الخاطيء لنصوص الفتن وأشراط الساعة :
وهذا متفرع عن السبب السابق، ولكني أفرده لأهميته، ولخطورة هذا الأمر الذي ظلت فيه طوائف على مدار التاريخ عندما فهموا النصوص دون معرفة بمعاني ألفاظ الخطاب الشرعي التي خوطب بها الناس .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية / :( يحتاج المسلمون إلى شيئين، أحدهما : معرفة ما أراد الله ورسوله بألفاظ الكتاب والسنة، بأن يعرفوا لغة القرآن التي بها نزل .
وما قاله الصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر علماء المسلمين في معاني تلك الألفاظ، فإن الرسول لما خاطبهم بالكتاب والسنة عرفهم ما أراد بتلك الألفاظ، وكانت معرفة الصحابة لمعاني القرآن أكمل من حفظهم لحروفه، وقد بلغوا تلك المعاني إلى التابعين أعظم مما بلغوا حروفه )([437]).
ونصوص الفتن وأشراط الساعة ليست بدعاً من نصوص الشارع فتفسركيفما شاء الناس، وإنما ينبغي أن تفسر وفق مفهوم سلف هذه الأمة لقربهم من تنزل الوحي، وعلى مقتضى لغة العرب التي نزل بها، ولذا نرى حرص الصحابة على تفهم معاني أحاديث الرسول e، وسؤالهم عما يشكل عليهم فيما يتعلق بأحاديث الفتن وأشراط الساعة ومن ذلك :
عن أبو هريرة t قال : قال رسول الله e :( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : إذا اسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)([438]).
فلم يعتمد أبو هريرة في تفسير الإضاعة على فهمه، وإنما سأل النبي e عن معناه .
وعنه t قال : قال رسول الله e :( يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى الشح ويكثر الهرج ، قالوا : وما الهرج ؟ قال : القتل، القتل)([439]).
وغيرها من النصوص الدالة على هذا المعنى .
فإذا كان هذا حال الصحابة يسألون النبي e عن معنى لفظة من الحديث لم يتبين لهم معناها، فغيرهم من باب أولى وأحرى .
ولذا لا بد من مراجعة كلام أهل العلم لتُتفهم النصوص أولاً، فإن فُهمت كان التنزيل بشرطه ثانياً.
وقد سُلِكتْ مناهج وطرق مختلفة لفهم هذه النصوص، مما ترتب عليه إهمال شروح العلماء على الأحاديث، والادعاء بأنها كانت متعلقاً بفترة زمنية معينة عاش فيها الشارح، أما الناس فإن لكل منهم أن يفهم من النصوص ما تدل عليه لغة الخطاب في عصره، وممن قرر هذا أحمد بن محمد صديق الغماري، و محمد عيسى داود([440]).
يقول أحمد بن محمد الغماري :( ولذلك خاض العلماء في تفسير تلك الأحاديث وشروحها بحسب ماأدركته عقولهم، ووصلت إليه أفهامهم، وحملها أهل كل زمان على ماكان في زمانهم، وطبقوها على ماظهر فيه من الحوادث والتغيرات والأحوال والمبتدعات، وإن كان فيها ماهو صالح لذلك إلا أن أكثرها في الحقيقة وارد في هذا الزمان، فهو في أحواله وحوادثه كالنص وفيما ذكروه كالظاهر والمؤول بل فيها ماهو نص قاطع في حوادث زماننا لايقبل حملهم ولا يحتمل تأويلهم ) ([441])
ومن هذه المناهج والطرق :
أ_ فهم النصوص على طريقة الباطنية:
ومن ذلك مثلاً قول محمد عيسى داود :
( وقد وجدت المهدي في بطن آيتين من الفاتحة، الأولى: ) بسم الله الرحمن الرحيم ( والثانية، ) اهدنا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (([442]).
وقال في قوله : ) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ( : الشمس رمز المهدي، وقال في قوله تعالى : ) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ( : القمر رمز للرسول )([443]).
ب_ عدم الأخذ بظاهر النص الذي تقتضيه اللغة العربية :
وقد سلك هذا الاتجاه عدد من الكتاب منهم :
1_ الدكتور جمال علي تايه([444]) .
2_ الأستاذ فهد سالم([445]) .
3_ محمد منير ادلبي([446]) .
وقد حاول هذان الآخيران أن يؤصلا للتفسير الرمزي وأنه موجود في اللغة والتاريخ والسيرة وضرب فهد سالم على ذلك بقصة سهيل بن عمرو لما جاء موفداً من كفار قريش للتفاوض مع النبي > في صلح الحديبية قال رسول الله e :( قد سهل لكم من أمركم ) قال فهد سالم :( فأول رسول e اختيار سهيل بن عمرو للمفاوضة بأن الله قد قضى تيسير أمر المفاوضة لصالح المسلمين فاعتبر اسم سهيل رمز لهذا المعنى)([447]).
وقد غاب عن الأستاذ فهد سالم أن هذا من باب التفاؤل بالأسماء، وليس فيه قلب لحقائق الاسم، فأين الرمز ؟.
ج _ العجلة في فهم النصوص :
وما حادثة الحرم الشهيرة التي وقعت في يوم الثلاثاء في 1/1/1400هـ حيث قام جماعة من المسلحين بعد صلاة الفجر باقتحام المسجد الحرام، وإطلاق النار بين الطائفين والقائمين والركع السجود، إلا دليل على الفهم الخاطئ لنصوص ظهور المهدي، حيث ظنوا أن ما ورد في النصوص ينطبق على رجل يقال له محمد بن عبدالله، وخيل إليهم أنه المهدي المنتظر في آخر الزمان .
ولو تأمل هؤلاء النصوص تأملاً جيداً، ورجعوا لكلام أهل العلم لوجدوا أنهم أخطاؤ في فهم النص أولاً ثم أخطاؤ في تطبيقه ثانياً.([448])
المطلب الثالث : أسباب متعلقة بمن يقوم بتنزيل النصوص على الوقائع :
تـمهيد:
لاشك أن الإنسان يتأثر بالأحداث من حوله، ويتفاعل معها بمشاعره وحواسه، وكل له نصيب من هذا التأثر .
وعدم فهم طبيعة الوقائع والأحداث، وربط ذلك ربطاً صحيحاً بالنصوص الشرعية بفهم بين واضح، أوقع في مزالق لايحمد عقباها .
والمتأمل في بعض الكتابات يلحظ القصور في هذين الجانبين أوفي أحدهما، ويرجع ذلك إلى عدد من الأمور منها :
1- طيشان القلوب عند حدوث الفتن وعدم البصيرة :
فإن الفتن إذا وقعت عمي على كثير من الناس وجه الحق فيها، وكثر الكلام واللغط وخاصة من الغوغاء، حتى إنه في بعض الفتن تطيش العقول والقلوب، فلا يتبين للمرء الصواب إلا بعد زوالها وانقشاعها، ولذا أمرنا النبي e بالإمساك عند الفتن .
وقد نص العلماء – رحمهم الله – على أن الفتن إذا أقبلت التبس أمرها على العامة، وإذا أدبرت علمها الناس كلهم .
ومما يدل على هذا المعنى حديث النبي e عندما شبه الفتن بأنها تموج كموج البحر([449])، وفي هذا إشارة واضحة إلى قوتها وشدتها، ثم إلى تتابعها، وإلى أنه لا يمكن لأحد أن يقف أمامها؛ لأنه لا يمكن لأحد أن يقف أمام موج البحر، وأن الناس أمام هذه الفتن ستضطرب حركتهم، ويختل توازنهم، وتضيق صدورهم وينقطع نفسهم وهذه حال من يصارع الموج.([450])
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية / :( وذلك أن الفتن إنما يعرف ما فيها من الشر إذا أدبرت، فأما إذا أقبلت فإنها تزين ويظن أن فيها خيراً، فإذا ذاق الناس ما فيها من الشر والمرارة والبلاء صار ذلك مبيناً لهم مضرتها وواعظاً لهم أن يعودوا في مثلها )([451]) وقال أيضاً: ( الفتنة إذا ثارت عجز الحكماء عن إطفاء نارها )([452]) وقال :( والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء، فصار الأكابر ش عاجزين عن إطفاء الفتنة وكف أهلها، وهذا شأن الفتن كما قال تعالى واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة [ الأنفال: 25] وإذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله )([453])
ومن أوضح الأمثلة على ذلك :
دعوى المهدية على مدار التاريخ، فقد تابع مدعي المهدية عدد كبير من الناس دون تبصر وبيان، وما ذاك إلا أن القلوب والعقول يغلق عليها وقت الفتن .
يقول الشيخ محمد ناصر الدين الألباني /([454]) ( واعلم أيها الأخ المؤمن، أن كثيراً من الناس تطيش قلوبهم عند حدوث بعض الفتن، ولا بصيرة عندهم تجاهها، بحيث إنها توضح لهم السبل الوسط الذي يجب عليهم أن يسلكوه أبانها، فيضلون عنه ضلالاً بعيداً، فمنهم – مثلاً – من ادعى انه المهدي أو عيسى، كالقاديانيين الذين اتبعوا ميرزا غلام أحمد القادياني، الذي ادعى المهدية أولاً، ثم العيسوية، ثم النبوة، ومثل جماعة جهيمان السعودي، الذي قام بفتنة الحرم المكي على رأس سنة (1400هـ) وزعم أن معه المهدي المنتظر، وطلب من الحاضرين في الحرم أن يبايعوه، وكان قد اتبعه بعض البسطاء والمغفلين والأشرار من أتباعه، ثم قضى الله على فتنتهم بعد أن سفكوا كثيراً من دماء المسلمين، وأراح الله تعالى العباد من شرهم )([455]).
2- التأثر بالواقع الذي أطبق على الأمة الإسلامية :
فالأمة الإسلامية تعرضت على مدار التأريخ إلى محن وفتن، ومرت بمراحل من الضعف، وفي العصور المتأخرة أصابها نصيب كبير من تسلط الأعداء .
وفي ظل سيطرت اليهود على العالم ومقدارته سنوات طوال ولا زالوا.
ودق الغرب طبول الحرب ضد الإسلام، حتى قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر بسنوات، وبدأ المفكرون والساسة الغربيون بمجرد انهيار وتفكك الاتحاد السوفيتي في البحث عن عدوٍ، ورشح الإسلام لذلك، وتعالت صيحات مفكريهم، محذرين من الخطر الإسلامي، وجزم بعضهم بأن القرن القادم هو قرن الحروب الدينية، وشاع في الغرب ما سمي بـ ( رُهاب الإسلام )islam phobia .
وكان لأحداث البلقان والمذابح الوحشية المتتالية للمسلمين هناك، وكذا انفجار الانتفاضة في فلسطين المباركة، وأحداث الجزائر والشيشان والخليج وأندونيسيا، والسودان ثم أفغانستان والعراق وغيرها، أثر عميق في نفوس المسلمين، إذ رأوا الانحياز الظالم للغرب ضدهم، وعاينوا نفاق الغرب المدعي حماية حقوق الإنسان .
كل هذا وغيره، ولد شعور بالمرارة والظلم والقهر، وتراكم الشعور بالظلم في النفوس المكبوتة.
وهنا تطلع البعض إلى إيجاد مخرج للأمة، ورفع لمعنويات المسلمين، فجمعوا نصوص أشراط الساعة التي تخبر عن المستقبل وأن النصر والغلبة فيه للمسلمين، ونزلوا ماورد فيها على الواقع، وصاغوا حرب المستقبل بناءاً على المعطيات المتوافرة الآن في الواقع، وحدد البعض الشخصيات المعاصرة على أنها المقصودة في بعض الأحاديث، وزُعم أن المهدي موجود الآن في مكان كذا، و رسمت صورة تفصيلية لأحداث المستقبل وهو غيب لا يعلمه إلا الله.([456])
يقول الشيخ محمود الغرباوي :( وكان مما دفع البعض إلى تطويع بعض الآيات القرآنية والآثار النبوية، العنف والقسوة والقهر الذي أطبق على الأمة أرضاً وسماء، فدمر أنفساً وأهلك حرثاً ونسلاً، ونهب أرضاً بكنوزها، وطمس معالم وحضارات )([457]).
والمتأمل في بعض عناوين الكتب يلحظ ظاهرة الضعف، ومحاولة إقناع النفس بذهاب الكبت والقهر بزوال بعض الدول . وهذا طرف من عناوين هذه الكتب .
خروج يأجوج ومأجوج وزوال إسرائيل في مذبحة هرمجدون على أيدي أبناء النيل . تأليف فاروق محمد نجلا .
السيناريو القادم لأحداث آخر الزمان، قراءة دينية سياسية معاصرة للواقع وأحداثه. تأليف منصور عبد الحكيم .
دمار أمريكا على الأبواب . تأليف عبد التواب عبدالله حسين، حيث يقول في مقدمته:( فهذا الكتاب احتاج وضعه مني إلى بحث في مجالات شتى، وموضوعات عدة تحولت معها من باحث إلى طالب في محراب العلم، كما أدخلني إلى عالم القرائن والأدلة، ونوافذ المعلومات والوثائق، وموارد الأخبار والتحليل أينما وجدت، وتسهيلاً لمهمة القارئ العزيز وضعت الكتاب تحت ثلاثة أبواب، لكل منها عنوان يدل على محتواه :
[ ثم ذكر الأبواب وقال] الباب الثالث بعنوان : الحقائق والوثائق مع سيناريو المستقبل، من المصادر الصحيحة، وهو الباب الذي ينتظره كل قارئ ليتعرف على الحقيقة الكاملة، الموثقة بالأدلة والبراهين، وتسلسل سيناريو الأحداث القريب في المستقبل المنظور التي يمكن أن يراها أبناء الجيل الحالي، وأبناؤهم على مدى السنوات العشر القادمة، وكلما قدمت معلومة ألزمت نفسي بتقديم المصادر والأدلة التي يطمئن إليها القارئ الكريم )([458]).
3- محاولة التوفيق بين نصوص أشراط الساعة وما وصل إليه الغرب من حضارة وتقدم :
لا شك أن الإنسان يتأثر بمن حوله، وبما يوجد في عصره من وسائل ومتغيرات، والناس يتفاوتون في هذا التأثر ما بين مستقل ومستكثر، إلا أن الواجب أن لا ينسلخ الإنسان من عقله وفكره بل ودينه، ويصبح أسيراً للمتغيرات، وخاصة المادية منها .
والناظر في أحوال المسلمين على مدى عدة قرون يرى أن الأمة الإسلامية مرت، ولا زالت تمر بحالات من التخلف، وعدم مواكبة العصر، وخاصة في المجال التقني والصناعي، مما جعل بعض المسلمين ينظر إلى ما عند الغرب من تقدم وإنتاج بإعجاب وانبهار.
وهذا هو الذي جعل طائفة من الناس يحاولون أن يوجدوا لهم موضع قدم في الحضارة، فقاموا بتفسير بعض النصوص من الكتاب والسنة _خاصة نصوص الفتن وأشراط الساعة_لتوافق ما وصل إليه الغرب من مخترعات، حيث أنهم وجدوا النصوص تخبر عن وقوع أحداث، وخروج رجال في آخر الزمان فدفعهم حب التقدم على الآخرين، وإثبات الذات، والرغبة في مسايرة ركب الحضارة، وبيان أن الدين سابق للعَالم في اكتشاف بعض المخترعات، دفعهم ذلك كله إلى تنزيل ما ورد في النصوص على الواقع المشاهد أمامهم .
يقول الشيخ عبد الكريم بن صالح الحميد _ حفظه الله :( لقد ابتلى أهل الوقت بالغربيين وعلومهم واكتشافاتهم وخوارقهم، بهرهم ذلك وأخذ بعقولهم وما علموا أنه فتنه، وأنه توطئه وتمهيد للدجال، وكثير منهم أولوا القرآن وأحاديث الرسول تأويلاً مخالفاً للسلف مجاراة لهذه العلوم والكشوف ولأربابها، ومن علامات هذه الفتنه في القلوب الذل النفسي، وتعظيمهم، واحتقار وازدراء ما خالف هديهم، يستحيل أن يحل في قلب المؤمن ؛ لأن له نصيب وحظ من العلم والعز الذي جاء به نبيه )([459]) .
وسأضرب لذلك بمثالين هما : خروج الدجال ونزول عيسى ×، والدابة ،
وهي على النحو التالي :
أ- خروج الدجال ونزول عيسى ×:
فقد ذهب البعض إلى تنزيل نصوص الدجال وعيسى × على عدد من الصور المشاهدة في الحضارة الغربية وماعندهم من تقدم ومن ذلك :
1_ أن الدجال رمز للحضارة الغربية وخاصة الشر منها وأن عيسى uرمز للخير من تلك الحضارة .
وقد ذهب إلى هذا الشيخ محمد عبده([460])،وتبعه الشيخ محمد فهيم أبو عبيه حيث قال :( ثم سرنا مع القائلين بأن ظهور المهدي ونزول عيسى uهما رمزان لانتصار الخير على الشر([461])، وأن الدجال رمز الاستشراء الفتنه واستعلاء الضلال فترة من الزمان، ثم تهد قوائمه وتدرك دعائمه، بصولة الحق بإذن الله )([462]).
وقال أيضاً معلقاً على ما مع الدجال من جنة ونار :( إشارة إلى ما يتوفر للدجاجلة دعاة الباطل ونصراء الهوى من القوى المادية التي تفتن ضعاف النفوس، وليس ثمة –والعلم لله – نار ولا جنة على الحقيقة بين يدي الدجال مهما كان دجله )([463]).
ويتضح من هذا النص مدى التأثر بالقوى المادية مما جعله يحملها على الدجال، ويؤكد الشيخ محمد أبو عبية هذا المعنى بقوله :
( رد كل الأحاديث الواردة في الدجال أمر غير مقبول لتوافرها وتعدد طرق روايتها، وإنما المقبول والمعقول رد ما جاء في بعضها مما لا يلتئم وطبيعة الحياة، ولا يتفق ومصلحة البشر.
ثم إنه ليس ما يمنع من أن يفهم الدجال على أنه إشارة نبوية صادقة إلى ما سيكون من ظهور دعاة للشر يكذبون على الله، ويموهون الحقائق، ويستعينون على تحقيق ما يريدون بما يتوفر لهم من القوة، ووسائل البطش، ومغريات الحياة التي لا يستطيع مقاومتها من حرم الحظ من قوة الإيمان وثبات العقيدة، فتستهويه بأنوارها لتحرقه بنارها، وما أكثر الفراش، بين بني الإنسان، وليس ما يأخذ يحجز البشر عن النار إلا ما يستقر في قلوبهم من الإيمان القوي المتين، الذي يشمخ عن مجارات تيارات الرغبة والرهبة في دنيا الناس )([464]).
ويا ليت الشيخ محمد أبو عبية شمخ بإيمانه، وثبات عقيدته في وجه الحياة المادية وأمام عقله، فآمن بالغيب، وبما أخبر به الصادق المصدوق e كما ورد دون محاولة لصرفه عن معناه تأثراً بالرغبة والرهبة في دنيا الناس .([465])
2_ نسبة أفعال إلى الدجال لم ترد في الكتاب والسنة:
ومن ذلك قول أميمة محمد علي :( المسيح الدجال ... رجل ... كأي رجل .. سيظهر في صورة حاكم أو رئيس دولة، والمسيح الدجال رجل شهواني بكل معنى الكلمة، فدينه هو الجنس، وهو لا يعترف بالزواج ... ويروج لكل مذاهب الجنس من دعارة واغتصاب إلى شذوذ جنسي بكل أنواعه من لواط ووط محارم ولو كانت أماً أو أختاً أو ابنة ..!! بل لا مانع عنده من أن يحاول جماع نفسه لو استطاع )([466]).
وإني لأعجب من أين جاء المؤلف بهذه الأوصاف، ولكن لا عجب إذا علم أن السبب هو تأثر المؤلف بواقعة الذي يعيشه ويشاهده .
3_ أن الدجال يستعمل علوم الفيزياء في إضلال الناس:
وممن قال بهذا أبو الفداء محمد عزت محمد عارف حيث يقول :( يأتي المسيح الدجال بفتن قاعدتها )تحكيم الخيال بالعقل) )فتسخير العلم للتدجيل) )والقوة للسطو ) إن الرجل سيعرض الأوهام في وضح النهار، ويحاول كسوتها بثوب الحقيقة المزورة معتمداً على قوة الرؤية المباغتة، والتفوق الفيزيائي والإبداع الذي يسبق زماننا، مما يلبس الحقائق العلمية التي أتى بها ثوب المعجزة شكلاً، لا حقيقة مستغلاً، تخلف الآلة العلمية لدى الناس ووقوعهم تحت ضغوط الحياة وتوتراتها ومتناقضاتها جميعاً )([467]).
وقال أيضاً :( وما يقوم به الدجال من أعمال يظنها غير المسلم )معجزات) ليس راجعاً لما يقوله : ) لا . هـ. ستيفنس) : من أنه سيكون حائزاً على قوة خارقة للطبيعة، إنما لإحاطته المكينة بعلوم الفيزياء، وتوصله إلى قوانين علمية لو أحاطت بها عقول أخرى غيره، وبذلت مزيداً من الجهد والبحث والتجارب لتوصلت إليها !! ومستغلاً في ذلك أطباقه الطائرة التي يمكنها التوقف في الجو، لتدور حول نفسها بسرعة مخيفة تبطل قانون الجاذبية، ويمكنها من الاختفاء عن الأعين؛ لأن سرعة الالتفاف تحدث ذبذبات لا تلتقطها العين البشرية، وفي هذه اللحظة تُسقط الأطباق على الأرض ! إشعاعات مصورة بدقة كتلك الصادرة عن الأفلام في دور السينما، ولكنها أكثر إتقاناً وأعظم تقنية كأنها ضوء لا مرئي، فتتمثل على الأرض الجنة الوهمية بزروعها وأشجارها ونسائها، وبما يشبه العرايا، وتتمثل صورة عن الجحيم المتقد والنيران المشتعلة، ولكن جنته في الحقيقة ما هي إلا نار مهلكة ؛ لأنها انعكاسات لإشعاعات خطيرة، كتلك التي انبعثت من بعض أطباقه الطائرة فاحترقت، وهذا هو السر في أن رواية مسلم – وهي أصح الروايات، قد اكتفى فيها النبي e بقوله :( فالتي يقول إنها الجنة هي النار )
ولم يقل: ( والتي يقول إنها النار هي الجنة )([468]) ؛ لأنها في الغالب نار حقيقية أشعلها أيضاً بوسائل علمية، وكم في الكيمياء والفيزياء من عجائب )([469]).
ويلحظ في هذا النص مدى التأثر الواضح بالمخترعات المادية مما جعل الكاتب يتصور أن الدجال سوف يستفيد من التقنية، بل ويأتي بتقنية جديدة، ويخترع وسائل دقيقة لم يسبق للبشرية الوصول إليها.
يقول :( والنهر الذي يراه الناس ناراً هو في الحقيقة نهر حقيق، استغل الدجال قدرته العلمية على توليد طاقات إشعاعية، أو خلافها منه، وبواسطة أجهزة علمية دقيقة للغاية استحدثها فيشتعل سطح النهر ناراً ... أمَّا أنه يأمر الأرض فتنبت، ففي الحقيقة أنه يزرع مساحات واسعة في بعض الصحارى، ويهيئ مستعمرات زراعية مغطاة بطبقات حساسة كنظام البيوت المحمية لكن تحت الأرض، وتفتح فقط بذبذبات صوته، فعندما ينادي : يا أرض انبتي القمح تفتح الأغطية وترتفع القواعد المزروعة، وكأن الأرض استجابت، وإمطار السماء معروف مشهود بأمريكا وأوروبا بالسحاب الصناعي، بيد أنه سبق في هذا المجال أو طوره، بالإضافة إلى علمه بالزراعة، وطرق تسميد الأرض، وتحويل الأرض الحمضية إلى أرض صالحة للزراعة والإنبات، ولا غرو فهو كأمريكا جمع علماء عباقرة وكون معهم قواعد علمية هائلة )([470]).
4_ استعمال الدجال لوسائل الإعلام المختلفة :
وممن ذهب إلى هذا الأستاذ منصور عبدالحكيم، وإن كان متناقضاً في كتاباته حول الدجال وغيرها من أشراط الساعة، فتارة يرى عدم تنزيل نصوص الأشراط على الواقع وانه سيترتب عليه مفاسد([471])،وتارة ينزل بعض الأشراط على الواقع، فهو لم يثبت على قدم واحدة في التعامل مع نصوص أشراط الساعة .
وحول ما نحن بصدده يقول :( فالدجال يظهر في عصر العلم والتكنولوجيا، فيظهر على شاشات التلفاز فتراه أمامك، فأقرأ عليه فواتح سورة الكهف )([472]).
وقال أيضاً :( في هذا الزمان وقبله أيضاً يملك الدجال كل وسائل الإعلام، والإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وغيرها، كلها تمهد لخروجه، وهذا ما يحدث وحادث من زمن بعيد )([473]).
ويصور لنا الأستاذ منصور المواجهة بين الدجال والشاب المؤمن الذي سيقتله الدجال وأنها تبث مباشرة عبر وسائل الإعلام حيث يقول :
( وقد تكون تلك المواجهة بين الدجال وهذا الشاب المؤمن تذيعها وسائل إعلام الدجال على شاشات التلفاز مباشرة ؛ لأن الشاب يخاطب الناس بقوله : يا أيها الناس إنه
لا يفعل بعدي بأحد من الناس، ولا عجب في ذلك فإن الدجال يظهر في آخر الزمان، زمن الحضارة والرقي والتقدم والاختراعات الحديثة )([474])
ولم يقف الأمر عند ظهور الدجال على شاشات التلفاز، بل زعم بعضهم أن التلفاز نفسه هو الدجال([475]) .
5_ استعمال الدجال لوسائل المواصلات الحديثة ومنها الأطباق الطائرة :
وقد ذهب إلى هذا كلاً من :
أحمد بن محمد الغماري حيث يقول شارحاً حديث سرعة الدجال وأنه كالغيث استدبرته الريح([476]) .
( فهذا كناية عن سرعة ذهابه في الأرض بمن معه من جند، وأعوانه ذلك بالسيارات وقد تكون فيه الإشارة إلى الطائرات أيضاً، ويكون الدجال سيجمع بين السير في الأرض على السيارات، وعليه تحمل رواية ) تطوى له) كما في حديث جابر([477])، وبين ركوب الطائرات، وعليه يحمل هذا الحديث الذي يشبه سيرة بالغيث استدبرته الريح فإن هذا مشابه لسير الطائرات تمام المشابهة )([478]).
وقال : ( فتعين أن سفره وتنقله في أقطار الأرض إنما هو بالمخترعات الحديثة الموجودة الآن ...)([479]).
وقد قال بقول الغماري عدد من المؤلفين أمثال هشام كمال عبدالحميد([480])، ومنصور عبدالحكيم([481])،ومحمد عزت عارف([482])، وفهد سالم([483])،ود. محمد أحمد الخطيب، ود. محمد عوض الهزايمة([484])، والشيخ أبو بكر الجزائري([485]).
يقول محمد صديق خان :( وسرعتة في السير كالغيث استدبرته الريح، وقال بعض الناس : كأنه يسيح على هذه العجلة الدخانية الحادثة في هذا الزمان، وهذا القول ليس عليه أثاره من علم، فإن السياحة عليها ليست خارقة للعادة ؛ لأنها نوع من أنواع جر الثقيل، وسياحته تكون خرقاً للعادة والله أعلم )([486]).
6_ السلاح الذي يستعمله عيسى u في قتل الدجال :
ورد في السنة أن عيسى بن مريم uسوف يقتل الدجال بحربة في يده فيذوب الدجال كما يذوب الملح في الماء([487]).
ولكن الأستاذ هشام كمال عبدالحميد، ادعى أن عيسى u سيستعمل في قتل الدجال نوع من أنواع المسدسات المعروفة بالليزر حيث يقول : ( في الغالب فإن القضيبين اللذين سيأتي بهما عيسى([488])، ويقضي بها على الدجال هما نوع من السلام يشبه ما نعرفه الآن بمسدس الليزر، ولكنه سيكون سلاحاً إلهياً فتاكاً لا يمكننا تخيله، فهو سيجعل الدجال يذوب وهو واقف في مكانه كما يذوب الملح في الماء، أو كما يذوب الرصاص، كما ذكر في رواية أحمد )([489]).
ب- الدابة :
الدابة آية من آيات الله تخرج في آخر الزمان، عندما يكثر الشر، ويعم الفساد، ويكون الخير قلة في ذلك الزمان، وهي المذكورة في قوله تعالى : ﴿ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دآبة مِّنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ ﴾ [النمل : 82]
وهذه الدابة مخالفة لمعهود البشر من الدواب، ومن ذلك أنها تخاطبهم وتكلمهم . قال الإمام ابن كثير / :( هذه الدابة تخرج في آخر الزمان، عند فساد الناس وتركهم أوامر الله،وتبديلهم دين الحق )([490]).
وبعض المؤلفين والكتاب لم يستوعب هذه الآية العظيمة، فقام بتنزيل هذه الدابة على بعض الموجود في عصره ومن ذلك :
أنها إنسان متكلم يناظر أهل البدع والكفر، ويجادلهم :
وقد ذكر هذا عن بعضهم كلاً من أبي العباس القرطبي والإمام السخاوي رحمهما الله تعالى.
وهذا القول لا يجعل الدابة آية خارقة للعادة، ولا تكون من جملة العشر الآيات المذكورة في الحديث ؛ لأن وجود المناظر والمحتجين على أهل البدع كثير، فلا آية خاصة بها فلا ينبغي أن تذكر مع العشر .
ثم إن تسمية الإنسان المناظر الفاضل العالم باسم الدابة خروج عن عادة الفصحاء، وعن تعظيم العلماء وليس ذلك من دأب العقلاء([491]).
2) أنها الجراثيم :
وممن قال بهذا الشيخ محمد فهيم أبو عبية حيث يقول :( ولعل المراد بالدابة هي تلك الجراثيم الخطيرة التي تفتك بالإنسان وجسمه وصحته، وبأمواله زروعاً ومواشي، جزاءً له على بعض ما تجني يداه من إثم ونكر، وقصاصاً على بعض تعديه لحدود الله وما شرع لعباده، والجراثيم الضارة الشديدة الخطورة منتشرة في كل مكان تكاد تغطي مساحة الأرض وتملأ طبقات الجو، وهي تجرح وتقتل، ومن تجريحها وأذاها كلمات واعظة للناس لو كانت لهم قلوب ترجع بهم إلى الله ودينه، وتلزمهم الحجة التي ضلوا عنها، وتركوها وراءهم ظهرياً، ولسان الحال أبلغ من لسان المقال، وحمل صحاح الأحاديث النبوية وتفسير الآيات القرآنية الكريمة بما يناسب الواقع، ويواكب المنطق، ويتسق ونظرة الحياة أولى من السبح في أجواء من الخيال ... )([492]).
أنها نوع من الحشرات الموجودة الآن:
وذهب إليه محمد فريد وجدي([493]).
والقول بأنها الجراثيم أو نوع من الحشرات مردود من عدة أوجه منها :
الوجه الأول :
أن هذا التفسير فيه تكذيب للنبي e فيما أخبر به عن هذه الدابة، وقد صحت الأحاديث عن النبي e في خروجها .
الوجه الثاني :
أن الجراثيم وكذا الحشرات لا تحصى، وأما دآبة الأرض، فإنما هي دآبة واحدة كما يدل على ذلك ظاهرة القرآن والسنة .
الوجه الثالث :
أن الجراثيم والحشرات موجودة منذ القدم وهي تنتشر في جميع أرجاء الأرض، والدابة كما في النص القرآني والسنة توجد في آخر الزمان.
الوجه الرابع :
أن الجراثيم لا ترى بالعين المجردة، وإنما عبر المكبرات، فكيف تكلم الناس وتخاطبهم، ويتضح هذا بالوجه الخامس .
الوجه الخامس :
ورد في الأحاديث أن الدابة تسم الناس على وجوههم بالكفر والإيمان، فتجلو وجه المؤمن، وتخطم أنف الكافر، والجراثيم لا تفعل شيئاً من ذلك .
الوجه السادس :
جاء في الحديث عن أبي هريرة tقال : قال رسول الله e :( ثلاث إذا خرجت لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودآبة الأرض ) ([494]).
فلو كانت الدابة قد ظهرت كما زعم ذلك أبو عبية وغيره، لما كان الإيمان نافعاً لمن آمن بعد خروجها، ويلزم على قول أبي عبية نفي الإيمان عن كل المؤمن على وجه الأرض، وهذا معلوم البطلان بالضرورة .
قال الشيخ حمود التويجري / :( وعلى هذا فتأويل دآبة الأرض بالجراثيم في غاية البعد والبطلان، بل هو نوع من الهذيان )([1]).
4) أن الدابة عبارة عن الدبابات التي يحارب بها المسلمون الدجال :
وممن قال بهذا الأستاذ مراد محمد محمود الدمش حيث قال :
( أحداث الدابة ذكرت في الإنجيل والقرآن والحديث، يصفها بقدرات سحر خاتم سليمان وعصا موسى، فتميز المسلم من الكافر، وهي الدبابات التي يحارب بها المسلمين الدجال، وهي تكنولوجيا متقدمة تميز في الضرب بين أتباع المعسكرين بما لديهم من ختم)([1]).
5) علاقة الدابة بالهندسة الوراثية :
لم يقتصر التأثر عند هؤلاء الكتاب بالمخترعات في الجانب الصناعي، حتى انتقل إلى الجانب العلمي، فهذا هشام كمال عبدالحميد يؤلف كتاباً عن خروج الدابة، والعلاقة بينها وبين ما يعرف بالهندسة الوراثية، وأن العلماء يسعون إلى إيجاد ما يسمى بـ ( الإنسان السوبرمان أو الكائن الخرافي ) ويتطلعون إلى أن يكون هذا الكائن مميزاً عن سائر الكائنات، بل ومميزاً عن الإنسان أيضا.
وهم في هذا يحتاجون إلى خليط من كائنات تحمل أهم ميزة في الإنسان وأفضل الحيوانات.
يقول:( والعلماء لم يستقروا بعد على الحيوانات التي سيقومون بالجمع بينها وبين الإنسان لإنتاج هذا الكائن الخرافي، وأرى – والله أعلم – أن هذا الكائن الخرافي أو الإنسان السوبرمان الذي يتطلعون إلى إنتاجه سيكون دآبة الأرض المذكورة في القرآن ؛ لأنهم عندما يبدأون في تحديد الحيوانات التي سيتم إنتاج هذا الكائن منها بجانب الإنسان، فلن يجدوا أفضل من الحيوانات المذكورة في روايات الصحابة التي كانت تصف شكل هذه الدابة )([1]).
وقد أوغل المؤلف في دراسة الهندسة الوراثية، وموقف العلماء منها، وأوصى الدول الإسلامية للاستفادة منها في المجالات الزراعية والحيوانية، ومعالجة الأمراض الوراثية، وحذر من استعمال الهندسة الوراثية في استنساخ بشر، أو إنتاج كائنات خرافية أسطورية تتعارض مع الدين أو الأخلاق أو القانون، والتي لا تبغي إلا الفساد في الأرض، وتحقيق الخطة الشيطانية الإبليسية، والتي سيكون من ضمن نتاجها خروج الكائنات المسخ ودآبة الأرض، فهي مجالات مرفوضة شرعاً وقانوناً وعرفاً، ويجب محاربتها ومحاربة القائمين عليها بشتى الطرق والوسائل، حتى لا يتسبب هؤلاء العابثين في تدمير البشرية، وجلب المصائب والمتاعب والمشاكل لها([1]) .
وهذه زلة من المؤلف أوقعه فيها الجهل بأفعال دآبة الأرض، وهل دآبة الأرض تجلب الفساد للأرض والبشرية كما يظن المؤلف؟
إن دآبة الأرض كما صرح القرآن وجاء في السنة تكون حجة وبرهاناً للمؤمنين، وحجة على المعاندين.
فتوى في الرد على هذه التأويلات :
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية هذا السؤال:
(صدر منذ عام في تايلاند كتاب باسم "تنبؤات الرسول"، وهذا الكتاب ترجمة عن كتاب بالإنجليزية عنوانه "إسرائيل والنبوات في القرآن" لمؤلف اسمه "علي أكبر" ولقد أتى المؤلف على جميع أحاديث الملاحم والفتن وأشراط الساعة فأولها تأويلاً يخشى منه على عقيدة الشباب المسلم، فمثلاً "الدجال" عبارة عن الخرافات، أو الحضارة الغربية، و"يأجوج ومأجوج" هي الدول العظمى، و"عيسى ×" مات وانتهى أمره، "والدابة" كناية عن أراذل الناس أو المخترعات الحديثة، إلى غير ذلك من التأويلات.
وقد أجاب ناشرو النسخة التايلاندية بأن هذه المسائل ليست من العقيدة في شيء، ولا فرق بين من يعتقد بها أو ينكرها، ولا تؤثر بحال من الأحوال على إيمان المسلم، فهل هذا الكلام صحيح، وما الجواب على هؤلاء؟
الجواب: واجب المسلم الإيمان بما أخبر الله به وأخبر به رسول الله > من أشراط الساعة وغيرها، وقد وصف الله سبحانه وتعالى المتقين في أول سورة البقرة بأنهم يؤمنون بالغيب وأثنى عليهم وبين أنهم على هدى من ربهم وأنهم مفلحون. وهذه الأمور قد ثبت الإخبار بها عن النبي > وبعضها دل عليه القرآن الكريم فيجب اعتقادها ويحرم إنكار شيء منها، أو تأويل نصوصها عن ظواهرها، ومن أنكرها أو تأولها فقد ضل عن سواء السبيل، وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم) ([1]).
4_ محاولة تفسير بعض الظواهر التي احتار العَالم في تفسيرها :
فإن العَالم وقف حائراً أمام بعض الظواهر ولم يجد لها تفسيراً علمياً صحيحاً، ومن ذلك مثلث برمودا([500])، ومثلث فورموزا([501])، والأطباق الطائرة([502])، وقد أُلف في محاولة تفسيرها وبيان أسرارها وغموضها عدد من الكتب سواء العربية منها أو غير العربية، ولا يزال الغموض يكتنف هذه الظواهر إلى وقت كتابة هذه الرسالة.
وقد حاول بعض الكتاب، والمهتمون بهذه القضية تفسير وبيان أسرار هذه الظواهر.
خاصة أنهم وجدوا قاسماً مشتركاً بين حدوثها وما ينشر عنها، وبين ما هو موجود في أشراط الساعة من الحديث عن الدجال، وما يعطيه الله من قوة خارقة للعادة، فبسطوا آراءهم في عدد من الكتب والمقالات التي أثارت الرأي العام، ولفتت انتباه الآف القراء، وشحنت قرائح وأذهان كثيرين.
أول من ربط بين المثلثين والدجال :
وأول من فجر هذا الأمر وحاول الربط بينه وبين أشراط الساعة وخاصة الدجال، هو الكاتب المصري محمد عيسى داود في كتابه ( احذروا المسيح الدجال يغزوا العالم من مثلث برمودا )([503])
وإن كان الأستاذ منصور عبد الحكيم، يرى أنه أول من أعلن أن الدجال في مثلث فورموزا في كتاب (المسيح الدجال) حيث يقول :
( المهم أن الدجال قد جعل من مثلث الرعب فرموزا مقراً لقيادته ، ونحن أول من أعلنا هذا في كتاب )المسيح الدجال) وقلنا أنه ليس في مثلث برمودا كما يظن البعض . والاختلاف في هذا الأمر لا شيء فيه، وهو من باب الاجتهاد، والفتوحات الربانية ، والله أعلم بالحقيقة )([504])
ويقول أيضا : ( مثلث برمودا يسكنه إبليس اللعين، وضع عرشه على الماء هناك ، وقد أعلنت ذلك في كتابي )مواجهة الجن) عام 1992م )([505]).
ويقول أيضاً: ( وبالتالي فإن المكان الذي فيه عرش إبليس لا يصل إليه أحد ، فكل الطائرات والسفن التي مرت به تم خطفها ولم تعد مرة أخرى ، واعتبرت من المفقودات ، والسجلات حافلة بتلك الحوادث الرهيبة .
ولقد استطعت بتوفيق من الله إلى الوصول لتلك المعلومات عن طريق الاستناد إلى الدليل الشرعي والعقلي، فكنت أول من نشر ذلك عام 1992م في كتابي : مواجهة الجن)([506]).
ثم تبعهم عددٌ من المؤلفين، مثل محمد عزت عارف([507])، وهشام كمال عبدالحميد([508]) ، وكل منهم يحاول أن يثبت، ومن خلال الأدلة أن الدجال والشيطان يسكنان في مثلث برمودا أو في مثلث فورموزا، أو فيهما معاً، وأن الأطباق الطائرة ما هي إلا وسيلة من وسائل الدجال التي ينطلق بها من هذين المثلثين .
يقول هشام كمال عبد الحميد :( وقد سبق أن ذكرنا أن الجزيرة التي شاهد فيها تميم الداري الدجال لابد وأن تكون إحدى جزر المحيط الأطلنطي، وفي الغالب أن هذه الجزيرة بإحدى جزر مثلث برمودا ، أو مثلث الشيطان الذي يقع فيه عرش إبليس،علماً بأن الشياطين تسكن أكثر من منطقة من جزر البحارالمهجورة طبقاً لأحاديث النبي r) .
أدلة من قال إن الدجال يسكن في مثلث برمودا أو فورموزا :
استدل هؤلاء بعدة أدلة منها :
أولاً : حديث الجساسة الطويل ، وخبر تميم الداري عن الدجال، وفيه ..فلما قضى رسول الله r صلاته، جلس على المنبر وهو يضحك. فقال: ( ليلزم كل إنسان مصلاه)، ثم قال: ( أتدرون لما جمعتكم؟) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ( إني، والله! ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم؛ لأن تميماً الداري، كان رجلاً نصرانياً، فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال.
حدثني؛ أنه ركب في سفينة بحرية، مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهراً في البحر، ثم أرفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب السفينة، فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دآبة أهلب كثير الشعر، لا يدرون ما قبله من دبره، من كثرة الشعر... [الحديث] وفيه :
( فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة، ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق، ما هو من قبل المشرق، ما هو من قبل المشرق، ما هو) وأومأ بيده إلى المشرق)([509]).
ووجه استدلالهم بالحديث، أن تميماً الداري tقد تاه في البحر بسفينتة مع الرجال الثلاثين لمدت شهر، حتى خرج منه إلى المحيط الأطلنطي، إلى أن وصلوا برمودا، حيث رأوا الدجال بأعين رؤوسهم، ويتبين ذلك كما يقولون بما يلي :
أ_ أن الذين كانوا مع تميمٍ على السفينة من لخم وجذام([510])، وهما قبيلتان جاءتا من اليمن إلى الشام حيث استوطنتاها بعد خراب سد مأرب، وأقامتا فيها.
وكان تميم من أهل فلسطين فكلهم إذا يسكنون الشام ، وطبيعي أن يكون البحر الذي ركبوا فيه السفينة هو بحر الشام ( أي البحر المتوسط ) لا بحر اليمن، فيترجح عندهم أن المقصود هو بحر الشام لا بحر اليمن ، وهو ما يؤكده رواية أخرى حسب زعمهم لمسلم أوردها البغوي في شرح السنة أن تميماً الداري قال (... رَكْباً ركبوا الشام في نفر من لخم وجذام ) فهنا حدد البحر الذي ركبوه ببحر الشام، وليس بحر اليمن، ويترتب على هذا الوجه الثاني .
ب_ أن السفينة كانت بحرية شراعية ، أي تسير بقوة الرياح ... ولو افترضنا _كما يقولون_ أنها سارت بفعل رياح متوسطة السرعة (10) أميال بحرية في الساعة ، فإنها ستقطع في ثلاثين يوماً مسافة تساوي (7200) ميلاً بحرياً(10x24x30=7200) أي ما يساوي 13320 كم (الميل البحري = 1،85كم ) وهذه المسافة كافية للخروج بها من البحر المتوسط الذي طوله (2000) ميل إلى المحيط الأطلنطي ثم الوصول إلى جزيرة برمودا .
ثانيا : حديث أبي سعيد الخدري ط قال : لقيه ( أي ابن صياد ) رسولُ الله r وأبو بكر وعمر في بعض طرق المدينة ، فقال له رسول الله e ( أتشهد أني رسول الله ؟ فقال هو : أتشهد أني رسول الله ؟ فقال رسول الله e : أمنت بالله وملائكته وكتبه .ما ترى ؟) قال : أرى عرشاً على الماء : فقال رسول الله e : ) ترى عرش إبليس على البحر، وما ترى ؟ قال أرى صادقين وكاذباً أو كاذبين وصادقاً فقال رسول الله e: لُبس عليه دعوه)([511]).
قالوا : فجملة ( أرى عرشاً على الماء ) تبين أن عرش إبليس على الماء كما قال الصادق المصدوق e، تأكيداً لما يراه ابن صياد وتوضيحاً لمن يكون ذلك العرش .
ويؤيد هذا أن النبي e صرح في حديث آخر أن عرش إبليس فعلاً على البحر، وأنه يبعث أعوانه ليفتنوا الناس ، وأعظمهم فتنة هو المقرب والمحبب إليه ، فعن جابر t قال : قال رسول الله e : ( إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئاً، قال : ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت )([512]).
إذاً عرش إبليس على الماء ، وهو في أحد البحار فعن أبي سعيد t أن رسول اللهe قال لابن صائد ) ما ترى ؟ قال : أرى عرشاً على الماء – أو قال : على البحر ، حوله حيات .. قال e : ذاك عرش الشيطان )([513]).
قالوا : وهذا البحر الذي حوله حيات هو بحر سارجاسو الذي تكثر فيه الحيات، وهو داخل مثلث برمودا ، فلا شك أن الشيطان الأكبر يسكن برمودا ويتخذ فيه مقراً له.
ويلحظ أن هذا الدليل هو في بيان المكان الذي يسكنه الشيطان، وقد يقال ما العلاقة بين هذا، وبين الدجال ؟
ويجيب عن هذا التساؤل الأستاذ منصور عبدالحكيم حيث يقول : ( وإذا كان إبليس يضع عرشه على الماء في مثلث برمودا فإن من الطبيعي أن يسكن المسيخ الدجال إحدى جزر مثلث فورموزا بالمحيط الهادي ، وهي الجزيرة التي رآه فيها تميم الداري مكبلاً بالأغلال كما جاء في الحديث الذي ذكرناه في هذا الكتاب )([514]).
ثالثاً : وهو دليل عقلي له علاقة بالدليل الشرعي السابق من كون عرش إبليس على الماء .
يقول منصور عبد الحكيم موضحاً هذا الدليل العقلي: ( والاستناد العقلي أن الشيطان يكره الأرض وترابها التي خلق منها أدم u، فوضع عرشه على الماء ، وأيضاً أراد أن يتشبه بالخالق سبحانه وتعالى فهو يدعي الألوهية؛ مثل الدجال أيضاً بين أقرانه وأتباعه، فكان من الطبيعي أن يجعل عرشه على الماء، وبالتالي فإن المكان الذي فيه عرش إبليس لا يصل إليه أحد ، فكل الطائرات والسفن التي مرت به تم خطفها، ولم تعد مرة أخرى ، واعتبرت من المفقودات ، والسجلات حافلة بتلك الحوادث الرهيبة .
ولقد استطعت بتوفيق من الله إلى الوصول لتلك المعلومات عن طريق الاستناد إلى الدليل الشرعي والعقلي فكنت أول من نشر ذلك عام 1992م في كتابي : مواجهة الجن)([515]).
مناقشة أدلتهم :
المتأمل في أدلة هؤلاء يرى التكلف في حمل النصوص على معاني محتملة، ويتضح ذلك من خلال النقاط التالية :
1) أنه لم يرد في الأدلة الشرعية التي استدلوا بها تصريح باسم مثلث برمودا أو فورموزا، فحديث الجساسة يخبر عن قصة تميم الداري ومن معه وذهابهم في البحر، وما حصل لهم مع الدجال في تلك الجزيرة المجهولة.
وركبوهم في السفينة خلال بحر الشام (البحر المتوسط) لا يلزم منه أن الجزيرة التي وصلوا إليها هي برمودا أو فورموزا .
وكما أفترض هؤلاء أن الجزيرة التي وصول إليها تميم ومن معه هي التي يقصدها هؤلاء، فإنه يقابل هذا احتمالات متعددة أنها جزيرة غير تلك التي يقصدون، خاصة أنه لم يرد في اللفظ الشرعي ما يشير ولو أشارة يسيره إلى أن برمودا أو فورموزا هي المقصودة .
وعلى كل حال فالنص لم يحدد، ولم يذكر تفاصيل لها علاقة بهاتين الجزيرتين؛ فيكون حمل القصة عليها فيه نوع تكلف ورمي بالغيب .
2) الدليل العقلي مبنى على الافتراض، نعم عرش إبليس على الماء كما دلت على ذلك النصوص، لكن لا يلزم منه أن عرشه في جزيرة برمودا أو فورموزا فأين ما يدل عليه في النصوص ؟.
3) أن النبي > في نهاية حديث الجساسة لم يحدد البحر الذي ركبه تميم ورجال لخم وجذام الثلاثون، هل هو بحر الشام أو بحر اليمن.
فلمَا الجزم بأن تميماً ومن معه وصلوا إلى جزيرة برمودا أو فورموزا.
يقول مجدي سيد عبد العزيز :( ترى ماذا يكون الحال لو أن السفينة كانت سائرة حقاً في البحر، وخرجت منه إلى المحيط الهندي حتى وصلت إلى إحدى الجزر المختفية أو الضائعة أو غير محددة في مياهه، وهناك رأى رجالها الدجال عينه ؟
نعم ما المانع أن يكون المسيح في جزيرة بالمحيط الهندي وليس الأطلنطي ؟ ولماذا الإصرار على وجوده في برمودا بالذات([1]) ؟.
ومما يدل على عدم صحة الإصرار والجزم، أن تميماً ومن معه، مكثوا في البحر والسفينة تلعب بها الأمواج شهراً في البحر، والكل يعلم أن البحار متصل بعضها ببعض .
4) أنه لم يقل أحد أن الدجال تظهر خوارقه قبل أن يظهر هو على الناس، فكيف تظهر له هذه الأمور من إغراق السفن واختفاء الطائرات وغيرها، وهو لم يخرج أصلاً ؛ لأنه لو كان هذا صحيح لما وصل إليه تميم الداري، والله قادر على إخفائه بدون هذه المعوقات([517]).
5) أن مثلث برمودا ليس هو من ناحية بلاد المشرق بالنسبة للمدينة، وهي منطقة بعيدة جداً لتميم الداري، فإذا كانت كذلك فمن المضحك أن يقال أنهم عثروا على جزيرته([518]).
6) أن الباحثين والمهتمين بشأن هذين المثلثين لم يجمعوا على حقيقة ما يحصل فيه، بل هناك من يرى بعد دراسات، أن ما ذكر عن هذين المثلثين غير صحيح، بدلالة أنه قد مرت بهما سفن وطائرات ولم تصب بشيء، فمسألة هذين المثلثين ليست يقينية، وكل ما أثير حولها إنما هو اجتهادات عقلية وتخمينات وأحوال ظنية.
السر وراء اختفاء السفن والطائرات :
قد يتسآل البعض ما هو السر في اختفاء بعض السفن والطائرات ؟
يجيب عن هذا ( أوليفر لورانس ) في كتاب (مثلث برمودا) بين الحقيقة والخيال فقد جاء بحصر شبه شامل للسفن والطائرات التي اختفت هناك، وعاد إلى ما أثبتته السجلات والتقارير الرسمية، وما نشرته الصحف اليومية عن كل حادثة في وقت وقوعها ... وخرج في النهاية بنتيجة تؤكد أن الرياح والعواصف هي المسئولة عن تلك الاختفاءات، وليس لبرمودا شأن بها، بل أن بعض السفن غرقت بعيداً عن نطاق المثلث، ولكنها نسبت زوراً إليه، وأن بعض الناس هم المسئولون عن إضفاء هالات الفزع واللعنة والرعب والغموض على تلك المنطقة بأسرها([1]) .
ويعلن الدكتور عبد المحسن صالح /: أن مثلث برمودا برئ من كل التهم المنسوبة إليه، ونفى تمام النفي أن يكون له يد وراء أيه سفينة غرقت أو طائرة اختفت([520]).
وقد صرح أحد الطيارين المصريين بأنه اجتاز المثلث عدة مرات ذهاباً وإياباً في رحلات جوية، ومر بسلام، وأنه لا يعدو كونه منطقة مضطربة جوياً لا أكثر.([521])
فإذا كان هذا هو موقف بعض الناس من هذا المثلث، فهل يصح أن نقحم خيالنا، ونأتي قسراً بنصوص وأدلة شرعية تثبت أن المسيح الدجال في هذا المثلث أو ذاك ؟.
إن هذا المسلك يعرض النصوص للامتهان، وعدم المصداقية والتكذيب، خاصة إذا أثبتت الأيام أن هذين المثلثين لا علاقة لهما باختفاء السفن، وخطف الطائرات كما سبق .
وسيأتي تفصيل هذا في الآثار المترتبة على التنزيل الخاطئ .
5_ محاولة الربط بين النصوص الشرعية والأحداث التي تمر بها الأمة :
مما لاشك فيه أن الأمة مرت ولازالت تمر بأحداث ومواقف، وهذا من سنة الله تعالى ابتلاء وامتحاناً.
والقرآن الكريم، والسنة النبوية قد اشتملا على ماينير للمسلم طريقه في مثل هذه الأحداث، والواجب على المسلم أن يرجع إليهما، ويهتدي بهديهما .
وقد وجدت محاولات للربط بين نصوص الفتن وأشراط الساعة، وبين الواقع والأحداث، لكنهالم تقم على منهج علمي صحيح مع صحة نية بعضهم، ومحاولة الاجتهاد، لكن يلاحظ على بعضها التأثر بعوامل متعددة، منها الخلفية الثقافية، والمذهبية في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى، قد يتأثر بالضغوطات النفسية، مما يوجد تناقضاً بين الآراء للشخص الواحد في التنزيل، وذلك بسب التقلبات في أحواله وظروفه.
يقول حسن عثمان : ( إن قيمة المعلومات التي يوردها المؤلف ترتبط كل الارتباط بشخصيته، ومدى فهمه للحوادث، وبكل الظروف التي تحيط به على وجه العموم )([522]).
من الأمثلة على ذلك :
أ_ تفسير غزو العراق للكويت عام 1411هـ :
فقد حاول الدكتور فاروق الدسوقي أن يجد لهذا الحدث مايدل عليه في السنة حيث يقول:( كل هذا جعلني على يقين أنني أمام حدث جلل غير عادي، لا بد أن في السنة الشرعية عنه خبرا أو أخباراً )([523]) .
ويقول:( فلما رجعت إلى السنة الشرعية في أبواب الفتن والملاحم وأشراط الساعة، صدق توقعي إذا وجدت فيها أخباراً عن هذه الحرب، واسمها في السنة أول الملاحم، وأخباراً عن نتيجتها وما قبلها وما بعدها ) ([524]) .
واستدل بأدلة منها :
حديث أبي هريرة طقال : قال رسول الله > :( يحشر الناس على ثلاث طرائق : راغبين وراهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا).([525])
يقول الدكتور فاروق:( وهذه الرواية أوضح تصوراً، وهي أكثر مطابقة لما حدث في الحرب العالمية العراقية الآخيرة ؛ لأن الحديث وضح أن الناس خرجوا صفين :
راهبين، وهم أهل الكويت الذين لم يخرجوا من بلادهم إلا خوفاً.
وراغبين، وهم الذين كانوا يعملون في الكويت من بلاد أخرى فهم راغبين في الوصول إلى أهليهم وأوطانهم.
واثنان على بعير، أي يركبان سيارة خاصة وثلاثة أيضاً وأربعة، وهذا مما تحمله السيارات الخاصة، وبعد ذلك عشرة على بعير إشارة إلى السيارات الخاصة الكبيرة مثل الجيمس وما في حجمها إذا تحمل عشر ركاب )([526]) .
ب_ حادثة نفق المعيصم :
وكانت الحادثة في حج عام )1410هـ ) حيث تدافع عدد من الحجاج في النفق المعروف بنفق المعيصم، مما نتج عنه وفاة الآلآف من الحجاج .
وقد قام الدكتور فاروق الدسوقي بالربط بين هذه الحادثة، وبين قتل النفس الزكية([527]) الوارد في أثر عن عمار بن ياسر ط قال :( إذا قتل النفس الزكية وأخوه يقتل بمكة ضيعة، نادى مناد من السماء إن أميركم فلان وذلك المهدي الذي يملأ الأرض حقاً وعدلاً )([528]).
يقول الدكتور:( وأرجح أن حادث نفق المعيصم الذي قتل فيه الآلاف من الحجاج فيه أثناء فيضتهم من عرفة _مغفوراً لهم إلى مزدلفة ثم منى في صبيحة يوم النحر – غدراً وغيلة بفعل مدبر من وراء ظهر الحكومة السعودية، هو مما ينطبق عليه قتل النفس الزكية في حرم الله ﻷ في شهر ذي الحجة المحرم )([529]).
وهذا الكلام من الدكتور يخالف الأثر كما هو واضح فإن فيه تعيين شخصين أحدهما الملقب بالنفس الزكية، والآخر هو أخوه، ومع ذلك ينزل النفس الزكية على الحجاج .
ثم إن الأثر فيه أيضاً ظهور المهدي بعد قتل النفس الزكية وأخوه، فأين هو المهدي في حادثة النفق ؟.
ج_ تفسير أحداث الحادي عشر من سبتمبر :
فقد ذهب الأستاذ منصور عبد الحكيم إلى أن الأحداث كانت من فعل وتدبير المسيح الدجال حيث يقول : ( نقول أن الحادث من تدبير المسيح الدجال الذي يسكن إحدى جزر البحر الهادي ، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم عن الرسول > وقد سمعه النبي صلى الله عليه وسلم من تميم الداري )([530]).
وقال أيضاً: ( وقام الدجال أيضا بهدم البرج رقم (7) المجاور لبرجي التجارة العالمي ، والذي به مركز المخابرات الأمريكية بالمتفجرات من الأسفل حتى انهار في ثوان )([531]).
ويقول ايضا: ( فأين ذهبت الطائرات الأربعة المختطفة إذا ؟ الراجح لدينا أنها ذهبت إلى حيث مقر المسيح الدجال كما حدث مع الطائرات والسفن التي تم اختفاؤها أو اختطافها من مثلث برمودا )([532]).
أدلته :
اعتمد الأستاذ في تنزيلاته على تحليلات بعض الغربيين للأحداث وموقفهم من أعمال الحادي عشر من سبتمبر، وكذا اعتمد على تنبؤات نوستراداموس، يقول منصور عبد الحكيم :
( وقد صدرت الطبعة الأولى من شروح (د.دوفنبرون) لنبوءات نوستراداموس عام 1938م وهو من أشهر من شرح تلك النبوءات، وجاءت نبوءات نوستراداموس تحمل في طياتها أخبار عن أحداث تحدث في المستقبل القريب والبعيد بعد نوستراداموس وحتى بعد القرن العشرين ،فذكر فيها الثورة الفرنسية ونابليون ، وهتلر والحرب العالمية الثالثة والمهدي المنتظر والمسيح الدجال والحرب العالمية الأولى والثانية وأحداث أخرى لم تحدث ، فكيف عرف نوستراداموس كل تلك الأمور والحقائق )([533]).
وإن محاولة الأستاذ تفسير الأحداث أوقعه في تفسيرات لا يقبلها العقل فضلا عن الدين ، كيف والدجال لم يظهر بعد ، ولم يحن وقت ظهوره .
وإني أذكر الأستاذ بكلام له ذكره في كتابه ، ولو أنه التزم به لما وقع فيما وقع فيه من تناقضات أو تفسيرات ممجوجة ، يقول: ( ولأنني لا أحب أن أحدد أو _بالمعنى _ أسقط الأحاديث النبوية والنبوءات على الأحداث الجارية من شخصيات ومواقع الأحداث كما يحلو للبعض ...)([534]) .
6- اتباع الهوى ومرض القلب :
من الناس من يحمله الهوى ،ومرض القلب على تنزيل نصوص من الكتاب والسنة، وخاصة المتعلقة بالفتن وأشراط الساعة، على بعض الوقائع والأشخاص بقصد الإساءة إلى مذهب أو شخص له دعوة ومنزلة .
ومن ذلك المراد بقرن الشيطان الوارد في حديث عبدالله بن عمر ب قال :
( استند النبي صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة فقال : ( إن الفتنة هاهنا ، إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان )([535]).
وفي رواية : ( أنه سمع رسول الله e وهو مستقبل المشرق يقول :( ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان )([536]) .
وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ذكر النبي e اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ، قالوا يارسول الله وفي نجدنا ، قال اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا قالوا : يا رسول الله في نجدنا ، فأضنه قال في الثالثة هناك الزلازل والفتن وبها مطلع قرن الشيطان )([537])
فهذا الحديث حمله بعض المتأخرين ([538])، على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب / .
فقالوا أن المراد من نجد أو المشرق في هذه الأحاديث هو نجد اليمامة الذي خرج منه الشيخ، وأن الأحاديث تشمله أيضا.
واستندوا في هذا الافتراء إلى الأحاديث المخبرة عن فتنة الخوارج، فجعلوا دعوة الشيخ الإصلاحية من قبيل دعوة الخوارج، وجعلوا أرض اليمامة كلها أرض فتنة وفساد والحامل لهم على هذا التنزيل هو البغض والكراهية لدعوة التوحيد..([539])
الرد عليهم :
هؤلاء وقعوا في الخطأ من عدة أوجه :
1_ أنهم حصروا الحديث في جهة معينة، وبلد معين وهي نجد المعروفة :
ولفظ (نجد) يطلق على كل قطعة من الأرض مرتفعة عما هو حولها، وكلام العلماء في شرح الحديث يبين ذلك .
قال الخطابي / :(نجد ناحية المشرق، ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها وهي مشرق أهلها، وأصل نجد : ما ارتفع عن الأرض، والغور : ما انخفض منها : وتهامة كلها من الغور ومنها مكة، والفتنة تبدو من المشرق ومن ناحيتها يخرج يأجوج ومأجوج والدجال في أكثر ما يروى من الأخبار)([540]) .
ويقول الكرماني / ([541]) :( ومن كان بالمدينة الطيبة – صلى الله على سكانها _كان نجده بادية العراق ونواحيها وهي مشرق أهلها )([542]).
وقال الحافظ بن حجر / بعد أن أورد كلام الخطابي السابق:( وعرف بهذا وهاء ما قاله الداودي أن نجدا من ناحية العراق، فإنه توهم أن نجد موضع مخصوص، وليس كذلك بل كل شيء ارتفع بالنسبة إلى ما يليه يسمى المرتفع نجداً والمنخفض غوراً)([543]).
2_ جاءت روايات متعددة تبين أن المراد بالمشرق، هو أهل العراق :
وهو ما كان يحمله عليه سالم بن عبدالله بن عمر حيث قال : (يا أهل العراق، ما أسألكم عن الصغيرة، وأركبكم للكبيرة، سمعت أبي عبدالله بن عمر يقول : سمعت رسول الله > يقول :( إن الفتنة تجئ من هاهنا، وأوما بيده نحو الشرق، من حيث يطلع قرن الشيطان، وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض، وإنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأ، فقال الله ﻷ له : ﴿ وقتلت نفساً فنجيناك من الغم وفتناك فتونا ﴾ [ طه: 40 ])([544]).
3_ لا يلزم من الأخبار بأن الفتنة تظهر في المشرق – الذي هو العراق – أنها تبقى فيه ولا تتجاوزها، فقد دلت النصوص أن الفتن ستعم البلاد كلها، لكن العراق هو مركز مثار الفتن .
4_ أن لفظ العراق ليس محصوراً في العراق المعروف اليوم بحدوده الجغرافية، فالعراق أوسع من ذلك وهو ما أشارات له الأحاديث بلفظ ( المشرق ).
يقول الوزير عبدالله البكري الأندلسي / ([545]) : ( العراق هو ما بين هِيت إلى السند والصين، إلى الرَّي وخرسان إلى الديلم والجبال وأصبهان سُرَّة العراق، وتسمى عراقاً ؛ لأنه على شاطئ دجلة والفرات، عِدَاء تباعاً حتى يتصل بالبحر.([546])
ويدل على هذا ما جاء عن سعيد بن المسيب قال:قال أبو بكرالصديق ط : (هل بالعراق أرض يقال لها خراسان ؟ قالوا : نعم: قال: فإن الدجال يخرج منها )([547])
يقول عبداللة بن علي القصيمي : ( لنفرض أن الدعوة السلفية الموجودة الآن في نجد هي ضلال وباطل، وأعاذها الله من ذلك، فهل يمكن أن تكون أحق باسم الفتن والزلازل من الإلحاد والتنصير والفسوق والخلاعة الموجودة في سائر البلاد الإسلامية اليوم ؟! .
فهل يمكن تنزيل الأحاديث المذكورة على نجد دون هذه البلاد التي انغمست في هذه الرذائل من قدميها إلى رأسها؟! وهل يقول ذلك إلا من لم يرزق شيئاً من الانصاف والعدل .
ولفظ الفتنة عندما يطلق يعبر عن الحروب والقتال ونحو ذلك، ولا يعبر عن الآراء والعقائد الفاسدة .
فلو سلمنا أن هذه الأحاديث تعني نجداً وتعني أنها موقع للفتن والحروب _ ولن نسلم ذلك _ لم يدل على أن تلك العقيدة باطلة وضلالة، وإنما يدل على أنه يحدث فيها أحداث وحروب داخلية، وهذا لا شك فيه .
ونحن لا نخالف أنه قد وجد في نجد حروب بين المسلمين لا يرضاها الله ولا يرضاها دينه ولا يرضاها النجديون أنفسهم، مثل ما وقع من الدرويش وإخوانه حتى قضى جلالة الملك عبدالعزيز على ذلك وجذ جذورهم واستأصل شأفتهم ، وأي بلاد خلقها الله تسلم من ذلك ، ويبين ذلك أنه روى البخاري ومسلم عن أسامه بن زيد عن رسول e أنه أشرف على أطم من آطام المدينة فقال ( هل ترون ما أرى، قالوا: لا . قال : فإني لأرى الفتنة تقع خلال بيوتكم كوقع القطر)([548]) فإن كان وجود الفتن في بلد دليلاً على فساد عقيدة ذلك البلد دل هذا الحديث على فساد عقيدة أهل المدينة المنورة .
وأيضاً لا شك أنه ما من بلد إلا ويوجد فيها فتن وزلازل وشياطين فهل يدل ذلك على فساد عقائد الجميع ؟!.
وقد حدث في سائر البلاد من الأمور القبيحة، والعقائد المغضوب عليها، مالم يوجد في نجد.
فهل وجد في نجد ما وجد في غيرها من البلاد، وفيها من ادعى الربوبية وقال لأهلها:( أنا ربكم الأعلى ) فقالوا سمعاً وطاعةً وكرامةً )([549]).
7- عدم الإيمان بخرق الله للعادة التي يجريها في الكون ابتلاءً وامتحاناً:
من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بخرق الله للعادة وهي تكون للأنبياء ولغيرهم وهي إما حسية تشاهد بالبصر أو تسمع كخروج الناقة من الصخرة، وانقلاب العصا حية، وكلام الجمادات ونحو ذلك، وإما معنوية تشاهد بالبصيرة كمعجزة القرآن .
ومن ذلك ما يكون في بعض علامات الساعة الصغرى والكبرى، كتكلم السباع، وعذبة السوط، وما يظهره الله على يد الدجال، وطلوع الشمس من مغربها، والنار التي تحشر الناس للمحشر .
يقول الإمام أبي محمد عبد الجليل الأندلسي/ ([550]) في بيان حقيقة بعض الأشراط، كتكليم السباع للإنس، وعذبة السوط، وشراك النعل والشجر والحجارة : ( وإنما ظهرت هذه الآيات الخارقة للعادات من أجل أن الساعة كالحامل المثقل التي قربت ولادتها، فيظهر منها أثر الولادة، وكذلك الساعة إذا قربت ظهرت آياتها وعلاماته)([551]).
وبعض من كتب في أشراط الساعة يلحظ منه عدم التسليم والتصور لخرق الله تعالى للعادة، مما دفعه إلى حمل النصوص في أشراط الساعة إلى معانٍ أخرى توافق العقل كما يزعمون .
ومن أمثلتة :
أ_ حمل النار الواردة في أشراط الساعة الكبرى على البترول :
يقول سعيد حوى :( وقد حاول بعض العلماء أن يحمل الأحاديث الواردة في ذلك([552]) على ما ظهر في أرض العرب من بترول استعمل في السيارات وغيرها، بحيث يستطيع الإنسان أن يسافر من اليمن إلى الشام على راحلته فيطفئ محرك السيارة حيث شاء، ويمشي حيث شاء، وذلك فهم خاطئ للنصوص، فالنار الواردة في النصوص حادثة خارقة تكون بين يدي الساعة تحشر الناس بشكل خارق حتى تلحقهم إلى الشام مركز الحشر ثم تقوم الساعة على الناس، ولا تقوم الساعة إلا على كافر كما رأينا في الفقرة السابقة )([553]).
ب_ إنكار حقيقة خوارق الدجال :
وقد أنكرها من المتقدمين كثير من المعتزلة والإمام ابن حزم، والطحاوي، والماوردي([554]) .
يقول الحافظ ابن كثير / :( وقد تمسك بهذا الحديث طائفة من العلماء كابن حزم والطحاوي وغيرهما في أن الدجال ممخرق مموه لا حقيقة لما يبدي للناس من الأمور التي تشاهد في زمانه، بل كلها خيالات عند هؤلاء، قال الشيخ أبو علي الجبائي شيخ المعتزلة : لا يجوز أن يكون كذلك حقيقة لئلا يشتبه خارق الساحر بخارق النبي )([555]).
ومن المتأخرين الشيخ محمد رشيد رضا([556])، والشيخ محمد فهيم أبو عبية حيث قال معلقاً على حديث " هو أهون على الله من ذلك"([557]) :( أي أن الدجال أياً كان أهون على الله ﻷ من أن يعينه بالخوارق التي تزل العقول، وتزلزل رواسي الإيمان في قلوب المؤمنين )([558]).([559])
الآثار المترتبة على التنزيل الخاطيء:
تمهيد :
لقد أفرزت الأسباب الماضية وغيرها آثاراً ونتائج غير محمودة ؛ لأنهالم تبن على أساس سليم وقواعد في الفهم متينة، وهذه الآثار لو تأملها المنزلون لكانت سببا في إحجامهم عن الخوض فيما لم يتبين لهم، ولعلي أشير إلى بعض هذه الآثار، مع ضرب بعض الأمثلة، وماسبق ذكره من مثال في الأسباب فإني أحيل عليه خشية التكرار .
وهذه الآثار هي على النحو التالي :
1_ تعريض نصوص الكتاب والسنة للتكذيب :
فإن تنزيل بعض النصوص على بعض الواقع يعرضها للتكذيب، خاصة إذا كان الأمر المنزل عليه غير متفق على مصداقيته، بل هو في دائرة البحث والظن.
ومن ذلك ماحصل من تنزيل مثلثي برمودا وفورموزا على الدجال وأنه قابع هناك، فماذا سيكون الحال إذا تم اكتشاف أن ماذكر حول هذين المثلثين غير صحيح، أو تم الوصول إليهما، وبان للناس أن المشكلة ليست في المثلث، لاشك أن هذا سيجعل النصوص معرضة للتكذيب .
2_ تحريف النصوص عن معانيها، وإخراجها عن مراد المتكلم بها، ومعارضتها بالرأي :
وهذا التحريف يشمل تحريف الألفاظ وتحريف المعاني ([560])، يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب t :( ماأخاف على هذه الأمة من مؤمن ينهاه إيمانه ولا من فاسق بين فسقه، ولكني أخاف عليها رجلاً قد قرأ القرآن حتى أزلفه بلسانه ثم تأوله على غير تأويله )([561]).
وممن ملأ كتابه بالتحريف والتأويل للنصوص أحمد بن محمد بن الصديق الغماري الحسني في كتابه ( مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البشرية ) وقد سبق ذكر بعضها ([562]).
وتولى الرد عليها الشيخ حمود بن عبدالله التويجري في كتابه ( إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة ) وقال في مقدمته :( أما بعد فقد وقفت على مؤلف لأحمد بن محمد بن الصديق الغماري الحسني من أهالي طنجة البلدة المعروفة في أقصى المغرب سماه "مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البشرية" فرأيت فيه أخطاء كثيرة من تأويل الآيات والأحاديث على غير تأويلها ) ([563]).
من الأشراط التي حرفت معانيها وأُولت :
تأويل الدابة التي تخرج في آخر الزمان.([564])
تأويل الدجال.([565])
الكتابة بين عيني الدجال (ك ف ر) .
قال الإمام القرطبي/ : (وقد تأول بعض الناس: (مكتوب بين عينيه كافر) فقال: معنى ذلك ما ثبت من سمات حدثه وشواهد عجزه وظهور نقصه، قال: ولو كان على ظاهره وحقيقته لاستوى في إدراك ذلك المؤمن والكافر).
قال القرطبي متعقباً: (وهذا عدول وتحريف عن حقيقة الحديث من غير موجب لذلك)([566]).
ومن أشراط الساعة الصغرى حديث أبي هريرة t قال : قال رسول الله r :( يوشك الفرات أن يحسر ([567]) عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً )([568]) وفي رواية :( لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي أنجو )([569]).
فهذا الحديث قد أخرجه بعض المعاصرين عن معناه أمثال محمد فهيم أبو عبية ([570]) وزعموا أن المراد بالذهب في الحديث هو البترول والنفط ([571]).
3_ القدح في قضايا العقيدة والمغيبات :
الإيمان بالغيب من أبرز صفات المؤمنين، وهو أول صفة وصف الله بها المؤمنين، قال تعالى : ﴿ الذين يؤمنون بالغيب ﴾ [ البقرة : 3].
ومن لم يؤمن بالغيب فإنه يتخبط بعقله في متاهات لن يصل من ورائها إلى شيء .
ونصوص الفتن وأشراط الساعة من الغيب الذي يجب الإيمان به واعتقاد ما ورد فيها، وهذا هو الذي قرره أهل السنة والجماعة عند إيرادهم لنصوص الفتن وأشراط الساعة ([572]) .
يقول الدكتور محمد سعيد البوطي في معرض حديثه عن الدجال : ( المنفذ العقلي الوحيد إلى فهم أي شيء عنه إنما هو الخبر اليقيني، ولولا ورود هذا الخبر لماتصورنا وجوده أصلاً فضلا عن الاعتقاد والإيمان بظهوره )([573]).
وهؤلاء الذين أنزلوا تلك النصوص على الوقائع والأحداث دون فهم سليم، يجعل النصوص الشرعية المتعلقة بالغيب ومنها أشراط الساعة خاضعة لمحك الواقع، ويربطها بعاملي الزمان والمكان، ويحول النص بقداسته وصدقه إلى واقع محسوس متجسد بواقعة معينة، فإن خاب الظن وأخطأ الحدس، فإن ضعاف الإيمان والعقول ينكرون النص إذ قام في مخيلتهم بناء على التسليم بهذا التنزيل أن مصداقية النص خاضعة لسلطان الواقع، وكانوا أسارى له بفعل قوته الوهمية لا الحقيقية ([574]) .
4_ الوقوع في إشكالات وتناقضات :
فإن من لم يثبت على قدم واحدة وواضحة في التعامل مع النصوص، سوف يقع في إشكالات وتناقضات، وهذا هو الذي حصل من بعض الكتاب ومنهم على سبيل المثال :
أ_ الأستاذ منصور عبدالحكيم : فقد حذر من قضية إسقاط النصوص على الأحداث والشخصيات ([575]) ثم نجده قد ملأ عدداً من كتبه بالتنزيلات والاسقاطات، ومن ذلك كما سبق أن الدجال يركب طبقاً طائراً أو أو طائرة ذات مواصفات خاصة ([576]) .
وقد وقع الأستاذ في حيرة واضطراب فلم يجد ماينزل عليه خوارق الدجال إلا أفلام الرسوم المتحركة والتي تسمى (أفلام الكرتون) يقول : ( وأفلام الكرتون تصور لنا مثل هذه الرؤى عن الدجال لأنها تمهيد طبيعي لأطفال اليوم، الذين هم رجال الغد ووسائل مواصلات الدجال )([577]).
ب_ أسامة يوسف رحمة : فقد كان يرى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المقصودة بالروم في أحاديث الملاحم، ثم غير المؤلف رأيه بسبب تغير الأحداث السياسية في العالم، وأصبح يرى أن دول الاتحاد الأوربي هم الروم وبقي المؤلف في حيرة من أمره أي الاحتمالين هو الصواب ([578]) .
5_ التعدي على الحرمات، وإزهاق الدماء المعصومة :
وهذا الأثر يتضح من خلال قضية المهدي والتي نزلت على أشخاص بأعيانهم على مدار التأريخ .
ومن أقرب الأمثلة على ذلك ماسبق من حادثة الحرم المكي عام 1400هـ، حيث دفع البعض تفسير النصوص وحملها على الحوادث المعاصرة إلى الوقوع في هذه لفتنة العظيمة مما ترتب عليه مفاسد كبيرة منها :
انتهاك حرمة البلد الأمين وبيت الله الحرام .
انتهاك حرمة الشهر الحرام حيث وقعت في شهر محرم .
انتهاك حرمة دماء المسلمين .
تعطيل للذكر والأذان والصلاة والطواف والسعي وغيرها من العبادات المتعلقة بالبيت الحرام .
ترويع المسلمين في البلد الحرام .([579])
6_ نشر الأحاديث الضعيفة والموضوعة بين المسلمين :
فقد ملئت بعض الكتب في أشراط الساعة بالأحاديث الضعيفة والموضوعة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى إدعاء مخطوطات مجهولة، وأن الكاهن نوستراداموس اعتمد في تنبؤاته على السنة النبوية .([580])
وفي هذا تشكيك في الأحاديث التي بين أيدي المسلمين، وأن الدين ناقص، وإكماله موجود عند الكهان، وفي المخطوطات المجهولة _ التي لم يطلع عليها كثير من المسلمين حسب قولهم _ .
وبسبب نشر الأحاديث الضعيفة والموضوعة أصبحت الأحاديث الصحيحة مهجورة، ولا تكاد تسمع أحداً يذكر شيئاً منها، على الرغم ما فيها من خير وبركة، ولِمَا لذلك من أهمية وضرورة.
يقول أمين محمد جمال :(كما ينبغي التنبيه على أنّ ثمة مخطوطات نادرة "لم تطبع" تحوي أضعاف الأحاديث المعروفة، سواء في الكتب المشهورة والغير مشهورة، محفوظة في المكتبات العالمية كمخطوطات، منها ما هو موجود في المكتبة العراقية الكبرى ببغداد، ومنها في دار الكتابخانة بإسطنبول بتركيا، وكذلك مكتبة التراث في "طنجة"، ومنها في مكتبة دار الكتب القديمة بالرباط، ومنها بمكتبة بحرة الشام؛ وهي دمشق، في الجامع الأموي، هذا غير كثير من المخطوطات الإسلامية النادرة الموجودة في الفاتيكان؛ مكتبة البابا»([581]).
وقد بين العلماء خطورة الكذب على النبي >، ومن الكذب الاستدلال بما لا تعلم صحته .
يقول الإمام الشوكاني/ : ( إن الأحكام الشرعية متساوية الأقدام، لافرق بينها فلايحل إذاعة شيء منها إلا بمايقوم به الحجة، وإلا كان من التقول على الله مالم يقل، وفيه من العقوبة ماهو معروف )([582]).
ويقول الإمام النووي / : ( يَحْرُم رِوَايَة الْحَدِيث الْمَوْضوع عَلَى مَنْ عَرَفَ كَوْنَهُ مَوْضُوعًا، أَوْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ وَضْعُهُ، فَمَنْ رَوَى حَدِيثًا عَلِمَ أَوْ ظَنَّ وَضْعَهُ وَلَمْ يُبَيِّنْ حَالَ رِوَايَتِهِ وَضْعَهُ فَهُوَ دَاخِل فِي هَذَا الْوَعِيد، مُنْدَرِج فِي جُمْلَة الْكَاذِبِينَ عَلى رَسُول اللَّه >، وَيَدُلّ عَلَيْهِ أَيْضًا الْحَدِيث السَّابِق " مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبين "([583])، وَلِهَذَا قَالَ الْعُلَمَاء : يَنْبَغِي لِمَنْ أَرَادَ رِوَايَة حَدِيث أَوْ ذَكَرَهُ، أَنْ يَنْظُر فَإِنْ كَانَ صَحِيحًا أَوْ حَسَنًا قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه > كَذَا أَوْ فَعَلَهُ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ مِنْ صِيَغِ الْجَزْمِ، وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا فَلا يَقُلْ : قَالَ أَوْ فَعَلَ أَوْ أَمَرَ أَوْ نَهَى وَشِبْهَ ذَلِكَ مِنْ صِيَغِ الْجَزْم، بَلْ يَقُول : رُوِيَ عَنْهُ كَذَا أَوْ جَاءَ عَنْهُ كَذَا أَوْ يُرْوَى أَوْ يُذْكَرُ أَوْ يُحْكَى أَوْ يُقَالُ أَوْ بَلَغَنَا وَمَا أَشْبَهَهُ، وَاَللَّه سُبْحَانه أَعْلَمُ)([584]) .
7_ التوصل إلى نتائج خاطئة :
ومن ذلك ذم الأشخاص أو البلدان، أو توقع لأحداث.
ومن أمثلته :
ماقام به الأستاذ أمين محمد جمال حين اعتقد أن أرض العراق مذمومة، وأن شعبها مذموم ومتأصل فيهم النفاق على مدار التاريخ والأيام إلى يوم القيامة، يقول في أحد عناوينه محذراً من العراق وأهلها : (إياك والعراق وأرضها وشعبها )
وقال بعد أن أورد حديث ( ألا إن الفتنة هاهنا ): ( والمقصود بالمشرق هنا العراق وأرضه وشعبه ).
وقال في نهاية هذا التوجيه :( إياك ياعبدالله ثم إياك والعراق أرض النفاق )([585]).
والسبب فيما وصل إليه الأستاذ هو الفهم الخاطيء للحديث، ثم التسرع في التنزيل دون رجوع لأقوال أهل العلم .
المبحث الرابع
الضوابط المعتبرة لتنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة على الحوادث:
المبحث الرابع: الضوابط المعتبرة لتنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة على
الحوادث:
تمهيد :
إن الاضطراب، وسوء الفهم لنصوص الفتن وأشراط الساعة، أدى إلى عواقب وخيمة، ومفاسد عظيمة كما سبق، ولذا كان لابد من بيان الضوابط التي تضبط كيفية تعامل المسلم مع هذه النصوص، وفي الوقت نفسه تكف عبث العابثين عن الخوض فيما لا علم لهم به، لتكون أرضية تعصم – بإذن الله تعالى – من الزلل، وتحمي من العبث بنصوص الفتن وأشراط الساعة، والتكلف في فهم المراد منها
يقول الشيخ محمد إسماعيل المقدم: ( إن المهدي شخص واحد لا يتكرر، والتصديق بمدعي المهدية يستلزم التكذيب بالمهدي الحقيقي، ومن ثم وجب الفحص والتحري قبل قبول دعوى المهدي، ومن لوازم هذا الفحص استقراء أحوال مدعي المهدية، واستنباط ضوابط تضبط تعاملنا مع مدعي المهدية، وكيف نميز الصادق من الكاذب) ([586]).
وهذه الضوابط لم أرها مجموعة في مصنف لأحد من العلماء يلم شتاتها في مكان واحد؛ لأنهم لم يكونوا في حاجة إلى إفرادها، بسبب عدم وجود من يتكلف تنزيل تلك النصوص على الحوادث والوقائع، وإن وجد فهو قليل لا يكاد يذكر.
وهي موجودة في تطبيقات العلماء، لكنها مبعثرة،وذكرت في أثناء حديثهم عن الفتن وأشراط الساعة، ويمكن أن تفهم من صنيع بعض العلماء في مؤلفاتهم.([587])
وقد حاولت جاهداً جمع هذه الضوابط بحسب ماتيسر لي.([588])
وبعضها له ارتباط بضوابط وقواعد فهم بقية نصوص الكتاب والسنة، لكني أذكره هنا لما له من علاقة بالموضوع.
وقد تبين لي بعد جمع هذه الضوابط أن أقسمها إلى أربعة أقسام رئيسة، وتحت كل قسم عدد من الضوابط الفرعية، وهي كالتالي:
القسم الأول : ضوابط متعلقة بمصادر التلقي، ويندرج تحته ثلاثة ضوابط فرعية .
القسم الثاني : ضوابط متعلقة بمنهج الاستدلال، ويندرج تحته عشرة ضوابط فرعية.
القسم الثالث : ضوابط متعلقة بمن يقوم بتنزيل النص على الواقع، ويندرج تحته ستة ضوابط فرعية .
القسم الرابع: ضوابط متعلقة بالحوادث والوقائع المنزل عليها، ويندرج تحته خمسة ضوابط فرعية .
ومنهجي في بيان هذه الضوابط هو كالتالي :
شرح الضابط شرحاً موجزاً يوضح المراد، ثم ذكر أقوال بعض أهل العلم والأمثلة عليه، ثم إيراد بعض ما حصل من بعض المنزلين عندما أخلوا بهذا الضابط، وما تكرر من أمثلة فسوف أحيل عليه في موضعه من هذه الرسالة تجنباً للتكرار .
القسم الأول : ضوابط متعلقة بمصادر التلقي:
1_ الاقتصار على نصوص الوحيين :
أشراط الساعة كما سبق تقريره من أمور الغيب، التي أمرنا بوجوب الإيمان به، ولا يمكن الاعتماد في معرفة هذه الأشراط إلا عن طريق مصدر يوثق به .
ومما لاشك فيه أن الكتاب والسنة الصحيحة هما المصدران الوحيدان، والحجة الشرعية في التلقي.
ومن قرأ في كتب أهل العلم في الفتن وأشراط الساعة، يجد اعتمادهم على الكتاب والسنة في التلقي، ومن ذلك مافعله:
الإمام أبو عمرو الداني/ في كتابه ( السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها ).
والإمام شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي/ في كتابه ( القناعة في مايحسن الإحاطة من أشراط الساعة ).
والإمام ابن كثير/ في كتابه ( النهاية في الفتن والملاحم ).
والشيخ محمد صديق حسن خان/ في كتابه ( الإذاعه لما كان ويكون بين يدي الساعة ).
والشيخ حمود بن عبدالله التويجري/ في كتابه ( إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة ) وغيرها كثير .
يقول الشيخ عمر الأشقر : ( ولما كانت الحياة الأخرى غيباً لايستطيع أصحاب العقول الثاقبة، والقلوب المبصرة اختراق حجبه، فضلاً عمن هم دونهم، فإن الله تولى إخبارهم عن مسارهم في رحلتهم بعد الحياة وعن مصيرهم المحتوم ... والمعاد غيب، ولكنه غيب صادق ولايكون كذلك إلا إذا صحت نسبة الخبر إلى الله أو إلى رسوله > )([589]).
ومن تأمل في جملة من الكتب المؤلفة مؤخراً في الفتن وأشراط الساعة، يلحظ أن لها مصادر متعددة تتلقى عنها كالإسرائيليات، والكشف، وكتاب الجفر المنسوب إلى علي بن أبي طالب، وأقوال المنجمين والكهان وغيرها .([590])
يقول الإمام ابن القيم / : (وأما أصحاب الملاحم فركبوا ملاحمهم من أشياء:
أحدها: من أخبار الكهان.
والثاني: من أخبار منقولة عن الكتب السالفة متوارثة بين أهل الكتاب.
والثالث: من أمور أخبر نبينا بها جملةً وتفصيلاً.
والرابع: من أمور أخبر بها من له كشف من الصحابة ومن بعدهم.
والخامس: من منامات متواطئة على أمر كلي وجزئي فالجزئي بعينه، والكلي يفصلونه بحدس وقرائن تكون حقاً أو تقارب.
والسادس: من استدلال بآثار علوية جعلها الله تعالى علامات وأدلة وأسبابا لحوادث لا يعلمها أكثر الناس، فإن الله سبحانه لم يخلق شيئا سدى ولا عبثاً، وربط العالم العلوي بالسفلي، وجعل علويه مؤثراً في سفليه دون العكس )([591]).
2 _ الحرص على جمع روايات وألفاظ الأحاديث والآثار في الباب الواحد ثم التحقق من ثبوتها :
وهذا الضابط في غاية الأهمية وهو مكون من أمرين:
الأول : جمع ألفاظ وطرق الأحاديث والآثار، يقول الإمام أحمد بن حنبل :
( الحديث إذا لم تجمع طرقه لم تفهمه، والحديث يفسر بعضه بعضاً )([592]).
الثاني : النظر في أسانيد طرق الأحاديث والآثار، فإن كانت صحيحة ثابتة _ آحاداً كانت أومتواترة _ فهي مقبولة ([593])، وإن كان السند ضعيفاً أو موضوعاً فهي مردودة .
وبناء عليه فلايصح تفسير الوقائع والحوادث في ضوئه .
وإن الناظر مهما بذل من الجهد في فهم نص من النصوص وكان رائده الإخلاص وهدفه الوصول للحق، فإن مابذله يعتبر غير مجدٍ، ولايعتد به إذا كان النص غير ثابت .
يقول الإمام ابن قدامة المقدسي/ : ( أما الأحاديث الموضوعة التي وضعتها الزنادقة، ليلبسوا بها على أهل الإسلام، أو الأحاديث الضعيفة - إما لضعف رواتها، أو جهالتهم، أو لعلة فيها، فلا يجوز أن يقال بها، ولا اعتقاد ما فيها، بل وجودها كعدمها)([594]).
ويقول الإمام القرطبي/ : (قال علماؤنا رحمة الله عليهم: هذه ثلاث عشرة علامة جمعها أبو هريرة في حديث واحد، ولم يبق بعد هذا ما ينظر فيه من العلامات والأشراط في عموم إنذار النبي > بفساد الزمان، وتغيير الدين وذهاب الأمانة ما يغني عن ذكر التفاصيل الباطلة والأحاديث الكاذبة في أشراط الساعة)([595]).
ولذا نجد أن بعض العلماء قد انتقدوا كتباً في الفتن وأشراط الساعة؛ لأنها ذكرت بعضاً من الأحاديث الضعيفة، مع أنه يمكن الاعتذار لهم بإيرادهم للأحاديث الضعيفة بالأسانيد.
يقول القرطبي / عن كتاب السنن الواردة لأبي عمرو الداني/ : (وكنت بالأندلس قد قرأت أكثر كتب المقريء أبي عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان وتوفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة، فمن تواليفه : كتاب السنن الواردة في بالفتن وغوائلها والأزمنة وفسادها والساعة وأشراطها، وهو مجلد مزج فيه الصحيح بالسقيم لم يفرق فيه بين بسر وظليم، وأتى بالموضوع وأعرض عما ثبت من الصحيح المسموع )([596]).
وكذلك كتاب الحافظ نعيم بن حماد /، يقول الإمام الذهبي/ عنه: ( وقد صنف كتاب الفتن فأتى فيه بعجائب ومناكير) .([597])
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية/ : ( الاستدلال بما لا تُعلم صحته لا يجوز بالاتفاق، فإنه قول بلا علم، وهو حرام بالكتاب والسنة والإجماع)([598]).
المرجع في تصحيح الأحاديث وتضعيفها :
ينبغي أن يعلم أن المرجع في بيان صحيح الحديث من ضعيفه إنما هو إلى أهل العلم بالحديث فهم المؤهلون وحدهم لبيان صحيح الخبر من سقيمه وقويه من ضعيفه.
ولايصح الاعتماد على العقل في الحكم على الأحاديث كما فعل محمد فهيم أبو عبية([599]) في تعليقه على كتاب الحافظ ابن كثير ( النهاية في الفتن والملاحم ) حيث وضع عنواناً على الأحاديث الواردة في ابن صياد وبعضها في صحيح الإمام البخاري فقال :
( مرويات مرفوضة ؛ لأنها لا تصدق عقلاً، ليس بمعقول صدورها عن الرسول > )([600])
وقال في مقدمة الكتاب : ( بل إننا اضطررنا إلى أن نسقط بعض المرويات التي ضمنها المؤلف كتابه، لما حوت من معنى لايتفق والعقل ولايتسق والدين )([601]).
يقول الشيخ محمد ناصر الدين الألباني راداً على أبي عبية ومبيناً عبثه بكتاب الحافظ ابن كثير : ( وجملة القول: أن تحقيق الرجل لهذا الكتاب -وتعليقه عليه بمثل هذه التعليقات- لأكبر دليل على أنه ليس أهلاً لتحقيق رسالة صغيرة لعالم فاضل من السلف! فكيف يكون أهلاً لتحقيق سفر ضخم لكتاب الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى؟! وأن يصحح الأحاديث الضعيفة ، ويضعف الصحيحة جزافاً دون التزام لقواعد أهل النقد والمعرفة بالجرح والتعديل ، وأن يتأولها خلافاً لأهل العلم؟! وهو من الجهل إلى درجة لا تخطر على بال أحد! وماذا يقول العاقل في رجل لا يفهم معنى قوله > في الذين يدخلون الجنة بغير حساب: (لا يسترقون) ، فيقول في تعليقه عليه (2/66): (أي: لا يتجسسون بآذانهم على الناس ... ويسمى هذا العلم استراق السمع)؟! فلم يعلم هذا (الفهيم) المسكين أن هذا الفعل من الرقية، وأن السين في سين الطلب ، وليس من السرقة التي السين فيها أصلية!)([602]).
يقول الخطيب البغدادي/ : ( فقد جعل رب العالمين الطائفة المنصورة حراس الدين، وصرف عنهم كيد المعاندين لتمسكهم بالشرع المتين، واقتفائهم آثار الصحابة والتابعين، فشأنهم حفظ الآثار وقطع المفاوز والقفار، وركوب البراري والبحار في اقتباس ما شرع الرسول المصطفى >، لا يعرجون عنه إلى رأي ولا هوى، قبلوا شريعته قولاً وفعلاً، وحرسوا سنته حفظاً ونقلاً، حتى ثبتوا بذلك أصلها، وكانوا أحق بها وأهلها، وكم من ملحد يروم أن يخلط بالشريعة ما ليس منها، والله تعالى يذب بأصحاب الحديث عنها، فهم الحفاظ لأركانها، والقوامون بأمرها وشأنها إذا صدف عن الدفاع عنها فهم دونها يناضلون، (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون).
ويقول أيضاً في سياق ذكر جملة من فضائل أهل الحديث قال: (يقبل منهم ما رووا عن الرسول >، وهم المأمونون عليه والعدول، حفظة الدين وخزنته، وأوعية العلم وحملته، إذا اختلف في حديث، كان إليهم الرجوع، فما حكموا به فهو المقبول المسموع)([603]).
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية/ : ( المنقولات فيها كثير من الصدق وكثير من الكذب، والمرجع في التمييز بين هذا وهذا إلى أهل علم الحديث، كما نرجع إلى النحاة في الفرق بين نحو العرب ونحو غير العرب، ونرجع إلى علماء اللغة فيما هو من اللغة وما ليس من اللغة، وكذلك علماء الشعر والطب وغير ذلك، فلكل علم رجال يعرفون به، والعلماء بالحديث أجل هؤلاء قدراً، وأعظمهم صدقاً، وأعلاهم منزلةً، وأكثرهم ديناً، وهم من أعظم الناس صدقاً و أمانة وعلماً وخبرة فيما يذكرونه من الجرح والتعديل، مثل : مالك وشعبة وسفيان...)([604])
وليس كل من كتب وصنف عالم، ولا كل من ضعف وصحح محدث، فإن التصحيح والتضعيف له قواعد وضوابط ألف فيها أهل العلم بالحديث، صيانة له من العبث، ودخول ماليس منه فيه.
3 _ تعظيم النص بأن يكون حكماً على الواقع لا العكس :
يقول الإمام ابن أبي العز الحنفي/([605]) : ( فالواجب كمال التسليم للرسول >، والانقياد لأمره، وتلقي خبره بالقبول والتصديق، دون أن نعارضه بخيال باطل نسميه معقولا، أو نحمله شبهة أو شكاً، أو نقدم عليه آراء الرجال وزبالة أذهانهم، فنوحده بالتحكيم والتسليم والانقياد والإذعان، كما نوحد المُرسِل بالعبادة والخضوع والذل والإنابة والتوكل)([606]).
وبعض من تكلم في هذا الباب _أي أشراط الساعة _ جعل الواقع حكماً على النص، فتراه يحكم على النص بالبطلان أو يعطل دلالته أو يتأوله على غير وجهه، وكان الواجب أن يُحكم النص ويقدم على كل شيء .
وقد حمل التأثر بالواقع بعض الكتاب إلى إنكار أحاديث المهدي وعيسى بن مريم ×، لما رأوا أنها عند المتوهمين مدعاة للتواكل عليها وترك العمل لعز الإسلام من أجلها، وكان الأحرى بهم معالجة الواقع وإبطال هذا المفاهيم الخاطئة، والإبقاء على قدسية النص .
وسوء القصد، أو منهما معاً .([607])
القسم الثاني : ضوابط متعلقة بمنهج الاستدلال :
1_ حمل النصوص الشرعية على ظاهرها :
من القواعد المقررة عند أهل السنة والجماعة حمل النص على ظاهره المتبادر منه، دون تعرض له بتحريف أو تعطيل أونحوها، واعتقاد أن ظاهر النص يطابق مراد المتكلم به؛ لأن مراد المتكلم إنما يكون في نفسه ولايعرف إلا بالألفاظ الدالة عليه والأصل أن يحمل كلامه على مافي نفسه من المعاني المعبر عنه بالألفاظ، وليس لنا طريق في معرفة مراده من كلامه إلا بإحدى ثلاث طرق :
الأول : أن يصرح بإرادة المعنى المطلوب بيانه .
الثاني : أن يستعمل اللفظ الذي له معنى ظاهر بالوضع مع تخلية الكلام عن أية قرينة تصرفه عن ظاهره الظاهر .
الثالث : أن يحف كلامه بالقرائن الدالة على مراده .
وبعض الألفاظ قد يحتمل أكثر من معنى عند الإطلاق، لكن عند استعماله في سياق مفيد، فإنه لابد من قطع الاحتمالات وإبقاء معنى واحد فقط، ولهذا لانجد لفظاً مجرداً عن جميع القرائن الدالة على مراد المتكلم، بل هذا ممتنع وجوده في الخارج، وإنما يقدره الذهن ويفرضه.
قال الإمام ابن القيم/ : ( تجرد اللفظ عن جميع القرائن الدالة على مراد المتكلم ممتنع في الخارج، وإنما يقدره الذهن ويفرضه، وإلا فلا يمكن استعماله إلا مقيداً بالمسند والمسند إليه، ومتعلقاتهما وأخواتهما الدالة على مراد المتكلم )([608])
وقال : ( فائدة إرشادات السياق: السياق يرشد إلى تبيين المجمل، وتعيين المحتمل، والقطع بعدم احتمال غير المراد، وتخصيص العام، وتقييد المطلق، وتنوع الدلالة، وهذا من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم، فمن أهمله غلط في نظره وغالط في مناظرته فانظر إلى قوله تعالى:
﴿ ذق إنك أنت العزيز الكريم ﴾[ الدخان: 49]كيف تجد سياقه يدل على أنه الذليل الحقير )([609]).
وشأن نصوص الفتن وأشراط الساعة كبقية النصوص الشرعية، يجب حملها على ظاهرها، وعدم تحريفها عنه بدعوى المجاز أو الرمز.
يقول الشيخ محمد الحامد/ : ( وليكن على بال من كل مؤمن أن النصوص الدينية من كتاب وسنة تحمل على الحقيقة دون المجاز، إلا أن تقوم الصوارف القاطعة عنها إليه، أما مادامت الحقيقة ممكنة في ذاتها فإن المصير إليها متعين، واستبعاد بعض القلوب إياها لا يبعدها عن الواقع، وهذا هو الذي إلتزمه أهل الحق ودرجوا عليه من العصور النورية إلى هذا العصر الذي حفل بأنواع من صرف النصوص عن حقائقها، وماضل من ضل من الباطنية وأضرابهم إلا بتحويل النصوص إلى معان لا صلة لها بها، وإلغاء المرادات القطعية منها مكان الزيغ وكان الضلال )([610]).
عن معاذ بن جبلط أن النبي > قال : (عمارة بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال ) ثم ضرب على فخذي الذي حدثه _ يعنى معاذاً _ أو على منكبه وقال: هذا حق كما أنك هاهنا أو كما أنك قاعد .([611])
ونقل العلامة الأُبي / ([612]) عن العتُبيَّة([613]) أن أباهريرة طكان يلقى الفتى الشاب فيقول له: (ياابن أخي : إنك عسى أن تلقى عيسى ابن مريم فاقرأه مني السلام) تحقيقاً لنزوله .
وقد حدث عبدالله بن عمروب عن النبي > أن الدابة تخرج من مكة من صخرة بشعب أجياد فأخذ عبدالله بن عمرو بنعله وقال : ( لو شئت أن لا انتعل حتى أضع رجلي حيث تخرج الدابة من قبل أجياد مما يلي الصفا )([614]).
وهذا هو منهاج الصحابة والسلف الصالح في حمل النصوص على ظاهرها.
2 _ التحقق من معنى النص وفهمه على مقتضى لغة العرب التي نزل بها :
لقد أنزل الوحي بلسان عربي مبين، وخوطب به العرب بلغتهم كما قال تعالى :
﴿ إنا أنزلناه قرآناً عربياً ﴾ [ يوسف: 2 ] .
والنبي > خاطب الناس والصحابة باللغة العربية والتراكيب التي يفهمون بها الخطاب .
والذي ينبغي أن تفهم النصوص عامة، ونصوص الفتن وأشراط الساعة خاصة على ضوء هذا الأمر .
قال عمر بن الخطاب ط : ( إنما هذا القرآن كلام فضعوه على مواضعه ولاتتبعوا فيه أهواءكم)([615]).
يقول الإمام الشاطبي / : ( أي فضعوه على مواضع الكلام، ولاتخرجوه عن ذلك فإنه خروج عن الطريق المستقيم إلى اتباع الهوى )([616]).
ومعاني ألفاظ القرآن والحديث ينبغي أن تفهم في ظل :
أ_ لغة العرب في عهد ظهور الإسلام، وليس بحسب ما تولد بعد ذلك واستجد فيها من معان. وقد قامت جهود ضخمة لحفظ لغة القرآن والسنة وبقائها حية مستمرة، مع تطاول العهد وتطور اللسان العربي وتغيره.
ب_ وفي حدود المعاني التي فهمها السلف من الصحابة والتابعين ومن تبع نهجهم من العصور التالية.
ولا يعني ذلك جمود معاني القرآن والسنة على التراث المنقول عن السلف، إذ أن معاني القرآن يمكن أن تتسع وتستوعب معاني جديدة بحسب اتساع المعارف والتجارب البشرية المتراكمة، لكن اتساع معاني القرآن والسنة هذا ينبغي أن يكون أساسه ما فهمه السلف من المعاني، ولا يكون مناقضا ومخالفا لها. فتظل معاني السلف للنصوص هي الأصل والمحور الذي يتسع وينساح لكل جديد من علوم.
وقد أشار إلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية ط بقوله: (يحتاج المسلمون إلى شيئين:
أحدهما: معرفة ما أراد الله ورسوله بألفاظ الكتاب والسنة، بأن يعرفوا لغة القرآن التي بها نزل.
وما قاله الصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر علماء المسلمين في معاني تلك الألفاظ ؛ فإنّ الرسول لمّا خاطبهم بالكتاب والسنة عرّفهم ما أراد بتلك الألفاظ، وكانت معرفة الصحابة لمعاني القرآن أكمل من حفظهم لحروفه، وقد بلّغوا تلك المعاني إلى التابعين أعظم ممّا بلغوا حروفه)([617]).
ويقول أيضاً : (فدلالات الكتاب والسنة مبنية على معرفة أوضاع من نزل القرآن بلسانه، وبعث الرسول فيه )([618]).
ويقول الإمام الشاطبي /([619]) :( لابد في فهم الشريعة من اتباع معهود الأميين _ وهم العرب الذين نزل القرآن بلسانهم _، فإن كان للعرب في لسانهم عرف مستمر فلايصح العدول عنه في فهم الشريعة، وإن لم يكن ثمة عرف فلايصح أن تجري في فهمها على مالاتعرفه، وهذا جارٍ في المعاني والألفاظ والأساليب )([620]).
ويقول الدكتور وهبة الزحيلي : ( إن النص القرآني أو النبوي يجب أن يفهم بحسب قواعد اللغة العربية المعتمدة عند جماهير اللغويين؛ لأن هذا النص جاء بلغة العرب ولايلتفت إلى المعاني الشاذة التي يتكيء عليها بعض الكاتبين البعيدين أصلاً عن اختصاص الشريعة واللغة تحت شعار مايسمى بالقراءة المعاصرة، فنحن كلنا مع التجديد والمعاصرة ومواكبة العصر بشرط عدم الإخلال بأصول اللغة واللسان العربي، ومااستقر عليه حكم الشارع في ضمير أو وجدان الأمة وتطبيقه على مدى القرون المتتالية، وهل عقول ملايين الأمة الإسلامية أحق بالتسفيه والتخطئة، أو عقول متطفلي المعرفة وإن كان لهم اختصاص بعلم دنيوي هندسي أو كهربائي مثلاً أو لا اختصاص لهم البتة )([621]).
والمتأمل في حال الصحابة رضوان الله عليهم يجد أنهم كانوا حريصين على تفهم معاني أحاديث النبي > والسؤال عما أشكل عليهم، مع أن الوحي نزل بلغتهم، وكانوا أعلم بها، ولم يمنعهم ذلك من التحقق والتبين من معاني النص .
ومع بيان هذا الضابط ووضوحه إلا أن بعض من كتب في أشراط الساعة قد تنكب الصراط، وأتى بالعجائب .
ومن الأمثلة عليه :
أ_ مافعله بعضهم من تنزيل آية سورة التوبة قوله تعالى ﴿ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [التوبة: 109] وقد سبق مناقشة هذا التنزيل([622]). والشاهد منه هو حمل اللفظة العربية التي نزل بها القرآن وهي قوله ﴿ جُرُفٍ هَار ٍ﴾ على كلمة انجليزية أجنية وهي اسم الشارع الذي وقع فيه الحدث.
ب_ دعوى البعض أن الدابة التي أخبر عنها القرآن والسنة هي الجراثيم والحشرات التي تفتك بالإنسان وجسمه وصحته، وبأمواله زروعاً ومواشي .
وقد ذكر أبو العباس القرطبي / : أن بعضهم ادعى أن الدابة إنما هي إنسان متكلم يناظر أهل البدع والكفر، ويجادلهم فينقطعوا فيهلك من هلك عمن بينه، ويحيى من حي عن بينه لقوله تعالى ﴿ تُكِلمهم ﴾.
وهذا القول لا يجعل الدابة آية خارقة للعادة، ولا تكون من جملة العشر الآيات المذكورة في الحديث ؛ لأن وجود المناظر والمحتجين على أهل البدع كثير، فلا آية خاصة بها فلا ينبغي أن تذكر مع العشر .
ثم إن تسمية الإنسان المناظر الفاضل العالم باسم الدابة خروج عن عادة الفصحاء، وعن تعظيم العلماء وليس ذلك من دأب العقلاء ([623]).
يقول الشيخ أحمد شاكر /([624]) راداً على من تأول معنى الدابة وحرفه إلى معانٍ أخرى لا تدل عليه لغة العرب :( والآية صريحة بالقول العربي أنها "دآبة" ومعنى "الدابة" في لغة العرب معروف واضح، لا يحتاج إلى تأويل )([625]).
3_ أن لا تفسر النصوص الشرعية المتعلقة بالفتن وأشراط الساعة وفق الأخبار الإسرائيلية :
وتوضيح هذا أن تكون هذه الأخبار بياناً لمبهم في النص، أو تفصيلاً لمجمل أو تقييداً لمطلق، أو استزادة في أوصاف شرط لم ترد في النص، أو غير ذلك مما له صلة بتفسير النصوص الشرعية في ضوء تلك النصوص ثم تنزيل ذلك على الواقع.
يقول الشيخ أحمد شاكر / :
(إن إباحة التحدث عنهم فيما ليس عندنا دليل على صدقه ولا كذبه شئ، وذكر ذلك في تفسير القرآن، وجعله قولا أو رواية في معنى الآيات أو في تعيين ما لم يعين فيها أو تفصيل ما أجمل شئ آخر! لأن في إثبات مثل ذلك بجوار كلام الله ما يوهم أن هذا الذي لا نعرف صدقه ولا كذبه مبين لمعنى قول الله سبحانه، ومفصل لما أجمل فيه، وحاشا لله ولكتابه من ذلك، وإن رسول الله > إذ أذن بالتحدث عنهم أمرنا أن لا نصدقهم ولا نكذبهم، فأي تصديق لرواياتهم وأقاويلهم أقوى من أن نقرنها بكتاب الله، ونضعها منه موضع التفسير أو البيان؟! الله غفرا)([626]).
ومن تأمل في صنيع بعض المؤلفين يلحظ أنهم يمارسون مثل هذا الأمر، فيفسرون النصوص في ضوء نصوص أهل الكتاب، ويحاولون الربط بين ما لا يصح أن يربط بينهما، إضافة إلى عدم التزامهم ما تقدم من طريقة أهل العلم في التعامل مع الأخبار الإسرائيلية .
4 _ مراعاة الألفاظ الشرعية :
وهذا الضابط سبق الإشارة إلى بعض معناه، ولكني أفرده لأهميته، ولاندراج عدد من الفروع تحته، وخاصة أن بعض المؤلفات قد امتلأت، وسودت صفحاتها بكميات كبيرة من الألفاظ الأجنبية، والمصطلحات الغربية، والتي نزلت على نصوص الفتن وأشراط الساعة، ورتُب على ذلك أحكاماً ولوازم.
وإن إسقاط المتعارف عليه عند المتأخرين على نصوص الكتاب والسنة أو الآثار دون التنبه لأصل المصطلح، وما يطلق عليه خطأ كبير.
يقول الإمام ابن القيم /:(وهذا شأن أهل البدع دائما يصطلحون على معان يضعون لها ألفاظا من ألفاظ العرب ثم يحملون ألفاظ القرآن والسنة على تلك الاصطلاحات الحادثة ) ([627]).
وقال أيضا /:
(فتولد من هجران ألفاظ النصوص والإقبال على الألفاظ الحادثة وتعليق الأحكام بها على الأمة من الفساد مالا يعلمه إلا الله، فألفاظ النصوص عصمة وحجة بريئة من الخطأ والتناقض والتعقيد والاضطراب، ولما كانت هي عصمة عهدة الصحابة وأصولهم التي إليها يرجعون كانت علومهم أصح من علوم من بعدهم وخطؤهم فيما اختلفوا فيه أقل من خطأ من بعدهم، ثم التابعون بالنسبة إلى من بعدهم كذلك وهلم جرا)([628]).
وقال /: (العصمة مضمونه في ألفاظ النصوص ومعانيها في أتم بيان وأحسن تفسير ومن رام إدراك الهدى ودين الحق من غير مشكاتها فهو عليه عسير غير يسير)([629]).
وقال /: (فلا تعدل عن ألفاظه فإنها معصومة وصادرة عن معصوم والإجمال والإشكال في اصطلاحات القوم وأوضاعهم )([630]).
ومن الأمثلة على استعمال الألفاظ الأجنبية وحمل النصوص الشرعية عليها:
لفظة ( هرمجدون )([631]) وهي لفظة كثر استعمالها في عدد من الكتب للتعبير عما جاء في النصوص الشرعية من الإخبار عن الملاحم أو الملحمة، حتى غدت هذه اللفظة عنواناً لبعض المصنفات والكتب الإسلامية ([632])دون أن يلتفت هؤلاء إلى الفروق الجذرية بين الملحمة وبين هرمجدون .
موقف النصارى من هرمجدون :
معركة هرمجدون من منظور نصراني هي مجزرة هائلة أو حرب نووية يباد فيها معظم البشرية، وسوف تقع بين قوى الشر من جانب ممثلة في الشيطان وجنوده، يعاونه في زعم النصارى المسلمون وبعض الروس، وبعض المنشقين على الكنيسة، وبعض اليهود، وبين قوى الخير من جانب آخر ممثلة في المسيح وقواته من الملائكة التي سترافقه في عودته، يعاونهم قوى الخير من الشر، ومنها الشعب الأمريكي وسوف تباد في هذه المعركة غالبية البشرية .
وقد تباينت مواقف النصارى من هذه المعركة على فريقين :
أ_ مثبت لها وغالٍ فيها : والبروتستانت وهم من النصارى الأصوليين الإنجيليين من أكثر النصارى إيماناً بحتمية هذه المعركة ([633]).
وأظهرت دراسة لمؤسسة «نلسن» نشرت في أكتوبر سنة 1985م أن واحداً وستين مليون أمريكي يستمعون بانتظام إلى مبشرين يقولون لهم: لا نستطيع أن نفعل شيئاً لمنع حرب نووية تتفجر في حياتنا.
ومن أشهر من ينادي بذلك: بات روبرتسون، وجيمي سواجارت، وجيم بيكر، وأورال روبرتس، وجيري فالويل، وكينين كوبلاند، وغيرهم من الوعاظ السياسيين، كلهم يرى أنه: (لن يكون هناك سلام حتى يعود المسيح، إن أي تبشير بالسلام قبل هذه العودة هو هرطقة، إنه ضد كلمة الله، إنه ضد المسيح).
وأما جيمي سواجارت؛ فإنه يضع النقاط على الحروف في هذه الرسالة؛ إذ يقول: (كنت أتمنى أن أستطيع القول إننا سنحصل على السلام، ولكنني أؤمن بأن هرمجدون مقبلة، إن هرمجدون قادمة، وسيخاض غمارها في وادي مجيدو، إنها قادمة.
إنهم يستطيعون أن يوقِّعوا على اتفاقيات السلام التي يريدون، إن ذلك لن يحقق شيئاً، هناك أيام سوداء قادمة.
إن مشكلات إفريقيا لن تحل، وكذلك مشكلات أمريكا الوسطى، ومشكلات أوروبا. إن الأمور ستتوجه نحو الأسوأ... إنني لا أكترث لمن تسبب هرمجدون له القلق والمتاعب، إنها تنعش روحي) ([634]).
ب_ مشكك فيها: يقول د. فرنسيس دافيدسن في تفسير الإنجيل :( القصد من هرمجدون مجهول، والترجمة العادية ( جبل مجدُّو )لايمكن أن تكون صحيحة إذ لاجبل في مجدو )([635]) والعهد القديم لايشير إلى هذا المصطلح، أما العهد الجديد فيذكرها في موضع واحد في سفر الرؤيا : ( يجمعهم إلى الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون )([636]).
موقف بعض من كتب في أشراط الساعة من معركة هرمجدون :
انقسموا حول هذه المعركة إلى فريقين، وكل ذلك في محاولة للبحث عن موضع لهذه المعركة في الكتاب والسنة .
الفريق الأول : من قال أنها لن تقع أبداً ؛ لأنها وقعت بالفعل، وهي معركة اليرموك التي وقعت عام 13هـ/638م في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، وكان قائدها خالد بن الوليد، وانتصر فيها المسلمون على الروم، وعلى رأس القائلين بهذا الدكتور أحمد حجازي السقا، ومحمد عاشور، وعبدالله المنشاوي، وأحمد علي أحمد ([637]).
ويؤكد هؤلاء أن الذي يشيع أن المعركة لم تقع إلى الآن الصهيونية العالمية .
الفريق الثاني : من يرى أن معركة هرمجدون لم تقع إلى الآن وسوف تقع، وهي المذكورة في الأحاديث النبوية تحت مسمى الملحمة أو الملاحم، وممن ذهب إلى هذا القول إبراهيم العلي ([638])، وبشير عبدالله المساري([639])، وعمارة محمد عمارة ([640])، ومحمد عيسى داود([641]) .
وأما الأطراف في المعركة فيرى أمين محمد جمال الدين أن هرمجدون هي حرب قادمة بين روسيا مع الصين من جهة ( وأطلق عليه المعسكر الشرقي )، وأمريكا وبريطانيا معهم المسلمون مكرهين على ذلك من جهة أخرى، ثم اقترح عدة (سيناريوهات ) كما سماها لحدوث معركة هرمجدون([642]).
ولم يفطن هؤلاء إلى الفرق بين الملحمة الواردة في السنة وبين معركة هرمجدون([643]).
يقول الشيخ محمد إسماعيل المقدم : ( أن الترويج لمصطلح هرمجدون يعني بالتبع الترويج لمفاهيم يهودية نصرانية لاأصل لها في دين الإسلام، بل التعامل معها على أنها حقائق مسلمة، أضف إلى ذلك ان لهذه المفاهيم أبعاداً سياسية خبيثة تظهر أن الاستسلام لليهود الغاصبين أمر حتمي قدري لامناص منه، وكما آمنت النصرانية الصهيونية بهذه الجبرية الحتمية، فكذلك تدعو فكرة هرمجدون المسلمين إلى أن ينضموا لهذا القطيع الصائر إلى مصيره المحتوم، وأن ضياع فلسطين واغتصاب القدس بل هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم فوق أنقاضه أمور حتمية ينبغي الاستسلام لها، وقد وقع في هذا الفخ كثير من الكتاب المعاصرين حتى حدد بعضهم باليوم والساعة موعد هدم الأقصى _صانه الله من كل سوء، وحفظه من شر المغضوب عليهم والضالين _ وصدق الشاعر إذ يقول :
لايبلغ الأعداء من جاهل مايبلغ الجاهل من نفسه
آخر :
تالله ماظفر العدو بمثلها ياخيبة المتنكب الحيران
إن هرمجدون ضد السنن الكونية الشرعية، والملحمة متوافقة معها .
إن هرمجدون يأس وقنوط، والملحمة بشرى وأمل .
إن هرمجدون تُحبط وتخُذِّل، والملحمة تنعش الرجاء، وتبعث الأمل.
هرمجدون تدعو إلى استحضار هزيمتنا كأمر واقع، والملحمة انتصار المسلمين هو الأمر الواقع )([644]).
5_ عدم استحداث صفات لم ترد في الكتاب والسنة :
وهذا الضابط متفرع عن الذي قبله، فكما أنه ينبغي مراعاة الألفاظ الشرعية فكذلك لا ينبغي استحداث صفات لم ترد في الكتاب والسنة ؛ لأن الصفة الزائدة سوف تضيف مفهوماً جديد للنص ودلالته، بحيث تخرج من دائرته من لم يتصف بهذه الصفات المحدثة .
وقد تتسبب هذه الصفات الزائدة في رفع حكم النص فلا يمكن تطبيقه وتنزيله على الوجه الصحيح في الواقع، ويزيد الأمر خطورة إذا كانت هذه الصفات الزائدة على النص مما لا يمكن وجودها أصلاً في الواقع وإنما هي في الأذهان، وكما قيل الكليات إنما توجد في الأذهان لا في الأعيان .
ومن أوضح الأمثلة على ذلك مايلي :
أ_ ماذكر في شأن يأجوج ومأجوج قديماً وحديثاً، فإن من يتتبع ماقيل فيهم وماكتب عنهم يرى عجباً من العجائب، وأموراً غريبة، وكل ذلك مما لايصح فيه دليل يعتمد عليه .
يقول الإمام ابن كثير/ في وصف يأجوج ومأجوج ومتعقباً ما قيل فيهم مما لا يصح:
( وهم يشبهون الناس كأبناء جنسهم من الأتراك المخرومة عيونهم، الذلف أنوفهم، الصهب شعورهم على أشكالهم وألوانهم، ومن زعم أن منهم الطويل كالنخلة السحوق أو أطول، ومنهم القصير الذي هو كالشئ الحقير، ومنهم من له أذنان يتغطى بإحداها ويتوطى بالأخرى، فقد تكلف ما لا علم له به، وقال ما لا دليل عليه)([645]).
ب_ ماذكر من صفات في شأن المهدي، مما لايصح فيه دليل .
يقول محمد عيسى داود : ( المهدي طويل القامة طولا مميزا، ربما يتراوح ما بين 180 و109 سم، ولا يظهر بالعقال أبدا، إنما يلبس الزي "الرومي" ...يهني لبسه الأساسي هو الزي المدني الحالي بجميع أشكاله الحضارية المدنية الحالية، فهو ليس غريبا في هيئته عن الحضارة الغربية، وأحيانا يرتدي العباءة والجلباب كما يرتديها أحدنا، وفي البرودة له "بالطو" مثل بالطو الاسكيندياف الروس، ولكن زيه الرسمي البدلة والكرفت)([646]).
6 _ عدم تحديد تواريخ وأوقات معينة لوقوع الفتن وأشراط الساعة مما لم يرد في النصوص :
والمقصود هو الكف عن تحديد وقوع النص وتحققه بتواريخ معينة لم ترد، وهذا الأمر هو الذي سار عليه أهل العلم ممن كتب في الفتن وأشراط الساعة، فغاية مايفعلونه هو قولهم : إن وقت هذه الواقعة في زمن المهدي مثلاً أو في وقت نزول عيسى ابن مريم × أو قبله أو بعده ونحو ذلك من البيان والتحديد العام الذي يرجع إلى ترتيب أشراط الساعة لاختلاف الروايات في ذلك .
وقد بينت السنة لنا بعض الفتن وأشراط الساعة زماناً ومكاناً([647])، ومن استقرء النصوص في ذلك وجدها من حيث الزمن والمكان تنقسم إلى أربعة أقسام :
القسم الأول : مابين فيه النبي > زمن الفتنة ومكانها.
القسم الثاني : مابين فيه النبي > زمن الفتنة دون مكانها .
القسم الثالث: مابين فيه النبي > المكان دون الزمان .
القسم الرابع : مالم يبين زمانه ولامكانه وهو الأكثر .
ولايجوز لأحدٍ أن يحدد زماناً أو مكاناً لأمور ثلاثة :
أولها : أن في التحديد تقول على الله بغير علم، وتدخل فيما هو من خصائص الله تعالى، وهو علم الغيب .
الثاني : أن في التحديد إثارة للفتن وزيادة لها، بل ربما تسبب ذلك في إحداث فتن جديدة ليست هي المقصودة في النص .
الثالث : أن تحديد ذلك قد يؤدي إلى تكذيب الله ورسوله، وخصوصاً من الجهال والطغام، وخاصة إذا وقع الأمر خلاف ماأخبر به ذلك المحدد فيقع اللبس ويحدث الشك، ولربما كذب الله ورسوله والإثم على المتجريء .([648])
ومن أقوال العلماء في تقرير هذا الأمر :
أ_ يقول الإمام القرطبي / : (والذي ينبغي أن يقال به في هذا الباب أن ما أخبر به النبي > من الفتن والكوائن أن ذلك يكون، وتعيين الزمان في ذلك من سنة كذا يحتاج إلى طريق صحيح يقطع العذر، وإنما ذلك كوقت قيام الساعة فلا يعلم أحد أي سنة هي ولا أي شهر)([649]
ب_ وقال صديق حسن خان / في تعريفه لعلم الملاحم قال: (جمع ملحمة، وهي الواقعة العظيمة في الفتنة مثل: بختنصر، ووقعة جنكيز خان، وهولاكو، وتيمور[ إلى أن قال]: (وقد وقعت منها ملاحم وفتن كثيرة ويقع ما بقي منها، ولكن العلم بمواقيتها مما استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه، ولا يتيسر لبشر العلم بوقتها، إلا بعد وقوعها، وحصول التطبيق بالأحاديث الواردة فيها)([650]).
ج_ ويقول ابن خلدون/ مشتكيا من أحوال مدعي المهدوية في زمانه وقبل زمانه قال: (إلى كلام من أمثال هذا يعينون فيه الوقت، والرجل، والمكان، بأدلة واهية وتحكمات مختلفة فينقضي الزمان، ولا أثر لشئ من ذلك، فيرجعون إلى تجديد رأي آخر منتحل كما تراه من مفهومات لغوية، وأشياء تخيلية، وأحكام نجومية، في هذا انقضت أعمار الأول منهم والآخر)([651]).
أنواع التحديد :
التحديد له صور متعددة، فمنه مايكون في تحديد وقت قيام الساعة،([652]) أو بعض أشراطها، ومنها مايكون بتحديد أماكن معينة، أو أشخاص بأعيانهم .
مثال على التحديد :
من الأمثلة على التحديد :
أ _ مانقله الشيخ سعد بن الشيخ حمد بن عتيق - رحمهما الله - أنه صرح بعض الحاضرين عنده أن القحطاني الوارد في الأحاديث([653])، هو محمد بن رشيد، الذي خرج في أوائل المائة الثالثة بعد الألف من الهجرة، وبلغه أن بعض الإخوان نسب القول إلى صديق حسن الهندي / .
وقد بين الشيخ خطأ هذا التحديد بقوله : ( اعلم : أن قول القائل، إن القحطاني المذكورفي الحديث، هو الرجل الذي وصفنا، لاشك أنه تعيين لمراد المعصوم r، وتبيين لمقصوده، وهذا مفتقر إلى أحد شيئين :
الأول : النقل الثابت عنه r برواية الثقات، ونقل العدول المعتبرين عند أهل النقل بالتنصيص على المقصود بكلامه، إنه هذا الرجل بعينه، وهذا مما لا سبيل إليه البتة .
الثاني : وجود القرائن، وقيام الشواهد، الدالة على أن المراد بقوله r هو هذا، ولكن لا يطلع عليها إلا من حصَّل المعرفة التامة بمدلول لفظ الحديث، وضم إلى ذلك النظر في سيرة هذا الذي يدعى انه المقصود، واعتبار حاله وما كان عليه.
وأما الجزم بالتعيين مع تخلف العلم بمدلول اللفظ، أو وجود بعض الاحتمالات التي يتعذر معها الجزم بالمفهوم، أو عدم اعتبار حال المدعى أنه المراد، والإعراض عن التفتيش في سيرته، فلا يخفى بعده عن العلم المفيد عند أهل المعرفة ) ([654]).
ب _ مافعله فهد سالم حيث زعم أن الدجال مسلم وأنه يعطى الرئاسة في إيران قبل ظهور المهدي، ثم لمح بل وصرح بأنه محمد خاتمي ملقبا إياه بـ (آية الله جورباتشوف)([655])، ثم تراه يذهب إلى أبعد من هذا في تحديد وقت خروج الدجال باليوم والشهر والسنة الهجرية والميلادية ومن أقواله :
1_ في 15 شعبان 1420هـ، الموافق 23 نوفمبر 1999م يخرج المسيح الدجال بفتنته الكبرى حيث يدعي الألوهية، ويظهر المعجزات لفتنة الناس ([656]).
2_ وذكر أن المسجد الأقصى سيتم تفجيره في 1/1/1999م .
3_ وذكر أن طلائع القوات الغربية ستنزل بالأردن وتحاصر بيت المقدس في نفس اليوم([657]).
4_ وذكر أن المهدي سيخرج يوم الثلاثاء 25/1/1420 هـ ([658]) .
5_ وأن الملحمة تبدأ في جمادى ورجب وشعبان من السنة نفسها([659]) .
6_ ويكون خروج الدجال في 15/8/1420 هـ ([660])، ثم ينزل عيسى × في 25/9/1420 هـ ([661])، ثم يظهر عيسى للدجال والذي يهرب إلى مطار اللد الدولي ليقلع بطائرته هربا من عيسى فيقتله عيسى قرب باب اللد الشرقي([662]) .
7_ وأن وفاة عيسى ستكون 2007م.([663])
8_ وأن نهاية عمر الدنيا ستكون في 2010م حيث تخرج الشمس من مغربها([664]).
والعجيب أن المؤلف أثنى على صنيعه المتقدم بقوله: (لقد كان الواقع المعاصر والمعاش شاهد إثبات على صحة كل ما ورد في هذا الكتاب من روايات وأحاديث، ولهذا تمكنت بتوفيق الله من إزاحة الستار عن أكثر الأسرار خطورة، إنها أسرار النهاية وقيام الساعة.
لقد تفككت أمامي وبكل سهولة أكثر الرموز المستعصية في روايات الفتن والملاحم وأشراط الساعة.
لقد رأيت أمامي خيوط المؤامرة، وكشفت أبعادها السرية والعلنية، ولهذا سيجد القارئ في هذا الكتاب تحديد الزمان والمكان للملاحم، ويجد أسماء بعض قادة الفتن في آخر الزمان وزعماء آخرين، والجميع قادة سياسيون معاصرون، ولكن رسول الله > قد وصفهم لنا...)([665]).
وقال أيضاً :
(ولا أريد أن أطيل فهذا الكتاب بين أيديكم، وقد كفيتكم الرد عليه بأفصح لغة علمية، وهي لغة الأرقام وبأقوى وأصدق المواعيد وهي التاريخ، وليس على المرجفين أو المتشككين إلا الانتظار لعدة شهور فقط، وتظهر الحقيقة أمام الجميع، إما مع الكتاب أو ضده، فعليهم الصمت والترقب حتى لا يحرموا غيرهم من فائدة مرجوة قبل ظهور آية الدخان، أو يظهر الدجال في شخصيته المزعومة)([666]) .
وإن من أوضح الردود على هذا الدعي أن التواريخ المذكورة قد مضت
ولم يقع شيء مما ذكر . ([667])
7 _ التفريق بين الصفات الخاصة والصفات المشتركة :
والمقصود بهذا الضابط أن نصوص الفتن وأشراط الساعة تحمل في طياتها صفات لأحداث أو أشخاص، وإذا تأملنا في هذه الصفات فإننا نجدها تنقسم إلى نوعين :
صفات مشتركة.
صفات خاصة.
والمقصود بالصفات المشتركة، تلك الصفات التي يصح أن تشترك فيها مجموعة من الوقائع، مع كون النص قاصدا لواقعة منها لا جميعها، ويكون تمييز هذه الواقعة المعينة بالصفات الخاصة لها دون ما سواها، فالصفات الخاصة دلالتها على صحة التنزيل أقوى من دلالة الصفات المشتركة، وبحسب توافر نوعي الصفات الواردة في النص على الواقعة، يستطيع العالم الاجتهاد في تطبيقها على الوقائع والحوادث، ويكون الجزم بصحة التنزيل أو عدمه .
ومن الأمثلة عليه :
1) ما ذكره محمد بن رسول البرزنجي / في بيان عدم صحة كون ابن صياد هو المسيح الدجال:
(وحاصله أن الأصح أن الدجال غير ابن صياد وإن شاركه ابن صياد في كونه أعور ومن اليهود، وأنه ساكن في يهودية أصبهان، إلى غير ذلك، وذلك لأن أحاديث ابن صياد كلها محتملة وحديث الجساسة نص، فيقدم)([668]).
فلا شك أن ابن صياد يهودي وذاك يهودي، وهذا دجال وذاك دجال، وهذا أعور وذاك أعور، لكن الدجال اختص عن هذا بصفات ليست له فلم يكون هو بالدجال الأعظم.
2) مايتعلق بصفات المهدي :
فالمهدي يشترك مع غيره في صفات يمكن أن يتصف بها بعض الناس فعلاً، أو يتكلف الاتصاف بها، أو يدعي ذلك كذبا وزوراً، وهذه العلامات وإن اجتمعت كلها في شخص ما، فإنها لا تكفي لإثبات أنه صادق في دعواه المهدية، حتى يضم إليها النوع الثاني، وهو الأدلة المحكمة القاطعة بأن فلاناً بعينه هو المهدي المنتظر، وهي العلامات غير القابلة للتكرار مع غير المهدي الحقيقي، ولا يستطيع مدعي المهدية أن يفتعلها، أو يتكلف إيجادها، أو يدعي أنها وقعت بالفعل، وهي:
نزول عيسى × في زمانه من السماء، واجتماعه به، وصلاته × أول نزوله خلف المهدي، ثم قتله للدجال([669]).
8 _ الاشتراك في الاسم والصفة بين النص والواقع لايلزم منه التطابق :
وهذا له ارتباط بالضابط السابق، لكني أفرده لأهميته، وذلك أن بعض النصوص في الفتن وأشراط الساعة تنص على مسميات معينة، أوألقاب، أو صفات، وقد يوجد في الواقع ما يطابقها أي من جهة التطابق في الاسم والصفة، فيعمد البعض إلى تنزيلها على الوقائع أو الأشخاص بمجرد تطابق صفة أو اسم، دون النظر في بقية الصفات الأخرى، ومدى استكمال الواقعة للصفات الواردة في النص .
والأمثلة على هذا كثيرة جداً ومنها :
أ) الأحاديث المخبرة عن المهدي فإنها بينت اسم المهدي وصفاته ووقت خروجه، فقام البعض بإنزال المهدي على كل من تطابق اسمه مع المهدي، وبعضهم غير اسمه أو اسم ولده ليطابق اسم المهدي كما في النصوص دون النظر في صفاته الأخرى، من كونه مستقيماً على منهاج النبوة، متمسكاً بالعقيدة الصحيحة، بريئاً من البدع .
يقول الإمام ابن كثير/ :
(وقد نطقت هذه الأحاديث التي أوردناها آنفا بالسفاح والمنصور والمهدي، ولا شك أن المهدي الذي هو ابن المنصور ثالث خلفاء بني العباس ليس هو المهدي الذي وردت الأحاديث المستفيضة بذكره، وأنه يكون في آخر الزمان، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً)([670]).
ب) تنزيل ما ورد في السفياني من أحاديث وآثار _ بغض النظر عن صحتها وضعفها فالمراد هو توضيح الضابط .
يقول الدكتور فاروق الدسوقي : ( فهو [أي السفياني] من أعظم شخصيات التاريخ الإسلامي، إذ يأتي في زمن ضعف الأمة وذلها، فيعزها الله تعالى على يديه بتحرير الأقصى، وتطهيره من رجس اليهود، ومن ثم جاء وصفه بأنه "الجابر" الذي يجبر الله تعالى على يديه قلوب أمة الإسلام المنكسرة، كما جاء وصفه بأنه " الأزهر " لعلو نجمه ) ([671]) ثم بين الدكتور أن هذا الوصف ينطبق على الرئيس العراقي صدام حسين فقال : ( وهذا كله ينطبق على الرئيس العراقي صدام حسين ) ([672]) .
وقد أهدى الدكتور كتابه إلى الرئيس فقال : ( إلى فخامة الرئيس العراقي صدام حسين، أيها الجابر، أيها الأزهر، قائد أولي البأس الشديد) ([673]) .
ولا أدري ماذا سيقول الدكتور بعد أن أعدم الرئيس، ولم يتحقق ماذكر، هل سيتراجع عن قوله إلى الحق والصواب، والكف عن مثل هذه الأفعال، أم سيبحث عن شخص آخر تنطبق عليه أوصاف السفياني ؟ .
نسأل الله للجميع الهداية إلى الصراط المستقيم .
ج) ما فعله من يسمى بفهد سالم حيث وجد أن بعض الأحاديث والآثار _ والتي لاتخلوا من مقال _ تذكر أشخاصاً وأوصافاً لهم، فعمد إلى تنزيلها على أناس في هذا الزمان ومن ذلك زعمه أن الأبقع هو ياسر عرفات، والرجل المشوه هو الشيخ أحمد ياسين، والأصهب هو حافظ الأسد، وعمر البشير هو الحكم العادل بأفريقية ([674]).
9 _ مراعاة البعد الزمني والتسلسلي في ترتيب أشراط الساعة :
وهذا ضابط مهم لمن أراد تنزيل نصوص الأشراط على الحوادث والوقائع، فلا يحكم لشرط بالظهور، أو تحديد وقت الظهور مع عدم صلاحية الوقت المحدد لظهور الشرط، كما لا يصح أن يقدم شرط على شرط وردت السنة بتأخيره عن ذلك الشرط، فلا بد أن يراعى الترتيب الزمني لتسلسل الأشراط طبقا لما دلت عليه نصوص الوحي الشريف، وعدم القطع بزمان أو ترتيب ما لا دليل على زمنه وترتيبه إلا الظن والتخمين ([675]) .
وأشراط الساعة من حيث ترتيب وقوعها تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول : أشراط لم تنص الأحاديث على ترتيبها حسب الوقوع، ولذلك اختلف العلماء في ترتيبها .
يقول الشيخ يوسف بن عبدالله الوابل : (لم أجد نصاً يبين ترتيب أشراط الساعة الكبرى حسب وقوعها، وإنما جاء ذكرها في الأحاديث مجتمعة بدون ترتيب؛ إذ كان ترتيبها في الذكر لا يقتضي ترتيبها في الوقوع؛ فقد جاء العطف فيها بالواو، وذلك لا يقتضي الترتيب.
ومن النصوص ما خالف ترتيب الأشراط فيها ترتيبها في نص آخر([676])، والذي يمكن معرفته من خلال هذه الأحاديث هو ترتيب بعض الأشراط من خلال حدوث بعضها إثر بعض؛ لأن الترتيب جاء بلفظين مختلفين في ترتيب بعض الأشراط، وفي أداة العطف؛ حيث جاء مرة بـ:(أو)، ومرة بـ:(الواو) وهما لا يدلان على الترتيب.([677])
ولهذا اختلف العلماء في ترتيب الأشراط، وقد جمع الحافظ ابن حجر / بين أولية الدجال، وأولية خروج الشمس من مغربها، فقال: ( الذي يترجح من مجموع الأخبار أن خروج الدجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض، وينتهي ذلك بموت عيسى - × -، وأن طلوع الشمس من مغربها هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير العالم العلوي، وينتهي ذلك بقيام الساعة.
ولعل خروج الدابة يقع في ذلك اليوم الذي تطلع فيه الشمس من المغرب).
ثم قال[أي الحافظ ابن حجر]: (والحكمة في ذلك أنه عند طلوع الشمس من المغرب يغلق باب التوبة؛ فتخرج الدابة؛ تميز المؤمن من الكافر؛ تكميلاً للمقصود من إغلاق باب التوبة. وأول الآيات المؤذنة بقيام الساعة النار التي تحشر الناس ) ([678]).
القسم الثاني : أشراط قطعت الأحاديث بتعيين ترتيبها، فالسنة بينت ترتيب بعض الأشراط على بعض، بحيث لا يصح أن يجعل المنزل شرطا قبل شرط حكمت السنة بتأخره عنه .
ومن الأمثلة عليه : فتح القسطنطينية : عن معاذ بن جبل ط أن النبي > قال : (عمارة بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح القسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدجال )([679]) وهذا نص قاطع في تعيين ترتيبها.
وعن أبي قبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاصب وسئل: أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق، قال: فأخرج منه كتاباً، قال: فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله > نكتب، إذ سئل رسول الله >: أي المدينتين تفتح أولاً قسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله >: (مدينة هرقل تفتح أولاً يعني قسطنطينية)([680]).
مراعاة السلف للبعد الزمني لتسلسل الأشراط :
لقد راعى السلف البعد الزمني لتسلسل الأشراط ومن ذلك :
أ_ ماجاء عن نافع بن عتبة قال: كنا مع رسول الله > في غزوة، قال: فأتى النبي > قوم من قبل المغرب عليهم ثياب الصوف فوافقوه عند أكمة فإنهم لقيام ورسول الله > قاعد، قال: فقالت لي نفسي: ائتهم فقم بينهم وبينه لا يغتالونه، قال: ثم قلت: لعله نجي معهم فأتيتهم فقمت بينهم وبينه قال: فحفظت منه أربع كلمات أعدهن في يدي، قال: (تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله) قال: فقال نافع: يا جابر لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم.([681])
ب_ ماجاء عن يسير بن جابر قال: هاجت ريح حمراء بالكوفة فجاء رجل ليس له هجيرى إلا: يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة! قال: فقعد وكان متكئا، فقال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة... الحديث.([682])
ج_ قول أبو الطفيل : كنت بالكوفة، فقيل: خرج الدجال، قال: فأتينا على حذيفة بن أسيد وهو يحدث، فقلت: هذا الدجال قد خرج، فقال: اجلس فجلست فأتى علي العريف، فقال: هذا الدجال قد خرج وأهل الكوفة يطعنونه، قال: اجلس فجلس فنودي إنها كذبة صباغ، قال: فقلنا: يا أبا سريحة ما أجلستنا إلا لأمر فحدثنا، قال: إن الدجال لو خرج في زمانكم لرمته الصبيان بالخذف، ولكن الدجال يخرج في بغض من الناس، وخفة من الدين، وسوء ذات بين فيرد كل منهل فتطوى له الأرض طي فروة الكبش...الحديث.([683]).
10 _ عدم محاكمة نصوص المستقبل للوقع الحالي :
إذا ثبت أن بعض الأشراط لاتقع إلا في المستقبل بعد أن يسبقها عدد من الأشراط، فمن الخطأ أن يحاكم الشرط أو الفتنة الآتية في ضوء ما يعيشه الشخص هو من أحوال، فيجب أن يعلم أن لكل زمان أحواله وظروفه.
ومما يدل على هذا مما له صلة بالبحث ما قاله محمد بن رسول البرزنجي معلقاً على مكث المهدي مدة تسع سنوات قال: (ولا شك أن مدة التسع فما دونها، لا يمكن أن يساح فيها ربع أو خمس المعمورة سياحة فضلاً عن الجهاد، وتجهيز العساكر وترتيب الجيوش وبناء المساجد وغير ذلك)([684]).
قال المحقق معلقاً: (عدم الإمكانية في رأي المؤلف نظراً للوسائل المتاحة في عصره، أما في عصرنا الحالي فوسائل النقل سريعة وجهود المختصين في هذا المجال مستمرة لإيجاد وسائل أسرع من الصوت، وهي مشاهدة معروفة، فوقوع سياحة المعمورة في المدة المذكورة ليس مستحيلاً في زماننا وفي المستقبل والله أعلم).
ومما يقع لبعضهم نتيجة محاكمة المستقبل للواقع الحالي أن يتأول تلك النصوص في ضوء ما يعايشه هو ظناً منه أن الشرط سيكون من جنس ما يراه ويعايشه مع كون النص متضمناً لنقيض هذا .
ومن الأمثلة عليه :
ما قام به هشام كمال عبدالحميد في بيان بعض أعمال الدجال ومنها :
أ_ قمح الدجال :
فالدجال معه كميات كبيرة من القمح تشبه الجبال، يقول : ويمكن تخيله بقيام الشياطين بزراعة مساحات كبيرة من الأراضي الصحراوية تحت الأرض باستخدامهم أساليب زراعية متطورة كالتهجين، وذلك قبل خروج الدجال بعشرات السنوات، ثم تقوم الشياطين بتخزين هذا القمح في صوامع تحت الأرض، وبأسلوب تخزين جيد يحفظها لفترات طويلة حتى يصل حجم ها المخزون على مدار عدد من السنوات إلى ما يشبه الجبال، فيخرج الدجال ومعه هذه الكميات التي يغوى بها أهل الأرض.
ب_ أمر الدجال السماء أن تمطر :
يقول : يمكن تخيله بقيام الشياطين بصنع أجهزة علمية للدجال تصنع سحابا صناعيا مزودا بشحنات كهربائية مسجل عليها بصمة صوت الدجال (مثل نظام الخزائن البنكية التي لا تفتح إلا ببصمة صوت صاحب الخزينة فقط)، فتطلق الشياطين هذه السحابة من الأجهزة المعدة لذلك من مكان بعيد عن المكان الذي يقف في الدجال أمام الناس، وعندما تمر السحابة من فوقهم ينادي الدجال بإسقاط مطرها فتصطدم ذبذبات صوته بالذبذبات المسجلة لصوته على السحابة، فتحدث شرارة كهربائية أو صاعقة بها، وتسقط مطرها.
ويمكن تخيل ذلك أيضاً بقيام الشياطين بإطلاق السحابة الصناعية في السماء من مكان بعيد، وعندما ينادي عليها الدجال تقوم الشياطين من خلال أجهزة اتصال كاللاسلكي أو من خلال سماع صوته، وهم في مكانهم بالضغط على جهاز مثل الريموت كنترول، فيجعلون السحابة تسقط ما فيها من ماء، ويظن الناس أنها أمطرت بأمر الدجال)([685]).
القسم الثالث : ضوابط متعلقة بمن يقوم بتنزيل النص على الواقع :
وهذا القسم يتعلق بمعرفة ضوابط من يريد النظر في النصوص، فالتعامل معها يحتاج إلى فهم وعلم ودراية، وهو مايسمى بقواعد التحقيق العلمي الصحيح .
وفي بعض الأحيان يكون لما يحمله الشخص من تصورات وقناعات أثر في تنزيل النصوص على الواقع.
ولذا نجد أن العلماء رحمهم الله وضعوا شروطاً متعددة لمن أراد أن يتعامل مع النصوص الشرعية إستنباطاً وتطبيقاً، وهي مبثوثة في كتب أصول الفقه ويسمونها ( أحكام المستدل أو شروط المجتهد )([686]) وسوف أذكر هنا بعض الضوابط والشروط التي تبين الإخلال بها من قبل بعض من كتب في الفتن وأشراط الساعة، وهي كالتالي :
1_ التجرد في البحث والخروج عن الهوى :
والمقصود هو إلتزام الموضوعية في فهم النص، بمعنى أن لايُخضع النص لأية مقررات سابقة، أو رواسب قديمة، أو مواقف ممهدة سلفاً،أو ضغط الواقع والتأثر بالعصر الذي يعيشه، بل ينبغي أن ينطلق في فهم النص من النص نفسه .
وينبغي أنْ يُستمد أيُّ فهمٍ صلاحيتَه وسلامتَه من النظر الأمين فيه، وليس مقبولاً أنْ يكونَ فهمُ هذا النص أسيرَ المواقف والرواسب والمقررات السابقة القديمة؛ لأنّ الأفهامَ التي تنطلق في أساسها من مواقف موافقةٌ، أو مناوئةٌ، من النادر أنْ يُوفَّق إلى الوصول إلى المراد الإلهي من نصّه، بل كثيراً ما تتميز بالإسقاطات والتكلف، ولهذا فإنه لكي يسلم الاجتهاد في فهم النص الشرعي؛ فإنّ على المجتهد أنْ يلتزم بهذا الضابط المنهجي: التجرّد والموضوعيّة.
وتكمن أهمية هذا الضابط المنهجي في كونه الضابط المظلوم ضمن ضوابط الاجتهاد في فهم النص المنهجية، إذ إنه كثيراً ما يُغْفَل، ويُهْمَل ولا يُذكرُ إلا نادراً، وبسبب إهماله شاع التفسير السياسيّ والمذهبيّ للنص الشرعي -قرآناً وحديثاً.
وعليه فإذا ما تجاوز المجتهد في اجتهاده هذا الضابط المنهجي، فحدِّثْ ولا حرج عن التأويلات الجائرة الخائرة في البُعْد عن مراد الشارع من نصوص وحيه -كتاباً وسنةً-، بل إنّ مجتهداً يأتي إلى النص الشرعي ورأسُه مليء بطائفة من التصورات والمواقف والمقررات والرواسب؛ فإن الفهم الذي يتوصل إليه لا يعدو سوى أنْ يكون جملة مِن تصوراته، أو طائفة مِن مقرراته، ولا يمكن أنْ يَهدِيَه ذلك الفهمُ إلى مراد الشارع -جلَّ جلاله-.([687])
والإنسان إذا كان يريد الحق، وتجرد عن الهوى فإن هدفه هو الوصول إلى الحق، ولذا تجده ينقل ماله وماعليه، وأما إذا غلبه الهوى فإنه يكتب ماله ويترك ماعليه؛ لأن قصده ليس بيان الحق .
يقول الشيخ عبدالرحمن المعلمي اليماني/([688]) : (وبالجملة فمسالك الهوى أكثر من أن تحصى، وقد جربت نفسي أنني ربما أنظر في القضية زاعما أنه لا هوى لي فيلوح لي فيها معنى، فأقرره تقريرا يعجبني، ثم يلوح لي ما يخدش في ذاك المعنى، فأجدني أتبرم بذلك الخادش وتنازعني نفسي إلى تكلف الجواب عنه وغض النظر عن مناقشة ذاك الجواب، وإنما هذا لأني لما قررت ذاك المعنى أولا تقريرا أعجبني صرت أهوى صحته، هذا مع أنه لم يعلم بذلك أحد من الناس، فكيف إذا قد أذعته في الناس، ثم لاح لي الخدش؟
فكيف لو لم يلح لي الخدش ولكن رجلاً آخر اعترض علي به؟ فكيف لو كان المعترض ممن أكرهه؟ ، هذا ولم يكلف العالم بأن لا يكون له هوى؟ فإن هذا خارج عن الوسع، وإنما الواجب على العالم أن يفتش نفسه عن هواها، حتى يعرفه ثم يحترز منه، ويمعن النظر في الحق من حيث هو حق، فإن بان له أنه مخالف لهواه آثر الحق على هواه)([689]).
ومن أمثلة الإخلال بهذا الضابط :
مدعو المهدوية ودعاتهم، فمن تتبع أحوالهم علم شيئا من هذا وظهر له حجم التكلف في تطبيق نصوص المهدي على مهديهم لتسلم لهم أهواءهم ولو عارضت النصوص.
وانظر في هذ المثال لبعض مدعي المهدوية والأتباع الموضحة لهذه الحال:
قال الجونبوري ([690]) وهو من مدعي المهدية في الهند: (كثر الخلاف في الحديث ويصعب تمييز الصحيح من السقيم، فالذي يوافق كتاب الله تعالى ويوافق أحوالي فاقبلوه)([691]).
فهل يقول مثل هذا عاقل، وهل يقر به متجرد عن الهوى، اللهم لا .
ولما سأل علماء هرات الجونبوري: على أي أساس تدعي المهدية لنفسك؟ قال: أنا لا أدعيها من عند نفسي، بل أدعيها بأمر من الله سبحانه وتعالى([692]).
وسئل مرة: إن اسم أبي المهدي عبدالله، وأنت ابن سيدخان، فأجاب قائلا: أليس الله بقادر على أن يبعث ابن سيدخان مهدياً ؟! وأجاب مرة ثاني: اسألوا الله لماذا بعث ابن سيدخان مهدياً ؟! وقال مرة ثالثة: اذهبوا فقاتلوا الله تعالى لماذا بعث ابن سيدخان([693]).
فتأمل كيف يسيطر الهوى على أمثال أولئك، ويردون النصوص ويحرفونها لتسلم لهم دعاويهم الفارغة.
2_ الرجوع إلى أهل العلم والسير على منهاجهم :
وذلك أن إنزال النص على الواقع والحوادث هو تفسير وشرح له، وحصر للمعنى في حادثة معينة، وقد يكون لهذه الحادثة نظائر فيما مضى، وقد يتخلف عنها وصف، أو ذكر زمان أو مكان، أو ذكر شخص له ذكر في النص .
وأهل العلم هم الذين يفهمون النصوص ويستنبطون منها، قال تعالى :
﴿ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون ﴾ [ النحل : 43 ]
ولذلك ينبغي مراجعة أهل العلم لمعرفة النص، وكيفية التعامل معه، وهل الوقائع والحوادث هي المشار إليها في النص أو لا.
وكلما كان الرجل إلى الحديث والعلم أقرب؛ كان تعامله مع هذه النصوص أصوب، وكلما كان عن الحديث أبعد؛ ازداد تورّطاً، وتخبُّطاً، وتردّياً، وجهلاً.([694])
قال أبو حامد الغزالي/ : ( لو سكت من لايعرف قل الاختلاف ومن قصر باعه، وضاق نظره عن كلام علماء الأمة والاطلاع فماله وللتكلم فيما لايدريه، والدخول فيما لايعنيه، وحق مثل هذا أن يلزم السكوت ) ([695]).
عن طاووس أن رجلاً اعترض لأبي موسى الأشعري ط فقال: هذه الفتنة التي كنت تذكر؟ وذلك حين افترق هو وعمرو بن العاص ب حين حُكِما.
فقال أبو موسى: ما هذه إلا حيصة من حيصات الفتن وبقيت الرداح المطبقة من أشرف لها أشرفت له، القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي، والصامت خير من المتكلم، والنائم خير من المستيقظ.([696])
وعن أبي عمرو الشيباني قال: كنت مع حذيفة بن اليمان في المسجد، إذ جاءه أعرابي يهرول حتى جثا بين يديه، فقال: أخرج الدجال؟ فقال حذيفة: أنا لما دون الدجال أخوف من الدجال، وما الدجال، إنما فتنته أربعون يوماً.([697])
يقول الشيخ محمد إسماعيل المقدم موضحاً دور العلماء في هذا المجال:
(إن الله سبحانه وتعالى ينصب الأدلة الواضحة على بطلان وزيف دعاوى المدعين، لكنها قد لا تظهر إلا لأولي العلم الذين اختصهم الله سبحانه بالبصيرة في الدين، ولا تكاد تجد مدعيا المهدية إلا ويكون الله سبحانه قد هيأ له من أهل العلم، من ينقض دعواه، ويكشف زيفه، وأحيانا يكون بطلان دعواه ظاهرا للعيان إذ لا يستند إلى دليل سوى الهذيان، ولا يدعي دعوى إلا ويبطلها البرهان، وقد يبلغ جهله إلى حد الاستدلال بنفس الدعوى مع أن الدعوى يستدل لها ولا يستدل بها)([698]).
3 _ تحديث الناس بما يعقلون :
الناس يختلفون في عقولهم وفي فهم الكلام، وليس كل مايعلم يقال وينشر بين الناس، فإنه قد يكون لبعضهم فتنة، وهذا مانص عليه عدد من الصحابة مثل علي بن أبي طالب ط ، وابن مسعود ط وغيرهم، فعن علي طقال: (حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله)([699]) وفي رواية: (أيها الناس، تحبون أن يكذب الله ورسوله، حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون)([700]).
قال الإمام الشاطبي/ معلقاً عليه: (فجعل إلقاء العلم مقيدا، فرب مسألة تصلح لقوم دون قوم)([701])
وقال ابن مسعود ط : (ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة)([702])، وفي رواية: (إن الرجل ليحدث بالحديث، فيسمعه من لا يبلغ عقله فهم الحديث، فيكون عليه فتنة)([703]).
وقال أيوب السختيانى: (لا تحدثوا الناس بما لا يعلمون فتضروهم)([704]).
وعن وهب بن منبه قال: (ينبغي للعالم أن يكون بمنزلة الطباخ الحاذق، يعمل لكل قوم ما يشتهون من الطعام، وكذلك ينبغي للعالم أن يحدث كل قوم بما تحتمله قلوبهم وعقولهم من العلم)([705]).
ولذا نجد أن بعض الصحابة ترك التحديث ببعض الحديث للمصلحة، ومن ذلك ماقاله أبو هريرة ط: ( حفظت من رسول الله > وعائين، فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم ) ([706]) وكذا جاء عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.
يقول أبو العباس القرطبي/ : ( وبهذا يعلم أن أصحابه كان عندهم من علم الكوائن الحادثة إلى يوم القيامة العلم الكثير، لكن لم يشيعوها إذ ليست من أحاديث الأحكام، وما كان فيها شئ من ذلك حدثوا به ونقضوا عن عهدته ) ([707])
وقال الحافظ ابن حجر/ :
(وَحَمَلَ الْعُلَمَاء الْوِعَاء الَّذِي لَمْ يَبُثّهُ عَلَى الأحَادِيث الَّتِي فِيهَا تَبْيِين أَسَامِي أُمَرَاء السُّوء وَأَحْوَالهمْ وَزَمَنهمْ، وَقَدْ كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يَكُنِّي عَنْ بَعْضه وَلا يُصَرِّح بِهِ خَوْفًا عَلَى نَفْسه مِنْهُمْ، كَقَوْلِهِ : أَعُوذ بِاَللَّهِ مِنْ رَأْس السِّتِّينَ وَإِمَارَة الصِّبْيَان يُشِير إِلَى خِلافَة يَزِيد بْن مُعَاوِيَة؛ لأَنَّهَا كَانَتْ سَنَة سِتِّينَ مِنْ الْهِجْرَة، وَاسْتَجَابَ اللَّه دُعَاء أَبِي هُرَيْرَة فَمَاتَ قَبْلهَا بِسَنَةٍ ...
وَقَالَ غَيْره: يَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَرَادَ مَعَ الصِّنْف الْمَذْكُور مَا يَتَعَلَّق بِأَشْرَاطِ السَّاعَة وَتَغَيُّر الأحْوَال وَالْمَلاحِم فِي آخِر الزَّمَان، فَيُنْكِر ذَلِكَ مَنْ لَمْ يَأْلَفهُ، وَيَعْتَرِض عَلَيْهِ مَنْ لا شُعُور لَهُ بِهِ)([708]).
وقال : (الْمُتَشَابِه لا يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَر عِنْد الْعَامَّة...وَمِمَّنْ كَرِهَ التَّحْدِيث بِبَعْضٍ دُون بَعْض أَحْمَد فِي الأحَادِيث الَّتِي ظَاهِرهَا الْخُرُوج عَلَى السُّلْطَان، وَمَالِك فِي أَحَادِيث الصِّفَات، وَأَبُو يُوسُف فِي الْغَرَائِب، وَمِنْ قَبْلهمْ أَبُو هُرَيْرَة كَمَا تَقَدَّمَ عَنْهُ فِي الْجِرَابَيْنِ وَأَنَّ الْمُرَاد مَا يَقَع مِنْ الْفِتَن، وَنَحْوه عَنْ حُذَيْفَة وَعَنْ الْحَسَن أَنَّهُ أَنْكَرَ تَحْدِيث أَنَس لِلْحَجَّاجِ بِقِصَّةِ الْعُرَنِيِّينَ؛ لأَنَّهُ اِتَّخَذَهَا وَسِيلَة إِلَى مَا كَانَ يَعْتَمِدهُ مِنْ الْمُبَالَغَة فِي سَفْك الدِّمَاء بِتَأْوِيلِهِ الْوَاهِي، وَضَابِط ذَلِكَ أَنْ يَكُون ظَاهِر الْحَدِيث يُقَوِّي الْبِدْعَة، وَظَاهِره فِي الأصْل غَيْر مُرَاد، فَالإِمْسَاك عَنْهُ عِنْد مَنْ يُخْشَى عَلَيْهِ الأخْذ بِظَاهِرِهِ مَطْلُوب. وَاَللَّه أَعْلَم)([709]).
ومما يؤكد هذا المعنى في تقاصر عقول البعض عن الإدراك، ما وقع لعبدالله بن عمرو بن العاص ب، فعن يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي قال:
سمعت عبد الله بن عمرو، وجاءه رجل فقال: ما هذا الحديث الذي تحدث به، تقول إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا؟ فقال: سبحان الله أو لا إله إلا الله
أو كلمة نحوهما، لقد هممت أن لا أحدث أحداً شيئا أبداً، إنما قلت إنكم سترون بعد قليل أمراً عظيماً يحرق البيت ويكون ويكون، ثم قال: قال رسول الله >: (يخرج الدجال في أمتي...) ثم ذكر الحديث([710]).
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية/ :
(من العلم مالا يؤمر به الشخص نوعاً أو عيناً، إما لأنه لا منفعة فيه له؛ لأنه يمنعه عما ينفعه، وقد ينهى عنه إذا كان فيه مضرة له، وذلك أن من العلم مالا يحمله عقل الإنسان فيضر)([711]).
وقال: (المسائل الخبرية العلمية قد تكون واجبة الاعتقاد، وقد تجب في حال دون حال، وعلى قوم دون قوم، وقد تكون مستحبة غير واجبة، وقد تستحب لطائفة أو في حال كالأعمال سواء، وقد تكون معرفتها مضرة لبعض الناس فلا يجوز تعريفه بها)([712]).
وقال الإمام الشاطبي/ في كلام يلخص ما سبق:
(ليس كل علم يبث وينشر وإن كان حقاً، وقد أخبر مالك عن نفسه أن عنده أحاديث وعلماً ما تكلم فيها ولا حدث بها، وكان يكره الكلام فيما ليس تحته عمل، واخبر عمن تقدمه أنهم كانوا يكرهون ذلك.
فتنبه لهذا المعنى، وضابطه: أنك تعرض مسألتك على الشريعة، فإن صحت في ميزانها، فانظر في مآلها بالنسبة إلى حال الزمان وأهله، فإن لم يؤد ذكرها إلى مفسدة، فاعرضها في ذهنك على العقول، فإن قبلتها، فلك أن تتكلم فيها، إما على العموم إن كانت مما تقبلها العقول على العموم، وإما على الخصوص إن كانت غير لائقة بالعموم، وإن لم يكن لمسألتك هذا المساغ، فالسكوت عنها هو الجاري على وفق المصلحة الشرعية والعقلية)([713]).
4 _ التأني لمن أراد أن التنزيل :
والتأتي هو التمهل والتروي، وهو خصلة عظيمة محمودة من خصال الخير يحبها الله ويحبها رسوله >، قال الله تعالى: ﴿ ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولاً ﴾ [ الإسراء :11].
ويقول النبي > لأشج عبد القيس: (إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة )([714]).
قال أهل العلم : هذا فيه ذمُّ للإنسان , حيث كان عجولاً ؛ لأن هذه الخصلة من كانت فيه كان مذموماً بها.
عن الليث بن سعد عن موسى بن عُلًيّ عن أبيه : أن المستورد القرشي – وكان عنده عمرو بن العاص ط- ؛ قال : سمعت رسول الله > يقول : ( تقوم الساعة والروم أكثر الناس ( . قال عمرو بن العاص له – للمستورد القرشي - : أبصر ما تقول ! قال: وما لي أن لا أقول ما قاله رسول الله > ؟ قال : إن كان كذلك ؛ فلأن في الروم خصالاً أربعاً: الأولى: أنهم أحلم الناس عند الفتنة، الثانية : أنهم أسرع الناس إفاقةً بعد مصيبة ... وعد الخصال الأربع وزاد عليها خامسة.([715])
قال أهل العلم : هذا الكلام من عمرو بن العاص لا يريد به أن يثني به على الروم والنصارى الكفرة ؛ ولكن أراد أن يبين للمسلمين أن بقاء الروم وكونهم أكثر الناس إلى أن تقوم الساعة؛ لأنهم عند حدوث الفتن هم أحلم الناس ؛ ففيهم من الحلم ما يجعلهم ينظرون إلى الأمور ويعالجونها ؛ لأجل أن لا تذهب أنفسهم , ويذهب أصحابهم .
وهذا التنبيه لطيف ؛ لأن النبي > بيَّن أنه لا تقوم الساعة حتى يكون الروم أكثر الناس ؛ لماذا ؟!.
قال عمرو بن العاص : ( لأن فيهم خصالاً أربعاً : الأولى ( وهي التي تهمنا من تلك الخصال ) : أنهم أحلم الناس عند فتنة ) ؛ يعني : إذا ظهرت تغير الحال, وظهرت الفتن ؛ فإنهم يحلمون , ولا يعجلون , ولا يغضبون ؛ ليقوا أصحابهم النصارى القتل ويقوهم الفتن ؛ لأنهم يعلمون أن الفتنة إذا ظهرت ؛ فإنها ستأتي عليهم ؛ فلأ جل تلك الخصلة فيهم بقوا أكثر الناس إلى قيام الساعة.
ولهذا ؛ فإننا نعجب أن لا نأخذ بهذه الخصلة التي حمد بها عمرو بن العاص الروم, وكانت فيهم تلك الخصلة الحميدة ونحن أولى بكل خير عند من هم سوانا([716]).
وكما أن التأني مطلوب في كل أحوال المسلم فهو مطلوب كذلك لمن أراد تنزيل النصوص على الوقائع والحوادث؛ لأن المسألة خطيرة ودقيقة وتحتاج إلى استفراغ الجهد كما سبق في تتبع النصوص ثم فهمها، ثم تنزيلها، وكل ذلك يفتقر إلى التأني والتمهل والتروي، خاصة أن الواقع أحياناً قد يتسبب في استعجال الإنسان، فيصدر أحكاماً قبل وضوح الصورة، أو تدعوه النفس إلى إظهار ماوتوصل إليه ليحوز منه منصباً أو شهرة، أو سبقاً إعلامياً وعلمياً.
والفتن إذا أقبلت عرفها العالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل كما قال الحسن البصري / ([717]).
قال أبو حاتم / : (الرافق لا يكاد يسبق، كما أن إن العاجل لا يكاد يلحق، وكما أن من سكت لا يكاد يندم، كذلك من نطق لا يكاد يسلم، والعجِل يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويحمد قبل أن يجرب، ويذم بعد ما يحمد، يعزم قبل أن يفكر، ويمضي قبل أن يعزم، والعَجِل تصحبه الندامة، وتعتزله السلامة، وكانت العرب تكنى العَجلة أم الندامات)([718]).
وقال حفص بن غياث: قلت لسفيان الثوري: (يا أبا عبدالله، إن الناس قد أكثروا في المهدي، فما تقول فيه؟)، قال: (إن مر على بابك فلا تكن منه في شئ حتى يجتمع الناس عليه)([719]).
ويتأكد التأني والتثبت والتحقق إذا كان التنزيل مما يترتب عليه عمل ومن أمثلته:
أ_ أن الأصل في الإسلام الخلطة، والخلطة في الأصل خير من العزلة، فإذا حكم المرء خطأً على زمن بأنه زمان قول النبي >: (يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن )([720]) فرتب على ذلك وجوب اعتزال الناس، أو مشروعيته كان مخطئاً بل منحرفاً .
ب_ أن يحكم لفلان أنه المهدي المنتظر، فيوجب اللحوق به ومبايعته ونصرته إلى غير ذلك مما يجب حياله، ثم ظهر أن فلاناً هذا ليس هو بالمهدي المقصود فقد وضع الأحكام في غير موضعها، ورتبها على أمور متوهمة، وكان خطأه مضاعفاً؛ خطأ في التنزيل وخطأ في العمل .
ومن تتبع مثل هذا على مر التاريخ علم خطورة الموقف، وجلالة كلمة الإمام سفيان المتقدمة .
والمقصود أن التأني مطلوب في الكل وأن العجلة مظنة الخطأ، وبعض الخطأ أعظم من بعض.
قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل
5 _ التفريق عند التنزيل بين مايقطع بتحققه وبين مايكون في دائرة الظن :
المتأمل في نصوص الفتن وأشراط الساعة، يجد أنه ليست على درجة واحدة من جهة تحققها في الواقع ودلالتها عليه، فمنها مايكون مقطوعاً بتحققه ومنها مايكون أقل من ذلك، ومنها مايكون في دائرة الظن والترقب .
وكل ذلك إنما يقوم بنفس الباحث، وسببه اختلاف الباحثون في مطابقة النص للواقع والحدث.
ولذا ينبغي أن يكون تنزيل الباحث أو مريد التنزيل من قبيل الظن المرجوح، ولايقطع به؛ لأنه نوع من الاجتهاد، إلا إذا وقع الاجماع على قطعية نص على حدث أو واقعة أو شخص معين فإنه يقطع به .
ومن الأمثلة عليه:
أ_ قوله > في عمار بن ياسرب : (ويح عمار، تقتله الفئة الباغية، عمار يدعوهم إلى الله، ويدعونه إلى النار)([721])، وقد قتل ط في معركة صفين فوقع الجزم من العلماء بأن فئة معاوية باغية على علي ومن معه .
ب_ ومثله ما جرى لعثمان بن عفان ط من بلاء أخبر به النبي > .
ج_ وكذا ما جرى من الحسن بن علي ط من أمر الصلح، وما جرى على الحسين ط .
د_ ومن ذلك ماجرى في عهد علي بن أبي طالب ط في قتاله للخوارج وبحثه عن ذي الثدية، فعن زيد بن وهب الجهني أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي ط الذين ساروا إلى الخوارج، فقال علي رضي الله عنه: أيها الناس إني سمعت رسول الله > يقول: (يخرج قوم من أمتي يقرءون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرءون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم >، لاتَّكلوا عن العمل، وآية ذلك أن فيهم رجلاً له عضد، وليس له ذراع، على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيض ).
قال علي ط : فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم، والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم، فإنهم قد سفكوا الدم الحرام، وأغاروا في سرح الناس، فسيروا على اسم الله.
قال سلمة بن كهيل: فنزلني زيد بن وهب منزلاً حتى قال: مررنا على قنطرة فلما التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبد الله بن وهب الراسبي، فقال لهم: ألقوا الرماح وسلوا سيوفكم من جفونها، فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء، فرجعوا فوحشوا برماحهم وسلوا السيوف، وشجرهم الناس برماحهم، قال: وقتل بعضهم على بعض، وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان.
فقال علي ط : التمسوا فيهم المخدج فالتمسوه، فلم يجدوه فقام علي ط بنفسه حتى أتى ناسا قد قتل بعضهم على بعض.
قال: أخروهم فوجدوه مما يلي الأرض، فكبر، ثم قال: صدق الله وبَلَّغ رسوله، قال: فقام إليه عبيدة السلماني، فقال: يا أمير المؤمنين ألله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث من رسول الله >.
فقال: إي والله الذي لا إله إلا هو، حتى استحلفه ثلاثاً وهو يحلف له.([722])
هـ_ وقالت أسماء بنت أبي بكر ك في قصة مقتل ابن الزبير ط وهي تخاطب الحجاج: (أما إن رسول الله > حدثنا أن في ثقيف كذابا ومبيرا فأما الكذاب فرأيناه وأما المبير فلا إخالك إلا إياه قال فقام عنها ولم يراجعها)([723]
قال الإمام النووي/ : (وَقَوْلهَا فِي الْكَذَّاب : ( فَرَأَيْنَاهُ ) تَعْنِي بِهِ الْمُخْتَار بْن أَبِي عُبَيْد الثَّقَفِيّ، كَانَ شَدِيد الْكَذِب، وَمِنْ أَقْبَحه اِدَّعَى أَنَّ جِبْرِيل > يَأْتِيه. وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالْكَذَّابِ هُنَا الْمُخْتَار بْن أَبِي عُبَيْد، وَبِالْمُبِيرِ الْحَجَّاج بْن يُوسُف، وَاَللَّه أَعْلَم)([724]).
وبعض الكتاب الذين خاضوا في تنزيل النصوص على الواقع يعرضون الأمر على سبيل القطع والجزم، بل ويصل الحال ببعضهم إلى القسم والحلف بالله تعالى، وهم بهذا قد ركبوا مالاطاقة لهم به وتكلفوا من الأمر مالايطيقون، وحملوا أنفسهم أيماناً كانوا منها في حل.
ومن الأمثلة عليه :
قول محمد عيسى داود متحدثا عن الأطباق الطائرة : (وأقسم لكم بالله غير حانث أنهم من هذه الأرض، ومن أبنائها، ولكنهم رجال المسيخ الدجال، وتلك الأطباق من اختراعه الذي سبق به زماننا بقرون)([725]).
ويقول أمين محمد جمال الدين :
(لقد كنت حريصاً ألا أتورط في تنزيل الأحاديث على الواقع، ليس لعدم جواز ذلك، كلا، فإنه جائز، بل يجوز الحلف بالله على غلبة الظن وإنما منعاً للجدل وتحرزا عن الدخول في متاهات المشغبين ممن لم تتسع دائرة علمهم ولم ترسخ بعد في العلم أقدامهم، ولكن هيهات هيهات.
أما الآن، وبعد أن أصبح الناس كلهم أو جلهم يتوقعون حروبا وملاحم تتجمع أسبابها وتتسارع وتيرتها، وتكاد تدق الأبواب، فإنني لا أجد غضاضة ولا حرجا في ذكر ما أعلم وتنزيل الأحاديث على الواقع، بل أستطيع أن أقسم على ذلك، ولا أظن أن أحدا الآن يجرؤ على خلع برقع الحياء، فيجادل أو يشغب إلا من أراد أن يشتهر أو يتكسب، فإن الأمر قد جد جده، ولم يعد هناك وقت للتهريج)([726]).
ويقول : (أستطيع أن أحلف ولا أستثني أن ملاحم آخر الزمان، والتي تبدأ بالحرب العالمية الثالثة والأخيرة قد كشرت عن أنيابها، وشمرت عن ساعديها، وكشفت عن ساقيها)([727]).
ويقول: (أحلف ولا أستثني أن أولى الجولات بدأت بالفعل)([728]).
ويقول الدكتور فاروق الدسوقي :
(فإذاً ثبت لنا بما لا يدع مجالا للشك أن هذا الحدث هو معركة الكويت التي هي الحرب العالمية الثالثة، فإننا الآن نكون يقينا في انتظار الزلزال العظيم الذي هو علة الخسوف الثلاثة التي هي الآيات الثلاث الأولى من الآيات العشر)([729]).
6 _ أن لايؤثر تنزيل النصوص على الوقائع والحوادث سلباً في أداء التكاليف الشرعية :
كانت بعثة النبي > من علامات الساعة حيث قال: (بعثت أنا والساعة كهاتين )([730]).
ومع ذلك لم يترك > العمل والجهاد والدعوة، لكنه أدى أمانة الله غير متوان ولامقصر، وكذلك فعل الصحابة فقد كان إخبار النبي > بالفتن وأشراط الساعة دافعاً لهم إلى العمل والدعوة والجهاد وطلب العلم، والتنافس في ميدان القربات، وامتثال الطاعات، قال >: (بادروا بالأعمال ستاً)([731])وذكر بعض أشراط الساعة.
وقد حاول البعض أن يهرب من إصلاح الواقع المرير الذي تعيشه الأمة إلى الأماني وتعطيل الأسباب الشرعية، ترقباً لظهور المهدي، ونزول عيسى ابن مريم ×، حتى أصيب البعض بما يسمى عقدة الانتظار .([732])
والبعض ينتظر أن تقع حرب نووية شاملة تخرب الدنيا، وتدمر الحضارة الحالية، وتقضي على كل الأسلحة المتطورة، ليعود الناس إلى السلاح الأبيض والخيول كما جاء في بعض روايات الملاحم.
يقول عبدالعزيز عز الدين السيروان : ( كثير من المسلمين اليوم _ خاصة عند قراءة هذه الأحاديث أو النبوءات ([733]) _ يصاب بعقم وسلبية وانعزال في العمل الإسلامي .
عقم في مجال البحث والاستقصاء والتتبع والكشف عن المجهول، وسلبية في الحركة والدعوة والعمل، وانعزال عن الواقع والمجتمع والاكتفاء بالادعاء بإصلاح النفس، ذلك الإصلاح البارد السلبي التقوقعي، الذي هو أقرب إلى الهروب من الواقع منه إلى الإصلاح .) ([734])
ويقول الشيخ محمد ناصر الدين الألباني/ : ( لا يجوز للمسلمين اليوم أن يتركوا العمل للإسلام وإقامة دولته على وجه الأرض، انتظاراً منهم لخروج المهدي ونزول عيسى عليهما الصلاة والسلام، يأساً منهم، أو توهماً أن ذلك غير ممكن قبلهما، فإن هذا توهم باطل ويأس عاطل، فإن الله تعالى أو رسوله > لم يخبرنا أن لا عودة للإسلام ولا سلطان له على وجه الأرض إلا في زمانهما، فمن الجائز أن يتحقق ذلك قبلهما إذا أخذ المسلمون بالأسباب الموجبة لذلك، لقوله تعالى : ﴿ إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ﴾ [ محمد : 7] وقوله : ﴿ ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ﴾ [الحج : 40 ]) ([735]) .
القسم الرابع: ضوابط متعلقة بالحوادث والوقائع المنزل عليها:
1 _ التحقق من الوقائع والحوادث :
وهذا التحقق له جانبان :
الأول : التثبت من طبيعة الوقائع والحوادث .
والثاني : أن تستكمل الوقائع والحوادث للأوصاف الواردة في النص .
وهما أمران مهمان لابد منهما لمن أراد أن ينزل نصاً، لأن حصول الفهم للنص ليس بكافٍ في حصول التنزيل، بل لابد من تصور الأحداث تصوراً واضحاً وكاملاً، وإن لم يتصور الحدث فإن التنزيل والحال كذلك يكون غير صحيح، وكما قيل الحكم على الشيء فرع عن تصوره .
والوقائع إما أن تكون ماضيةً أو حاضرةً أو مستقبلةً، ويلتف بها أمور مؤثرة كالزمن والمكان والظروف المحيطة بها، مما يجعلها متشابهة ومتقاربة مع وقائع أخرى، ولذا كان لابد من إثبات صحتها إثباتاً يقينيناً جازماً، ثم الإحاطة بجميع تفاصيلها وجزئياتها .
وإذا حصل هذا التحقق فينبغي التحقق من الجانب الآخر وهو التحقق من استكمال الوقائع والحوادث للأوصاف الواردة في النص دون تكلف؛ من محاولة تحريف للنص أو زيادة أوصاف معينة لم ترد في النص كما سبق .
فإذا فعل ذلك _ أي التحقق _ فإن التنزيل يكون مبنياً على اجتهاد، وهو حري بأن يطابق النص الواقع .
وهذا التحقق والتبين مأمور به شرعاً قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [ الحجرات :6 ].
يقول الحافظ ابن كثير : ( أمر تعالى بالتثبت في خبر الفاسق ليُحتَاطَ له، لئلا يحكم بقوله فيكون -في نفس الأمر-كاذبًا أو مخطئًا، فيكون الحاكم بقوله قد اقتفى وراءه، وقد نهى الله عن اتباع سبيل المفسدين ) ([736]).
والنبي > قد أبان هذا الضابط بياناً شافياً من خلال تحققه > من بعض الوقائع والحوادث، وسوف اقتصر على مثال متعلق بأشراط الساعة وهو حال النبي > مع ابن صياد، حيث كان يٌظن أنه الدجال.
يقول ابن عمر أن عمر بن الخطاب ب: انطلق مع رسول الله > في رهط من أصحابه قبل ابن صياد، حتى وجده يلعب مع الغلمان في أطم بني مغالة، وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم، فلم يشعر حتى ضرب رسول الله > ظهره بيده، ثم قال: (أتشهد أني رسول الله). فنظر إليه فقال: أشهد أنك رسول الأميين، ثم قال ابن صياد: أتشهد أني رسول الله، فَرَضَّه النبي > ثم قال: (آمنت بالله ورسله).
ثم قال لابن صياد: (ماذا ترى). قال: يأتيني صادق وكاذب، قال رسول الله >: (خلط عليك الأمر). قال رسول الله >: (إني خبأت لك خبيئا). قال: هو الدخ، قال: (اخسأ، فلن تعدو قدرك).
قال عمر: يا رسول الله، أتأذن لي فيه أضرب عنقه، قال رسول الله >:
(إن يكن هو لا تسلط عليه، وإن لم يكن هو فلا خير لك في قتله).
قال سالم: سمعت ابن عمربيقول: انطلق بعد ذلك رسول الله > وأبي بن كعب الأنصاري، يؤمان النخل التي فيها ابن صياد، حتى إذا دخل رسول الله >، طفق رسول الله > يتقي بجذوع النخل، وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه، وابن صياد مضطجع على فراشه في قطيفة له فيها رمرمة،
أو زمزمة، فرأت أم ابن صياد النبي > وهو يتقي بجذوع النخل، فقالت لابن صياد: أي صاف، وهو اسمه، هذا محمد، فثار ابن صياد.
قال رسول الله >: (لو تركته بين).
قال سالم: قال عبد الله:ط قام رسول الله > في الناس، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكرالدجال فقال: (إني أنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه، تعلمون أنه أعور، وأن الله ليس بأعور)([737]).
وهكذا فعل الصحابة شومن بعدهم في التحقق من الوقائع والحوادث قبل القطع والجزم بالتنزيل ومن ذلك :
أ_حديث علي بن أبي طالب ط في قتاله للخوارج وبحثه عن ذي الثدية ([738]).
ب_ وكذلك قصة أم المؤمنين عائشة ك حين بلغت الحوأب.
فعن قيس قال: لما أقبلت عائشة بلغت مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب، قالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب([739])، قالت: ما أظنني إلا أني راجعة، فقال بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون، فيصلح الله ﻷ ذات بينهم، قالت إن رسول الله > قال لنا ذات يوم : ( كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب)([740])، فتأمل تجليتها للواقع بقولها أي ماء هذا ؟ فلما أجيبت بما أجيبت قالت: (ما أظنني إلا راجعة).
وعن عبد الله بن صفوان يقول: أخبرتني حفصة أنها سمعت النبي > يقول: (ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأوسطهم وينادي أولهم آخرهم ثم يخسف بهم فلا يبقى إلا الشريد الذي يخبر عنهم) فقال رجل: أشهد عليك أنك لم تكذب على حفصة وأشهد على حفصة أنها لم تكذب على النبي >. ([741])
وفي رواية: (فلما جاء جيش الحجاج ظننا أنهم هم فقال رجل أشهد عليك أنك لم تكذب على حفصة وأن حفصة لم تكذب على النبي >)([742]).
وجاء عن مجاهد عن عبدالله بن عمروب أنه سمعه قال: كأني أنظر إلى الكعبة يهدمها رجل من الحبشة أصيلع أفيدع. قال مجاهد: فلما هدمها ابن الزبير جئت لأنظر أرى ما قال فيه، فلم أر مما قال شيئا.([743])
وعلى كل حال فينبغي التحقق من الواقع حتى ينطبق النص عليه بجميع تفصيلاته وصفاته، وأن لايتعلق بصفة طابقت النص ويتغافل عن صفات أخرى، وهذا يقودنا إلى الضابط التالي .
2_ عدم محاولة افتعال واقع معين أو أحداث لتنزل عليها النصوص :
نصوص الفتن وأشراط الساعة من قبيل نصوص الأخبار التي يعلم بها ماسيقع، وليست من باب الإنشاء الذي يراد منها التكلف في تنزيلها على الوقائع والحوادث
ولذلك نجد أن أهل العلم في كتب الفتن وأشراط الساعة، يبينون تلك النصوص ويؤمنون بأنها سوف تقع كما ورد، سواء في زمانهم أو في أزمنة أخرى، ويبذلون الوسع في فهم النص وبيان الواجب على المكلف فعله.
ولم يقوموا بإفتعال واقع أوحدث، أو يبحثوا عنه لتنزل عليه النصوص.
يقول الإمام ابن قدامة المقدسي/ : ( ويجب الإيمان بكل ما أخبر به النبي > وصح به النقل عنه فيما شاهدناه أو غاب عنا، نعلم أنه حق وصدق، وسواء في ذلك ما عقلناه وجهلناه، ولم نطلع على حقيقة معناه...ومن ذلك أشراط الساعة مثل خروج الدجال، ونزول عيسى ابن مريم × فيقتله، وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج الدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وأشباه ذلك مما صح به النقل) ([744]).
ويقول الحافظ ابن كثير/ : (فهذا كتاب الفتن والملاحم في آخر الزمان مما أخبر به رسول الله > وذكر أشراط الساعة، والأمور العظام التي تكون قبل يوم القيامة مما يجب الإيمان به لإخبار الصادق المصدوق عنها الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)([745]).
ويقول الشيخ محمد إسماعيل المقدم: (ومن العبث بأشراط الساعة: تكلف بعضهم اصطناع هذه الأشراط، وإيجادها في الواقع عنوة، حتى إن من مدعي المهدية من يغير اسمه واسم أبيه، أو يدعي الانتساب إلى آل البيت الشريف، متناسين أن المنتظر تصنعه المهدية، لكنه لا يصنعها ولا يصطنعها)([746]).

ويقول في معرض ذكر شروط صحة ترقب ما سيقع من الأشراط: (أن تبقى هذه الأشراط في دائرة التوقع المظنون، دون أن نتكلف إيجادها بإجراءات من عند أنفسنا؛ لأنها أمور كونية قدرية واقعة لا محالة، ولم نخاطب باستخراجها من عالم الغيب إلى عالم الشهادة) ([747]).
ومن الأمثلة على افتعال واقع معين أو أحداث لتنزل عليها النصوص :
أ) ما وقع من محمد بن عبدالله بن الحسن الملقب بالنفس الزكية /، حين تلقب بالمهدي، قال الإمام ابن كثير / : (تلقب بالمهدي طمعاً أن يكون هو المذكور في الأحاديث، فلم يكن به، ولا تم له ما رجاه، ولا ما تمناه، فإنا لله)([748]).
ب) ما وقع للخليفة العباسي المهدي، قال الإمام ابن كثير / : (وإنما لقب بالمهدي رجاء أن يكون الموعود به في الأحاديث فلم يكن به وإن اشتركا في الاسم، فقد افترقا في الفعل، ذاك يأتي آخر الزمان عند فساد الدنيا فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت فجوراً وظلماً، وقد قيل إن في أيامه ينزل عيسى بن مريم بدمشق)([749]).
ج) ما ذكره محمد بن رسول البرزنجي / قال: (وظهر قبل تأليفي لهذا الكتاب بقليل، رجل بجبال عقر أو العمادية من الأكراد يسمى عبدالله، ويدعي أنه شريف حسيني، وله ولد صغير ابن اثنتي عشرة سنة أو أقل أو أكثر، قد سماه محمداً ولقبه المهدي، فادعى أن ابنه هو المهدي الموعود، وتبعه جماعة كثيرة من القبائل، واستولى على بعض القلاع، ثم ركب عليه والي الموصل، ووقع بينهم قتال وسفك دماء، وقد انهزم المدعي وأخذ هو وابنه إلى اسطنبول، ثم إن السلطان عفى عنهما، ومنعهما من الرجوع إلى بلادهما وماتا جميعا)([750]).
3_ ليس شرطاً أن تربط كل فتنة وحدث بنصوص الفتن وأشراط الساعة على وجه التحديد والتعيين :
الوقائع والحوادث والفتن على مر العصور كثيرة ومستمرة، ولايكاد يحصها أحد إلا الله تعالى، وقد كتب العلماء وألفوا في تأريخ البلدان والشعوب والأفراد مؤلفات عدة، ومع ذلك لم يدع أحد منهم الإحاطة بكل شيء، ولم أقف على قول لأحد من أهل العلم يدعي فيه أن كل وقعة وحدث وفتنة أن في النصوص مايدل عليها بذاتها على وجه التحديد، نعم قد تدخل في عموم بعض النصوص، وقد تشير لها بعض النصوص .
والأمة قد مرت بفتن كبيرة وأحداث جسام وقعت على مدار التأريخ، ولم تشر لها النصوص على وجه التحديد والتعيين ومن ذلك هدم الكعبة في عهد الحجاج، واعتدي على الحجيج في المسجد الحرام وأُخذ الحجر الأسود أيام القرامطة، ووقعت الحروب الصليبية، وإحترق المسجد الأقصى في ظل الاحتلال، وليس فيما بين أيدينا من نصوص إشارة إلى مثل هذه الحوادث .
فلا يصح والحالة هذه أن تفتعل صلة بين النصوص وهذه الحوادث فتحمَّل ما لا تحتمل، أو تلوي أعناقها لتدل عليها .
وهذا ماوقع فيه كثير من الكتاب في هذا الباب، ما إن تقع بالمسلمين فتنة أو مصيبة إلا ويبادرون بإخراج الكتاب تلو الكتاب، ويسوقون النصوص الكثيرة للدلالة على ذلك الحدث، وإذا قرأت وفتشت لم تجد صلة بين الأمرين ووجدت جهلاً وتعالماً وسوء فهم .
ومن ذلك قول الدكتور فاروق الدسوقي بعد حكايته لحرب أمريكا ضد العراق : (كل هذا جعلني على يقين أنني أمام حدث جلل غير عادي لا بد أن في السنة الشريفة عنه خبراً أو أخباراً) ([751]).
ويستطرد قائلاً : ( فلما رجعت إلى السنة الشريفة في أبواب الفتن والملاحم وأشراط الساعة صدق توقعي، إذ وجدت فيها أخباراً عن هذه الحروب واسمها في السنة: أول الملاحم وأخباراً عن نتيجتها وماقبلها ومابعدها، وبفضل الله تعالى ثم بصفحة ونصف من صفحات كتاب (المسيح الدجال)([752]) جعلتني أرجع لبعض أسفار الكتاب المقدس، فإذا بي أجد أخباراً عن هذه الموقعة المرتقبة ) ([753]).
4_ الموقف من الحوادث المتكررة وعلاقتها بالنص :
فإن الحوادث والوقائع منها مايأتي مرة واحدة، ومنها ماهو متكرر الوقوع والحدوث في زمن واحد أو في أزمنة متعددة ومختلفة، وهذا له علاقة بتقسيم أشراط الساعة من حيث زمن وقوعها وقد قسم العلماء الأشراط من حيث الزمن إلى ثلاثة أقسام هي :
القسم الأول : قسم ظهر، وثبت ظهوره بالكتاب والسنة أو بتواتر الخبر الصحيح عمن سلف .
القسم الثاني : قسم وقعت مبادؤه وظهر الكثير منه، ولم يستحكم بعد، بل لاتزال تظهر وتزيد وتكثر([754]).
القسم الثالث : العلامات العظام والأشراط الجسام، التي تعقبها الساعة، والتي لم يقع منها شيء حتى الآن، منها الدجال، ونزول عيسى r، ويأجوج ومأجوج، والدابة، وغيرها .
وعند إرادة التنزيل ينبغي مراعاة هذا الأمر، فلايجزم ويقطع بأن هذا هو المراد بالنص فقط.
وقد أشار إلى تكرر أشراط الساعة الإمام ابن كثير([755])، والشيخ صديق حسن خان رحمهما الله تعالى([756]) .
يقول مصطفى أبو النصر الشلبي:( فإن من أشراط الساعة مايتكررأكثر من مرة)([757]).
ويقول الشيخ عمر الأشقر عند تقسيمه لأشراط الساعة الصغرى : ( وقد يكون ظهوره ليس مرة واحدة، بل يبدو شيئاً فشيئاً، وقد يتكرر وقوعه وحصوله، وقد يقع منه في المستقبل أكثر مما وقع في الماضي ) ([758]).
والمتأمل في النصوص الواردة في الفتن وأشراط الساعة من حيث التكرار يجدها على درجات وأحوال متفاوتة كما يلي :
1_ منها ما يدل على حادثة معينة لا يمكن أن تتكرر .
2_ ومنها ما يدل على التكرار وإن لم يُنص عليه.
3_ ومنها ما يدل على التكرار لكنه مقيد بعدد معين .
فأما الحالة الأولى : ما يدل على حادثة معينة لايمكن أن تتكرر، مثل بعثة النبي r، وموته، وفتح بيت المقدس وغيرها .
عن عوف بن مالك ط قال: أتيت النبي > في غزوة تبوك، وهو في قبة من أدم، فقال: (اعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا)([759]).
فهل هذا الفتح هو الذي وقع في عهد عمر، أو في عهد فتح صلاح الدين، أو هو الفتح الذي ينتظر أهل الإسلام وقوعه ؟.
يقول محمد بن رسول البرزنجي / مبيناً تكرر الفتح: (وقد فتح مرتين: مرة في زمن عمر ط، ومرة في زمن الأكراد الأيوبية، فتحه السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب الملك الناصر، وكان من أعظم فتوح الإسلام، ثم بعد موته رده بعض أولاده إلى النصارى، ثم استرده حفيده داود الملك الناصر، وأنشد في ذلك بعض الشعراء يهنيه:
المسجد الأقصى له عادة سارت فصارت مثلاً سائرا
إذا غدا بالكفر مستوطنا أن يبعث الله له ناصــرا
فناصــر طهـره أولا وناصـر طهـٍره آخـرا)([760]).
وتكرر الفتح واقع ملموس لا يجادل فيه، ولكن الذي قد يقع فيه المنازعة أيها مقصود الحديث، فمعرفة قصد الشارع في مثل هذا يكون بالنظر في النص، وتقليبه عل فيه قرينة تدل على المراد .
وقد ذكر شراح الحديث أن الموتين المذكور ما وقع من طاعون عمواس، واستفاضة المال في عهد عثمان من الفتوح، والفتنة ما وقع من فتنة عثمان ط والقصد أن فتح بيت المقدس في عهد عمر ط هو المنسجم في هذا الترتيب.
وقد أشار الحافظ ابن حجر/ إلى هذا فقال : ( ويقال : إن هذه الآية [موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم] ظهرت في طاعون عمواس في خلافة عمر،
وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس ) ([761]).
وأما الحالة الثانية : مايدل على التكرار وإن لم يُنص عليه،وله صور متعددة منها:
أن يكون له علاقة وارتباط بشرط من أشراط الساعة، ومثاله :
أ_ جفاف بحيرة طبرية فإنها علامة لخروج الدجال، وليس معنى ذلك أنه يمتنع جفافها قبل خروجه بمدة، بل هو ممكن ثم يعقب ذلك أن تملأ، فإذا اقترب أمر الدجال كان الجفاف.
قال الشيخ محمد إسماعيل المقدم: (جفاف بحيرة طبرية الذي ذكر في حديث الجساسة على أنه أحد مقدمات خروج الدجال، وقد جفت بحيرة طبرية الآن([762]) أو كادت، وهذا لا يعني بالضرورة تحقق تلك العلامة؛ لأن من المحتمل أن تمتلئ البحيرة من جديد، ثم تجف قبل ظهور الدجال، أو قد تبقى جافة مدة يعلمها الله إلى ظهور الدجال، وعليه فلا يشكل قول الدجال: (أما إن ماءها يوشك أن يذهب) لأن القرب هنا نسبي، كما تقدم، بل قد ثبت في الحديث أن يأجوج ومأجوج: ( يمر أوائلهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم، فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء) ومعلوم أن خروجهم إنما يكون بعد نزول عيسى × وقتله الدجال)([763]).
ومثل هذا يقال في نخل بيسان، قال ياقوت الحموي/([764]) فيها: (وتوصف بكثرة النخل وقد رأيتها مراراً فلم أر فيها غير نخلتين حائلتين وهو من علامات خروج الدجال)([765]).
ب_ مادلت النصوص أنه وقع وهو في ازدياد إلى أن يستحكم قبل قيام الساعة، ومثاله تقارب الزمن، وإلقاء الشح، وتضييع الأمانة، وقلة العلم، وانتشار الزنا، وكثرة الزلال والخسوف .
عن أَنَسٍ ط قَالَ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ > حَدِيثًا لا يُحَدِّثُكُمْ بِهِ غَيْرِي قَالَ: ( مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَظْهَرَ الْجَهْلُ وَيَقِلَّ الْعِلْمُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا وَتُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَقِلَّ الرِّجَالُ وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً قَيِّمُهُنَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ) ([766]).
يقول الحافظ ابن حجر/ في بيان هذا النوع: (قَالَ اِبْنِ بَطَّال: وَجَمِيع مَا تَضَمَّنَهُ هَذَا الْحَدِيث مِنْ الأشْرَاط قَدْ رَأَيْنَاهَا عِيَانًا، فَقَدْ نَقَصَ الْعِلْم، وَظَهَرَ الْجَهْل، وَأُلْقِيَ الشُّحّ فِي الْقُلُوب، وَعَمَّتْ الْفِتَن، وَكَثُرَ الْقَتْل، قُلْت: الَّذِي يَظْهَر أَنَّ الَّذِي شَاهَدَهُ كَانَ مِنْهُ الْكَثِير مَعَ وُجُود مُقَابِله.
وَالْمُرَاد مِنْ الْحَدِيث اِسْتِحْكَام ذَلِكَ حَتَّى لا يَبْقَى مِمَّا يُقَابِلهُ إِلا النَّادِر، وَإِلَيْهِ الإِشَارَة بِالتَّعْبِيرِ بِقَبْضِ الْعِلْم فَلا يَبْقَى إِلا الْجَهْل الصِّرْف.
وَلا يَمْنَع مِنْ ذَلِكَ وُجُود طَائِفَة مِنْ أَهْل الْعِلْم؛ لأَنَّهُمْ يَكُونُونَ حِينَئِذٍ مَغْمُورِينَ فِي أُولَئِكَ، وَيُؤَيِّد ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ اِبْنِ مَاجَهْ بِسَنَدٍ قَوِيّ عَنْ حُذَيْفَة قَالَ: "يَدْرُس الإِسْلام كَمَا يَدْرُس وَشْي الثَّوْب حَتَّى لا يَدْرِي مَا صِيَام وَلا صَلاة وَلا نُسُك وَلا صَدَقَة وَيُسْرَى عَلَى الْكِتَاب فِي لَيْلَة فَلا يَبْقَى فِي الأرْض مِنْهُ آيَة" الْحَدِيث) إلى أن قال:
"وَكَذَا الْقَوْل فِي بَاقِي الصِّفَات، وَالْوَاقِع أَنَّ الصِّفَات الْمَذْكُورَة وُجِدَتْ مَبَادِيهَا مِنْ عَهْد الصَّحَابَة ثُمَّ صَارَتْ تَكْثُر فِي بَعْض الأمَاكِن دُونَ بَعْض، وَاَلَّذِي يَعْقُبهُ قِيَام السَّاعَة اِسْتِحْكَام ذَلِكَ كَمَا قَرَّرْته، وَقَدْ مَضَى مِنْ الْوَقْت الَّذِي قَالَ فِيهِ اِبْنِ بَطَّال مَا قَالَ نَحْو ثَلاثِمِائَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَة، وَالصِّفَات الْمَذْكُورَة فِي اِزْدِيَاد فِي جَمِيع الْبِلاد، لَكِنْ يَقِلّ بَعْضهَا فِي بَعْض، وَيَكْثُر بَعْضهَا فِي بَعْض، وَكُلَّمَا مَضَتْ طَبَقَة ظَهَرَ النَّقْص الْكَثِير فِي الَّتِي تَلِيهَا، وَإِلَى ذَلِكَ الإِشَارَة بِقَوْلِهِ فِي حَدِيث الْبَاب الَّذِي بَعْده (لا يَأْتِي زَمَان إِلا وَاَلَّذِي بَعْده شَرّ مِنْهُ)([767]).
وأما الحالة الثالثة : مايدل على التكرار لكنه مقيد بعدد معين .
ومثاله الأحاديث الدالة على خروج الكذابين الدجالين، فمن ذلك جاء عن جابر بن سمرة ط قال: سمعت رسول الله > يقول: (إن بين يدي الساعة كذَّابِين)([768]).
وعن أبي هريرة ط عن النبي > قال : (لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان فيكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة ولا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريباً من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله)([769]).
وقد وقع التحديد بالعدد المذكور في رواية بلفظ: (لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله)([770]).
وكذا وقع الجزم في حديث ثوبان ط قال: قال رسول الله >: (لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى يعبدوا الأوثان وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي).([771])
وورد في حديث آخر تحديد عدد آخر، فقد قال >: (في أمتي كذابون
و دجالون، سبعة وعشرون، منهم أربع نسوة، و إني خاتم النبيين، لانبي بعدي)([772]).
قال الحافظ ابن حجر / : (وَأَمَّا التَّحْرِير فَفِيمَا أَخْرَجَهُ أَحْمَد عَنْ حُذَيْفَة بِسَنَدٍ جَيِّد "سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ دَجَّالُونَ سَبْعَة وَعِشْرُونَ مِنْهُمْ أَرْبَع نِسْوَة، وَإِنِّي خَاتَم النَّبِيِّينَ لا نَبِيّ بَعْدِي" وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ رِوَايَة الثَّلاثِينَ بِالْجَزْمِ عَلَى طَرِيق جَبْر الْكَسْر، وَيُؤَيِّدهُ قَوْله فِي حَدِيث الْبَاب "قَرِيب مِنْ ثَلاثِينَ" )([773]).
فيستفاد من هذه الأحاديث أمور:
1-أن في هذه الأمة كذابون.
2-أن سبعة وعشرين منهم يزيدون على مجرد الكذب دعوى النبوة والرسالة.
قال الحافظ ابن حجر: (ظَاهِر فِي أَنَّ كُلاً مِنْهُمْ يَدَّعِي النُّبُوَّة، وَهَذَا هُوَ السِّرّ فِي قَوْله فِي آخِر الْحَدِيث الْمَاضِي ( وَإِنِّي خَاتَم النَّبِيِّينَ ) وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الَّذِينَ يَدَّعُونَ النُّبُوَّة مِنْهُمْ مَا ذُكِرَ مِنْ الثَّلاثِينَ أَوْ نَحْوهَا، وَأَنَّ مَنْ زَادَ عَلَى الْعَدَد الْمَذْكُور يَكُون كَذَّابًا فَقَطْ، لَكِنْ يَدْعُو إِلَى الضَّلالَة كَغُلاةِ الرَّافِضَة وَالْبَاطِنِيَّة وَأَهْل الْوَحْدَة وَالْحُلُولِيَّة وَسَائِر الْفِرَق الدُّعَاة إِلَى مَا يُعْلَم بِالضَّرُورَةِ أَنَّهُ خِلاف مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّد رَسُول اللَّه >، وَيُؤَيِّدهُ أَنَّ فِي حَدِيث عَلِيّ عِنْدَ أَحْمَد " فَقَالَ عَلِيّ لِعَبْدِ اللَّه بْن الْكَوَّاء: وَإِنَّك لَمِنْهُمْ " وَابْن الْكَوَّاء لَمْ يَدَّعِ النُّبُوَّة وَإِنَّمَا كَانَ يَغْلُو فِي الرَّفْض)([774]).
3-أن من السبعة والعشرين كذاباً أربع نسوة.
والواقع يشهد بأن أضعاف هذا الرقم من الدجالين الكذابين من مدعي النبوة ادعوها بعد وفاة النبي > وإلى اليوم، فالظاهر أن الأمر كما قال الحافظ ابن حجر: (وَلَيْسَ الْمُرَاد بِالْحَدِيثِ مَنْ اِدَّعَى النُّبُوَّة مُطْلَقًا، فَإِنَّهُمْ لا يُحْصَوْنَ كَثْرَة لِكَوْنِ غَالِبهمْ يَنْشَأ لَهُمْ ذَلِكَ عَنْ جُنُون أَوْ سَوْدَاء، وَإِنَّمَا الْمُرَاد مَنْ قَامَتْ لَهُ شَوْكَة، وَبَدَتْ لَهُ شُبْهَة كَمَنْ وَصَفْنَا، وَقَدْ أَهْلَكَ اللَّه تَعَالَى مَنْ وَقَعَ لَهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ وَبَقِيَ مِنْهُمْ مَنْ يُلْحِقهُ بِأَصْحَابِهِ وَآخِرهمْ الدَّجَّال الأكْبَر)([775]).
وفي كل حالة من هذه الحالات يحتاج إلى فهم للنص، ونظر في الواقع صحيح، واجتهاد دقيق ، وتنزيل نص واحد على عدد من الحوادث، أمر موجود في كلام شرَّاح أحاديث الفتن وأشراط الساعة، ويبقى الأمر في عداد الاحتمالات مالم تظهر أمارة لائحة على تحديد المراد.
وعندها يكون قصر النص على مدلول واقعة أو حادثة واحدة من الخطأ؛ لأن العلاقة بين بعض النصوص وما يستجدُّ من أحداث علاقة أمر كلي وهو النص، بأمر آخر جزئي وهو الحدث والواقعة .([776])
5 _ تنزيل بعض النصوص التي يطرقها الاحتمال على واقع معين إنما يكون أحياناً بعد وقوع الحدث وانقضائه :
يقول الشيخ محمد إسماعيل المقدم موضحاًًً هذا الضابط :
( فقد كان من هدي السلف رحمهم الله أنهم لا ينزلون أحاديث الفتن على واقع حاضر، وإنما يرون أصدق تفسير لها، وقوعها مطابقة لخبر النبي >.
ولذلك نلاحظ أن عامة شارحي الأحاديث الشريفة، كانوا يفيضون في شرحها واستنباط الأحكام منها، حتى إذا أتوا على أبواب الفتن وأشراط الساعة، أمسكوا أو اقتصدوا في شرحها للغاية، وربما اقتصروا على تحقيق الحديث فاكتفوا بشرح غريبة، بخلاف ما يحصل من بعض المتعجلين المتكلفين اليوم، فإنه بمجرد ظهور بوادر لأحداث معينة سياسية كانت أو عسكرية محلية أو عالمية تستخفهم البُداءات، وتستفزهم الانفعالات فيُسقطون الأحاديث على أشخاص معينين أو وقائع معينة، ثم لا تلبث الحقيقة أن تبين، ويكتشفوا أنهم تهوروا وتعجلوا ) ([777])
ويقول صديق حسن خان/ في تعريفه لعلم الملاحم قال: (جمع ملحمة، وهي الواقعة العظيمة في الفتنة مثل: بختنصر، ووقعة جنكيز خان، وهولاكو، وتيمور [إلى أن قال]: (وقد وقعت منها ملاحم وفتن كثيرة ويقع ما بقي منها، ولكن العلم بمواقيتها مما استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه، ولا يتيسر لبشر العلم بوقتها، إلا بعد وقوعها، وحصول التطبيق بالأحاديث الواردة فيها)([778])
وبعض أحاديث الفتن لا تحدد الزمان لخروجها، فلو حددت الأحاديث سنوات خروجها لما أصبحت فتناً، ولما وقع فيها الناس وامتحنوا.
ولهذا فإن الفتن لا تعرف إلا بعد حدوثها، أما خلال فترة الوقوع فلا يتم تميزها ومعرفة حقيقتها، ولهذا يقع الإنسان فيها من حيث لا يدري، ويتم امتحانه وبالتالي تتحقق سنة الله التي جعلها غاية لوجود هذه الفتن .([779])
الفصل الثالث
السفياني أنموذجاً على التنزيل في العصر الحاضر
تمهيد :
لقد كان على مدار التاريخ شخصيات كثيرة، منها المشهور، ومنها من لم يكن له ذكر إلا في مجالات ضيقة، وإن من الشخصيات التي كان لها ذكر في التاريخ قديماً، وفي العصور المتأخرة؛ شخصية السفياني ، تلك الشخصية التي دار حولها كلام كثير، وخاصة من بعض الكُتَّاب بعد غزو أمريكا للعراق، مما فتح المجال أمام آخرين للخوض فيه، ومحاولة إيجاد من تنطبق عليه صفات السفياني.
المبحث الأول : التعريف بالسفياني والأحاديث الواردة فيه :
1_ التعريف بالسفياني :
السفياني اسم ورد ذكره في بعض كتب الفتن والملاحم وأشراط الساعة، وكتب التأريخ .
وقد اختلف العلماء في التعريف بالسفياني على أقوال منها :
أن اسمه عروة ، واسم أبيه محمد وكنيته أبو عتبة ([780]).
وقيل : اسمه عتبة بن هند ([781]).
وقيل : اسمه عبدالله بن يزيد ، وهو الأزهر ابن الكلبية، أو الزهري ابن الكلبية المشوه ([782]) .
وذهب البعض إلى أن لفظ السفياني ليس اسماً لشخصٍ بعينه، وإنما هو لقب وصفة([783])، فهو يطلق على كل حاكم لا يحكم بماأنزل الله تعالى ([784]).
وسبب الخلاف هو اختلاف الآثار في بيان اسمه وصفته .
2_ الأحاديث الواردة في السفياني :
كثرت الروايات في شأن السفياني ، ومع كثرتها إلا أنها لم ترد في الصحيحين ولا في كتب السنة المشهورة كمسند الإمام أحمد والسنن الأربع والموطأ والدارمي بحسب ماوقفت عليه، وإنما وردت في بعض كتب الفتن والملاحم وأكثر من جمعها:
1_ الإمام نعيم بن حماد / في كتابه (الفتن) حيث عقد أكثر من عشرة أبواب عن السفياني.
2_ الإمام أبو عمرو الداني / في كتابه (السنن الواردة) حيث عقد باباً عن السفياني .
وبعد الجمع والبحث عن الروايات في السفياني تبين لي أنها على قسمين :
القسم الأول : مرويات مبهمة لم يذكر فيه السفياني بلفظه ، وإنما ذكر فيها أحداث وأمور حملت عليه لاشتراكها مع المرويات المصرحة باسمه في نفس الأحداث، كالجيش الذي يخسف به ، وبعض الروايات تذكر خروج رجل من بني أمية ولم تذكر اسمه فحملت على السفياني .
القسم الثاني : مرويات ذكر فيها السفياني باسمه ، وهذه المرويات هي المقصودة بالبحث هنا والدراسة ، وهي على ثلاثة أنواع :
الأول : مرويات رواها الصحابة ش مرفوعة إلى النبي > ، وهي من رواية خمسة من الصحابة وهم :
أبو هريرة ، وعلى بن أبي طالب ، وعبدالله بن مسعود ، وحذيفة بن اليمان ، وثوبان مولى رسول الله > .
الثاني : مرويات موقوفة على الصحابة ، وهم : عمار بن ياسر ، وعبدالله بن مسعود ، وأبو هريرة ، وعلي بن أبي طالب ، وابن عباس ش .
الثالث : مرويات عمن هم دون الصحابة من التابعين ومن بعدهم ، وهم يزيدون على اثنين وعشرين راوياً بحسب ماوقفت عليه ومنهم :
ضمرة بن حبيب، وأرطأة بن المنذر، والوليد بن مسلم، وتبيع بن عامر ، وكعب الأحبار ، وسعيد بن المسيب ، وخالد بن معدان ، وغيرهم .
وهذه الأنواع الثلاثة هي ماتيسر الوقوف عليه من الروايات عن السفياني، بطريق التتبع وكثرة الكشف .
وسوف أذكر متون الأحاديث المرفوعة، وماتيسر من الآثار الموقوفة على الصحابة ومن بعدهم ، مع ذكر من خرجها ، ومن ثم بيان درجتها حسب قواعد الاصطلاح، وماذكر العلماء فيها .
أولاً : المرويات المرفوعة إلى النبي > :
وهي عن خمسة من الصحابة وهم :
أبو هريرة ، وعلي بن أبي طالب ، وعبدالله بن مسعود ، وحذيفة بن اليمان ، وثوبان مولى رسول الله > ، وهي كالتالي :
الحديث الأول :
عن أبي هريرة ط، قال : قال رسول الله > : « يخرج رجل يقال له : السفياني في عمق دمشق ، وعامة من يتبعه من كلب ، فيقتل حتى يبقر بطون النساء ، ويقتل الصبيان ، فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة([785]) ، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني ، فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم ، فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم ، فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم ».
أ_ تخريج الحديث :
أخرجه الحاكم قال: حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ، ثنا زكريا بن يحيى الساجي ، ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ط، قال : قال رسول الله > :فذكره .([786])
ب_ رجال الحديث :
أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني : لم أقف له على ترجمة .
زكريا بن يحيى الساجي : ابن خلاد أبو يعلى الساجي البصري ، قال فيه الحافظ ابن حجر : ثقة فقيه ([787]) .
محمد بن إسماعيل بن أبي سَمِينة : وهو ثقة كماقال الحافظ ابن حجر([788])، وأبو حاتم ، وصالح بن محمد الأسدي([789])، وذكره ابن حبان في الثقات([790]).
الوليد بن مسلم :القرشي الأموي أبو العباس، مات سنة 157هـ .
وكان من عادة الوليد تدليس التسوية ، وهو أن يجيء الراوي إلى حديث سمعه من شيخ ثقة، وقد سمعه ذلك الشيخ الثقة من شيخ ضعيف، وذلك الشيخ الضعيف يرويه عن شيخ ثقة، فيعمد المدلس الذي سمع الحديث من الثقة الأول فيسقط منه شيخ شيخه الضعيف، ويجعله من رواية الثقة عن الثقة الثاني بلفظ محتمل كالعنعنة ونحوها، فيصير الإسناد كله ثقات، ويصرح هو بالاتصال بينه وبين شيخه؛ لأنه قد سمعه منه، فلا يظهر حينئذٍ في الإسناد ما يقتضي عدم قبوله إلا لأهل النقد والمعرفة بالعلل ([791]).
وكان الوليد يدلس عن الأوزاعي فيروي عن الأوزاعي عن أحد الضعفاء عن ثقة ، فيسقط الوليد الضعيف الذي روى عنه الأوزاعي ويذكر الأوزاعي عن الثقة دون التصريح بسماع الأوزاعي([792]).
وهنا صرح بالسماع من شيخه الأوزاعي ، لكنه أتى بالعنعنة بين الأوزاعي وبين يحي بن أبي كثير .
الأوزاعي : عبدالرحمن بن عمرو بن أبي عمرو ، إمام أهل الشام في زمانه في الحديث والفقه ، مات سنة 157 هـ .
أخرج له البخاري ومسلم وأصحاب السنن، قال فيه الحافظ ابن حجر : ثقة جليل فقيه ([793]).
يحيى بن أبي كثير :الطائي أبو نصر اليمامي، مات سنة 129هـ وقيل 132هـ، ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل ([794]) ، وروايته عن أبي سلمة أخرجها الجماعة ([795]).
أبو سلمة : ابن عبدالرحمن بن عوف القرشي الزهري ، مات سنة 94هـ ، أخرج له البخاري ومسلم وأصحاب السنن ، وهو أحد الأئمة .
قال فيه الحافظ ابن حجر : ثقة مكثر ([796]).
ج_ مرتبة الحديث :
إسناد هذا الحديث كلهم ثقات إلا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني،لم أقف له على ترجمة ، وقد صححه الحاكم فقال :" هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه " ووافقه الذهبي ([797]).
وقد صرح الوليد بن مسلم بالسماع من شيخه الأوزاعي، فانتفى التدليس بينه وبين الأوزاعي ، لكنه أتى بالعنعنة بين الأوزاعي وبين يحي بن أبي كثير ، فلعله أسقط ضعيفاً بين الأوزاعي وبين يحي بن أبي كثير ، وهذا تدليس التسوية .
وهذا الأمر جعل بعض الباحثين يتوقف في الحكم على إسناد الحديث ، ومنهم الدكتور عبدالعليم عبدالعظيم البستوي([798]) ، والأستاذ عادل زكي ([799])، والشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان([800]).
والذي يظهر أن الحديث فيه علة ، أبرزها قول الإمام أحمد بن حنبل / أن الأوزاعي كان لايقيم حديث يحي بن أبي كثير، وأنه لم يكن عنده كتاب ، وإنما كان يحدث به من حفظه ويهم فيه .([801])
ولذا فأنا متوقف في قبول هذا الحديث .
الحديث الثاني :
عن علي بن أبي طالب ط قال: سمعت حبيبي محمداً > يقول: ( سيكون لبني عمي مدينة من قبل المشرق بين دجلة ودجيل، وقطربل والصراة([802])، يشيد فيها بالخشب والأجر والجص والذهب، يسكنها شرار خلق الله وجبابرة أمتي، أما إن هلاكها على يد السفياني، كأني بها والله قد صارت خاوية على عروشها ) .
أ_تخريج الحديث :
أخرجه الخطيب البغدادي([803]) ، ومن طريقه ابن الجوزي ([804]) ، قال الخطيب :
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، قال: أنبأنا شجاع بن جعفر الأنصاري، قال: نبأنا محمد بن زكريا الغلابي، قال: نبأنا محمد بن عبد الرحمن بن القاسم التيمي، قال: نبأنا أبي عن يحيى بن عبد الله بن حسن، عن أبيه عن حسن بن حسن، عن محمد بن الحنفية، قال([805]): وحدثني عثمان بن عمران العجيفي، عن نايل ابن نجيح، عن عمرو بن شمر([806]) ،عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه قالا([807]): قال علي بن أبي طالب: فذكره .
وقد أخرجه الخطيب من حديث جرير بن عبدالله البجلي من طريق أخرى ، لكنه لم يذكر فيه لفظ السفياني ([808])، وذكر له ابن الجوزي خمسة عشر طريقاً، وكلها ليس فيها ذكر للسفياني أيضاً .([809])
ب_ رجال الحديث :
يدور إسناد هذا الحديث على ثلاثة من الرواة متكلم فيهم وهم :
محمد بن زكريا الغلابي : قال فيه الذهبي : وهوضعيف([810]) ، وقال الدارقطني : يضع الحديث ([811])
عمرو بن شمر : هوالجعفي الكوفي الشيعي أبو عبدالله ، وهو متروك كما قال النسائي([812])، وابن سعد([813]) ، وكذبه الجوزجاني ([814]) .
وقال أبو حاتم : "منكر الحديث جداً، ضعيف الحديث لايشتغل به تركوه"([815])
وقال البخاري : " منكر الحديث"([816])
نايل ابن نجيح : هو الحنفي المصري أبو سهل ، وهو ضعيف كما قال الحافظ ابن حجر([817])، وقال أبو حاتم : " مجهول "([818]) وقال العقيلي : لاأصل لحديثه([819]) ، وقال ابن عدي : أحاديثه مظلمة ، وخاصة إذا روى عن الثوري ([820]) .
ج_ مرتبة الحديث :
موضوع .
في إسناده محمد بن زكريا الغلابي وعمروبن شمر، وكلاهما متروك وكذاب .
قال السيوطي : " موضوع : آفته الغلابي " ([821]) ، وأعله ابن الجوزي بالغلابي و عمرو بن شمر([822]) ، وقد ضعف الحديث الإمام القرطبي حيث قال :" و محمد بن زكريا الغيلاني([823]) ، قال أبو الحسن الدارقطني : كان يضع الحديث على رسول الله > "([824]).
الحديث الثالث :
وقد رُوي عن عبدالله بن مسعود ط حديثين في السفياني :
الأول: عن النبي > قال (إذا عبر السفياني الفرات وبلغ موضعا يقال له عاقرقوفا محى الله تعالى الإيمان من قلبه فيقتل بها إلى نهر يقال له الدجيل سبعين ألفا متقلدين سيوفا محلاة وما سواهم أكثر فيظهرون على بيت الذهب فيقتلون المقاتلة والأبطال ويبقرون بطون النساء يقولون لعلها حبلى بغلام وتستغيث نسوة من قريش على شط الدجلة إلى المارة من أهل السفن يطلبن إليهم أن يحملوهن حتى يلقوهن إلى الناس فلا يحملوهن بغضا لبني هاشم فلا يبغضوا بني هاشم فإن منهم نبي الرحمة ومنهم الطيار في الجنة فأما النساء فإذا جنهم الليل أوين إلى أغورها مكانا مخافة الفساق ثم يأتيهم المدد من النصرة حتى يستنقذوا ما مع السفياني من الذراري والنساء من بغداد والكوفة).
أ_تخريج الحديث :
أخرجه نعيم بن حماد ([825]) ، والخطيب البغدادي ([826]) قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ([827]) قال: نبأنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال: نبأنا عبد الرحمن بن حاتم أبو زيد المرادي قال: نبأنا نعيم بن حماد قال :نبأنا أبو عمر _صاحب لنا من أهل البصرة_ عن ابن لهيعة عن عبدالوهاب بن حسين عن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحارث عن ابن مسعود عن النبي > قال : فذكره .
ب_ رجال الحديث :
يدور إسناد هذا الحديث على ست علل :
1_ عبد الرحمن بن حاتم أبو زيد المرادي، لم أجد له ترجمة .
2_ أبو عمر: مبهم لايعرف .
3_ ابن لهيعة : هو عبدالله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي المصري، وهو ضعيف ، وقد خلط بعد إحتراق كتبه ([828]) .
4_ عبدالوهاب بن حسين : مجهول كما قال ابن حجر([829]) والحاكم ([830])، وأخرج له الآخير في المستدرك حديثاً من طريقه ثم قال : " أخرجته تعجباً " .
5_ محمد بن ثابت بن أسلم البناني : ضعيف كما قال الحافظ ابن حجر والنسائي والدارقطني ([831]) ، وقال ابن معين : ليس بشيء،([832]) وقال أبو حاتم : منكر الحديث ، يكتب حديثه ، ولايحتج به ([833]) .
وقال البخاري : فيه نظر ([834]) .
6_ الحارث : وهو غير منسوب، ولم يتم تعيينه ، وكذا وقع حديث عند الحاكم ([835]) ، ولم يعينه ابن حجر في إتحاف المهرة ([836])، ولم يذكره الشيخ مقبل الوادعي/ في كتاب : رجال الحاكم في المستدرك .
ج_ مرتبة الحديث :
ضعيف : في إسناده ضعفاء ومجهولون ، ولذا عده السيوطي من الموضوعات([837]) .
وقال ابن عراق في الفصل الثالث ، وهو الفصل الذي ضمنه ابن عراق مازاده السيوطي على ابن الجوزي في كتابه : الموضوعات ، بعد عزوه له لنعيم بن حماد : " وفيه مجهولون وضعفاء، قلت : _ ابن عراق: هذا لايقتضي الحكم عليه بالوضع لكنه فيه ركة ظاهرة والله تعالى أعلم "([838]) .
الثاني: عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال لنا رسول الله > (أحذركم سبع فتن تكون بعدي: فتنة تقبل من المدينة وفتنة بمكة وفتنة تقبل من اليمن وفتنة تقبل من الشام وفتنة تقبل من المشرق وفتنة من قبل المغرب وفتنة من بطن الشام وهي فتنة السفياني) قال: فقال ابن مسعود: منكم من يدرك أولها ومن هذه الأمة من يدرك آخرها .
قال الوليد بن عياش : « فكانت فتنة المدينة من قبل طلحة والزبير ، وفتنة مكة فتنة عبد الله بن الزبير ، وفتنة الشام من قبل بني أمية ، وفتنة المشرق من قبل هؤلاء ».
أ_تخريج الحديث :
أخرجه نعيم بن حماد ([839]) قال : حدثنا يحيى بن سعيد العطار ،حدثنا حجاج رجل منا، عن الوليد بن عياش قال: قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه: قال لنا رسول الله > : فذكره .
وأخرجه الحاكم([840]) من طريق نعيم بن حماد ، ثنا يحيى بن سعيد ، ثنا الوليد بن عياش ، أخو أبي بكر بن عياش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، قال : قال ابن مسعود ط: قال لنا رسول الله > : فذكره .
ب_ رجال الحديث :
يدور إسناده على ثلاثة من الرواة هم :
1_ يحيى بن سعيد العطار الأنصاري الشامي ، ضعفه ابن حجر([841]) والدارقطني ، وقال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الأثبات، لايجوز الاحتجاج به "([842]).
2_ حجاج : لم أعرفه .
3_ الوليد بن عياش : لم أقف له على ترجمة .
ج_ مرتبة الحديث :
ضعيف جداً : في إسناده يحيى بن سعيد العطار الأنصاري ، وهو ضعيف .
وقد صحح الحاكم إسناده فقال : " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه " وتعقبه الذهبي بقوله :" قلت : هذا من أوابد نعيم "([843]) أي من غرائبه وعجائبه.
وضعف الحديث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فقال : " ضعيف جداً كما يشعر بذلك قول الذهبي هذا "([844]).
الحديث الرابع :
عن حذيفة بن اليمان ط قال : قال رسول الله > : « تكون وقعة بالزوراء » قالوا : يا رسول الله وما الزوراء ؟
قال : « مدينة بالمشرق بين أنهار يسكنها شرار خلق الله وجبابرة من أمتي ، تقذف بأربعة أصناف من العذاب : بالسيف ، وخسف وقذف ومسخ »
وقال > : « إذا خرجت السودان طلبت العرب ينكشفون حتى يلحقوا ببطن الأرض - أو قال : ببطن الأردن - فبينما هم كذلك إذ خرج السفياني في ستين وثلاثمائة راكب، حتى يأتي دمشق ، فلا يأتي عليه شهر حتى يبايعه من كلب ثلاثون ألفاً ، فيبعث جيشاً إلى العراق ، فيقتل بالزوراء مائة ألف ، وينحدرون إلى الكوفة فينهبونها ، فعند ذلك تخرج دابة من المشرق يقودها رجل من بني تميم، يقال له شعيب بن صالح فيستنقذ ما في أيديهم من سبي أهل الكوفة ويقتلهم ،
ويخرج جيش آخر من جيوش السفياني إلى المدينة فينهبونها ثلاثة أيام ثم يسيرون إلى مكة ، حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله ﻷ جبريل × فيقول :
يا جبريل عذبهم فيضربهم برجله ضربة ، فيخسف الله ﻷ بهم فلا يبقى منهم إلا رجلان فيقدمان على السفياني فيخبرانه خسف الجيش ، فلا يهوله ، ثم إن رجالاً من قريش يهربون إلى قسطنطينية ، فيبعث السفياني إلى عظيم الروم أن ابعث إلى بهم في المجامع قال : فيبعث بهم إليه فيضرب أعناقهم على باب المدينة بدمشق ، قال حذيفة : حتى إنه يطاف بالمرأة في مسجد دمشق في الثوب على مجلس مجلس حتى تأتي فخذ السفياني فتجلس عليه وهو في المحراب قاعد ، فيقوم رجل من المسلمين فيقول : ويحكم أكفرتم بالله بعد إيمانكم ، إن هذا لا يحل ، فيقوم فيضرب عنقه في مسجد دمشق ، ويقتل كل من شايعه على ذلك ، فعند ذلك ينادي من السماء مناد :
أيها الناس إن الله ﻷ قد قطع عنكم مدة الجبارين والمنافقين وأشياعهم وأتباعهم وولاكم خير أمة محمد > ، فالحقوا به بمكة فإنه المهدي واسمه أحمد بن عبد الله ، قال حذيفة : فقام عمران بن الحصين الخزاعي فقال : يا رسول الله كيف لنا بهذا حتى نعرفه ؟ فقال : » هو رجل من ولدي كنانة من رجال بني إسرائيل ، عليه عباءتان قطوانيتان ، كأن وجهه الكوكب الدري في اللون ، في خده الأيمن خال أسود ، بين أربعين سنة ، فيخرج الأبدال من الشام وأشباههم ويخرج إليه النجباء من مصر وعصائب أهل المشرق وأشباههم حتى يأتوا مكة ، فيبايع له بين زمزم والمقام ثم يخرج متوجها إلى الشام وجبريل على مقدمته وميكائيل على ساقته يفرح به أهل السماء وأهل الأرض والطير والوحوش والحيتان في البحر ، وتزيد المياه في دولته وتمد الأنهار ، وتضعف الأرض أكلها ، وتستخرج الكنوز ، فيقدم الشام فيذبح السفياني تحت الشجرة التي أغصانها إلى بحيرة طبرية ويقتل كلباً... " وذكر الحديث بتمامه .
أ_تخريج الحديث :
أخرجه أبو عمرو الداني ([845]) فقال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن عمرو المكتب ، قراءة مني عليه ، قال : حدثنا عتاب بن هارون ، قال : حدثنا الفضل بن عبيد الله ، قال : حدثنا عبد الصمد بن محمد الهمداني ، قال : حدثنا أحمد بن سنان القلانسي ، بحلب ، قال : حدثنا عبد الوهاب الخزاز أبو أحمد الرقي ، قال : حدثنا مسلمة بن ثابت ، عن عبد الرحمن ، عن سفيان الثوري ، عن قيس بن مسلم ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة ، قال : قال رسول الله > : فذكره .
وأخرجه الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره([846]) قال : حدثنا عصام بن الجراح ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا سفيان بن سعيد ، قال : ثني منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش قال : سمعت حذيفة بن اليمان يقول : قال رسول الله > : فذكره بلفظ قريب من اللفظ المذكور .
ب_ رجال الحديث :
1_ في إسناد الداني رجال لم أهتد إلى ترجمتهم وهم :
أ_ أبو محمد عبد الله بن عمرو المكتب .
ب_ الفضل بن عبيد الله.
ج_ الصمد بن محمد الهمداني.
د_ أحمد بن سنان القلانسي.
هـ_ عبد الوهاب الخزاز أبو أحمد الرقي.
و_ مسلمة بن ثابت.
2_ عبد الرحمن هو ابن هانيء بن سعيد الكوفي أبو نعيم النخعي ، سبط إبراهيم النخعي ، روى عن سفيان الثوري وشريك بن عبدالله النخعي .
قال أبو حاتم : لابأس به يكتب حديثه .([847]) ، وقال ابن حجر : صدوق له أغلاط أفرط ابن معين فكذبه([848])، وقال البخاري : هو في الأصل صدوق ، وضعفه النسائي وأبوداود .([849])
3_ قيس بن مسلم هو الجدلي أبو عمرو الكوفي ، وثقه يحي بن معين ، وأبو حاتم ، والنسائي ، وابن حجر وزاد : رمي بالإرجاء ([850]).
4_ ربعي بن حراش : هو جحش بن عمرو بن عبدالله الغطفاني أبو مريم . وهو ثقة .([851])
5_ عصام بن روَّاد بن الجراح : لينه الحاكم أبوأحمد ، وذكره ابن حبان في الثقات ([852])، وسئل عنه أبو حاتم فقال : صدوق([853]).
6_ روَّاد بن الجراح : الشامي أبو عصام العسقلاني . قال عنه الحافظ ابن حجر : "صدوق اختلط بأخرة فترك وفي حديثه عن الثوري ضعف شديد"([854])، وقال البخاري : " كان قد اختلط لا يكاد ان يقوم حديثه "([855]) ، وقال النسائي : ليس بالقوي ، روى غير حديث منكر ، وكان قد اختلط .([856])
ج_ مرتبة الحديث :
ضعيف ومتنه غريب :
رواية الداني فيها ضعفاء ومجاهيل ، ورواية ابن جرير الطبري فيها روَّاد بن الجراح ، وفيه ضعف.
وقد حكم على الحديث بالوضع الحافظ أبو الخطاب بن دحية /([857]) حيث قال : ( و نحن نرغب عن تسويد الورق بالموضوعات فيه ، و نثبت الصحيح الذي يقربنا من إله الأرضين و السموات ، فعبد الرحمن الذي يرويه عن الثوري هو ابن هانئ أبو نعيم النخعي الكوفي قال يحيى بن معين : كذاب ، و قال أحمد : ليس بشيء ، و قال ابن عدي : عامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه ، و قد رواه عن الثوري عمر بن يحيى بالسند المذكور آنفاً )([858]).
وقد قال ابن جرير بعد أن أورد الحديث : ( حدثنا محمد بن خلف العسقلاني قال : سألت رواد بن الجراح ، عن الحديث الذي حدث به عنه ، عن سفيان الثوري ، عن منصور ، عن ربعى عن حذيفة ، عن النبي > ، عن قصة ذكرها في الفتن ، قال : فقلت له : أخبرني عن هذا الحديث سمعته من سفيان الثوري ؟
قال : لا. قلت : فقرأته عليه ؟ قال : لا. قلت : فقريء عليه وأنت حاضر ؟ قال : لا قلت : فما قصته فما خبره ؟ قال : جاءني قوم فقالوا : معنا حديث عجيب ، أو كلام هذا معناه ، نقرؤه وتسمعه ، قلت لهم : هاتوه ، فقرءوه عليَّ ، ثم ذهبوا فحدثوا به عني ، أو كلام هذا معناه.
قال أَبو جعفر : وقد حدثني ببعض هذا الحديث محمد بن خلف ، قال : ثنا عبد العزيز بن أبان ، عن سفيان الثوري ، عن منصور عن ربعى عن حذيفة عن النبي > ، حديثا طويلا قال : رأيته في كتاب الحسين بن علي الصدائي ، عن شيخ عن رواد عن سفيان بطوله )([859]).
يقول الحافظ ابن كثير :( وحكى ابن جرير عن بعضهم قال: إن المراد بذلك جيش يخسف بهم بين مكة والمدينة في أيام بني العباس، ثم أورد في ذلك حديثا موضوعا بالكلية. ثم لم ينبه على ذلك، وهذا أمر عجيب غريب منه )([860]).
الحديث الخامس :
عن ثوبان مولى رسول الله > قال: قال رسول الله >: ( يخرج السفياني حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشاً إلى المدينة خمسة عشر ألفاً ينتهبون المدينة ثلاثة أيام ولياليهن ثم يسيرون متوجهين إلى مكة " وذكر الحديث وقال: " ثم يسير جيشه الآخر في ثلاثين ألفاً وعليهم رجل من كلل حتى يأتوا بغداد فيقتلون بها ثلاثمائة كبش من ولد العباس ويبقرون بها ثلاثمائة امرأة " قال ثوبان: فسمعت رسول الله > يقول: " وذلك بما قدمت أيديهم وما الله بظلام للعبيد فيقتلون ببغداد أكثر من خمسمائة ألف " وذكر حديثاً في الملاحم طويلاً كتبنا منه هذا.
أ_تخريج الحديث :
أخرجه الخطيب البغدادي ([861]) قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن عيسى البزار([862]) قال أنبأنا علي بن محمد بن أحمد المصري قال نبأنا عبد الملك بن يحيى بن عبد الله بن بكير أبو الوليد قال نبأنا يحيى([863]) بن عبد الله بن بكير قال: حدثني الهقل بن زياد قال حدثني الأوزاعي قال حدث أبو أسماء الرحبي أنه سمع ثوبان يحدث قال: قال رسول الله >: فذكره .
ب_ رجال الحديث :
يدور إسناده على التالي :
1_ عبد الملك بن يحيى بن عبد الله بن بكير: ولم أقف له على ترجمة ، وذكروا في ترجمة أبيه أنه روى عنه .
2_ يحيى بن عبد الله بن بكير : قال ابن حجر : ثقة في الليث وتكلموا في سماعه من مالك.([864])
وبقية رجال السند ثقات .
ج_ مرتبة الحديث :
إسناده منقطع :
فإن أبا أسماء الرحبي عمرو بن مرثد، لم يسمع من الأوزاعي ، فقد توفي في خلافة عبدالملك بن مروان ([865]) ، ووفاة عبدالملك كانت سنة 86هـ([866]) ، وولادة الأوزاعي كانت سنة 88هـ كما ذكره الذهبي([867]) عن أبي مسهر وطائفة .
وعليه فيكون مولد الأوزاعي بعد وفاة أبي أسماء الرحبي ، ولذا نجد الأوزاعي / يقول في الإسناد : حدث أبو أسماء الرحبي .
الخلاصة :
يتبين بعد هذا أن الأحاديث المرفوعة الواردة في السفياني لاتخلو من مقال ، فبعضها موضوع والبعض الآخر ضعيف ، ولذلك نجد غير واحد من أهل العلم ذكر بأنه لم يرد في السفياني وخروجه حديث صحيح يعتمد عليه .
يقول ابن قدامة تحت عنوان السفياني والمهدي : ( قال محمد بن جعفر : وهي هذه الأحاديث التي نهي أحمدُ إسحاقَ بن داود عن التحديث بها ) وساق الأحاديث ([868]).
يقول الشيخ حمود بن عبدالله التويجري : ( ولم يجيء في خروجه حديث صحيح يعتمد عليه )([869]) .
ويقول الدكتور رضاء الله المباركفوري : ( وأما ماورد منها مرفوعاً فهو أيضاً غير صحيح سنداً ، بل حكم على بعضها بالوضع ، وماصح منها لايوجد فيه تصريح بالسفياني )([870]).
ثانياً : الآثار الموقوفة على الصحابة ش ومن بعدهم :
وهذه الآثار أكثر من إيرادها الإمام نعيم بن حماد في كتابه الفتن ، وهي لاتخلو من ضعفاء ومجهولين .
يقول الدكتور موسى إسماعيل البسيط :" يبدو كتاب الفتن بعد الدراسة لأسانيده ، وتخريج أحاديثه مستودعاً للأحاديث الضعيفة والموضوعة ، والعجائب والغرائب والمناكير"([871]) .
وسوف أشير إلى بعض هذه الآثار ؛ لأن استيعابها كلها يخرج البحث عن مساره ومقصوده .
أ_ الآثار عن الصحابة :
عن علي بن أبي طالب ط :
قال :(يظهر السفياني على الشام ثم يكون بينهم وقعة بقرقيسياء حتى يشبع طير السماء وسباع الأرض من جيفهم ثم يفتق عليهم فتق من خلفهم فتقبل طائفة منهم حتى يدخلوا أرض خراسان وتقبل خيل السفياني في طلب أهل خراسان فيقتلون شيعة آل محمد بالكوفة ثم يخرج أهل خراسان في طلب المهدي).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد قال : حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن أبي رومان عن علي بن أبي طالب.([872]) ، والحاكم في المستدرك من طريقه عن نعيم.([873])
وإسناده موقوف ضعيف بسبب :
رشدين بن سعد المهري وهو ضعيف .([874])
ابن لهيعة: هو عبدالله الحضرمي: ضعيف وقد اختلط بعد احتراق كتبه .([875])
أبو رومان : لم أجد له ترجمة .
قال:( إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة بعث في طلب أهل خراسان ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي فيلتقي هو والهاشمي برايات سود على مقدمته شعيب بن صالح فيلتقي هو وأصحاب السفياني بباب اصطخر فتكون بينهم ملحمة عظيمة فتظهر الرايات السود وتهرب خيل السفياني فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد بإسناد الخبر السابق([876])،وقال الذهبي عن الأثر: خبر واه.([877])
قال:( إذا هزمت الرايات السود خيل السفياني التي فيها شعيب بن صالح تمني الناس المهدي فيطلبونه فيخرج من مكة، ومعه راية النبي > ،فيصلي ركعتين بعد أن يئس الناس من خروجه لما طال عليهم من البلاء، فإذا فرغ من صلاته انصرف فقال: أيها الناس ألح البلاء باأمة محمد > وبأهل بيته خاصة، قهرنا وبغي علينا ).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد بإسناد الخبر السابق([878]).
قال:( إذا ظهر أمر السفياني لم ينج من ذلك البلاء إلا من صبر على الحصار).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد بإسناد الخبر السابق([879]).
قال:( إذا اختلفت أصحاب الرايات السود، خسف بقرية من قرى إرم ويسقط جانب مسجدها الغربي، ثم تخرج بالشام ثلاث رايات الأصهب والأبقع والسفياني، فيخرج السفياني من الشام والأبقع من مصر فيظهر السفياني عليهم).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد بإسناد الخبر السابق([880]).
قال:( يهرب ناس من المدينة إلى مكة حين يبلغهم جيش السفياني منهم ثلاثة نفر من قريش منظور إليهم).
التخريج : أخرجه نعيم بن حماد قال : حدثنا الوليد عن الليث بن سعد عن عياش بن عباس عمن حدثه عن علي .([881])
وإسناده موقوف ضعيف لجهالة أحد رواته ، وعنعنة الوليد بن مسلم .
قال:( يخرج ثلاثة نفر من قريش إلى مكة من جيش السفياني منظور إليهم فإذا بلغهم الخسف اجتمعوا بمكة لأولئك النفر الثلاثة من البلاد فيبايع أحدهم كرها).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد بإسناد الخبر السابق ([882]).
قال:( يسير بهم في اثني عشر ألفا إن قلوا أو خمسة عشر ألفاً إن كثروا شعارهم أمت أمت، حتى يلقاه السفياني فيقول أخرجوا إلي ابن عمي، حتى أكلمه فيخرج إليه فيكلمه فيسلم له الأمر ويبايعه، فإذا رجع السفياني إلى أصحابه ندمه كلب، فيرجع ليستقيله فيقيله فيقتتل، هو وجيش السفياني علي سبع رايات كل صاحب راية منهم يرجو الأمر لنفسه، فيهزمهم المهدي.
قال أبو هريرة: فالمحروم من حرم من نهب كلب).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد بإسناد الخبر السابق([883])
قال:( يكتب السفياني إلى الذي دخل الكوفة بخيله بعدما يعركها عرك الأديم، يأمره بالسير إلى الحجاز فيسير إلى المدينة فيضع السيف في قريش، فيقتل منهم ومن الأنصار أربع مائة رجل، ويبقر البطون، ويقتل الولدان، ويقتل أخوين من قريش رجل وأخته، يقال لهما محمد وفاطمة، ويصلبهما على باب المسجد بالمدينة).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد قال : حدثنا عبدالقدوس عن ابن عباس ،قال : حدثني بعض أهل العلم عن محمد بن جعفر عن علي .([884])
وإسناده موقوف ضعيف لجهالة أحد رواته ، ومحمد بن جعفر لم أعرفه .
قال:( السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان رجل ضخم الهامة بوجهه آثار جدري، وبعينه نكتة بياض، يخرج من ناحية مدينة دمشق في واد يقال له وادي اليابس، يخرج في سبعة نفر مع رجل منهم لواء معقود، يعرفون في لوائه النصر، يسيرون بين يديه على ثلاثين ميلاً، لا يرى ذلك العلم أحد يريده إلا انهزم).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد بإسناد الخبر السابق([885]).
عن أبي هريرة ط :
قال:( يخرج السفياني والمهدي كفرسي رهان فيغلب السفياني على ما يليه والمهدي على ما يليه).
قال فطر وقال أبو جعفر يقوم المهدي سنة مائتين.
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد قال : حدثنا أبو يوسف عن فطر بن خليفة عن الحسن بن عبد الرحمن العكلي([886]).
وإسناده موقوف ، فيه أبو يوسف و الحسن بن عبد الرحمن العكلي لم أجد لهما ترجمة .
عن عمار بن ياسر ب :
قال:( علامة المهدي إذا انساب عليكم الترك، ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال، ويستخلف بعده ضعيف، فيخلع بعد سنتين من بيعته، ويخسف بغربي مسجد دمشق، وخروج ثلاثة نفر بالشام وخروج أهل المغرب إلى مصر وتلك أمارة السفياني).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد قال : حدثنا رشدين عن ابن لهيعة قال حدثني أبو زرعة عن ابن زرير ([887]).
وإسناده موقوف ضعيف ، لضعف رشدين و ابن لهيعة .([888])
قال : ( فتخرج ثلاثة نفر كلهم يطلب الملك رجل أبقع ورجل أصهب ورجل من أهل بيت أبي سفيان يخرج بكلب ويحصر الناس بدمشق).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد بإسناد الخبر السابق([889]).
قال: ( فيتبع عبد الله عبد الله فتلتقي جنودهما بقرقيسياء على النهر فيكون قتال عظيم، ويسير صاحب المغرب فيقتل الرجال ويسبي النساء، ثم يرجع في قيس حتى ينزل الجزيرة إلى السفياني، فيتبع اليماني فيقتل قيسا بأريحا، ويحوز السفياني ما جمعوا ثم يسير إلى الكوفة فيقتل أعوان آل محمد، ثم يظهر السفياني بالشام على الرايات الثلاث، ثم يكون لهم وقعة بعد قرقيسياء عظيمة، ثم ينفتق عليهم فتق من خلفهم، فيقبل طائفة منهم حتى يدخلوا أرض خراسان، وتقبل خيل السفياني كالليل والسيل، فلا تمر بشئ إلا أهلكته وهدمته، حتى يدخلون الكوفة فيقتلون شيعة آل محمد، ثم يطلبون أهل خراسان في كل وجه، ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي فيدعون له وينصرونه).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد بإسناد الخبر السابق([890]).
قال: ( إذا بلغ السفياني الكوفة وقتل أعوان آل محمد خرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح )
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد بإسناد الخبر السابق([891]).
عن عبدالله بن عباس ب :
يقول ( يخرج السفياني فيقاتل حتى يبقر بطون النساء ويغلي الأطفال في المراجل).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد قال : حدثنا الوليد عن أبي عبد الله عن الوليد بن هشام المعيطي عن أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط سمع ابن عباس رضى الله عنه([892]).
وإسناده موقوف ضعيف ، لعنعنة الوليد ، وشيخه وأبان بن الوليد لم أقف لهم على ترجمة .
عن أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط عن ابن عباس رضى الله عنه، أنه قدم على معاوية وأنا حاضره، فأجازه وأحسن جائزته، ثم قال يا أبا العباس: هل يكون لكم دولة ؟ قال اعفني من هذا يا أمير المؤمنين، قال: لتخبرني، قال: نعم وذلك في آخر الزمان قال: فمن أنصاركم ؟ قال: أهل خراسان، قال: ولبني أمية من بني هاشم نطحات ولبني هاشم من بني أمية نطحات، ثم يخرج السفياني).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد بإسناد الخبر السابق([893])، وأورده الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية، ونسبه ليعقوب الفسوي، وقال : رواه البيهقي في الدلائل([894]) .
قلت: ولم أجده فيه .
يقول ( إذا خسف بجيش السفياني قال صاحب مكة: هذه العلامات التي كنتم تخبرون بها، فيسيرون إلى الشام فيبلغ صاحب دمشق، فيرسل إليه ببيعته ويبايعه ثم تأتيه كلب بعد ذلك، فيقولون ما صنعت، انطلقت إلى بيعتنا فخلعتها وجعلتها له ؟ فيقول ما أصنع أسلمني الناس، فيقولون: فإنا معك فاستقل ببيعتك فيرسل إلى الهاشمي، فيستقيله البيعة، ثم يقاتلونه فيهزمهم الهاشمي، فيكون يومئذ من ركز رمحه على حي من كلب كانوا له، فالخائب من خاب يوم نهب كلب).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد قال : حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن حنش بن عبد الله ([895]).
وإسناده موقوف ضعيف ،لضعف ابن لهيعة وقد تقدم .
قال:( إن كان خروج السفياني من سبع وثلاثين).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد قال : ابن لهيعة وأخبرني عبد العزيز بن صالح عن عكرمة عن ابن عباس([896]).
وإسناده موقوف ضعيف ،لضعف ابن لهيعة وقد تقدم، و عبد العزيز بن صالح قال فيه الأزدي : ضعيف مجهول([897])، وذكره ابن حبان في الثقات.([898])
عن عبد الله بن مسعود ط :
قال: ( إذا انقطعت التجارات والطرق، وكثرت الفتن خرج سبعة رجال علماء من أفق شتى على غير ميعاد، يبايع لكل رجل منهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، حتى يجتمعوا بمكة، فيلتقي السبعة فيقول بعضهم لبعض ما جاء بكم ؟ فيقولن جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يديه هذه الفتن، وتفتح له القسطنطينية، قد عرفناه باسمه واسم أبيه وأمه وحليته، فيتفق السبعة على ذلك فيطلبونه فيصيبونه بمكة، فيقولون له: أنت فلان بن فلان ؟ فيقول: لا بل أنا رجل من الأنصار، حتى يفلت منهم، فيصفونه لأهل الخبرة والمعرفة به فيقال: هو صاحبكم الذي تطلبونه، وقد لحق بالمدينة فيطلبونه بالمدينة فيخالفهم إلى مكة فيطلبونه بمكة فيصيبونه، فيقولون: أنت فلان بن فلان وأمك فلانة بنت فلان وفيك آية كذا وكذا، وقد أفلت منا مرة، فمد يدك نبايعك، فيقول: لست بصاحبكم أنا فلان بن فلان الأنصاري، مروا بنا أدلكم على صاحبكم، حتى يفلت منهم فيطلبونه بالمدينة فيخالفهم إلى مكة فيصيبونه بمكة عند الركن، فيقولون: إثمنا عليك ودماؤنا في عنقك إن لم تمد يدك نبايعك، هذا عسكر السفياني قد توجه في طلبنا عليهم رجل من جرم، فيجلس بين الركن والمقام، فيمد يده فيبايع له ويلقي الله محبته في صدور الناس، فيسير مع قوم أسد بالنهار رهبان بالليل ).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد قال : حدثنا أبو عمر عن ابن لهيعة عن عبد الوهاب بن حسين عن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحارث .([899])
وإسناده موقوف ضعيف بسبب :
ابن لهيعة وقد تقدم .
أبو عمر: مبهم لايعرف .
عبد الوهاب بن حسين ، مجهول كما قال ابن حجر والحاكم ، وقد تقدم .([900])
محمد بن ثابت بن أسلم البناني : ضعيف.([901])
هـ -الحارث : لم أعرفه .
قال: ( إذا ظهر الترك والخزر بالجزيرة وأذربيجان والروم بالعمق وأطرافها قاتل الروم رجل من قيس من أهل قنسرين والسفياني بالعراق يقاتل أهل المشرق، وقد اشتغل كل ناحية بعدو، فإذا قاتلهم أربعين يوماً ولم يأتيه مدد صالح الروم على أن لا يؤدي أحد الفريقين إلى صاحبه شيئاً ).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد بإسناد الخبر السابق.([902])
قال: ( لا ينجو من بليتها ولا إلا من صبر على الحصار والمعقل من السفياني بإذن الله تعالى ثلاث مدن للأعاجم ناحية الثغور مدينة يقال لها أنطاكية ومدينة يقال لها قورس ومدينة يقال لها سميساط والمعقل من الروم جبل يقال لها المعتق .
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد بإسناد الخبر السابق.([903])
عن حذيفة بن اليمان ط :
قال: ( إذا دخل السفياني أرض مصر قام فيها أربعة أشهر يقتل ويسبي أهلها، فيؤمئذ تقوم النائحات باكية تبكي على استحلال فروجها، وباكية تبكي على قتل أولادها، وباكية تبكي على ذلها بعد عزهاوباكية تبكي شوقا إلى قبورها).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد قال : حدثنا عبد الله بن مروان عن أبيه عن عبد الله العمري عن القاسم بن محمد([904])
وإسناده موقوف ضعيف، لأجل عبد الله العمري وهو عبدالله بن عمر بن حفص بن عاصم المدني المكبر.([905])، ووالد عبد الله بن مروان لم أجد له ترجمة .
ب_ عن التابعين :
عن الزهري قال: ( إذا التقى أصحاب الرايات السود وأهل الرايات الصفر عند القنطرة، كانت الدبرة على أهل المشرق، فيهزمون حتى يأتوا فلسطين فيخرج على أهل المشرق السفياني، فإذا نزل أهل المغرب الأردن مات صاحبهم وافترقوا ثلاث فرق، فرقة ترجع من حيث جاءت، وفرقة تحج، وفرقة تثبت فيقاتلهم السفياني فيهزمهم، ويدخلون في طاعته).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد قال : حدثنا الوليد عن شيخ عن الزهري .([906])
وإسناده ضعيف، لجهالة شيخ الوليد، والوليد بن مسلم عرف بالتدليس وقد عنعن.
عن الزهري قال: ( في خروج السفياني ترى علامة في السماء.
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد بإسناد الخبر السابق ([907]).
عن الزهري قال: ( وفي ولاية السفياني الثاني وخروجه علامة ترى في السماء.
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد بإسناد الخبر السابق([908]) .
عن الزهري قال: ( يبايع السفياني أهل مرج الصفر، ثم يلتقون فتكون الدبرة على أهل المشرق، حتى ينزلون مرج الثنية، ثم يقتتلون فتكون الدبرة على أهل المشرق، حتى يأتوا الحص، ثم يقتتلون فتكون الدبرة على أهل المشرق، حتى يبلغوا إلى المدينة الخربة يعني قرقيسياء، ثم يقتتلون فتكون الدبرة على أهل المشرق حتى ينتهوا إلى عاقرقوفا، ثم يقتتلون فتكون الدبرة على أهل المشرق، فيحوز السفياني الأموال، ثم تخرج في حلق السفياني قرحة، ثم يدخل إلى الكوفة غدوة ويخرج منها بالعشي بجيوشه، فإذا كان بأفواه الشام توفي وثار أهل الشام فبايعوا ابن الكلبية اسمه عبد الله بن يزيد بن الكلبية غائر العينين، مشوه الوجه، فيبلغ أهل المشرق وفاة السفياني، فيقولون: ذهبت دولة أهل الشام، فيثورون ويبلغ ابن الكلبية فيثور بمجموعه إليهم، فيقتتلون بالألوية فتكون الدبرة على أهل المشرق حتى يدخلوا الكوفة، فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية والنساء، ثم يخرب الكوفة ثم يبعث منها جيشا إلى الحجاز ).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد قال : حدثنا حدثنا عبد الله بن مروان عن سعيد بن يزيد التنوخي([909])
إسناده مقطوع من كلام الزهري ، و عبد الله بن مروان وسعيد بن يزيد التنوخي لم أعرفهما.
عن الزهري قال: ( إذا التقى السفياني والمهدي للقتال يومئذ يسمع صوت من السماء ألا إن أولياء الله أصحاب فلان يعني المهدي.
قال الزهري وقالت أسماء بنت عميس إن أمارة ذلك اليوم أن كفا من السماء مدلاة ينظر إليها الناس ).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد بإسناد الخبر السابق([910]).
عن الزهري قال: (: يخرج المهدي من مكة بعد الخسف في ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً عدة أهل بدر، فيلتقي هو وصاحب جيش السفياني وأصحاب المهدي يومئذ جنتهم البراذع يعني تراسهم، كان يسمى قبل ذلك يوم البراذع ويقال إنه يسمع يومئذ صوت من السماء منادياً ينادي: ألا إن أولياء الله أصحاب فلان يعني المهدي، فتكون الدبرة على أصحاب السفياني، فيقتتلون لا يبقى منهم إلا الشريد، فيهربون إلى السفياني فيخبرونه، ويخرج المهدي إلى الشام فيلتقي السفياني المهدي ببيعته، ويتسارع الناس إليه من كل وجه وتملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد بإسناد الخبر السابق([911]).
عن الزهري قال: ( إذا اختلفت الرايات السود فيما بينهم أتاهم الرايات الصفر فيجتمعون في قنطرة أهل مصر فيقتتل أهل المشرق وأهل المغرب سبعاً، ثم تكون الدبرة على أهل المشرق، حتى ينزلوا الرملة فيقع بين أهل الشام وأهل المغرب شئ، فيغضب أهل المغرب، فيقولون: إنا جئنا لننصركم ثم يفعلون ما يفعلون، والله ليخلين بينكم وبين أهل المشرق، فينهبونكم لقلة أهل الشام يومئذ في أعينهم ثم يخرج السفياني ويتبعه أهل الشام فيقاتل أهل المشرق ).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد بإسناد الخبر السابق([912])
عن يزيد بن أبي حبيب قال قال رسول الله > (خروج السفياني بعد تسع وثلاثين).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد قال : حدثنا رشدين عن ابن لهيعة ([913]).
وإسناده مقطوع ضعيف ، لضعف رشدين بن سعد وابن لهيعة وقد تقدما ،
و يزيد بن أبي حبيب من صغار التابعين وكان يرسل .([914])
عن أبي وهب الكلاعي قال: ( يفترق الناس والعرب في بربر على أربع رايات، فتكون الغلبة لقضاعة وعليهم رجل من ولد أبي سفيان.
قال الوليد: ثم تستقبل السفياني، فيقاتل بني هاشم وكل من نازعه من الرايات الثلاث وغيرها، فيظهر عليهم جميعاً ثم يسير إلى الكوفة، ويخرج بني هاشم إلى العراق، ثم يرجع من الكوفة، فيموت في أدنى الشام، ويستخلف رجلاً آخر من ولد أبي سفيان، تكون الغلبة له ويظهر على الناس وهو السفياني )
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد قال : حدثنا الوليد عن شيخ من خزاعة([915]).
وإسناده مقطوع ضعيف من كلام أبي وهب الكلاعي ، وفيه مجهول، والوليد مدلس وقد عنعنه.
الوليد بن مسلم قال: ( إذا غلبت قضاعة وظهرت على المغرب فأتى صاحبهم بني العباس، فيدخل ابن أختهم الكوفة مع من معه، فيخربها ثم تصيبه بها قرحة، ويخرج منها يريد الشام فيهلك بين العراق والشام، ثم يولون عليهم رجلاً من أهل بيته، فهو الذي يفعل بالناس الأفاعيل، ويظهر أمره وهو السفياني، ثم يجتمع العرب عليه بأرض الشام، فيكون بينهم قتال، حتى يتحول القتال إلى المدينة فتكون الملحمة ببقيع الغرقد ) .
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد قال : حدثنا الوليد بن مسلم([916]).
وإسناده مقطوع من كلام الوليد.
الوليد بن مسلم قال: ( حدثني محدث أن المهدي والسفياني وكلب يقتتلون في بيت المقدس حين يستقيله البيعة فيؤتى بالسفياني أسيرا فيأمر به فيذبح على باب الرحمة ثم تباع نساؤهم وغنائمهم على درج دمشق.
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد بإسناد الخبر السابق([917])، وإسناده مقطوع ضعيف لجهالة من حدث الوليد .
عن خالد بن معدان قال: ( يهزم السفياني الجماعة مرتين ثم يهلك).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد قال : حدثنا عبد القدوس عن أرطاة عن سنان بن قيس([918])، والبخاري في التاريخ الكبير([919])
وإسناده مقطوع من كلام خالد بن معدان وهو يرسل كثيراً ([920])،و سنان بن قيس مقبول([921])
عن خالد بن معدان قال: ( يخرج السفياني بيده ثلاث قصبات لا يقرع بهن أحدا إلا مات).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد قال : حدثنا عبد القدوس عن عبدة ابنة خالد بن معدان عن أبيها خالد بن معدان([922])
وإسناده وإسناده مقطوع من كلام خالد بن معدان وقد تقدم .
عن شريح بن عبيد وراشد بن سعد وضمرة بن حبيب ومشايخهم قالوا:( يبعث السفياني خيله وجنوده فيبلغ عامة الشرق من أرض خراسان وأرض فارس، فيثور بهم أهل المشرق فيقاتلونهم، ويكون بينهم وقعات في غير موضع، فإذا طال عليهم قتالهم إياه بايعوا رجلاً من بني هاشم، وهو يومئذ في آخر الشرق فيخرج بأهل خراسان على مقدمته رجل من بني تميم مولى لهم أصفر، قليل اللحية يخرج إليه في خمسة آلاف إذا بلغه خروجه، فيبايعه فيصيره على مقدمته لو استقبلته الجبال الرواسي لهدها، فيلتقي هو وخيل السفياني، فيهزمهم ويقتل منهم مقتلة عظيمة، ثم تكون الغلبة للسفياني، ويهرب الهاشمي، ويخرج شعيب بن صالح مختفياً إلى بيت المقدس، يوطن للمهدي منزله إذا بلغه خروجه إلى الشام ).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد قال : حدثنا محمد بن عبد الله التيهرتي عن معاوية بن صالح([923])
وإسناده وإسناده مقطوع من كلام شريح وغيره، و محمد بن عبد الله التيهرتي لم أجد له ترجمة .
عن ضمرة قال: ( السفياني رجل أبيض جعد الشعر ومن قبل من ماله شيئا كان رضفا في بطنه يوم القيامة ).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد قال : حدثنا عبد القدوس عن أرطاة([924]).
وإسناده وإسناده مقطوع من كلام ضمرة وهو تابعي ثقة ([925])، و عبد القدوس هو ابن الحجاج الخولاني وهو ثقة([926]) ، و أرطاة هو ابن المنذر بن الأسود بن ثابت وهو ثقة([927]) .
عن كعب قال: ( يملك حمل امرأة اسمه عبد الله بن يزيد وهو الأزهر ابن الكلبية أو الزهري ابن الكلبية المشوه السفياني ).
التخريج :
أخرجه نعيم بن حماد قال : حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطاة عن تبيع([928]).
وإسناده وإسناده مقطوع من كلام كعب الأحبار ، و عبد الله بن مروان لم أجد له ترجمة .
وقد رويت عن كعب وغير آثار كثيرة عن السفياني ، وكلها من قسم المقطوع ، وفي رواتها من هو ضعيف أو مجهول ، أو لايعرف له ترجمة .
ومنهم على سبيل التمثيل لا الحصر :
أبو قبيل ، وذو قربات ، وأرطاة بن المنذر ، ومحمد بن الحنفية ، ويعقوب بن إسحاق ، وضمرة بن شوذب ، وأبو سحبان ، وسليمان بن عيسى ، وأبو صادق ، وشيخ أدرك الجاهلية ، وأبو أمية الكلبي، وأشيخ مجهولون ، وغيرهم .
وقد تركت دراسة أسانيدها خشية الإطالة ، ولأن المقصود هو بيان خطأ من نزل السفياني على أشخاص بأعيانهم .
المبحث الثاني : موقف العلماء من السفياني :
تمهيد :
نظراً لكثرة المرويات في السفياني والاختلاف في الحكم عليها ، ومادار حول السفياني من كلام كثير فقد تباينت الآراء فيه على فريقين :
الأول : فريق يكتفي بذكر السفياني فقط.
الثاني : فريق يشكك في أخبار السفياني ورواياته ، وينسب وضعها إلى أشخاص ، أو أسباب مختلفة.
وسوف أعرض لآراء هذين الفريقين مع التنبيه إلى أن محل الخلاف يرجع بشكل كبير وواضح إلى الحكم على الأحاديث صحة وضعفاً .
الفريق الأول : فريق يكتفي بذكر السفياني فقط.
وهؤلاء في ذكره ينقسمون إلى قسمين :
1_ قسم يذكر بإسناده الروايات في السفياني دون تعرض للحكم على أسانيدها ومنهم :
الإمام نعيم بن حماد / ، في كتابه (الفتن) ، وهو يعتبر من أوسع الكتب ذكراً للروايات في السفياني ومن جاء بعده فهو يروي بسند إليه في كثير من الطرق.
الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقريء/، في كتابه (السنن الواردة)، وقد ذكر باباً في السفياني .
سراج الدين أبي حفص عمر بن الوردي/ .([929])
2_ قسم يذكر السفياني بذكر ماورد فيه، اعتماداً على الكتب السابقة وغيرها ، وهم يذكرونه في الفتن الواقعة قبل خروج المهدي ، ويذكر البعض اسمه ونسبه وصفاته .ومنهم :
أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي/ ([930]).
الإمام أبو عبدالله محمد بن أحمد القرطبي/ ([931]).
أحمد بن محمد بن حجر المكي الهيتمي/ .([932])
محمد بن رسول البرزنجي الحسيني/ .([933])
محمد السفاريني الحنبلي/ .([934])
السيد محمد صديق حسن القنوجي البخاري/ .([935])
الشيخ حبيب الله بن مايابي الجكني الشنقيطي/ .([936])
علي بن عبدالملك حسام الدين الشهير بالمتقي الهندي /([937]) وغيرهم .
3_ بعض المفسرين يذكرون من الأقوال عند تفسير قوله تعالى : ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ﴾ [سبأ : 51] خروج جيش السفياني ، ومنهم :
الإمام ابن جرير الطبري/ .([938])
الإمام أبو عبدالله محمد بن أحمد القرطبي/ .([939]) وغيرهم من المفسرين.
الفريق الثاني : الذين يشككون في أخبار السفياني ورواياته .
وقد حاول هذا الفريق أن يبحث عن مبرر وتعليل لكثرة الأخبار في السفياني فانقسموا إلى أربعة أقسام :
القسم الأول : من يرى أن السفياني هو من وضع بني أمية وذلك بسبب ذهاب دولتهم ، فإن الأمويين لما رأوا الشيعة قد وضعوا أحاديث في المهدي ولاقت رواجا بين العامة ، سارع الأمويين إلى اختلاق مهدي لهم هو السفياني ليعيد الملك إلى بني أمية ، والذي وضعها هو خالد بن يزيد بن معاوية ([940])، وممن ذهب إلى هذا الرأي :
مصعب بن عبدالله الزبيري/ ([941]) حيث قال: ( زعموا أنه (خالد بن يزيد) هو الذي وضع ذكر السفياني، وكثره وأراد أن يكون للناس فيهم طمع، حين غلبه مروان بن الحكم على الملك وتزوج أمه أم هاشم (([942]) .
أشار له الحافظ ابن حجر/ ، حيث قال : ) قلت : والسفياني المذكور في كتب الملاحم والفتن أنه يخرج في آخر الزمان يقال: إن بعض آل أبي سفيان وضع خبره لما زالت دولتهم )([943]).
وذكره محمد بن رسول البرزنجي الحسيني .([944])
ومن المتأخرين : الشيخ عبدالله بن محمود/ ، مفتى قطر سابقاً ([945])، وسعد بن محمد حسن([946])، ود.بندلي جوزي ([947])، ود. صالح حمارنه([948])،وأحمد أمين([949])، وفاضل خليل إبراهيم([950])، وفان فلوتن .([951])
وأكد بعضهم هذا الأمر بأن كلمة السفياني قد تكررت في تاريخ بني أمية ، وفي ثورات متعددة ضد حكم بني العباس ومنها :
أ_ ثورة زياد بن عبدالله بن يزيد ين معاوية حيث قال عنه الناس :( هذا هو السفياني الذي كان يذكر)([952]) .
ب_ ثورة على بن عبدالله بن يزيد بن معاوية الملقب بأبي العميطر ، في الشام في ذي الحجة من سنة 195هـ/ 810م، وادعى أنه السفياني، وادعي فيه ذلك.([953])
ج _ حركة المبرقع الفلسطيني في فلسطين سنة 227هـ/841م ، وادعى فيه أهل زمانه أنه السفياني .([954])
د_ حركة السفياني الموسوس في الشام سنة 294هـ / 906م .
وغيرهم ، ولم تنته فكرة السفياني إلا بعد سقوط دولة بني العباس على يدي السلاجقة ثم المغول([955]) .
ويذكر سعد محمد حسن أن فكرة السفياني مازالت ولو بشكل ضعيف مختمرة في أذهان بعض أهل الشام ، فقد حدث زلزال في فلسطين في صيف 1927م ، فتنبأ أحد المسلمين في شوارع بيروت بقرب ظهور السفياني المنتظر.([956])
*سبب وضع خالد بن يزيد لأخبار السفياني عند من يرى ذلك :
أرجع البعض سبب وضعه لأخبار السفياني إلى سببين :
الأول : الطمع في الملك : وذلك أن خالداً كان أكبر أبناء يزيد فكان هو الأولى بالملك طبقا للنظام الذي وضعه معاوية ، إلا أن خالدا لم يرث أباه بل ورثه مروان بن الحكم وأولاده من بعده ، وبذلك انتقل الملك إلى المروانيين، وهذا مالم يكن ليرضى عنه بنو سفيان أو ينسوه ([957])
الثاني : سعة اطلاع خالد وثقافته : وذلك أنه كان متفرغاً لطلب الحديث وقراءة الكتب ، وعمل الكيمياء ، ولهذا كان له اطلاع على أمر المهدي وأنه من أهل البيت ، واستغلال بعض الأطراف لهذا الأمر فنشأ عنده القول بالسفياني كردة فعل ([958]).
القسم الثاني : من يرى أن السفياني وضعت أحاديثه في العهد العباسي من قبل بعض الدعاة ، حيث اخترعوا بعض الأحاديث في التنبؤات بأشخاص ونسبوها إلى الرسول > .
وممن قال بهذا الدكتورة زاهية قدوره .([959])
القسم الثالث : من يرى أن أحاديث السفياني أو بعضها من وضع الشيعة لأسباب منها :
1_ أن كتبهم مليئة بذكره .
2_ أن أكثر الوارد فيه منسوب إلى علي بن أبي طالب، وأبي جعفر الصادق، ومحمد الباقر، ومحمد بن الحنفية، وغيرهم ممن يعتقد فيهم الشيعة.
3_ التشنيع على بني أمية بنسبة الوضع لهم .
ومن قال بهذا وأشار إليه الدكتور رضاء الله بن محمد المباركفوري([960])، وسعد محمد حسن([961])، والشيخ محمد إسماعيل المقدم ([962]).
القسم الرابع : من يرى أن لقصة السفياني أصل ، والسبب هو كثرة الروايات على علاتها كما قالت الدكتورة عفاف عبد الغفور حميد، وأرجعت عدم رواية الأئمة للأحاديث الواردة في السفياني هو الروايات الإسرائيلية عن كعب الأحبار .([963])
المناقشة :
بعد عرض هذه الأقوال ، تبين لي أنها تفتقر إلى الدليل الصحيح والبرهان الواضح ، وذلك لعدة أسباب منها :
أنها مجرد دعاوى، ولم يذكر سند يثبت صحة القول لمن نسب إليه الوضع.
أن القول بأنها من وضع خالد بن يزيد صدره مصعب الزبيري بقوله:
( زعموا) ، وأرده الحافظ ابن حجر بصيغة: ( يقال) وهذا يشعر بنوع من الشك في صحة القول .
أن المطلع على سيرة خالد بن يزيد ، يجد الثناء الكبير من العلماء على دينه وعلمه وخلقه، ومثل هذا يستبعد أن يضع أحاديثاً وينسبها إلى الرسول >
أو الصحابة ش .
أن وضعها من قبل خالد بن يزيد، مما ينال من أعراض بني أمية وكرامتهم أكثر من أن يرفعهم، أو يهدد أعداءهم ويرجف بهم .([964])
القول بأنها من وضع الشيعة معارض بأن بعض الأحاديث والآثار في السفياني، قد وردت عن بعض الصحابة الذين للشيعة منهم موقف معادي كأبي هريرة ط .
القول الرابع معارض بأن الكثرة ليست دليلاً على ثبوت أصل الشيء ، وإنما العبرة بالدليل الثابت ، والسند المتصل الصحيح .
ولذلك فأرى أن الذي يحدد قبول أمر السفياني، هو دراسة ماورد فيه من أحاديث على ضوء قواعد أهل العلم في دراسة الأسانيد ، وقد تبين من خلال دراستها أنها لاتخلو من ضعف .
المبحث الثالث: أهم المؤلفات والكتابات الحديثة والمعاصرة التي أنزلت نصوص السفياني ومنهجها في الاستدلال .
تمهيد :
لقد ظل السفياني على مدار التاريخ مثار الحديث حتى العصور المتأخرة ، وخاصة في الأوقات التي شهدت فيها المنطقة العربية والإسلامية أحداثاً عظيمة ، مما فتح المجال ليعود الحديث عن السفياني ، واحتمال ظهوره ، فكثرت الكتابات والمؤلفات التي اهتمت بشخصية السفياني وقامت بإسقاط ماورد فيه على أشخاص معينين .
يقول منصور عبدالحكيم :( ولم يعرف الناس أي شيء عن السفياني إلا في السنوات الأخيرة حين سلطت عليه الأضواء من بعض الكتاب بالرغم من أنه موجود في كتب الفتن والأحاديث وأشراط الساعة "([965]) ويرى الكاتب أنه من أوائل من كتب عن السفياني وتكلم فيه .([966])
وسوف أتحدث عن هذه الكتابات والمؤلفات من خلال المسائل التالية :
المؤلفات في السفياني :
المؤلفات التي وقفت عليها، وذكرت السفياني، وأنزلته على شخصيات معينة تنقسم إلى قسمين هما :
القسم الأول : مؤلفات خاصة في السفياني ومنها :
كتاب : السفياني وإسرائيل الكبرى . تأليف محمد عيسى داود .
القسم الثاني : مؤلفات تحدثت عن أشراط الساعة وأحداث آخر الزمان ومنها السفياني مثل :
السيناريو القادم لأحداث آخر الزمان .
نهاية العالم .
البداية فتن ، النهاية ملاحم .
بلاد الشام أرض الأنبياء والملاحم وأشراط الساعة .
وهذه الكتب كلها من تأليف منصور عبدالحكيم .
البيان النبوي بانتصار العراقيين على الروم والترك وتدمير إسرائيل .
القيامة الصغرى على الأبواب .
كلاهما تأليف الدكتور فاروق الدسوقي.
أسرار الساعة وهجوم الغرب تأليف فهد سالم .
هرمجدون..آخر بيان يا أمة الإسلام تأليف أمين محمد جمال الدين .
المسيح الدجال قراءة سياسية في أصول الديانات الكبرى تأليف سعيد أيوب.
المهدي بينات وعلامات . تأليف محمد عارف عزت .
الهرمجدون ومابعد الهرمجدون . تأليف محمد عيسى داود .
وغيرها من المؤلفات والكتب ، وعدد كبير من المقالات المتفرقة ، التي امتلأت بها شبكة المعلومات الإلكترونية ( الانترنت ) ، وكثير منها يعتمد على ماسبق ذكره من كتب .
بيان موقف أصحاب هذه الكتب من السفياني :
بعد قراءة ودراسة ماكتب عن السفياني تبين لي أنها اتفقت على شيء واختلفت في شيء آخر .
أما اتفاقها فكان على تنزيل ماورد في السفياني على أشخاص معاصرين .
وأما اختلافها فهو في تعيين الشخص الذي تنطبق عليه صفات السفياني ، وقد تباينت فيه الآراء على قولين :
الأول : أنه حاكم العراق السابق صدام حسين :
وذهب إلى هذا كلاً من :
أمين محمد جمال الدين : حيث زعم أن صداماً هو السفياني وهو الذي يقاتل المهدي([967]) .
الدكتور فاروق الدسوقي : حيث يقول : (( فهو – أي السفياني – من أعظم شخصيات التاريخ الإسلامي، إذ يأتي في زمن ضعف الأمة وذلها، فيعزها الله تعالى على يديه بتحرير الأقصى، وتطهيره من رجس اليهود، ومن ثم جاء وصفه بأنه " الجابر " الذي يجبر الله تعالى على يديه قلوب أمة الإسلام المنكسرة، كما جاء وصفه بأنه " الأزهر " لعلو نجمه ... وهذا كله ينطبق على الرئيس العراقي صدام حسين )) ([968])
الثاني : أنه الملك حسين ملك الأردن:
وذهب إلى هذا فهد سالم ، وصرح به في أحد كتبه ([969])، وزعم أنه سوف يبث جنوده وجيوشه _ بعد موت صدام _ إلى العراق والمدينة ، ويتحول الشعب الأردني إلى عدو لدود ، يطالب بمسح العراق من خارطة الوجود ([970]).
من أدلة أصحاب القول الأول :
اعتمد كلاً من الفريقين على الآثار الواردة في السفياني، وقرائن كثيرة تجمعت لهم، ومن ذلك :
أن صدام حسين ينسب إلى خالد بن يزيد بن أبي سفيان -كما صرح هو بهذا صراحة-، ولذلك فإنه سيطلق عليه السفياني.
وأما أمه؛ فهي من قبيلة كلب، ويلقب بالأزهر؛ لأنه سيعيد كرامة المسلمين انتقاماً من اليهود.
ولد صدام حسين في تكريت، وهي منطقة آشور سابقاً، والذي هو منها كما كان بختنصر، ومذكور -أيضاً- أنه يعظم مدينة ملك بابل، وقد أعاد صدام بناءها عام 1987م - 1407هـ.
اسمه مكون من ثمانية حروف -كما ورد-... يُطلق عليه: الجابر، ومنصور، وسيدوس اليهود كطين الأزقة، وهو اسم السفياني، وهو اسم صدام حسين، وهو ثمانية حروف .
يغير مجرى نهرالفرات -كما ورد-... وقد حدث أنْ غير مجرى الفرات عام 1993م - 1413هـ.
يخرج عليه رجل من أهل بيته كاسم أبيه -كماورد-... وقد خرج عليه ابن عمه وزوج ابنته حسين كامل... وسيعدمهما جميعاً، ثم ينتقم من ابن عمه، وقد حدث بالفعل .
يحدث حصار العراق في زمنه -كما ورد - وهذا ما حصل منذ سنة 1990م - 1411هـ.
من أوصافه الجسديه -كما ورد في الآثار :
- ضخم الهامة (كبير الرأس)، وهم كذلك .
- بوجهه آثار جدري (نكت أو ندوب في وجهه).
- بعينه نكتة بيضاء وكسل قليل.
- يميل لونه إلى البياض مع الصفرة.
- جعد الشعر.
- دقيق الساعدين والساقين.
يقول أمين محمد جمال الدين : (وأخبرني من رآه _ أي صدام _ أن ساعديه دقيقان مفتولان)([971])
يخرج سابع سبعة -كما ورد-... وهو بالفعل قد خرج في سبعة عند قيام ثورة 1968م - 1388هـ بالعراق، منهم: حسن البكر أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة.
ترقى في عهده الظلمة -كما ورد-... وبالفعل ملئت سماء الكويت أياماً وليالي من اشتعال آبار البترول، وتحولت السماء إلى دخان كثيف تحجب الشمس أثر ظلمه، وعدوانه على الكويت، وبمكيدة لصوص الأقصى.
تعقيب :
وهذه القرائن معارضة بصفات أخرى وردت في بعض الآثار ، لايمكن أن تنطبق على صدام بحال من الأحوال _ وهذا على فرض صحتها وإلا فهي تترواح بين الضعف الشديد والوضع _ ومن ذلك : أنه أعور العين أو أخوصها ، وأنه مشوه ، وأنه مصفح الرأس، حمش الساعدين ، غائر العينين، وأن رآياته حمر ، وغيرها من الصفات .
وأما أصحاب القول الثاني فيرد عليهم بأن الملك حسين مات قبل صدام ، وما بث جيشاً لمحاربة العراق، فضلاً عن المدينة النبوية .

مناهج هذه الكتب في الاستدلال :
لقد سلك أصحاب هذه الكتب مناهج خاطئة في الاستدلال ، ويتضح هذا الأمر للقارئ والدارس من أول نظر ، ومن ذلك :
أ_ الاستدلال بالأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة :
فقد بنوا كلامهم واستنباطهم على أحاديث وآثار ضعيفة أو موضوعة، معتمدين في ذلك على كتاب الفتن لنعيم بن حماد تحت دعوى أنه شيخ البخاري صاحب الصحيح .([972])
يقول منصور عبدالحكيم :( وننتقي من كتاب الفتن لنعيم بن حماد وهو أحد شيوخ الإمام البخاري / ، نأخذ منه بعض الآثار والأحاديث التي تكلمت عن السفياني)([973]) .
والعزو لنعيم بن حماد في كتابه "الفتن" دون بيان لمرتبة هذه الروايات من الصحة أو الضعف أمر بعيد كل البعد عن البحث العلمي الذي تقتضيه أصول علم الحديث دراية، حيث إننا أمام أدلة تبنى عليها الأمور الآتية من الملاحم والفتن، وهي من الأمور التي لا مجال للاجتهاد فيها، فكان لابد من التحقيق الذي تقتضيه قواعد البحث العلمي الدقيق للوقوف على مدى صحة الأدلة التي اعتمدوا عليها حيث إنّ عامة القراء لا يفرقون بين التخريج والتحقيق.
فالتخريج: هو عزو الحديث إلى كتب السنة الأصلية. والتحقيق: هو بيان مرتبة الحديث من الصحة والضعف.
وقد سبق بيان حال المرويات في السفياني ، وأن أكثرها موقوف على الصحابة ومن بعدهم ، والمرفوع منها أسانيده لاتخلو من مقال .
ب_ الاعتماد على مخطوطات لاوجود لها :
وممن طار بها فرحا واعتمد عليها كلاً من محمد عيسى داود، وأمين محمد جمال الدين .
فقد ادعى الأول أنه عثر على مخطوط (أسمى المسالك لأيام المهدي الملك لكل الدنيا بأمر الله المالك ) لرجل يقال له كندة بن زيد بن بركة وفيه :( وفي عراق الشام رجل متجبر... وسفياني في إحدى عينيه كسل قليل، واسمه من الصدام، وهو صدام لمن عارضه، الدنيا جمعت له في كوت صغير، دخلها وهو مرهون، ولا خير في السفياني إلاّ بالإسلام، وهو خير وشر، والويل لخائن المهدي الأمين )([974]).
ويعلق أمين محمد جمال الدين على هذا النص بقوله:
(وفي هذا النص ذِكْر اسم حاكم العراق الجبار بالتحديد اسماً ووصفاً أنه السفياني ... وفيه أنه دخل الكويت، وهو مخدوع قد مُكر به وخُدِعَ حتى يغزوها؛ فيتخذ الروم ذلك ذريعة لما فعلوه وسيفعلوه، والسفياني صدام هو السفياني الأول، وسيليه السفياني الثاني المُشَوّه وهو ابنه، والذي يعمل برصيد أبيه ...
والسفياني (صدام) فيه خير وشر؛ فإذا ظهر المهدي ذهب عنه كل خير، وكان شرّاً كله، وحارب المهدي مما يجعل المهدي يأمر بقتله، وتخليص الناس من شره)([975]).
ج_ الاعتماد على الإسرائيليات وكتب أهل الكتاب :
فقد زعم بعض المؤلفين أن السفياني هو ( الآشوري) أو ( الصخري ) أو ( البابلي ) الوارد في كتب أهل الكتاب، بجامع أن كلاً منهما يسلط على اليهود لينتقم منهم ، ولجبروته يبعث جيشاً ليقاتل المهدي .
وكان أول من اهتم بهذا ونشره في كتاب سعيد أيوب ([976])،حيث نقل عن (الآشوري) -المهدي الذي يراه، وهو صدام حسين - :
(إنه هو الذي سيستخدمه الرب في القضاء على الشعب اليهودي، وسيحتل الآشوري نصف إسرائيل في أول أيامه»، ويعلق على (نصف إسرائيل) بقوله:
"ومن سير الأحداث؛ فإنّ هذا النّصف هو الضّفة الغربية، وقطاع غزّة، مروراً بصحراء النقب المتاخمة لسيناء)([977]).
وقد تبع سعيد أيوب عدد من المؤلفين مثل الدكتور فاروق الدسوقي حيث يقول :( ولما شعرت بخطر شخصية السفياني ، وعظم الأحداث والفتن التي تعاصره ، رجعت للكتاب المقدس ، لكي أجمع كل النصوص التي تتحدث عنه أو جلها ، وتفسيرها في ضوء القرآن الكريم) إلى أن يقول: (وإذا بجميع هذه النصوص والأخبار عن هذه الشخصية في الوحيين القديم والخاتم ، تتطابق مع واقع الرئيس العراقي المعاصر من حيث الصفات والأحداث)([978]).
والحقيقة أن هذا خلط بين شخصية الآشوري كما وردت عند أهل الكتاب _الذي يزعمون أنه يخرج من العراق_ وشخصية السفياني كما وردت في بعض المصادر الإسلامية ([979]).
وهذا الاضطراب في حال السفياني وصدام حسين والآشوري ، جعل بعض الكتاب يرى أن صدام قد صدق أنه هو الآشوري المذكور في كتب أهل الكتاب.([980])
د_ الاعتماد على الرؤى والأحلام :
فقد استدل أمين محمد جمال الدين على كون السفياني هو صدام ، برؤيا رآها رجل مسلم فاضل ، على حد تعبيره ، يقول :
( من القرائن التى أعتبرها ، بل وأعتزبها ما أخبرنى به رجل مسلم فاضل من "البحيرة " لا أعرفه و لا يعرفنى ، فقد اتصل بى عبر الهاتف بعد ظهور كتابى " عمر الأمة " ببضعة أشهر وبشرنى قائلأ :
إنه قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رؤيا يبتسم له،ويعطيه كتاب " عمر أمة الإسلام و قرب ظهور المهدى عليه السلام " وقد حلف الرجل بالله أن هذه الرؤيا كانت قبل صدور الكتاب بتسعين يومأ ، فحكى الرؤيا لصديق له فلما صدر الكتاب وظهر فى الأسواق أتاه به ذلك الرجل ، فأقسم بالله أنه هو الكتاب الذي أعطاه له رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الرؤيا , و ذكر له كلاما يسرنى ، إلا أننى أحتفظ به لنفسى فقد اكتفيت بذكر الشاهد من الرؤيا وهى أن الكتاب وما به من أدلة على قرب النهاية حق بإذن الله دل عليه رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم الحق )([981]).
وهذا الاستدلال غير صحيح لعدة أوجه منها :
1_ أن صاحبها لايعرف الأستاذ أمين ، ولايعرف أمين صاحبها، فهي رواية مجهول عن مجهول ، ومع ذلك يحكم له بالفضل .
2_ أن مضمون الرؤيا يجب أن يعرض على ماجاء في كتاب الله والسنة النبوية ، فإن وافقه وإلا فلاتقبل هذه الرؤيا؛ لأن النبي > لايمكن أن يقول أو يأمر أو يشر بأمر يخالف ماجاء في الشرع ، وكتاب أمين جمال مليء بالأحاديث الضعيفة بل والموضوعة .
3_ أنه ليس كل من ادعى رؤية النبي > في المنام يكون قد رآه حقيقة ، فلابد من التأكد من وصف المرئي في المنام وهل تطابق صفات الرسول > .([982])
هـ _ بتر النصوص والاقتصار على بعض الروايات دون بعض :
فيذكرون بعض الآثار التي تذكر الصفات المطابقة لصدام أو غيره ، ويغفلون باقي الآثار التي لاتنطبق عليه .
أو يبقون على جزءٍ من الأثر الموافق لمرادهم ، ويحذفون الباقي ؛ لأنه يهدم قولهم ، ويعود عليه بالبطلان ، وكيف يصح الاستدلال بجزء من أثر، وترك الجزء الآخر ؟!.
ومن الأمثلة عليه :
1_ أن بعض الآثار تدل على أن السفياني سيكون بالشام وفي دمشق بالتحديد ، وليس بالعراق كما يقولون .
2_أهملوا صفة للسفياني وردت في بعض الآثار التي استدلوا بها وهي «به أثر العبادة» .
3_ ورد في أحد الآثار :( السفياني حديث السن جعد الشعر أبيض مديد الجسم أصبعه الوسطى شلاء ) فأثبتوا جعد الشعر أبيض، وحذفوا باقي الصفات : حديث السن، و أصبعه الوسطى شلاء .
4_ في بعض الآثار أن السفياني اسمه : عبدالله، ويملك حمل امرأة ، أي مدة حكمه تسعة أشهر .
فتركوا هذه الآثار مع أن بابها واحد ، ومخَرجها واحد .
وتتبع ذلك يطول ، والمراد هو بيان التعسف والتكلف في تنزيل هذه الآثار .
وعلى كل حال فإن القول بأن حاكم العراق صدام حسين أو غيره هو السفياني ، زعم باطل ، ورجم بالغيب، وجهالة بالحكم .
وعلى تقدير صحتها فإن ماجاء عن السفياني يختلف عن الأشخاص المنزل عليهم زماناً ومكاناً وأحوالاً، للتباين بين الأحداث والوقائع الكائنة لحاكم العراق، وبين أخبار السفياني وأحداثه وأزمنته وأمكنته ([983]).
المبحث الرابع : تقويم هذه الكتب في ضوء الضوابط المعتبرة .
تمهيد :
المتأمل في كثير من الكتب والمقالات في السفياني يجد خللاً واضحاً وجلياً للضوابط العامة في التعامل مع نصوص المستقبل فضلاً عن الضوابط الخاصة ، وسوف أشير لبعض هذا الخلل حسب تقسيم الضوابط .
أولاً : الإخلال بالضوابط المتعلقة بمصادر التلقي وذلك من الأوجه التالية :
1_عدم الاقتصار على نصوص الوحيين ؛ القرآن الكريم والسنة النبوية ، خاصة أن الأمر متعلق بالمستقبل والغيب .
بل نجدهم يعتمدون على مصادر أخرى دون تمحيص ولا تمييز ككتب أهل الكتاب ومخطوطات لاوجود لها .([984])
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أضافوا إليها تفسيرات إسرائيلية حديثة كتفسير دانيال لـ(إيرنسايد)، وتفسير أشعيا لـ(ناشد حنا) ، وتفسير حزقيال لـ(رشاد فكري) .
2_ ماذكروه من أحاديث وآثار، لم ينهجوا فيها منهج أهل العلم بجمع الروايات وألفاظها ، ثم التحقق من ثبوتها بدراسة أسانيدها دراسة حديثية، وإنما اكتفوا بإيراد الإمام نعيم بن حماد لها في كتابه الفتن، محتجين بأنه شيخ البخاري .
ثانياً : الإخلال بالضوابط المتعلقة بمنهج الاستدلال وذلك من الأوجه التالية :
1_ عدم الاقتصار على الألفاظ الواردة في النصوص _ على التسليم بصحتها _ بل بحثوا عن ألفاظ أخرى في كتب أهل الكتاب وغيرها كالآشوري .
2_عدم مطابقة الصفات الواردة في الآثار عن السفياني على الأشخاص الذين نزلت عليهم .
ومن ذلك أن السفياني من بني أمية، والأشخاص الذين نزل عليه لايعرف أنهم منهم .
بالإضافة إلى أن السفياني يخرج من دمشق، وأصبعه الوسطى شلاء، واسمه عبدالله أبو عبدالإله، ويملك مدة تسعة أشهر وراياته حمر، وأنه أعور العين أو أخوصها، وأنه مشوه ، وغيرها من الصفات التي لا تنطبق مطلقاً على من زعم فيهم أنهم السفياني .
وقد سبق بيان أن الاشتراك في الاسم والصفة بين النص والواقع لايلزم منه التطابق ، فقد تنطبق صفة أو عدد من الصفات، ومع ذلك لايصح تنزيل النص على معين إلا بعد انطباق كل الصفات عليه ، وإلا عادت بعض الصفات على قولهم وتنزيلهم بالبطلان .
3_ لوي أعناق النصوص الواردة في السفياني وغيره حتى توافق مسلكهم وطريقتهم، فيضعون أصولاً من بنيات عقولهم ثم يلوون لها النصوص لتوافق أصولهم المخترعة، ويتعسفون في تطبيقها على غير واقعها، فهذا النص يدل على فلان ، وهذا يدل على فلان ، والثالث على صدام ، وأقوالهم معارضة بأقوال أخرى.
وفي ظل هذا كله غاب المنهج الصحيح عندهم في الاستنباط والفهم والاستقراء، وكان الواجب أن يثبت النص ثم يفهمه فهماً جيداً وفق ضوابط فهم النصوص ثم يترك الواقع هو الذي يفسر النص بعيداً عن التكلف والتعسف .
ثالثاً : الإخلال بالضوابط المتعلقة بمن يقوم بتنزيل النصوص على الواقع، وذلك من الأوجه التالية :
1_ يتضح من بعض الكتابات أنها لم تلتزم الموضوعية ولم تتخلص من الهوى ، ورغبات النفس ، وضغط الواقع بأحداثه العظيمة ، وهذا ظاهر من التكلف في حمل بعض الآثار على أشخاص ، وتعليق النصر وخروج الأمة مما هي فيه عليه ، كما قال الدكتور فاروق الدسوقي : (( إلى فخامة الرئيس العراقي صدام حسين، أيها الجابر، أيها الأزهر، قائد أولي البأس الشديد)) ([985]).
2_ لم يرجعوا إلى كلام العلماء في السفياني ، وإنما هي اجتهادات فردية من أناس أغلبهم غير متخصصن في العلم الشرعي .
بل نجد أن بعضهم يعتمد على بعض ، فمثلاً أمين محمد جمال الدين يتابع محمد عيسى داود ، وهذا الآخير صحفي ولم يعرف بالعلم الشرعي ، فهل يصلح أن يكون مرجعاً ؟!.
ونجد أن الدكتور فاروق الدسوقي يثني على سعيد أيوب صاحب كتاب (المسيح الدجال قراءة سياسية في أصول الديانات الكبرى)، ومحمد عيسى داود صاحب كتاب ( المسيخ الدجال يغزو العالم من مثلث برمودا) قائلاً : " فكل منهما رائد في مجاله ، وبقية المكتوب عن المسيح الدجال حديثاً عالة عليهما ، وإقراراً بالفضل لله تعالى ، ثم لصاحبه أقول : إن المؤلفين الفاضلين _وبخاصة الثاني _ قد فتحا أمامي آفاقاً جديدة في علم أشراط الساعة بإزالة بعض علامات الاستفهام حول مطابقة نصوص الوحي ، قرآناً وسنة بالأحداث المعاصرة "([986]).
3_ كانت العجلة وعدم التأني والتردد، سمة واضحة في مثل هذه الكتابات، فتارة يدعون أن السفياني هو صدام حسين وتارة يدعون أنه غيره ، ولذا يقول بعض الكتاب :( لقد حق لصدام حسين البعثي أن يقع في حيرة، فتارة يقولون هو الآشوري، وتارة هو المهدي المنتظر، وتارة السفياني، وأحسب أن صداماً لومات لانهارت كل هذه التخرصات، ولقال المتشبثون بها يومئذ :
أمنية ظفرت نفسي بها زمناً
واليوم أحسبها أضغاث أحلام
وقد مات صدام، ومات غيره من الذين ادعي فيهم السفياني ، وسقطت تلك الأقوال .
ومع ذلك مازال البعض مصراً على أن صدام حسين لم يمت، وأن الذي مات هو شبيهه ([987]).
والبعض الآخر ذهب يبحث عن شخصيات وأحداث ينزل عليها السفياني .
وقد وقفت في أثناء البحث على كتاب بعنوان : ( السفياني : صدام آخر على وشك الظهور) لمنصور عبدالحكيم ، وقد ادعى فيه المؤلف أن السفياني هو أمريكا وحلفاؤها من أفراد المعارضة العراقية الذين يحكمون العراق الآن في المنطقة الخضراء تحت حماية قوات الاحتلال.([988]).
قلت : ويبقى كل قول في السفياني يفتقد إلى الدليل الشرعي الصحيح والصريح، المبني على الفهم السليم للنص، دون تخرص وعواطف ومجارات للأحداث والوقائع .
قال تعالى : ﴿ قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلا تَخْرُصُونَ ﴾ [ الأنعام : 148].
الخاتمة
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ، لا إله إلا أنت سبحانك، والصلاة والسلام على نبيك ورسولك محمد بن عبدالله >، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد: فإني لا أدعي الكمال والإحاطة ، وحسبي أني بذلت في هذا البحث قصارى جهدي، وكامل مكنتي، فإن أصبت فهو من الله، فله الفضل، وإن أخطأت فهو من نفسي ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء، وأستغفر الله وأتوب إليه .
وهذا عرض لأبرز نتائج البحث التي توصلت إليها :
أهمية العناية بموضوع الفتن وأشراط الساعة، وتأصيل المسائل فيها؛ لارتباطها بحياة المسلم في حاضره ومستقبله .
وتتضح أهمية موضوع الفتن وأشراط الساعة من خلال مسألتين :
الأولى : أن النبي > اهتمام بها اهتماماً عظيماً، ويتجلى ذلك في الكم الكبير من النصوص التي تبين وتشرح كيفية التعامل معها، وتذكر الحِكم من والغاية من الإخبار عنها.
الثانية : المؤلفات الكثيرة التي صنفها أهل العلم فيهما، لتحذير الناس وإيقاظهم من غفلتهم.
تباينت آراء الناس في موقفهم من نصوص الفتن وأشراط الساعة، مابين مثبت لها، ومقر بما ورد فيها، ومابين منكر لبعضها، وصارف لبعضها الآخر عن ظاهرها.
مسألة تنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة على الوقائع والحوادث، قد وجدت في العصور المتقدمة، وقد أشار لها العلماء أثناء ردودهم على بعض من نزل فأخطأ التنزيل، لكنها كانت قليلة لا تكاد تذكر .
وأما في العصور المتأخرة فقد أصبحت ظاهرة، وألفت فيها مؤلفات عديدة.
المراد بالتنزيل : هو الحكم على الأشخاص والحوادث المعينة الماضية أوالحاضرة أوالمستقبلة، بما تضمنته نصوص الفتن وأشراط الساعة، على سبيل الجزم والقطع.
جرى الخُلف في حكم تنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة على قولين :
الأول : من يرى أن تنزل النصوص، مع تحديد المسميات والأشخاص، والجزم بذلك في بعض الأحيان، وصرف للنصوص عن ظاهرها حتى تتوافق دلالة النص اللفظية مع دلالته على الواقع .
الثاني :من يرى أن ما أخبر به النبي > واقع كما أخبر، لكن يجب البعد عن الجزم بتنزيل النصوص على حوادث معينة وتواريخ محدده،لم يرد في تحديدها نص، فما تركه النبي r بلا تحديد فيجب أن يترك بلا تحديد.
ماحصل من الخوض في تنزيل النصوص فمرجعه إلى ثلاثة أسباب رئيسة :
الأول: الخطأ في تحديد الأصول التي تتلقى منها أخبار الفتن وأشراط الساعة.
الثاني : الخطأ في طريقة التعامل مع النصوص.
الثالث: أخطاء خاصة بالأشخاص الذين قاموا بتنزيل النصوص على الوقائع.
وتحت كل سبب من هذه الأسباب يتفرع عدد ٌمن الأسباب.
لقد كان للفهم الخاطئ لنصوص الفتن وأشراط الساعة أولاً، ثم محاولة تنزيلها على الوقائع والأحداث والأشخاص ثانياً، آثار عظيمة، لو تأملها المنزلون لكانت سبباً في إحجامهم عن الخوض فيما لم يتبين لهم .
نصوص الفتن وأشراط الساعة ليست بمعزل عن بقية نصوص القرآن والسنة، ولذا يجب فهمهما وفق الضوابط المعتبرة التي وضعها أهل العلم في التعامل مع النصوص، وقد ذكر العلماء ضوابط لفهم نصوص الفتن وأشراط الساعة، موجودة مبعثرة في تطبيقات العلماء،ومذكورة في أثناء حديثهم عن الفتن وأشراط الساعة.
وهي تنقسم إلى أربعة أقسام رئيسة، وتحت كل قسم عدد من الضوابط الفرعية، على النحو التالي:
القسم الأول: ضوابط تتعلق بمصادر التلقي، ويندرج تحته ثلاثة ضوابط فرعية.
القسم الثاني: ضوابط تتعلق بمنهج الاستدلال، ويندرج تحته عشرة ضوابط فرعية.
القسم الثالث: ضوابط تتعلق بمن يقوم بتنزيل النص على الواقع، ويندرج تحته ستة ضوابط فرعية .
القسم الرابع: ضوابط تتعلق بالحوادث والوقائع المنزل عليها، ويندرج تحته خمسة ضوابط فرعية .
السفياني من الشخصيات التي حظيت بمزيد اهتمام وعناية من بعض الكتاب، في محاولة للبحث عن شخص تنطبق عليه صفاته. ويمكن تلخيص أهم مايتعلق بالسفياني في النقاط التالية :
ورد في السفياني بعض الأحاديث، وكثير من الآثار عن الصحابة ومن بعدهم ، وهي لا تخلو من ضعف، وأكثر الكتب استيعاباً لها هو كتاب الفتن للإمام نعيم بن حماد رحمه الله تعالى.
تباينت الآراء في قبول أخبار السفياني إلى فريقين :
الأول: فريق يكتفي بذكر السفياني فقط.
الثاني: فريق يشكك في أخبار السفياني ورواياته، وينسب وضعها إلى
أشخاص، أو أسباب مختلفة.
والسبب هوكثرة المرويات فيه، والاختلاف في الحكم عليها.
الكتب والمقالات الحديثة والمعاصرة عن السفياني، لم تقم على منهج علمي صحيح في التعامل مع ماورد فيه، وفهم سليم للواقع المراد تنزيله عليه.
ينبغي أن يكون المرجع في قبول أمر السفياني أو رده، هو المرويات الواردة فيه، فإن ثبتت بالسند الصحيح، وخلا متنها من علة قُبلت، وإلا فهي من قسم المردود.
والحمد لله أولاً وآخراً ، وظاهراً وباطناً، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الفهارس العامة
فهرس الآيات القرآنية .
فهرس الأحاديث والآثار .
فهرس الأعلام المترجم لهم .
فهرس المصادر والمراجع .
فهرس الموضوعات .
فهرس الآيات القرآنية
الآية
رقمها
الصفحة
سورة البقرة
﴿ ذلك الكتاب لاريب فيه ﴾
1
64
﴿ الذين يؤمنون بالغيب ﴾
3
215
﴿ وَالفِتنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتْلِ ﴾
191
22
﴿ وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَتَكُونَ فِتْنَةٌ ﴾
193
24
﴿ وَالفِتْنَةُ أَكْبرُ َمِنَ القَتْلِ ﴾
217
23
سورة آل عمران
﴿ فَأَمّا الَّذيْنَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَاتَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ ﴾
7
23
﴿ زُينَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ والقناطير
الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضّةِ ...﴾
14
46/47
سورة النساء
﴿ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ
سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً﴾
115
123
﴿ ولو أنهم فعلوا مايوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً ﴾
66
57
سورة المائدة
﴿ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم
الإسلام ديناً ﴾
3
41
﴿ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللهُ إِلَيْكَ ﴾
49
22
سورة الأنعام
﴿حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا
فِيهَا﴾
31
31
﴿ مافرطنا في الكتاب من شيء ﴾
38
63
﴿ قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ
أَنْتُمْ إِلا تَخْرُصُونَ ﴾
148
361
سورة الأنفال
﴿ واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ﴾
25
168
﴿ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَآ أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾
28
45
﴿ حَتَّى لاَتَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الـّدِيْنُ كُلُّه لِلَّهِ ﴾
39
23
سورة التوبة
﴿ لَقَدِ ابْتَغُوا الفِتْنَةَ ﴾
48
23
﴿ وَمِنْهُم مَن يَقُولُ ائْذَن لِي وَلاتَفْتِنِي أَلاَ في الفِتْنَةِ سَقَطُوا ﴾
49
24
﴿،أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ
أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ
يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين﴾َ
109
153/237
سورة يوسف
﴿ إنا أنزلناه قرآناً عربياً ﴾
2
237
سورة الحجر
﴿ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآَتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾
85
31
سورة النحل
﴿ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون ﴾
43
266
﴿وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلا كَلَمْحِ
الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
77
31
﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَافُتِنُوا ﴾
110
23
سورة الإسراء
﴿ ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولاً ﴾
11
271
سورة طه
﴿وقتلت نفساً فنجيناك من الغم وفتناك فتونا﴾
40
23/206
سورة الحج
﴿ ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ﴾
40
279
سورة النور
﴿ فَلْيَحْذَر الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ﴾
63
24
سورة الشعراء
﴿ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ﴾
189
49
سورة النمل
﴿ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دآبة مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ
أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ﴾
82
181
سورة العنكبوت
﴿ أَنْ يَقُوُلُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُون ﴾
2
24
﴿ وَلَقَد فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾
3
24
﴿ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ الله ﴾
10
24
سورة الأحزاب
﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ
وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا﴾
22
67
سورة سبأ
﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ﴾
51
341
سورة الصافات
﴿ مَاأَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفـاتِنِينَ ﴾
162
22
سورة الشورى
﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي
عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾
10
123
سورة الدخان
﴿ وَلَقَد فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَونَ ﴾
17
24
﴿ ذق إنك أنت العزيز الكريم ﴾
49
233
سورة محمد
﴿ إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ﴾
7
279
﴿ فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها ﴾
18
28/33
سورة الحجرات
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا
قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾
6
280
سورة الذاريات
﴿ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ﴾
13
20/21
﴿ ذُوقُوا فِتْنَتَكُم ْ ﴾
14
24
سورة الحشر
﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾
7
123
سورة الممتحنة
﴿ربنا لاتجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ﴾
5
56
سورة القلم
﴿ بِأَييِكُمُ المفْتُونُ ﴾
6
22
سورة البروج
﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُواْ المُؤْمِنِينَ ﴾
10
22
فهرس الأحاديث والآثار([989])
طرف الحديث أو الأثر . رقم الصفحة
أتشهد أني رسول الله 192/281
أحذركم سبع فتن تكون بعدي: فتنة تقبل من المدينة 310
إذا رأيت الناس مرجت عهودهم وخفت أماناتهم 59
إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة 163
إذا عبر السفياني الفرات وبلغ موضعا يقال له عاقرقوفا 308
إذا قتل النفس الزكية وأخوه يقتل بمكة ضيعة 200
إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله 146
إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يُحدث به الناس 140
أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ على رَأْسَ مِائَةٍ سنة منها لا يَبْقَى 31
أشهد أنك الدجال الذي حدثنا عنك رسول الله 95
أعْدُد سِتاً بينَ يَدَيِ الساعةِ : مَوْتِي، 37/51/288
أَلا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ 26/203/220
أما إن ماءها يوشك أن يذهب 290
إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ 27/192
إن الدجال لو خرج في زمانكم لرمته الصبيان بالخذف 259
إن الرؤيا ثلاث : منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم 140
إن الرجل ليحدث بالحديث، فيسمعه من لا يبلغ عقله فهم 268
إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث 259
إن الفتنة تجئ من هاهنا، وأوما بيده نحو الشرق 206
إن الفتنة في آخر الزمان تكون من تحت رجل 93
إن الفتنة هاهنا ، إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان 203
إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها 34
أن بين يدي الساعة الهرج 51
إن بين يدي الساعة أياما، يرفع فيها العلم 69
إن بين يدي الساعة كذَّابِين 292
أن في ثقيف كذاباً ومبيراً 276
إن فيك خصلتين يحبهما الله 271
إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال 45
إن هذه الأمة تبتلى في قبورها 57
إِنْ يَعِشْ هَذَا لا يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ 31
أنا لما دون الدجال أخوف من الدجال 267
إنك عسى أن تلقى عيسى ابن مريم فاقرأه مني السلام 234
إنما هذا القرآن كلام فضعوه على مواضعه 235
إنَّهُ سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ 26
إِنَّهَا أَمَارَةٌ مِنْ أَمَارَاتٍ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ 34
إنها ستكون فتن. ألا ثم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي فيها 62
إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِى 56
إني أنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذره قومه 282
إني، والله! ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم؛ لأن تميماً الداري 190
أيكم يبسط ثوبه فلا ينسى شيئًا سمعه 100
أيّما أهل بيت 49
أيها الناس، تحبون أن يكذب الله ورسوله 267
بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتًّا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا 70/278
بَادِرُوا بِالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا 48/59/70/133
بعثت أنا والساعة كهاتين 32/278
بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج 124
بَينا نحن جُلوس عندَ عمرَ إذ قال: أيكم يَحفَظُ قولَ 25
تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله 258
تقوم الساعة والروم أكثر الناس 271
تكون وقعة بالزوراء 312
ثلاث إذا خرجت لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل 173
جئت يوم الجرعة فإذا رجل جالس فقلت: ليهراقن اليوم هاهنا دماء 95
حتى يصطلح الناس على رجل كورك 44
حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله 267
حفظت من رسول اللّه r جرابين 90
حفظت من رسول الله e وعائين 268
ذاك عرش الشيطان 192
ذكر النبي e اللهم بارك لنا في شامنا 203
الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة 141
رأيت جابر بن عبد الله t يحلف بالله 89
سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ الْخَزَائِنِ 26/43/57
سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ دَجَّالُونَ سَبْعَة وَعِشْرُونَ مِنْهُمْ أَرْبَع نِسْوَة 292
سيكون لبني عمي مدينة من قبل المشرق بين دجلة ودجيل 305
صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ e الْفَجْرَ وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا 63
العبادة في الهرج كهجرة إلي 58
عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد 61
عمارة بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة 233/257
فإني لأرى الفتنَ تقعُ خلال بيوتكم كوقع القطر 25/42
فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تُكفِّرها الصلاة والصدقة 50
فخير الناس يومئذ مؤمن معتزل في شعب من الشعاب 51
فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ 68
في آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب 134
في أمتي كذابون و دجالون 293
قَامَ فِينَا النَّبِيُّ e مَقَامًا فَأَخْبَرَنَا عَنْ بَدْءِ الْخَلْقِ 63
قام فينا رسول الله e مقاماً ماترك شيئاً يكون 43
قد سهل لكم من أمركم 165
قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الأَرْضِ قَالَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا 69
كان الناس يسألون رسول الله e عن الخير، وكنت أسأله عن الشر 60
كُنْ كَابْنِ آدَمَ 56
كنا قعودا عند رسول الله e فذكر الفتن فأكثر في ذكرها 44
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ e فِي سَفَرٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً 67
كنت مع النبي e في حائط من حيطان المدينة 66
كيف أنت إذا أصاب الناس موتٌ يكون البيت فيه بالوصيف 59
كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب 282
لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ 71
لا تحدثوا الناس بما لا يعلمون فتضروهم 268
لا تذهب الدنيا حتى تكون رابطة من المسلمين بموضع يقال له : بولان 158
لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض 60
لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَاز 32
لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين 293
لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون 293
لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان فيكون بينهما مقتلة 292
لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال، فيفيض 120
لا تقوم الساعة حتى يمرَّ الرجل بقبر الرجل 58
لا يَأْتِي زَمَان إِلا وَاَلَّذِي بَعْده شَرّ مِنْهُ 292
لاتقوم الساعة 37
لَقَدْ خَطَبَنَا النَّبِيُّ e خُطْبَةً مَا تَرَكَ فِيهَا شَيْئًا إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ 63
لم يبق من النبوة إلا المبشرات 140
اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا 54/203
لو شئت أن لا انتعل حتى أضع رجلي حيث تخرج الدابة 234
لوددتُ أنّ عندي مئة رجل قلوبهم من ذهب 69
ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض 283
ما المسؤول عنها بأعلم من السائل 29/32
ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة) 268
مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ 46/47
ما هذه إلا حيصة من حيصات الفتن وبقيت الرداح المطبقة 266
ماأخاف على هذه الأمة من مؤمن ينهاه إيمانه ولا من فاسق بين فسقه 213
ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء 26
مدينة هرقل تفتح أولاً يعني قسطنطينية 258
مكتوب بين عينيه كافر 214
من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة 145
من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد e 145
مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَظْهَرَ الْجَهْلُ وَيَقِلَّ الْعِلْمُ 291
من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل 58
مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبين 219
من هاهنا جاءت الفتن نحو المشرق 54
منعت العراق درهمها وقفيزها 121
منهن ثلاث لايكدْن يَذَرْنَ شيئاً، ومنهن فتنٌ كرياح الصيف 43/52
هل بالعراق أرض يقال لها خراسان 207
هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى قَالُوا لا قَالَ فَإِنِّي لأَرَى الْفِتَنَ 25
هو أهون على الله من ذلك 210
وماذا أعددت لها 70
ويح عمار، تقتله الفئة الباغية 274
ويلك وما أعددت لها 70
يا محمد، أخبرني متى الساعة 29
يارسول الله إن شئت حدثتك بعلامتين تكونان قبلها 34
ياعوفُ احفظ خلالاً ستاً بين يدي الساعة 51
يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى الشح ويكثر الهرج 116/163
يحشر الناس على ثلاث طرائق : راغبين وراهبين واثنان على بعير 199
يخرج السفياني حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشاً 317
يخرج رجل يقال له : السفياني في عمق دمشق 301
يخرج قوم من أمتي يقرءون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء 275
يَدْرُس الإِسْلام كَمَا يَدْرُس وَشْي الثَّوْب 292
يكون بينكم وبين الروم صلح آمن 93
يمر أوائلهم على بحيرة طبرية 290
ينبغي للعالم أن يكون بمنزلة الطباخ الحاذق 268
يوشك الفرات أن يحسر 214
يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال 62/273
فهرس الأعلام المترجم لهم
ابن أبي العز 230
ابن الأثير 28
ابن الأعرابي 20
ابن الجوزي 23
ابن بطّال 43
ابن حبيب عبدالملك بن حبيب 80
ابن خلدون 130
ابن فارس 18
ابن قدامة 64
ابن كثير 46
ابن منظور 19
أبو الخطاب بن دحية ............................................. .....315
أبو عمرو الداني 80
أحمد بن محمد بن الصديق الغماري 84
أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي 64
أحمد بن محمد شاكر 238
الأزهري 19
البيهقي أحمد بن الحسين بن علي 33
الجونبوري 265
الجوهري 18
الحسين بن الحسن الحليمي 33
حمود بن عبد الله التويجري 39
حنبل بن إسحاق 40
خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان 342
الخطيب البغدادي 102
الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي 20
الراغب الأصفهاني 19
الزجاج 30
الزمخشري 19
سعد بن حمد بن عتيق 92
الشاطبي 236
الشوكاني 161
صديق بن حسن خان 113
عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن محمد المعلمي 264
عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الاندلسي 206
عبدالجليل بن موسى بن عبدالجليل الأندلسي القصري 209
عبدالعزيز بن باز 144
عبدالله بن علي القصيمي 131
علي بن محمد بن علي الجرجاني 22
الفيروزآبادي 23
الكرماني 205
المباركفوري 48
محمد بن أحمد أبو عبد الله، القرطبي 28
محمد بن أحمد بن سالم السفاريني 114
محمد بن خلفة بن عمر الأبي الوشتاتي المالكي 234
محمد بن رسول البرزنجي 112
محمد بن سيف العتيبي (جهيمان) 85
محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي 152
محمد رشيد رضا 131
محمد عبد الرؤوف المناوي 65
محمد عبده 78
محمد ناصر الدين الألباني 168
مصعب بن عبدالله بن مصعب الزبيري 342
نُعيم بن حماد 38
النفس الزكية 200
نوستراداموس 146
ياقوت الحموي 291
فهرس المصادر والمراجع
أ- المؤلفات المطبوعة :
أبجد العلوم، صديق حسن خان، تحقيق : عبد الجبار زكار، ط. بدون ( بيروت : دار الكتب العلمية 1978م)
إبطال دعوى الخروج ليأجوج ومأجوج،الشيخ عبدالكريم الحميد، (بدون معلومات نشر )
أبو الأعلى المودودي ، حياته وفكره والعقدي ، حمد بن صادق الجمال، الأولى (جده : دار المدني 1406هـ).
اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر ، د. فهد بن عبدالرحمن الرومي ، ط.الثالثة (بيروت: مؤسسة الرسالة 1418هـ/1997م).
الاتجاهات العقلانية الحديثة، الدكتور ناصر بن عبدالكريم العقل، ط.الأولى ( الرياض: دار الفضيلة 1422هـ/2001م)
إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة ، الشيخ حمود بن عبدالله التويجري، ط.الثانية ( الرياض : دار الصميعي 1414هـ )
إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ، أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري ، تحقق : دار المشكاة للبحث العلمي بإشراف أبو تميم ياسر بن إبراهيم ، ط.بدون ( الرياض: دار الوطن 1420هـ/ 1999م).



إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة بين أطراف العشرة ، ابن حجر العسقلاني، تحقيق د. عبدالعليم عبدالعظيم البستوي ، الأولى(المدينة : مجمع الملك فهد 1417هـ /1997م).
أثر التشيع على الروايات التاريخية في القرن الأول الهجري ، د. عبدالعزيز محمد نور ولي ، الأولى (المدينة : دار الخضري 1417هـ).
أثر أهل الكتاب في الفتن والحروب الأهلية في القرن الأول، د. جميل عبدالله المصري، ط. الأولى ( المدينة : مكتبة الدار 1410هـ )
الاجتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر ، الشيخ حمود بن عبدالله التويجري ، ط. بدون ( بريدة : دار العليان، بدون).
الأجسام الطائرة المجهولة ، دراسة وتحليل ، فايز فوق العادة ،
الأجسام الطائرة المجهولة ، عدد من المؤلفين الغربيين ، ترجمة : ماجد علاء الدين محمد مخلوف ، الأولى( دمشق : دار علاء الدين 1993م).
أحاديث سيد المرسلين عن حوادث القرن العشرين ،عبدالعزيز عز الدين السيروان، ط. الأولى ( بيروت : دار الآفاق الجديدة 1402هـ / 1982م )
أحاديث معجزات الرسول r التي ظهرت في زماننا ، أ.د : عبدالمهدي عبدالقادر عبدالهادي، ط الأولى ( مصر: مكتبة الإيمان، 1422هـ / 2001م )
أحداث السنوات القادمة ، مراد محمد محمود الدش ،ط.بدون (بدون1998م).
احذروا الدجال فإنه آتٍ ، تأليف : فاروق نواف السريحين ، ط. الأولى
( عمان : دار البشير 2004م).
احذروا المسيح الدجال يحكم العالم من جزيرة برمودا، محمد عيسى داود، ط. بدون ( القاهرة : المختار الإسلامي 1411هـ)
أخبار المدينة النبوية ، لأبي زيد عمر بن شبه النميري البصري، تعلق: الشيخ عبدالله بن محمد الدرويش، الأولى ( بريدة : دار العليان 1411هـ/ 1990م).
الإذاعة بأحداث قيام الساعة ، محمد عبدالحليم عبد الفتاح ، الأولى ( دمشق: دار الكتاب العربي 2007م).
الإذاعة لما كان ويكون بين يدي الساعة، محمد صديق خان ، عناية : بسام عبدالوهاب الجابي، ط.الثانية (بيروت : دار ابن حزم 1426هـ/2005م)
الأرض المقدسة بين الماضي والحاضر والمستقبل ، إبراهيم العلي ،الأولى (لندن: منشورات فلسطين المسلمة 1996م).
أسئلة العصر المحيرة ، محمد فتح الله كولن، ترجمة : أروخان محمد علي ، ط.الثانية ( القاهرة : دار النيل 1426هـ).
الاستدراكات على سزكين ، إعداد مجموعة من الباحثين ط. الأولى(الدمام : دار ابن الجوزي 1422هـ)
الاستقامة، شيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق : محمد رشاد سالم ،ط. الأولى ( الرياض : دار الفضيلة 1420هـ/2000م)
استقراء علمي تاريخي ديني يكشف أحداث السنوات القادمة من قيام إسرائيل 1948م- إلى نهاية 2257 ، مراد محمد محمود الدمش، ط. بدون ( بدون 1998م)
أسرار الساعة وهجوم الغرب، محمد عيسى داود، ط. بدون ( القاهرة : مدبولي الصغير 1998م)
أسرار الصحون الطائرة ، سهيل ديب ، الثانية ( بيروت : دار النفائس 1409هـ/ 1989م).
الإسلام والاتجاهات العلمية المعاصرة ، د. يحيى هاشم حسن فرغل، ط.بدون ( القاهرة : دار المعارف ، بدون ).
الإسلام والحركات الإسلامية في ملفات صدام حسين وحزبه ، محمد الأسعد ، ط.بدون (الرياض : الشركة السعودية للأبحاث ، بدون).
الإشاعة لأشراط الساعة، محمد بن رسول البرزنجي ، عناية: حسين محمد شكري،ط.الثالثة ( بيروت: دار المنهاج 1421هـ/2000م)
أشراط الساعة ، يوسف الوابل ، ط السادسة ( الدمام: دار ابن الجوزي ، 1416هـ)
أشراط الساعة الصغرى والكبرى ، عز الدين حسين الشيخ، الأولى ( الرياض : دار الهديان 1413هـ).
أشراط الساعة الكبرى في ضوء القرآن الكريم ، د. فهد بن عبدالعزيز الفاضل، الأولى ( الرياض: دار طيبة 1425هـ/ 2004م).
أشراط الساعة الكبرى وما تحقق منها ، أبو أنس ماجد البنكاني، الأولى
( مصر: مكتبة العلوم والحاكم 1424هـ).
اشراط الساعة في ظهور ، أسامة نعيم مصطفى ، الأولى (عمان: دار الثقافة 1423هـ / 2003م).
إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم ، حسين بن محمد الدامغاني، ط. الرابعة ( بيروت : دار العلم للملايين 1983م.)
أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة ، تأليف : نخبة من العلماء، ط. بدون ( المدينة : مجمع الملك فهد ، 1421هـ).
أصول الدين الإسلامي ، د. قحطان عبدالرحمن الدوسري ، ود. رشدي محمد عليان ، ط.الأولى ( عمان : دار الفكر 1416هـ/ 1996م).
أصول السنة ، أبي عبدالله محمد بن عبدالله الأندلسي المشهور بابن أبي زمنين، تحقيق : عبدالله بن محمد البخاري ، الأولى ( المدينة : مكتبة الغرباء الأثرية 1415هـ).
أصول فهم الأحاديث، سعيد النورسي، ط. الأولى ( بغداد : مطبعة الحوادث 1409هـ/1989م)
أضواء على السنة المحمديه ، محمود أبو رية ،ط. الخامسة ( القاهرة : دار المعارف 1980م)
الأطباق الطائرة ، تاريخ وقائع أحداث ، خالد العرفي ، الأولى (بيروت: مؤسسة الرحاب الحديثة 1994م).
الأطباق الطائرة ، ريتا .ج. غليمان / مارسيا سيلفسون، ترجمة: طلب أبو مهادي ، ط.بدون ( سوريا : دار الكتاب العربي).
الأطباق الطائرة حقيقة أم خيال ، محمد عبده يماني ، الأولى ( بدون معلومات نشر 1400هـ/ 1980م).
إظهار العقيدة السنية بشرح العقيدة الطحاوية ، عبدالله الهروي المعروف بالحبشي ، ط.الثالثة (بيروت : دار المشاريع 1417هـ).
إعانة المتعالي لرد كيد الغزالي ، الشيخ عبدالكريم بن صالح الحميد ، الأولى (بدون 1410هـ).
الاعتصام، الإمام أبي إسحاق إبراهيم الشاطبي، تحقيق : سليم الهلالي ، ط.الأولى ( الخبر : دار ابن عفان 1412هـ/1992م)
اعتقاد أهل السنة أصحاب الحديث ، د. محمد بن عبدالرحمن الخميس ، ط. الأولى ( الرياض : دار الصميعي 1414هـ/1994م).
الإعجاز العددي في القرآن بين الحقيقة والوهم ، فاتح حسني محمود. ط.الأولى (عمان : دار جهينة 1424هـ/ 2003م).
الإعجاز العددي للقرآن الكريم ، عبدالرزاق نوفل، ط.الأولى (القاهرة: دار ابن الهيثم 1426هـ/ 2005م).
الإعجاز العددي للقرآن الكريم ، عبدالرزاق نوفل، ط5 (بيروت: دار الكتاب العربي 1407هـ).
الإعجاز العلمي في أسرار القرآن الكريم والسنة النبوية ، محمد حسني يوسف، ط.الأولى (دمشق: دار الكتاب العربي 2006م).
أعظم أسرار الأجسام الطائرة المجهولة في العالم ، نيجيل بلوند يل، روجربور، ترجمة : سعيد أحمد الحكيم ، ط. بدون ( بغداد : دار الشؤون الثقافية 1988م).
إعلام السنن في شرح صحيح البخاري، أبي سليمان حمد بن محمد الخطابي، تحقيق : د. يوسف الكتاني ، ط. بدون ( الطبعة المغربية )
إعلام الموقعين، الإمام ابن قيم الجوزية، ط. بدون ( بيروت: دار الجيل، بدون)
إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس ، محمد دياب الأتليدي ، ط.الأولى (بيروت : دار صادر 1410هـ).
أعلام النبوة ، أبو الحسن علي بن محمد الماوردي الشافعي ، تحقيق : محمد شريف سكر، ط.الثانية (بيروت: دار إحياء العلوم 1412هـ).
أعلام النبوة لأبي الحسن علي بن محمد الماوردي الشافعي ، بمراجعة : طه عبدالرؤوف سعد ، ط. الأولى ( بيروت : دار مكتبة الهلال 1409هـ)
الأعلام، قاموس تراجم، خير الدين الزركلي، ط. العاشرة ( بيروت : دار العلم للملايين 1992م)
الأعور الدجال، أميريكين، الأولى ( بيروت : دار قتيبة 1411هـ/ 1990م).
إقامة البرهان على نزول عيسى آخر الزمان ، عبدالله محمد الصديق الغماري ، ط.3 ( بيروت : عالم الكتب 1410هـ).
اقترب خروج المسيح الدجال، هشام كمال عبدالحميد،ط. الأولى ( بيروت : دار الكتاب العربي 2006م)
اقترب ظهور المهدي ، محمود المصري أبو عمار ، ط.الأولى (القاهرة: مؤسسة قرطبة 1424هـ 2003م).
اقتربت الساعة، أحمد عبدالرحمن،ط.الأولى (الإسكندرية: مكتبة حميدو، بدون)
اقتربت الساعة ، أسامه يوسف رحمة، ط. الثالثة ( بيروت : دار قتيبة 1426هـ /2005م)
اقتربت الساعة وظهر معظم علاماتها ، علي عبدالمحسن جبر ، ط.الأولى (القاهرة : دار الصحوة 1415هـ/ 1995م).
إكمال إكمال المعلم لفوائد كتاب مسلم، أبي عبدالله محمد بن خلف الأبي، ، ط. بدون ( بيروت : دار الكتب العلمية بدون )
أكمل البيان في شرح حديث نجد قرن الشيطان ، حكيم محمد أشرف سندهو ، تحقيق: عبدالقادر بن حبيب الله السندي ، ط. الأولى ( الباكستان : حديث أكادمي 1402هـ/ 1982م)
أمارات الساعة ، عبدالكريم نصر ، الأولى ( سوريا : دار الرضوان 2000م).
الإمبراطورية الأمريكية ، البداية والنهاية ، منصور عبدالحكيم، الأولى ( دمشق: دار الكتاب العربي 2005م).
إنباه الرواة على أنباه النحاة ، علي بن يوسف القفطي ، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم ، ط. بدون ( القاهرة : دار الكتب المصرية 1369هـ).
انتبهوا .. الدجال يجتاح العالم ، محمد منير إدلبي، ط.بدون ( دمشق : دار الأوائل 2002)
الإنسان الحائر بين العلم والخرافة ، د. عبدالمحسن صالح ، ط.بدون (الكويت : عالم المعرفة 1399هـ).
الإنسان وقواه الخفية، كولن ولس، ترجمة : سامي خشبه ،ط. الرابعة( بيروت: دار الآداب 1982م).
الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة ، الشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلمي ، ط.الثانية ( بيروت: المكتب الإسلامي 1405هـ/ 1985م).
أوراق ماسونية سرية للغاية ، منصور عبدالحكيم ، الأولى ( دمشق: دار الكتاب العربي 2006م).
الآيات الشعر قبل الساعة والحشر، مجدي محمد الشهاوي ، ط.بدون (القاهرة : دار الطلائع ، بدون).
الأيام الآخيرة من عمر الزمن ، عدنان طه، ط. الأولى ( بيروت : دار البيارق 1418هـ/1997م) .
إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجه، الشيخ حمود بن عبدالله التويجري، ط. الأولى ( الرياض : مؤسسة النور ، بدون )
الإيمان بالغيب، بسام سلامة، ط.الأولى (الأردن : مكتبة المنار 1403هـ/1983م) .
الإيمان باليوم الآخر ، أسعد محمد سعيد الصاغريجي ، الأولى ( جده: دار القبلة 1413هـ).
البحث عن حقيقة الأطباق الطائرة، د. طالب ناهي الخفاجي، الأولى ( بدون: الدار العربية للموسوعات 1987م).
بدائع الفوائد، الإمام ابن قيم الجوزية، ط.بدون ( بيروت : دار الكتاب العربي ، بدون )
البداية والنهاية ، الإمام الحافظ إسماعيل ابن كثير القرشي الدمشقي، تحقيق : د.عبدالله بن عبدالمحسن التركي ،ط. الأولى ( بدون: دار هجر 1419هـ/1998م)
البداية والنهاية لأمة بني إسرائيل ، أحمد أحمد علي السقا ، الأولى (دمشق: دار الكتاب العربي 2004م).
البدر الطالع بمحاسن القرن السابع، محمد بن علي الشوكاني ، ط.( القاهرة : مكتبة ابن تيمية )
براهين على أن الإسلام هو الحقيقة التي يبحثون عنها، محمود عبدالرؤف قاسم، ط.الرابعة ( عمان : دار البشير 1415هـ/1995م)
برمودا المثلث الملعون ، مجدي سيد عبدالعزيز ، ط. الأولى ( القاهرة : دار الأمين 1422هـ2001م)
بشرى البشر في حقيقة المهدي المنتظر ، محمود الغرباوي ، الأولى (دمشق : دار الكتاب العربي 2004م).
البعد الديني في الصراع العربي الإسرائيلي، محمد الحسيني إسماعيل، ط. الأولى ( القاهرة : مكتبة وهبة،2000م)
بلاد الحجاز معقل الإيمان في آخر الزمان والوعد الحق ،منصور عبدالحكيم ، ط. الأولى ( بيروت : دار الكتاب العربي 2006م)
البيان النبوي بانتصار العراقيين على الروم والترك ، وتدمير إسرائيل وتحرير الأقصى ، فاروق الدسوقي، ط. الثانية ( بدون: 1418هـ )
بين يدي الدجال ، أبو بكر العدني بن علي المشهور ، ط.بدون ( حضرموت: دار الفقيه ).
بين يدي الساعة من القرآن الكريم والسنة المطهرة ، د. عبدالباقي أحمد محمد سلامة ، الأولى (الرياض : مكتبة المعارف 1401هـ).
التاريخ الإسلامي وفكرة القرن العشرين ، دراسة نقدية في تفسير التاريخ ، د. فاروق عمر ، الثانية ( بغداد : مكتبة النهضة 1985م).
تبصير القانع في الجمع بين شرحي ابن شطي وابن مانع على العقيدة السفارينية، وعليها بعض التصحيحات والحواشي للعلامة الشيخ محمد بن سليمان بن عبدالله الجراح، جمع وترتيب : ياسر بن إبراهيم المزروعي، الأولى (بيروت : دار البشائر الإسلامية 1420هـ).
تحذير الخلان من فتنة آخر الزمان المسيح الدجال ، ماجد البنكاني، الأولى ( عمان : دار النفائس 1425هـ/ 2005م).
تحذير الخواص من أكاذيب القصاص، الإمام جلال الدين السيوطي ، ط. الثانية (بيروت : المكتب الإسلامي 1404هـ/1984م)
تحذير ذوي الفطن من عبث الخائضين في أشراط الساعة والملاحم والفتن، أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين ، ط. بدون ( بدون : دار الآثار ، بدون )
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ، الشيخ محمد بن عبدالرحمن المباركفوري، ضبط ومراجعة وتصحيح : عبد الرحمن محمد عثمان ،ط.الثانية (بيروت : دار الفكر 1399هـ / 1979م )
تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من روايات الإمام الطبري والمحدثين، د. محمد أمحزون ، الأولى ( الرياض ك دار طيبة 1415هـ/ 1994م).
التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة ،الإمام أبي عبدالله القرطبي،
تحقيق : د. الصادق بن محمد بن إبراهيم ، ط.الأولى ( الرياض : مكتبة دار المنهاج 1425هـ )
ترقبوا ظهور المسيح الدجال والمهدي عليه السلام ، فائق محمد داود، ط.الثالثة ( عمان : دار الإسراء ، بدون).
التصريح بما تواتر في نزول المسيح u ، محمد أنور الكشميري ، تحقيق : عبد الفتاح أبو غدة ، ط الخامسة ( حلب : مكتبة المطبوعات الإسلامية ، 1412هـ )
التصور الإسلامي لنهاية العالم ، الفتن والملامح والأحداث القادمة، صلاح عبدالفتاح محمد خليفة، الأولى( القاهرة : مكتبة سلسبيل 1428هـ/2007م).
التعرف لمذهب أهل التصوف ، لأبي بكر محمد الكلاباذي، تحقيق : د.عبدالحليم محمود وطه عبدالباقي سرور، ط. بدون (القاهرة : دار إحياء الكتب العربية )
تفسير القرآن العظيم ، الإمام الحافظ إسماعيل ابن كثير القرشي الدمشقي ، ط بدون ( بيروت : دار المعرفة 1412هـ/1992م)
التفسير والمفسرون ، محمد السيد حسين الذهبي، ط. الثانية ( مصر : مطبعة السعادة، 1396هـ).
تقريب التهذيب، الحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق : محمد عوامة ، ط.الثانية (بيروت : دار الرشيد 1408هـ/1988م)
التمهيد ، الحافظ ابن عبدالبر النمري القرطبي ، تحقيق : سعيد أحمد أعرب ، ط.بدون ( بدون: مكتبة الغرباء الأثرية 1396هـ/1976م)
التنبؤ بالغيب عند مفكري الإسلام ، د. توفيق الطويل ، ط. بدون ( بدون: دار إحياء الكتب العربية 1364هـ).
تنبؤات نوستراداموس ومخططات اليهود والعالم الإسلامي، منصور عبدالحكيم، ط. الأولى ( بيروت : دار الكتاب العربي 2004م) .
تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل ، شيخ الإسلام ابن تيمية،تحقيق : علي بن محمد العمران ومحمد عزيز شمس ، ط. الأولى ( الرياض : دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع 1425هـ )
تنبيهات هامة بمناسبة عام 2000م ، الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس ، ط.بدون معلومات نشر .
التنجيم والمنجمون وحكمهم في الإسلام ، عبدالمجيد بن سالم المشعبي ،
ط. الأولى ( الطائف : مكتبة الصديق 1414هـ/1994م)
تنزيه الشريعة المرفوعة من الأحاديث الشنيعة الموضوعة ، الإمام ابن عراق الكناني، تحقيق: عبدالوهاب عبداللطيف وعبدالله الصديق ، ط. الثانية (بيروت : دار الكتب العلمية 1410هـ/1981م)
تهذيب التهذيب، الحافظ ابن حجر العسقلاني، ط. الأولى ( بيروت : دار الفكر 1404هـ/1984م)
تهذيب الكمال، الحافظ جمال الدين المزي،تحقيق : بشار عواد معروف ، ط.الأولى ( بيروت : مؤسسة الرسالة1408هـ/1988م)
تهذيب اللغة ، لابن منصور محمد بن أحمد الأزهري ، تحقيق : إبراهيم الأبياري ، ط.بدون ( بدون معلومات نشر).
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي،حققه وضبطه : محمد زهري النجار، ط. الأولى ( بيروت : دار الكتب 1408هـ/1988م)
الثابت الصحيح فيما ورد عن المهدي ونزول المسيح ، محمد رياض الأحمد السلفي الأثري ، الأولى ( بيروت: دار عالم الكتب 1423هـ / 2003م).
الثابت والصحيح فيما ورد عن المهدي ونزول المسيح ، محمد رياض الأحمد السلفي الأثري ، الأولى (بيروت: عالم الكتب 1423هـ).
الثقات ، الإمام ابن حبان البستي، ط. الأولى ( الهند : دائرة المعارف العثمانية 1401هـ/1981م)
ثلاثة ينتظرهم العالم ، حمزة الفقير ، الأولى ( عمان : دار الإسراء 1995م).
ثلاثة ينتظرهم العالم ، عبداللطيف عاشور ، ط.بدون (القاهرة : مكتبة القرآن ، بدون).
ثلاثيات مسند الإمام أحمد ، الإمام السفاريني ،ط الرابعة ( بيروت : المكتب الإسلامي ، 1410هـ )
جامع الأخبار والأقوال في المسيح الدجال ، محمد عبدالرزاق عيد الرعود ، ط. بدون (عمان: دارالوفاء ، بدون).
جامع الأصول، الإمام مجد الدين ابن الأثير تحقيق : عبد القادر الأرناؤوط ، ط الثانية (بيروت : دار الفكر 1403 هـ / 1983م )
جامع البيان في تأويل آي القرآن ، الإمام ابن جرير الطبري، تعليق : محمود شاكر ، ط.الأولى (بيروت : دار إحياء التراث العربي 1421هـ/2001م)
جامع بيان العلم وفضله ، ابن عبدالبر ( مكة: دار الباز 1398هـ )
الجامع لأحكام القرآن ، لأبي عبدالله القرطبي، تحقيق : أبو إسحاق إبراهيم أطفيش ،ط.الثانية ( بدون : 1372هـ/1952م)
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ،الحافظ الخطيب البغدادي، تحقيق : محمود الطحان ، ط. بدون ( الرياض : مكتبة المعارف 1403هـ/1983م)
جذور الفتنة ، أجيال بني إسرائيل الأولى ، د. محمد عصمت بكر ، ط. بدون ( دمشق : التميز ، بدون ).
الجرح والتعديل، الإمام ابن أبي حاتم الرازي، ط. الأولى ( الهند: مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية 1372هـ/1953م)
الجفر الجامع والنور اللامع ، لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ( القاهرة : مكتبة الكليات الأزهرية ، بدون )
جمع الجوامع في أصول الفقه للسبكي، بشرح المحلى وحاشية العطار، ط.بدون ( بيروت : دار الكتب العلمية ، بدون )
الحاوي للفتاوي، جلال الدين السيوطي ط. بدون ( بدون :مطبعة الشيخ منير 1353هـ)
الحجة في بيان المحجة، قوام السنة أبو القاسم الأصبهاني، تحقيق : محمد بن ربيع المدخلي ومحمد أبو رحيم ، ط. الأولى ( الرياض : دار الراية 1411هـ)
حراسة العقيدة ، الدكتور ناصر العقل، ط. الأولى ( الرياض : مكتبة العبيكان 1423هـ/2002م )
حركة النفس الزكية ، محمد سليمان العبده، الأولى (الكويت : دار الأرقم 1404هـ/1983م).
حقيقة الخبر في المهدي المنتظر، هشام محمد، الأولى (القاهرة : مكتبة النافذة 2005م).
حقيقة الخوارج في الشرع وعبر التاريخ ، فيصل بن قزاز الجاسم ،ط. الأولى ( الكويت : دار غراس 1426هـ/2005م)
حقيقة المهدي ونهاية العالم ، محمد خير الطرشان، الأولى (جده: مركز الراية للتنمية الفكرية 1424هـ/ 2004م).
الحكم بغير ما أنزل الله وأهل الغلو، محمد سرور زين العابدين، ط. الثانية ( لندن :دار الأرقم 1408هـ/1988م )
حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، أبي نعيم الأصفهاني ، ط. بدون (بيروت : دار الفكر ، بدون )
حمى سنة 2000، عبدالعزيز مصطفى كامل ، الثانية (لندن: المنتدى الإسلامي 1420هـ 1999م).
حوار حول أحاديث الفتن وأشراط الساعة ، المهندس جواد عفانه ، ط الأولى (عمان : جمعية عمال المطابع التعاونية ، 1424هـ /2003م )
حوار صحفي مع الجني المسلم ، محمد عيسى داود، ط. بدون (القاهرة : دار البشير ،1993م)
خدعة هرمجون ،محمد إسماعيل المقدم ، ط. الأولى ( الرياض : دار بلنسية للنشر والتوزيع 1424هـ/2003م)
خروج دآبة الأرض بالهندسة الوراثية ، هشام كمال عبدالحميد، ط. الأولى ( مصر : مكتبة النافذة 2006م)
خروج يأجوج ومأجوج وزوال إسرائيل في مذبحة هرمجدون على أيدي أبناء النيل ،فاروق محمد نجلا، ط. بدون ( طنطا : المكتبة القومية الحديثة )
خريدة العجائب وفريدة الغرائب ،سراج الدين أبي حفص عمر بن الوردي، تحقيق : محمود فاخوري ، ط. بدون ( بيروت : دار الشرق العربي ، بدون )
خلاصة المقال في المسيح الدجال، محمود الغرباوي، ط. الأولى ( بيروت : دار الكتاب العربي 2004م)
خلافة الإنسان بين الوحي والعقل ، د. عبدالمجيد النجار، الأولى ( بيروت: دار الغرب الإسلامي ، 1407هـ/1987م).
الخلافة الراشدة والدولة الأموية من فتح الباري جمعاً وتوثيقاً ، د. يحيى بن إبراهيم اليحيى ، الأولى ( الخبر : دار الهجرة 1417هـ).
دائرة معارف القرن العشرين ،محمد فريد وجدي، ط. الثالثة ( بيروت : دار المعرفة )
الدجال وقصة زوال الدنيا : عبدالناصر أبو هارون ، الأولى (بيروت: مؤسسة الإيمان 1417هـ/ 1996م).
الدر المكنون في بيان حقيقة هرمجدون، مجدي منصور الشوري، (بدون بيانات)
درء تعارض العقل والنقل، شيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق : محمد رشاد سالم ، ط. بدون ( دار الكتب 1971م)
دراسات في العقيدة الإسلامية،محمد عوض الهزايمة، ط. العاشرة (عمان : الأكاديميون 1425هـ)
الدرر السنية في الأجوبة النجدية جمع : عبدالرحمن بن محمد بن قاسم ط5( بدون معلومات نشر 1413هـ/ 1992م).
دفاع عن السنة ورد شبه المستشرقين والكتاب المعاصرين وبيان الشبه الواردة على السنة قديماً وحديثاً، وردها رداً علمياً صحيحاً، د. محمد بن محمد أبو شهبه ، الأولى ( القاهرة : مكتبة السنة 1409هـ).
دمار أمريكا على الأبواب ، عبدالتواب عبدالله حسين ، ط. بدون (القاهرة : مدبول الصغير ، بدون).
الديباج علي صحيح مسلم بن الحجاج ، للحافظ عبدالرحمن بن أبي بكر السوطي ، تحقيق : أبو إسحاق الحويني الأثري ، ط. الأولى (الخبر: دار ابن عفان 1416هـ/1996م).
الذكرى في علامات الساعة الصغرى والكبرى ، خالد عبدالعليم متولي ، الثانية ( دمشق : دار البشائر 1422هـ/ 2001م).
ذم التأويل، الإمام ابن قدامة المقدسي، تحقيق : بدر بن البدر ، ط. الأولى ( الكويت : الدار السلفية 1406هـ/1986م)
ذو القرنين وسد الصين ..من هو .. وأين هو، محمد راغب الطباخ ، ط. الأولى( الكويت : غراس للنشر والتوزيع 1424هـ/2003م)
ذوالقرنين القائد الفاتح والحاكم الصالح ، محمد خير رمضان يوسف ، ط. الثالثة ( بيروت : دار الشامية ، دمشق : دار القلم 1420هـ/1999م )
الرؤى والأحلام في سيرة خير الأنام ، أسامة بن كمال، الأولى ( الرياض: مدار الوطن 1427هـ 2006م).
رحلة إلى الدار الآخرة ، محمود المصري أبو عمار ، الأولى ( القاهرة: مكتبة الصف 1426هـ / 2005م).
رحلة في رحاب اليوم الآخر ، عبدالعظيم بن بدوي الخلفي ، الأولى ( القاهرة: مكتبة الوعي الإسلامي 1413هـ).
رحلة قبل الرحيل،بشير المساري، ط. الأولى ( بيروت : دار ابن حزم 1426هـ )
رحلتي من الشك إلى الإيمان ، مصطفى محمود، ط. بدون ( بيروت : دار العودة ، بدون )
الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة في المهدي، عبد المحسن العباد، ط
ردود على أباطيل ، محمد الحامد، ط.بدون ( بيروت: المكتبة العصرية ، بدون )
رسالة الجواب المقنع المحرر في الرد على من طغى وتجبر بدعوى أنه عيسى أو المهدي المنتظر ، حبيب الله الشنقيطي، ط. السادسة ( جده : دار الشروق ، 1410هـ / 1981م)
الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة ، ماهر بن صالح آل مبارك، الأولى ( مصر: مكتبة الحرمين للعلوم النافعة 1409هـ/ 1989م).
رسالتان في فتنة الدجال ويأجوج ومأجوج، الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي، تحقيق د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي، ط. الأولى ( الدمام : دار ابن الجوزي 1424هـ)
الرسول صلى الله عليه وسلم ، سعيد حوى ، ط4 ، ( بيروت : دار الكتب العلمية 1399هـ).
روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ،الإمام أبي حاتم البستي، تحقيق : محمد عبدالرزاق حمزه ومحمد حامد الفقي ، ط.بدون ( بيروت : دار الكتب العلمية 1397هـ/1977م)
زاد المعاد في هدي خير العباد، الإمام ابن قيم الجوزية ، تحقيق : شعيب الأرناؤوط وعبدالقادر الأرناؤوط، ط. الخامسة عشر ( بيروت : مكتبة الرسالة 1407هـ/1987م)
زلزال نهاية العالم قريباً بالأدلة والبراهين القاطعة، عبدالتواب عبدالله حسين، ط. الأولى ( عمان : دار الخزامى 2006م)
الزمن القادم في تنبؤات نوستراداموس ، طارق سري ، الأولى ( القاهرة: مكتبة النافذة 2006م).
الزهد ، الإمام أحمد بن حنبل ، تحقيق: محمد جلاف شرف ، ( بيروت : دار النهضة العربية 1981م)
زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة ، د. خلدون الأحدب ، الأولى( دمشق: دار القلم 1417هـ/1996م).
زوال إسرائيل 2022م، نبوءة قرآنية أم صدف رقمية ، بسام ناهد جرار، الثانية ( لبنان: مكتبة البقاع الحديثة 1417هـ/ 1996م).
زوال إسرائيل قيمة التاريخ ، بشر البرغوثي ، ط. بدون (عمان : دار زهران 1999م).
سؤالات الحاكم للدارقطني، تحقيق: موفق عبدالله بن عبدالقادر، ط. الأولى ( الرياض: مكتبة المعارف 1404هـ/1984م)
الساعة الخامسة والعشرون، كامل سعفان ، ط.الأولى ( القاهرة : سجل العرب 1416هـ/1996م)
الساعة وأشراطها ، العقيد محمود مراد ، ط.بدون ( مصر: الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر 1970م).
السفياني صدام آخر على وشك الظهور ، منصور عبدالحكيم ، الأولى (بيروت: دار الكتاب العربي 2008م).
السفياني وعلامات الظهور ، محمد فقيه ، الأولى (بيروت : دار الأضواء ، 1409هـ/1989م).
سكان تحت الأرض، عالم مثير .. مثير جداً ، محمد عارف، ط. الأولى ( القاهرة : الدار المصرية 1414هـ/1994م)
سلسلة الأحاديث الصحيحة،الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ط.الثانية ( الرياض : مكتبة المعارف 1407هـ/1987م)
السنة ، الإمام محمد بن نصر المرزوي ، تحقيق : سالم بن أحمد السلفي. ط. الأولى ( بيروت : مؤسسة الكتب الثقافية 1408هـ/1988م).
سنن ابن ماجه ، الحافظ أبي عبدالله محد بن يزيد القزويني، تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي، ط.بدون ( القاهرة : دار الحديث 1414هـ/ 1994م).
سنن أبي داود، الإمام الحافظ أبي داود السجستاني، إعداد وتعليق: عزت عبيد الدعاس، الأولى (سوريا: دار الحديث 1388هـ/ 1969م).
سنن الترمذي ، الإمام أبي عيسى محمد بن سورة الترمذي، أشرف على طباعته: عزت عبيد الدعاس، ط.بدون ( تركيا: المكتبة الإسلامية ، بدون).
سنن النسائي ، الإمام أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، اعتن به: عبدالفتاح أبو غدة ، ط4 ( بيروت: مكتبة المطبوعات الإسلامية 1414هـ/ 1994م).
السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها ، لأبي عمر وعثمان بن سعيد المقرئ الداني ، تحقيق : د. رضاء الله بن محمد إدريس المباركفوري ، الأولى ( الرياض : دار العاصمة 1416هـ/1995م).
السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها، أبي عمرو عثمان الداني، تحقيق: د. ضياء الله المباركفوري، ط.الأولى ( الرياض : دار العاصمة 1416هـ/1995م)
السيناريو القادم لأحداث آخر الزمان،منصور عبدالحكيم، ط. الأولى ( بيروت : دار الكتاب العربي 2004م)
شبهات حول حديث الجساسة وردها ، د. سعد المرصفي ، الأولى( بيروت: مؤسسة الريان 1418هـ/ 1997م).
وشرح ابن بطال على صحيح البخاري ، تحقيق : أبو تميم ياسر بن إبراهيم، ط. الثانية ( الرياض : مكتبة الرشد 1423هـ - 2003م)
شرح العقيدة الطحاوية ، ابن أبي العز ، ط الأولى ، تحقيق : د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي والشيخ شعيب الأرناؤوط (بيروت : مؤسسة الرسالة 1408هـ/1988م)
شرح الكرماني على صحيح البخاري ، ط. الثانية ( بيروت : دار إحياء التراث العربي 1401هـ/1981م)
شرح الكوكب المنير لمحمد بن أحمد الفتوحي ابن النجار، تحقيق : د. محمد الزحيلي ود. نزيه حماد، ط.بدون (الرياض : مكتبة العبيكان 1413هـ/1993م)
شرف أصحاب الحديث، الحافظ الخطيب البغدادي، تحقيق : د.محمد سعيد خطيب أوغلي ، ط.بدون ( المدينة النبوية : دار إحياء السنة النبوية 1971م)
شعب الإيمان ،الإمام أبي بكر البيهقي، ط. الأولى (بيروت : دار الكتب العلمية 1416هـ /1995)
الشعوبية وأثرها الاجتماعي والسياسي في الحياة الإسلامية في العصر العباسي الأول ، زاهية قدورة، ط. الأولى ( بيروت : المكتب الإسلامي 1408هـ )
الصحاح ، تاج اللغة وصحاح العربية ، إسماعيل بن حماد الجوهري ، تحقيق : أحمد عبدالغفور عطار ، ط.الثالثة(بيروت : دار العلم للملايين 1404هـ/1984م).
الصحون الطائرة والغزو الفضائي للأرض ، ريتا بيطار ، الأولى (بدون: دار الكتبي العربي 1992م).
صحيح البخاري ، الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، ضبط وترقيم: د. مصطفى ديب البغا ، ط5 ( بيروت : دار ابن كثير 1414هـ/ 1993م).
الصحيح في أشراط الساعة الصغرى والكبرى، هشام محمد ، الأولى (القاهرة : مكتبة النافذة 2006م).
صحيح مسلم ، الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي ، ط.بدون( تركيا: المكتبة الإسلامية ، بدون).
صراع النهاية بين مسيح الضلالة ومسيح الهداية ، د. عبدالعزيز بن احمد الحميدي ، الأولى (الطائف: مكتبة دار البيان الحديثة 1421هـ/ 2000م).
الصراع بين الإسلام والوثنية، عبدالله بن علي القصيمي.
الصهيونية المسيحية ، محمد السماك، ط. الثالثة ( عمان : دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع 2000م)
الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة ، الإمام ابن قيم الجوزية، تحقيق : د. علي بن محمد الدخيل الله ، ط. الثانية ( الرياض : دار العاصمة 1412هـ).
الضعفاء والمتروكين، الإمام ابن الجوزي ، تحقيق : عبدالله القاضي ، ط. الأولى (1406هـ/1986م)
الضوابط الشرعية لموقف المسلم في الفتن، الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ،( بدون معلومات نشر )
طبقات الداوودي ، تحقيق: علي محمد علي ، ط. الأولى (بدون: مركز تحيقق التراث بدار الكتب ، 1392هـ)
العراق أرض النبوءات والفتن ، منصور عبدالحكيم ، الأولى (دمشق: دار الكتاب العربي 2005م).
العزلة والانفراد ،ابن أبي الدنيا، تحقيق : مشهور حسن آل سلمان ، ط الأولى (الرياض : دار الوطن 1417هـ/1997م)
عشرة ينتظرها العالم ،منصور عبدالحكيم، ط. الأولى ( بيروت : دار الكتاب العربي 2004م)
العقائد الخيرية في تحرير مذهب الفرقة الناجية وهم أهل السنة والجماعة والرد على مخالفيهم ، تأليف: محمد الخادمي ، ط. بدون ( بدون : دار إحياء الكتب العربية ، بدون).
العقلانيون ومشكلتهم مع أحاديث الفتن ، مبارك البراك، ط. الأولى ( الاسكندرية : دار الإيمان 1420هـ/1999م)
عقيدة الإسلام في رفع سيدنا عيسى ونزوله عليه السلام في آخر الزمان وبعض أشراط الساعة العظام . محمد ضياء الدين الكردي ، الأولى (بدون: مطبعة السعادة 1404هـ/ 1984م).
العقيدة الإسلامية ، د. علي عبدالمنعم عبدالحميد ، الأولى (الكويت : دار القلم 1400هـ).
العقيدة الإسلامية والأيديولوجيات المعاصرة ، د. عبدالغني عبود ،الأولى (بيروت : دار الفكر العربي 1980م).
عقيدة الإمام ابن قتيبة ،د.علي بن نفيع العلياني ، ط. الأولى (الطائف: مكتبة الصديقة 1412هـ/1991م).
عقيدة التوحيد ، محاضرات ألقيت على طلبة جامعة اليرموك في مادة الثقافة الإسلامية ، القاضي احمد محمد علي داود ، الأولى (بيروت : مؤسسة الرسالة 1408هـ).
العقيدة الطحاوية ، أبي جعفر الطحاوي ،إعداد وتقديم زهير الشاويش، ط الثانية ( بيروت: المكتب الإسلامي 1414هـ/1993م)
عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى ، عبدالله محمد الصديق الغماري، الثانية( بيروت : عالم الكتب 1406هـ).
عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر، الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد، ط.الأولى ( القاهرة : مكتبة السنة 1416هـ/1996م)
علامات الساعة ، أبو أسامة محي الدين ، الأولى (بدون : طائر العلم 1415هـ/ 1994م).
علامات الساعة ، سعيد اللحام ، ط.بدون ، (بيروت: دار الفكر 1991م).
علامات الساعة الصغرى والكبرى ، شريف كمال عزب، الأولى ، (مصر: دار الروضة ، بدون).
علامات الساعة الصغرى والكبرى ، ليلى مبروك ، ط.بدون ( القاهرة: المختار الإسلامي ، بدون).
علامات الساعة الكبرى وأهوال القيامة ، أسامة نعيم مصطفى ، الأولى ( عمان: دار عالم الثقافة 1426هـ).
علامات الساعة والعصر الحديث ، حسن عبده أحمد / حبش فتح الله الحفناوي ، ط.بدون ( القاهرة : المركز العربي ).
علامات الساعة والعصر الحديث ، حسن عبده أحمد وحبشي فتح الله، ط.بدون( القاهرة : المركز العربي ، بدون).
علامات القيامة الصغرى ، محمد متولي الشعراوي ، الثانية (القاهرة: مكتبة التراث الإسلامي 1422هـ / 2001م).
علامات القيامة الكبرى من بعثة النبي حتى نزول عيسى ، عبدالله حجاج، ط.الثالثة ( القاهرة : مكبة التراث الإسلامي 1408هـ).
علامات القيامة وأشراطها ، د. السيد الجميلي ، الأولى (بيروت: دار مكتبة الهلال 1992م).
علم الساعة في القرآن الكريم ، عبدالله الدهمشي ، ط. بدون ( بدون، مركز القرآن 21، 2003م).
عمدة التفسير اختصار تفسير الحافظ ابن كثير ، الشيخ أحمد محمد شاكر، ط. بدون ( مصر : دار المعارف ( 1376هـ/1377هـ)
عمدة القاري شرح صحيح البخاري ، للعلامة بندر الدين أبي محمد محمود بن أحمد العيني ، ط. الأولى ( مصر: شركة ومكتبة ومطبعة البابي الحلبي 1392هـ/1972م).
عندما تقوم القيامة ، مصطفى اللمعي ، ط.بدون (القاهرة : المختار الإسلامي، بدون).
العواصم من الفتن في سورة الكهف ، عبدالحميد محمود طهماز ، ط.الأولى ( بيروت : دار المنارة 1407هـ ).
عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة ، أحمد أحمد علي السقا ، الأولى ( دمشق : دار الكتاب العربي 2004م).
عون الباري كل أدلة البخاري ، لأبي الطيب صديق حسن القنوجي ، ط. بدون (سوريا : دار الرشيد، بدون).
عون المعبود شرح سنن أبي داود، العلامة أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي ، تحقيق : عبدالرحمن محمد عثمان ،ط. الثالثة ( بيروت : دار الفكر 1399هـ / 1979م)
غرائب وعجائب المسيح الدجال، يوسف أبو الحاج ، ط.بدون ( القاهرة: دار اللطائف ، بدون).
غريب الحديث ، أبي سليمان حمد بن محمد الخطابي ، تحقيق : عبدالكريم العزباوي، ط. الأولى (مكة المكرمة: منشورات جامعة أم القرى 1402هـ/1982م)
الغيبيات في ضوء السنة ، محمد همام ، ط. الأولى ( بدون 1406هـ/1986م)
الفائق في غريب الحديث ، جار الله الزمخشري، ط الثالثة ، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ، وعلي محمد البجاوي ( بيروت: دار الفكر ،1399هـ /1979م)
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، جمع : أحمد عبدالرزاق الدويش، ط. الأولى ( الرياض: رئاسة إدارة البحوث العلمية والافتاء 1417هـ/1996م)
فتح الباري ، الحافظ ابن حجر العسقلاني، ط. الأولى ( بيروت : دار الكتب العلمية 1410هـ / 1989م )
فتح العليم العلام بالرد على كتاب هرمجدون،عادل زكي، ط.الأولى ( أبوظبي: دار المحجة 1425هـ/2004م)
فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية في علم التفسير، الإمام محمد بن علي الشوكاني ، ضبطه : سعيد محمد اللحام ، ط. بدون ( مكة المكرمة : المكتبة التجارية ،بدون )
فتح المعبود في الرد على ابن محمود، تأليف : حمود بن عبدالله التويجري ، ط. الأولى ( بدون : مطبعة المدينة 1399م).
الفتن ، أحمد عز الدين البيانوني ، ط. 2 ( القاهرة : دار السلام 1406هـ).
الفتن ، حنبل بن إسحاق ، ط الأولى، تحقيق: الدكتور عامر حسن صبري (بيروت : دار البشائر الإسلامية 1419هـ/1998م )
الفتن في الآثار والسنن ، جزاع الشمري ، ط. الأولى ( النقرة : مكتبة الصحوة الإسلامية 1405هـ /1985م)
الفتن والمحن بين يدي الساعة في ضوء الكتاب والسنة ، د.عفاف عبد الغفور حميد ، ط الأولى ( عمان : دار عمان للنشر والتوزيع ، 1422هـ / 2001م)
الفتن وعلامات آخر الزمان ، عصام سيد ، الأولى (القاهرة : مكتبة النافذة 2003م).
الفتن وموقف المسلم منها ، رؤية شرعية تأصيلية ، أ.د. علي بن سعد الضويحي ، الأولى ( الدمام: دار ابن الجوزي 1428هـ).
الفتن، الإمام نعيم بن حماد، تحقيق:أيمن عرفة، ط. بدون ( القاهرة : المكتبة التوفيقية ، بدون )
فتنة المسيح الدجال وعجائب يأجوج ومأجوج،أميمة محمد علي، ط. بدون ( القاهرة : دار الروضة ، بدون)
فجر الإسلام،أحمد أمين، ط. الحادية عشر ( بيروت : دار الكتاب العربي 1975م)
فرق الهند المنتسبة إلى الإسلام في القرن العاشر الهجري، د. محمد كبير أحمد شودري، ط. الأولى ( الدمام : دار ابن الجوزي 1422هـ)
فصل المقال في رفع عيسى حياً ونزوله وقتله الدجال، تأليف محمد خليل هراس ، تحقيق : السيد بن عبدالمقصود الأثري ، ط. بدون ( القاهرة : مكتبة السنة 1410هـ).
فصول في التفكير الموضوعي ، د.عبدالكريم بكار ، الأولى ( دمشق: دار القلم 1413هـ / 1993ن).
فضائل الشهور والأيام ، عبدالغني بن إسماعيل النابلسي ، ط. الأولى ( بيروت : دار الكتب العلمية 1406هـ /1986م )
فضائل مكة وحرمة البيت الحرام ، عاتق بن غيث البلادي ، الأولى ( مكة : دار مكة 1410هـ).
فقد جاء أشراطها ، محمود عطيه محمد علي ، ط الأولى ( الدمام : رمادى للنشر ، 1416هـ )
فقه أشراط الساعة ، محمد إسماعيل المقدم ،ط.بدون ( الإسكندرية : الدار العالمية 1424هـ/2003م)
فقه الدار الآخرة ، تأليف : سعيد بن صلاح الدين بن عامر ، تحقيق : ممدوح محمد كنافة ، ط.بدون ( مصر : دار التنمية الثقافية ، بدون).
فقه الفتن ، دراسة في ضوء نصوص الوحي والمعطيات التاريخية لسلف الأمة ، د. عبدالواحد إدريس الإدريسي ، الأولى ( الرياض: مكتبة دار المهاج 1428هـ).
فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج ، حمدي بن حمزة أبو زيد، الأولى ( بدون معلومات نشر 1425هـ/2004م).
الفهرست،ابن النديم، تحقيق: رضا نجد ابن علي المازندي (بدون:دار المسيرة )
فهم الدين والواقع ، تأليف : يحيى محمد ، ط. الأولى (بيروت : دار الهادي 1426هـ).
الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة،الإمام محمد بن علي الشوكاني، تحقيق : الشيخ عبدالرحمن المعلمي ، ط. الأولى ( القاهرة : مطبعة السنة المحمدية 1380هـ/1960م)
فيض القدير شرح الجامع الصغير، الإمام محمد المناوي، ط. الثانية ( بيروت : دار الفكر 1391هـ/1972)
القائد إلى تصحيح العقائد،الشيخ عبدالرحمن المعلمي، ط. الثانية ( الرياض : مكتبة المعارف 1406هـ)
القدس من الإسراء إلى وعد الآخرة ، د. حسن الباش ، الأولى ( دمشق : دار قتيبة 1425هـ/ 2004م).
القراءة المعاصرة للقرآن في الميزان ، أحمد عمران ، الأولى (بيروت: دار النفائس 1415هـ).
قراءة وضوابط في فهم الحديث النبوي،د. وهبة الزحيلي، ط. الأولى ( دمشق : دار المكتبي 1420هـ )
القرآنيون وشبهاتهم حول السنة تأليف: خادم حسين والهي بخش.د. الأولى (الطائف : مكتبة الصديق 1409هـ /1989م).
قريباً المسيح يهبط من السماء ، تأليف : حسين محمد سعيد ، ط. الأولى، (عمان : دار البيارق 1418هـ).
قصة الأطباق الطائرة ، جوهانس فون بوتلار ، ترجمة : خالد منير حمشو ، الثانية ( بيروت : دار قباس ، بدون).
قصة التنبؤ بالغيب عبر التاريخ ، إيلي منيف شهلا ، الأولى (دمشق: الأهلي للطباعة 1999م).
قصة المسيح الدجال، محمد ناصر الدين الألباني، ط. الأولى ( عمان : المكتبة الإسلامية 1421هـ)
قصة النهاية وعلامات الساعة الصغرى والكبرى،عمارة محمد عمارة، ط. الأولى ( بيروت : دار ابن حزم 1423هـ/2002م )
قصص الأنبياء ، عبدالوهاب النجار ، ط.بدون ( القاهرة : مؤسسة الحلبي وشركاه ).
قضايا منهجية ودعوية ، د. عبدالرحمن المحمود ، الأولى ( الرياض: دار الفضيلة 1424هـ / 2003م).
قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر ، العلامة صديق حسن خان، تحقيق: د. عاصم القريوتي ، الأولى ( عمان: شركة الشرق الأوسط للطباعة 1404هـ/ 1984م).
القناعة في مايحسن الإحاطة من أشراط الساعة ،الإمام شمس الدين السخاوي، ط الأولى ، تحقيق : د. محمد بن عبدالوهاب العقيل ( الرياض : مكتبة أضواء السلف ، 1422هـ )
القنبلة ، محمد عيسى داود، ط. بدون (القاهرة : مدبولي الصغير، بدون).
قواعد منهجية للباحث عن الحقيقة في القرآن والسنة ، د. فاروق أحمد حسن الدسوقي ، ط. بدون ( الإسكندرية : دار الدعوة ، بدون).
القول المختصر في علامات المهدي المنتظر ، ابن حجر الهيثمي ، تحقيق : د. محمد زينهم محمد عزب ، الأولى (القاهرة : دار الصحوة للنشر 1407هـ/1986م).
القول المختصر في علامات المهدي المنتظر ، تحقيق : مصطفى عاشور ، ط. بدون (القاهرة : مكتبة القرآن ، بدون )
قيام الساعة كما يراها العلم الحديث ، د. عمر محمود الراوي، الأولى (دمشق: دار وحي القلم 1429هـ/ 2008م).
القيامة بين العلم والقرآن ، د. داود سلمان السعدي، الأولى ( دار الحرف العربي 1417هـ/ 1997م).
القيامة الصغرى على الأبواب، فاروق لدسوقي، ط. الثانية ( بدون 1418هـ )
كتاب الرؤيا ، الشيخ حمود بن عبدالله التويجري ، الأولى (الرياض: دار اللواء 1412هـ).
كتاب المراسيل ، أبي محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي، تحقيق: شكر الله بن نعمة الله قوجاني ،الثانية (بيروت: مؤسسة الرسالة 1418هـ/ 1998م).
كتاب توحيد الخالق، عبدالمجيد الزنداني ، ط.الثالثة ( المدينة النبوية : مكتبة طيبة 1410هـ/ 1990م).
الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ، جار الله الزخمشري ، ط.بدون ( الرياض: مكتبة المعارف ، بدون).
كشف الارتياب في اتباع محمد بن عبدالوهاب ، محسن العاملي ، ط. بدون ( دمشق 1346هـ)
كشف الأسرار عن أصول البزدوي ،عبد العزيز بن أحمد البخاري، ط.بدون ( بيروت : دار الكتاب العربي 1394هـ)
كشف السر التاريخي ، يهود اليوم هم يأجوج ومأجوج، فهد سالم ، ط. الأولى ( القاهرة : دار الإشعاع 1418هـ)
كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها ، نقد بعض آرائه ، الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ، ط.الثالثة (المدينة : مكتبة ابن القيم 1410هـ).
لا مهدي ينتظر بعد الرسول محمد خير البشر، عبدالله بن زيد آل محمود، الثانية (بدون ، 1400هـ /1980م).
لسان العرب ، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور ، ط.بدون ( بيروت: دار صادر 1410هـ/ 1990م).
لسان الميزان ، ابن حجر العسقلاني ، ط.بدون ( بيروت : دار الفكر 1407هـ/1987م).
لغز الأطباق الطائرة والمخلوقات الفضائية ، جمال الكاشف ، ط.بدون ( القاهرة : دار الطلائع ، بدون).
اللقطات في بعض ماظهر للساعة من علامات ،الشيخ أبي بكر الجزائري، ط. الأولى ( القاهرة : مكتبة كليات الأزهر 1404هـ/1984م)
لمعة الاعتقاد ، الإمام الموفق ابن قدامة المقدسي، ط. الرابعة ( بيروت : المكتب الإسلامي 1395هـ )
لمعة البيان في أحداث آخر الزمان، اشراط الساعة الصغرى والكبرى ، علي علي محمد ، ط. الأولى ( القاهرة : دار الإسراء 1411هـ/1990م).
لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية شرح الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية، الشيخ محمد السفاريني ،ط.الثالثة ( بيروت : المكتب الإسلامي 1411هـ/1991م)
متى الساعة ، تأليف : حاتم جميل السحيمات . ط. الأول ( عمان: دار العلوم 2005م).
متى تقوم الساعة ؟ ،مصطفى مراد صبحي ، ط.الأولى ( القاهرة : مكتبة القدسي 1418هـ/1997م)
مثلث برمودا ، تسارلز بيرلتز ، ترجمة : خليل فضل عبود ، الثانية ( بيروت : دار الإيمان 1404هـ).
مثلث برمودا ، عمرو جمعة ، الأولى ( القاهرة : مكتبة النافذة 2003م).
مثلث برمودا والأطباق الطائرة بين الحقيقة والأسطورة ، رياض مصطفى العبدالله ، ط.الثالثة (بيروت : دار الكتاب العربي 1987م).
المجمع لمؤسس للمعجم المفهرس لابن حجر، تحقيق : عبدالرحمن المرعشلي ط.الأولى (دار المعرفه 1413هـ)
مجموع أخبار آخر الزمان وأشراط الساعة وما سيجري فيه من الفتن والحروب، عبدالله بن سليمان المشعلي، الأولى (القصيم : مطابع المنار 1411هـ/ 1990م).
مجموع فتاوى الوادعي ، صادق بن محمد البيضاني ، الأولى ( بدون معلومات نشر 1426هـ / 2005م).
مختارات من أحاديث الفتن ،د. محمد عبدالله الشباني، دراسة تاريخية ، ط.الثالثة ( بدون معلومات نشر )
مختصر الصواعق المرسلة، الإمام ابن قيم الجوزية ، تحقيق : سيد إبراهيم ، ط.الأولى ( القاهرة : دار الحديث 1412هـ/1992م)
مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، الإمام ابن قيم الجوزية، تحقيق : محمد المعتصم بالله البغدادي ، ط. الثانية ( بيروت : دار الكتاب العربي 1414هـ/1994م)
المدرسة العمرانية في نزعتها المادية ، محمد بن حامد الناصر، الأولى ( الرياض: مكتبة الكوثر 1425هـ/ 2004م).
مذكرة أصول الفقه للشيخ محمد الأمين الشنقيطي، ط.بدون (بيروت : دار القلم ،بدون )
مرويات علامات الساعة الصغرى والكبرى من كتب السنة ، أشرف خليفة عبد المنعم السيوطي ، ط. بدون ( مصر: مكتبة أولاد الشيخ للتراث).
مسائل في الفتن ، فيصل بن حيان آل صبحان ، ط.الأولى (بيروت : مؤسسة الريان 1426هـ/2005م)
مسالك أهل السنة فيما أشكل من نصوص العقيدة ، د. عبدالرزاق بن طاهر معاش ، الأولى ( القاهرة : دار ابن عفان 1425هـ / 2004م).
مستدرك الحاكم ، لأبي عبدالله الحاكم ، تحقيق : يوسف عبدالرحمن المرعشلي ، ط.بدون ( بيروت: دار المعرفة، بدون).
المستصطفى من علم الأصول الإمام الغزالي، ط.الأولى ( بيروت : دار إحياء التراث 1324هـ)
المسيح الدجال بين الحقيقة والخيال ، هشام محمد ، الأولى ( القاهرة : مكتبة النافذة 2005م).
المسيح الدجال نبع الكفر والضلال ، علي أحمد الطهطاوي ، الأولى (بيروت : دار الكتاب العربي ، 1424هـ/ 2003م).
المسيح الدجال وأسرار الساعة ، العلامة محمد السفاريني ، ط، بدون (القاهرة : مكتبة التراث الإسلامي).
المسيح الدجال والأحداث المثيرة النهاية العالم ، أحمد مصطفى الطنطاوي ط. بدون ( القاهرة : دار الأعتصام ، بدون).
المسيح الدجال ومعركة هرمجدون، هشام محمد أبو حاكمة ، الأولى ( عمان: دار الإسراء 2002م).
المسيح الدجال ويأجوج ومأجوج ، صلاح الدين محمود ، الأولى (القاهرة : دار الغد الجديد 1426هـ 2005م).
المسيح الدجال، سعيد أيوب، ط. بدون ( القاهرة : دار الاعتصام ، بدون )
المسيح المنتظر وتعاليم التلمود ، تأليف : محمد على البار ، ط. بدون، (جده : الدار السعودية 1407هـ).
المسيح يعود إلى الأرض ثانية المهمة الآخيرة، د. محمود إبراهيم الديك، ط. الأولى ( دبي : شركة دبي الوطنية للاستثمار 1417هـ /1996م )
المسيح المنتظر ونهاية العالم ، عبدالوهاب عبدالسلام طويله، ط.السادسة (القاهرة : دار السلام 1425هـ /2004م)
المسيحية والتوراة، شفيق مقار، ط.بدون( لندن: دار رياض الريس 1992م )
المسيحية والحرب ، رفيق حبيب، ط.بدون ( بدون : يافا للدراسات والأبحاث 1991م )
المسيخ الدجال ، مصطفى محمود، ( بدون معلومات نشر ) .
المسيخ الدجال حقيقة الأخيال ، عبداللطيف عاشور ، ط.بدون ( القاهرة : مكتبة القرآن ، بدون).
مشارق الأنوار في فوز أهل الاعتبار ، حسن العدوي الحمراوي ، ط.الثالثة (القاهرة : المطبعة الأزهرية 1350هـ/1931م).
مشاهد القيامة في الحديث النبوي ، د. أحمد محمد عبدالله العلي ، الأولى( المنصورة : دار الوفاء 1411هـ/ 1991م).
مشكلات الأحاديث النبوية وبيانها ، عبدالله بن علي القصيمي، ط. الأولى ( بيروت : دار القلم ، بدون )
المصنف ، ابن أبي شيبة ، ضبط : سعيد اللحام ، ط.الأولى ( بيروت : دار الفكر 1409هـ/1989م)
مع رسل الله وكتبه واليوم الآخر . حسن أيوب . ط. بدون (الكويت: دار القلم ، بدون ).
معالم السنن ، للإمام أبي سليمان حمد بن محمد الخطابي ، ط.الثانية ( بيروت : المكتبة العلمية 1401هـ/1981م)
معالم في أوقات الفتن والنوازل، الشيخ عبدالعزيز السدحان ، ط.الثانية ( بدون : 1425هـ)
معالم ومنارات في تنزيل أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الوقائع والحوادث، عبدالله بن صالح العجيري ( بدون معلومات نشر ).
معجم البلدان،ياقوت الحموي ط. بدون ( بيروت : دار الفكر 1986م )
المعجم المفهرس ، الحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محمد الميادي ط. الأولى ( بيروت : الرسالة 1418هـ)
المعجم الوسيط ، مجمع اللغة العربية، ط. بدون ( استانبول: المكتبة الإسلامية، بدون
معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع ، الوزير عبدالله البكري الأندلسي، تحقيق : مصطفى السقا ، ط. الثالثة ( القاهرة : مكتبة الخانجي 1417هـ/1996م)
معجم مصطلحات الصوفية ، الدكتور عبدالمنعم الحفني ، ط.بدون ( بيروت : دار المسيرة 1400هـ /1980 م )
معجم مقاييس اللغة ، لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا ، تحقيق: عبدالسلام هارون ، ط. بدون (إبرار : دار الكتب العلمية ، بدون).
المعرفة عند مفكري المسلمين ،محمد غلاب ، مراجعة : محمود العقاد وزكي نجيب محمود ،ط.بدون ( مصر : دار الجيل ، بدون )
معركة هرمجدون وتأسيس مملكة الرب ، كارلوتاجيزن ، ترجمة أحمد علي أحمد ، ط. بدون ( دمشق : دار الكتاب العربي 2002م ) .
معركة هرمجدون ونزول عيسى والمهدي المنتظر أحمد حجازي السقا،، ط. الثالثة ( القاهرة : مكتبة النافذة 2003م)
المغني في الضعفاء، الإمام محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق: نور الدين عتر، (بدون معلومات نشر).
المفاجأة .. بشراك ياقدس،محمد عيسى داود، ط. الثانية ( القاهرة : مكتبة مدبولي الصغير 2001م)
المفردات في غريب القرآن ، الراغب الأصبهاني ، ط الثانية ، ضبطه وراجعه: محمد خليل عيتاني ( بيروت : دار المعرفة 1420هـ/1999م)
المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ، للحافظ أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي ، تحقيق : جمع من المحققين ، ط. الأولى ( دمشق: دار ابن كثير 1417هـ/1996م).
المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم، الإمام أبي العباس القرطبي، ط. الأولى ( بيروت : دار ابن كثير 1417هـ/1996م)
المقال في المسيح الدجال، عكاشه عبدالمنان الطيبي ، ط. بدون ( القاهرة : دار الاعتصام ، بدون )
مقالات الإسلاميين ، أبو الحسن الأشعري ، تحقيق : محمد محي الدين عبدالحميد ، ط. بدون (بيروت: المكتبة العصرية 1411هـ/ 1990م).
مقالات وردود علمية ، د. عبدالله العبادي ، الأولى (الدوحة : دار الثقافة 1413هـ).
مقدمة ابن خلدون ، تحقيق : خليل شحاته ، ط. الثالثة ( بيروت : دار الفكر 1417هـ/1996م)
مقدمة في أصول التفسير ، شيخ الإسلام ابن تيمية ، تحقيق محمود محمد نصار، ط. بدون ( مكتبة التراث الإسلامي ، القاهرة ، سنة بدون)
الملتقط في دفع ما ذكر عن الإمام أحمد رحمه الله من الكذب والغلط، علي بن محمد أبو الحسن وعمر بن أحمد الأحمد ، الأولى ( الرياض: دار أطلس الخضراء 1425هـ/ 2004م).
من أشراط الساعة الكبرى خراب الكعبة (هدم الكعبة) ، محمد بن إبراهيم الشيباني ، الأولى ( الكويت : مكتبة ابن تيمية 1408هـ/ 1987م).
من أشراط الساعة نار الحجاز علامة نبوية وقعت ، محمد بن إبراهيم الشيباني ، الأولى ( الكويت : مركز المخطوطات والتراث والثوائق 1423هـ / 2002م).
من إعجاز القرآن والسنة : نهاية إسرائيل والصهيونية ، عبدالحميد واكر، ط.الثانية (القاهرة : الدار المصرية للطباعة 1971م).
من يحكم العالم سراً؟ أصابع خفية تقود العالم ، منصور عبدالحكيم ، الأولى ( دمشق : دار الكتاب العربي 2005م).
المنار المنيف في الصحيح والضعيف، الإمام ابن قيم الجوزية ، تحقيق ، عبدالفتاح أبو غدة ، ط6 (بيروت : دار البشائر الإسلامية 1414هـ/ 1994م).
المنة الكبرى في النجاة من الفتن، محمود الغرباوي، ط.الأولى ( دمشق : دار الكتاب العربي )
المنتخب النفيس من علم نبي الله إدريس ، الشريف محمود باشا العسكري، الثانية (مصر : مطبعة مصطفى الحلبي 1369هـ).
المنتخب من العلل للخلال، تحقيق : طارق بن عوض الله بن محمد ، ط.الأولى ( الرياض : دار الراية 1419هـ/1998م)
منهاج السنة النبوية، شيخ الإسلام ابن تيمية ، تحقيق : محمد رشاد سالم ، ط. الثانية ( القاهرة : مكتبة ابن تيمية 1409هـ/1989م)
منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد، عثمان بن علي حسن ،ط. الثالثة (الرياض : مكتبة الرشد 1415هـ)
منهج الإمام الشوكاني في العقيدة ، د. عبدالله نومسوك، الثانية (بدون: مكتبة دار القلم والكتاب 1414هـ).
منهج التلقي والاستدلال يبن أهل السنة والمبتدعة ، أحمد بن عبدالرحمن الصويان ، ط.الثالثة ( لندن : المنتدى الإسلامي 1422هـ/ 2001م).
منهج الحافظ ابن حجر العسقلاني في العقيدة من خلال كتابه "فتح الباري" ، محمد إسحاق كندو ، ط. (الرياض: مكتبة الرشد).
منهج السلف في فهم النصوص بين النظرية والتطبيق ، السيد محمد بن السيد علوي المالكي الحسني ، ط.الثالثة ( بدون 1420هـ).
المنهج الشرعي في مواجهة الفتن ، مرفت بن كامل بن عبدالله أسرة ، الأولى (الرياض : دار الوطن 1421هـ).
منهج علماء الحديث والسنة من أصول الدين ( علم الكلام) ط.بدون ( الإسكندرية : دار الدعوة ).
المهدي ، قيادة وفكر ، ووعد حق، عبدالرحمن عيسى ، الأولى (سورية: دار الكتاب النفيس 1406هـ).
المهدي المنتظر ، إبراهيم المشوفي ، الثانية (الأردن: مكتبة المنار 1406هـ/ 1986م).
المهدي المنتظر على الأبواب، محمد عيسى داود، ط. 21( القاهرة : دار المصطفى ، بدون )
المهدي المنتظر في روايات أهل السنة والشيعة الإمامية ، دراسة حديثة نقدية ، د. عداب محمود الحمش ، الثانية ( عمان: دار الفتح للدراسات والنشر 1423هـ/ 2003م).
المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة ، د.عبدالعليم عبدالعظيم البستوي ، الأولى ( بيروت : دار ابن حزم 140هـ).
المهدي بينات وعلامات ، أبو الفداء محمد عارف ، الأولى ( بدون 1413هـ/1992م).
المهدي في مواجهة الدجال ، منصور عبدالحكيم ، الأولى ( دمشق: دار الكتاب العربي 2007م).
المهدية في الإسلام منذ أقد العصور حتى اليوم ، ط. بدون ( مصر: دار الكتاب العربي 1373هـ /1953م)
المهدية في الإسلامي منذ أقدم العصور حتى اليوم ، سعد محمد حسن ، الأولى (مصر: دار الكتاب 1373هـ/ 1953م).
المهدي وفقه أشراط الساعة، محمد إسماعيل المقدم، ط. الأولى ( الإسكندرية : الدار العالمية ، 1423هـ )
مواجهة الجن،منصور عبدالحكيم، ط.بدون (القاهرة، دار البشير،بدون)
موازين القرآن والسنة ،عز الدين بليق، ط. الأولى ( بيروت : دار الفتح 1403هـ/1983م)
المواعظ الجلية في بيان المعجزات النبوية ، تأليف : عثمان القطعاني ط. الثانية ( الإسكندرية : مكتبة الإيمان ، بدون).
الموافقات، لأبي إسحاق الشاطبي ، ط.الثانية ( بيروت : دار المعرفة 1395هـ/1975م)
موسوعة الحافظ ابن حجر العسقلاني ، جمع من المؤلفين ، الأولى ( بريطانيا : مجلة الحكمة 1422هـ/2002م).
موسوعة علامات الساعة ، د. عبدالقادر محمد منصور ، الأولى ( سوريا: دار القلم 1426هـ/ 2005م).
الموسوعة في أحاديث المهدي الضعيفة والموضوعة،د. عبدالعليم البستوي، ط. الأولى ( بيروت : دار ابن حزم 1420هـ/1999م)
الموسوعة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة ، د. محمد أحمد المبيض، الأولى (القاهرة : مؤسسة المختار 1425هـ/ 2006م).
الموضوعات ، الإمام ابن الجوزي ، تحقيق: عبدالرحمن محمد عثمان، ط. الثانية ( القاهرة : مكتبة ابن تيمية 1407هـ/1987م)
الموطأ ، الإمام مالك بن أنس ، صححه ورقمه : محمد فؤاد عبدالباقي، ط. بدون ( دار إحياء الثراث العربي 1370هـ/1951م)
موعد ظهور المهدي والخلافة الإسلامية الثانية ، رياض محمد الدقامسة، ط.بدون ( عمان : دار الكتاب 1424هـ / 2003م).
موقف الجماعة الإسلامية من الحديث النبوي ، محمد إسماعيل السفلي ، تعريب وتقديم وتعليق : صلاح الدين مقبول أحمد ، الأولى ( الكويت : الدار السلفية 1407هـ).
موقف المسلم من الفتن، حسين بن محسن أبو ذراع الحازمي، ط الأولى (الرياض : مكتبة أضواء السلف 1420هـ/ 2000م )
موقف المسلم من القتال في الفتنه ، تأليف : عثمان بن معلم محمود، ط. الأولى ( الشارقة : دار الفتح 1416هـ).
الموقف المعاصر من المنهج السفلي في البلاد العربية ( دراسة نقدية)، د. مفرح بن سليمان القوسي . ط. الأولى (الرياض : دار الفضيلة 1423هـ /2002م).
ميزان الاعتدال، للذهبي ، تحقيق : علي محمد البجاوي، ط. بدون ( بيروت : دار المعرفة ، بدون )
نبؤات الكتب المقدسة ونهاية العالم ، عاشور عبدالسلام ، ط.بدون ( القاهرة: المركز العربي للنشر والتوزيع).
النبؤة والسياسة، جريس هالسل ، ترجمة : محمد السماك ، ط. الأولى (طرابلس : جمعية الدعوة الإسلامية 1989م)
نبوءات الرسول ما تحقق منها وما يتحقق، محمد ولي الله الندي ، ط7 ( القاهرة : دار السلام 1425هـ / 2004م).
نبوءات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حول آخر الزمان ، محمد سعيد رشيد البارودي . الأولى ( جدة : مركز الراية للتنمية الفكرية 1425هـ/ 2004م).
نبوءات الرسول، حسام سليمان الأسعد، ط. الأولى ( عمان : دار النفائس 1425هـ/2005م)
النبوات ،شيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق : د. عبدالعزيز الطويان ، ط.الأولى ( الرياض : أضواء السلف 1420هـ/2000م)
نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر ، ابن الجوزي ، تحقيق : محمد عبدالكريم كاظم الراضي ، الأولى ( بيروت : مؤسسة الرسالة 1404هـ/ 1984م).
نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر، ابن الجوزي ، ط الأولى ، تحقيق : محمد عبد الكريم كاظم الراضي ( بيروت : مؤسسة الرسالة ، 1404هـ/ 1984م )
نزول عيسى بن مريم آخر الزمان ، جلال الدين السيوطي ، تحقيق: محمد عبدالقادر عطا ، الأولى ( بيروت : دار الكتب العلمية 1405هـ/1985م).
نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض ،أحمد شهاب الدين الخفاجي، ( مصورة دار الكتاب العربي)
نظرة عابرة في مزاعم من ينكر نزول عيسى قبل الآخرة ، محمد زاهد الكوثري ، الأولى (بيروت : مكتبة القدس 1400هـ).
نقض المنطق، شيخ الإسلام ابن تيمية ، تحقيق : الشيخ محمد عبدالرزاق حمزه ، ط. الأولى (القاهرة : مطبعة السنة المحمدية 1370هـ/ 1951م )
نهاية البشرية في النصوص الإسلامية ، هيثم هلال ، الأولى ( بيروت: دار المعرفة 142ه/ 2004م).
نهاية التاريخ ، دراسة شرعية تأصيلية جادة ، تركي بن عيسى العبدلي ، الأولى (الكويت : دار غراس 1425هـ/2004م).
نهاية العالم ، د. مصطفى مراد ، الأولى ( القاهرة : دار الفجر للتراث 1424هـ/2003م).
نهاية العالم ، يوليو 1999م، نبوءات نوسترادا مسى ، الثانية ( مصر: المكتب العربي للمعارف 1990م).
نهاية العالم وأشراط الساعة، منصور عبدالحكيم ، ط.الأولى ( بيروت : دار الكتاب العربي 2004م)
النهاية في الفتن والملاحم ، ابن كثير ، تحقيق : محمد أحمد عبدالعزيز ، ط بدون ( القاهرة : دار الريان ، بدون )
نيويورك وسلطان الخوف ، منصور عبدالحكيم ، الأولى (دمشق: دار الكتاب العربي 2006م).
هرمجدون ، محمود النجيري، ط. الأولى ( الجيزة : مكتبة النافذة 2003م) .
هرمجدون آخر بيان ياأمة الإسلام ،أمين محمد جمال الدين ، ط. بدون ( القاهرة : المكتبة التوفيقية 1422هـ )
هرمجدون حقيقة أم خيال ، أحمد حجازي السقا وعبدالله المنشاوي ، ط. بدون (المنصورة : مكتبة جزيرة الورد )
الهرمجدون ومابعد الهرمجدون، محمد عيسى داود، ط. بدون ( القاهرة : مدبولي الصغير ، بدون )
هل الدجال يحكم العالم ،محمد عزت عارف، ط. بدون ( القاهرة : دار الاعتصام ، بدون )
الهيكل ساعة الصفر خطوة الصهاينة القادمة ، محمد عيسى داود، ط. بدون ( القاهرة : دار المصطفى ، بدون).
وأشرقت الأرض بنور ربها ، تأليف : محمد فهمي حافظ قوره ، ط. الأولى ( مصر : مكتبة النهضة ، بدون).
وعد الآخرة نهاية دولة إسرائيل وعودة المسيح ، جمال علي تايه، ط. الأولى ( بدون 1426هـ/2005م)
وقفات حاسمة بين يدي أمارات الساعة الآتية، سعيد عبدالعظيم، ط. الثانية ( القاهرة : دار العقيدة 1423هـ/2002م)
يأجوج ومأجوج ، تأليف محمد الشهاوي ، ط. بدون ( القاهرة : مكتبة القرآن ، بدون).
يأجوج ومأجوج ، حمزة الفقير ، الأولى ( عمان: دار الإسراء 1994م).
يأجوج ومأجوج ، عكاشة عبدالمنان الطيبي ، ط.بدون ( مصر: مكتبة التراث الإسلامي ، بدون).
يأجوج ومأجوج بين المسلمين وأهل الكتاب ، أحمد حجازي السقا، الأولى (القاهرة : مكتبة النافذة 2005م).
يأجوج ومأجوج حقيقة أغرب من الخيال ، حسين زكريا فليفل ط.بدون ( القاهرة : مكتبة ابن سينا).
يأجوج ومأجوج فتنة الماضي والحاضر والمستقبل ، د. الشفيع الماحي أحمد ، ط. الثانية ( بيروت : دار ابن حزم 1422هـ /2001م )
يأجوج ومأجوج قادمون، هشام كمال عبدالحميد، ط.الأولى ( بيروت : دار الكتاب العربي 2006م)
يأجوج ومأجوج من الوجود حتى الفناء ، منصور عبدالحكيم ، الأولى (دمشق: دار الكتاب العربي 2004م).
يأجوج ومأجوج وخروج الدابة، هشام محمد ، الأولى (القاهرة : مكتبة النافذة 2005م).
يوم الرب العظيم المسمى معركة هرمجدون في التوارة والإنجيل والقرآن ، أحمد أحمد علي السقا ، الثانية ( دمشق: دار الكتاب العربي 2004م).
اليوم الآخر بين اليهودية والمسيحية والإسلام، د. فرج الله عبدالله الباري أبو عطا الله ، الأولى ( المنصورة : دار الوفاء 1411هـ).
اليوم الآخر في الأديان السماوية والديانات القديمة ، يسر محمد سعيد بيض ، ط. بدون ( ادلب : مكتبة الغزالي ، بدون ).
اليوم الآخر في الكتاب والسنة ، دراسة تحليلية موضوعية في التفسير والعقيدة والحديث عن اليوم الآخر ، د. عبدالباقي أحمد عطا الله، ط.الأولى ( دار المنار 1409هـ/ 1988م).
اليوم الآخر والحياة المعاصرة ، د. عبدالغني عبود ، الأولى (بيروت: دار الفكر العربي 1978م).
اليوم الآخر والحياة المعاصرة ، د. عبدالغني عبود ، الأولى( بيروت: دار الفكر العربي 1978م).
يوم القيامة ، عبدالرزاق نوفل ، ط. الأولى ( بيروت : دار الكتاب العربي 1410هـ).
ب_ الرسائل الجامعية :
ابن الأمير الصنعاني ومنهجه في الاعتقاد، نعمان بن محمد شريان، ماجستير 1417هـ.
الاتجاهات الفكرية الإسلامية المعاصرة في العالم الإسلامي ، دراسة تقويم، رسالة ماجستير ، إعداد الطالب: عبدالله بن محمد بن عبدالله الصرامي، إشراف الدكتور، طاهر راغب حسين، عام 1411هـ . جامعة الإمام.
الآثار الواردة عن السلف في الإيمان باليوم الآخر في تفسير الطبري ، جمعاً وترتيباً ودراسة ، سعود بن عبدالعزيز العقيل ، رسالة ماجستير ، 1423هـ.
أحاديث أشراط الساعة الصغرى ، إعداد : صالح بن محمد الدخيل الله ، رسالة ماجستير، الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، عام 1411هـ.
الأحاديث التي أعلها الإمام يحيى بن معين ، هشام بن عبدالعزيز الخلف ، رسالة علمية ، 1423هـ.
الأحاديث والآثار الواردة في كتاب لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية شرح الدرة المضيئة في عقيدة الفرقة المرضية ، رسالة علمية 1422هـ/ 2001م.
آراء ابن حجر الهيتمي الاعتقادية ، عرض وتقويم في ضوء عقيدة السلف. محمد بن عبدالعزيز الشايع، ماجستير 142هـ/ 1425هـ.
الإشاعة لأشراط الساعة ، محمد رسول البرزنجي، تحقيق: إبراهيم عبدالمطلب عثمان، رسالة دكتوراه ، الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية عام 1427هـ.



أشراط الساعة الكبرى ، سعود حمد الصقري ، إشراف : زيد الفياض ، رسالة ماجستير ( الرياض : جامعة الإمام 1405هـ).
البرهان في علامات مهدي آخر الزمان ، علي بن عبدالملك حسام الدين الهندي، تحقيق : جاسم بن محمد المهلهل الياسين (رسالة ماجستير 1405هـ/ 1406هـ).
تدوين علم العقيدة عند أهل السنة والجماعة مناهجه ومصنفاته من بداية القرن الرابع 301هـ إلى نهاية القرن السادس 600هـ ، للباحث يوسف بن علي الطريف عام 1423/1424هـ . رسالة علمية .
جهود ابن مفلح الحنبلي في تقرير العقيدة، زياد بن حمد العامر، ماجستير 1426هـ/ 1427هـ.
جهود علماء السلف في تقرير العقيدة والدفاع عنها " القرن السابع الهجري" د. علي بن محمد بن سعيد الشهراني. رسالة دكتوراه، جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، عام 1420هـ .
جهود علماء السلف في تقرير العقيدة والدفاع عنها ( كبار التابعين) د. علي بن عبدالعزيز الشبل، دكتوراه 1422هـ.
دراسة مسائل العقيدة في سنن الترمذي ، يوسف علي الطريف ، ماجستير .
الفتن ، نعيم بن حماد ، تحقيق : أسفري رحمت الأندوسي ، وكمال مرعي طالب، رسالة ماجستير ، الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية عام 1423هـ.
معجزات محمد صلى الله عليه وسلم، رسالة ماجستير ، إعداد الطالب: زكريا محمود بن داود، إشراف الشيخ الدكتور، سالم عبدالله الدخيل، عام 1401هـ. جامعة الإمام.
منهج ابن الصلاح في تقرير العقيدة والرد على المخالفين، عرضاً ودراسة ، عبدالله بن أحمد الغامدي، ماجستير 1424هـ/ 1425هـ.
منهج الحافظ ابن كثير في تقرير مسائل أشراط الساعة ، (رسالة ماجستير) شداد راجح بن عيسى والد، جامعة الملك سعود عام 1422هـ/ 1423هـ.
منهج الماوردي في أصول الدين ، عرض ورد، عبدالعزيز بن عمر الغامدي ، ماجستير 1416هـ.
منهج أهل السنة والجماعة في الاستدلال باللغة العربية على مسائل العقيدة ، محمد بن فهد بن إبراهيم الداود ، (رسالة ماجستير) جامعة الإمام محمد بن سعود ، عام 1423هـ/ 1424هـ.
المهدي عند السنة والشيعة ، عبدالعزيز بن عبدالله المترك ، رسالة ماجستير ، ( الرياض : جامعة الإمام 1405هـ/ 1406هـ).
موقف الاتجاه الفلسفي المعاصر في النص الشرعي ، إعداد الطالب : حسن بن محمد بن حسن الأسمري ، رسالة ماجستير، إشراف الدكتور: السيد أحمد محمد فرج ، عام 1418هـ . جامعة الإمام.
ج_ الدوريات والمجلات :
حولية كلية الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية، العدد السابع عشر 1420هـ/1999م، بحث : الأشراط الصغرى للساعة، د. حصة أحمد الغزال.
مجلة آفاق عربية ، السنة الحادية عشر 1/2/1986م.
مجلة الجامعة الإسلامية ص18، العدد 1 ، محرم صفر ربيع أول 1400هـ
مجلة الدرعية ص 379 العدد 21/22
مجلة المختار الإسلامي العدد 16، السنة الثانية 15 ذو القعدة 1400هـ/ 1980م.
مجلة المقتطف ، العدد 2 ربيع الأول 1352هـ يوليو 1933م ،
مجلة أوراق ، العدد الرابع 1981م،
مجلة كلية الدعوة الليبية، العدد العاشر 1402هـ/1993م
مجلة منار الإسلام 4 ربيع الثاني 1410هـ نوفمبر 1989م
د_ مواقع الانترنت :
موقع (ويكيبيديا) الموسوعة الحرة على شبكة الانترنت
www.ar.wikipedia.org.
www.alghad.jo.
فهرس الموضوعات
الموضوع الصفحة
المقدمة...................................................................2
مشكلة البحث..........................................................5
حدود البحث...........................................................6
مصطلحات البحث......................................................6
أهمية الموضوع وأسباب اختياره.......................................... 7
الدراسات السابقة ...................................................... 7
أهداف البحث..........................................................12
أسئلة البحث........................................................... 12
منهج البحث........................................................... 12
إجراءات البحث....................................................... 13
خطة البحث ........................................................... 13
شكر وعرفان ......................................................... 15
الفصل الأول
الموقف الشرعي من نصوص الفتن وأشراط الساعة. 17
المبحث الأول : تعريف الفتن وأشراط الساعة . 18
تعريف الفتنة لغة 18
تعريف الفتنة شرعاً 21
العلاقة بين التعريف اللغوي والشرعي 22
معاني الفتنة في القرآن الكريم والسنة النبوية 23
معاني الفتنة كما وردت في القرآن الكريم 23
معاني الفتنة كما وردت في السنة النبوية 25
تعريف أشراط الساعة 28
تعريف الأشراط في اللغة 28
تعريف الساعة في اللغة 30
تعريف الساعة في الاصطلاح الشرعي 30
إطلاقات لفظ الساعة شرعاً 30
تعريف أشراط الساعة اصطلاحاً 33
إطلاقات لفظ الأشراط 33
أقسام أشراط الساعة 35
العلاقة بين الفتن وأشراط الساعة 38
المبحث الثاني : المنهج النبوي في بيان نصوص الفتن وأشراط الساعة . 41
_تـمهيد 41
إخباره r بالفتن وأشراط الساعة عموماً، وببعضها على وجه التحديد 42
وصف النبي r للفتن 48
بيان المكان والجهة الذي تنشأ منه بعض الفتن 54
بيان المخرج من الفتن وكيفية التعامل معها 56
المبحث الثالث : الحِكم الشرعية في الإخبار عن الفتن وأشراط الساعة . 63
_تـمهيد 63
الفصل الثاني
تنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة على الحوادث والموقف الشرعي منه 74
المبحث الأول : المراد بتنزيل هذه النصوص على الحوادث وحكمه. 75
تعريف التنزيل في اللغة 75
تعريف التنزيل في الاصطلاح 76
حكم التنزيل 77
_ تمهيد 77
_ الآراء في حكم التنزيل 83
المبحث الثاني: أمثلة على تنزيل بعض العلماء للنصوص على واقع معين. 104
_تمهيد 104
المصنفات التي تناولت موضوع الفتن وأشراط الساعة 104
نتائج دراسة كتب العلماء في الفتن وأشراط الساعة 112
المبحث الثالث:أسباب تنزيل النصوص على الحوادث والآثار المترتبة عليه 122
_تمهيد 122
_المطلب الأول : أسبابٌ متعلقة بأصول التلقي، أو مصادر التلقي . 123
أولاً : الإسرائيليات وكتب أهل الكتاب من اليهود والنصارى 124
ثانياً : كتاب الجفر 129
ثالثاً : المخطوطات المجهولة 134
رابعاً : الكشف 137
خامساً : الاعتماد على الرؤى المنامية 140
سادساً : التنجيم وكلام الكهان 145
سابعاً : الاستدلال بحروف أبي جاد وحساب الجُمَّل 150
المطلب الثاني: أسباب متعلقة بطريقة التعامل مع نصوص الفتن وأشراط الساعة 156
المطلب الثالث : أسباب متعلقة بمن يقوم بتنزيل النصوص على الوقائع 167
أمثلة على تنزيل بعض نصوص أشراط الساعة...........................172
أ- نصوص خروج الدجال ونزول عيسى × 172
ب- نصوص الدآبة 181
الآثار المترتبة على التنزيل الخاطيء 212
المبحث الرابع: الضوابط المعتبرة لتنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة
على الحوادث 221
_ تمهيد : 222
القسم الأول : ضوابط متعلقة بمصادر التلقي 224
القسم الثاني : ضوابط متعلقة بمنهج الاستدلال 232
القسم الثالث : ضوابط متعلقة بمن يقوم بتنزيل النص على الواقع 262
القسم الرابع: ضوابط متعلقة بالحوادث والوقائع المنزل عليها 280
الفصل الثالث
السفياني أنموذجاً على التنزيل في العصر الحاضر 297
_ تمهيد : 297
المبحث الأول : التعريف بالسفياني والأحاديث الواردةفيه.............298
التعريف بالسفياني 298
الأحاديث الواردة في السفياني 299
المرويات المرفوعة إلى النبي r 308
الآثار الموقوفة على الصحابة ش ومن بعدهم 320
المبحث الثاني : موقف العلماء من السفياني 340
المبحث الثالث: أهم المؤلفات والكتابات الحديثة والمعاصرة التي أنزلت نصوص السفياني ومنهجها في الاستدلال 347
_تمهيد 347
المؤلفات في السفياني............................................. 347
بيان موقف أصحاب هذه الكتب من السفياني..................... 349
مناهج هذه الكتب في الاستدلال................................. 352
المبحث الرابع : تقويم هذه الكتب في ضوء الضوابط المعتبرة . 358
تمهيد 358
الإخلال بالضوابط المتعلقة بمصادر التلقي 358
الإخلال بالضوابط المتعلقة بمنهج الاستدلال 358
الإخلال بالضوابط المتعلقة بمن يقوم بتنزيل النصوص على الواقع 359
الخاتمه ...........................................................362
الفهارس ........................................................366
**** B ****




([1]) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإمارة، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء 3/1472 ـ 1473 (1844).
([2]) الإشاعة في أشراط الساعة، تحقيق: محمد زكريا الكاندهلوي، ط.الثالثة ( بيروت: دار المنهاج، 1421هـ)ص3 .
([3]) الإذاعة لما كان ويكون بين يدي الساعة، محمد صديق خان ، عناية : بسام عبدالوهاب الجابي، ط.الثانية (بيروت : دار ابن حزم 1426هـ/2005م) ص 218
([4]) انظر بحث معالم ومنارات في تنزيل أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الوقائع والحوادث، عبدالله بن صالح العجيري ( بدون معلومات نشر ) ص 2 .
(1) تهذيب اللغة, الأزهري محمد بن أحمد بن الأزهر الهروي ، تحقيق : علي حسن هلالي، ط. بدون ( بدون معلومات نشر) 14 / 296.
(1) فتح الباري, ابن حجر العسقلاني، ط. الأولى (بيروت : دار الكتب العلمية، 1410هـ/ 1989م ) 11/ 176.
(2) المرجع السابق 2/460.
(3) انظر تهذيب اللغة 2 / 68 , ولسان العرب، ط. الأولى ( بيروت : دار صادر،1410هـ/ 1990 ) 2/131, والنهاية في غريب الحديث، ابن الأثير، ط. الأولى (الدمام : دار ابن الجوزي،1421هـ ) ص191.
(4) انظر الفتن, نعيم بن حماد، ط. بدون (القاهرة : المكتبة التوفيقية ، بدون ) ص220.
([10]) المهدي وفقه أشراط الساعة، ط. الأولى ( الإسكندرية : الدار العالمية ، 1423هـ ) ص 607.
([11])ابن فارس : هو أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا الرازي ، من أئمة اللغة والأدب ، وأعيان البيان ، تتلمذ عليه بديع الزمان الهمذاني ، والصاحب بن عباد وغيرهم ، من كتبه :الصاحبي ، ومعجم مقاييس اللغة، وتمام الفصيح، توفي عام 395هـ ، انظر: إنباه الرواة للقفطي 1/128 .
([12]) ذكره بلا عزو في معجم مقاييس اللغة 4/ 473 ، واللسان ، والتاج ( فتن) .
([13]) معجم مقاييس اللغة ، تحقيق : عبد السلام محمد هارون ، ط بدون ( إيران : دار الكتب العلمية ، بدون )4/472.
([14]) الجوهري : إمام اللغة، هو إسماعيل بن حماد التركي الجوهري، أبو نصر ، مصنف كتاب (الصحاح ) وأحد من يضرب به المثل في ضبط اللغة ، وله كتاب في العروض ومقدمة في النحو ، وذكر الذهبي أن في الصحاح أوهاماً قد عُمل عليها حواشي، ومات بنيسابور عام 393 هـ . انظر: معجم الأدباء 6 / 151 - 156، إنباه الرواة 1/ 194 ـ 198 ، سير أعلام النبلاء 17/ 80 - 82 .
([15]) الصحاح ، تحقيق : أحمد عبد الغفور عطار،ط الثالثة ( بيروت : دار العلم للملايين ، 1404هـ/ 1984م ) 6 / 2175 .
([16]) ابن منظور : هو محمد بن مُكَرَّم بن علي ، أبو الفضل ، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الإفريقي صاحب (لسان العرب) الإمام اللغوي الحجة . من نسل رويفع بن ثابت الأنصاري . ولد بمصر ، وقيل في طرابلس الغرب عام 630 هـ ، وتوفي بمصر عام 711 هـ ، ومن كتبه : (نثار الأزهار في الليل والنهار ) و (مختصر تاريخ دمشق ) لابن عساكر، وغيرها . انظر: الدرر الكامنة 4/262 ، مفتاح السعادة 1/106، الأعلام للزركلي 7/108 .
([17]) الأزهري : هو محمد بن أحمد بن الأزهر الهروي ، أبو منصور : أحد الأئمة في اللغة والأدب . ولد عام 370 هـ . مولده ووفاته في هراة بخراسان . نسبته إلى جده ( الأزهر ) عني بالفقه فاشتهر به أولاً ، ثم غلب عليه التبحر في العربية فرحل في طلبها . من كتبه : غريب الألفاظ التي استعملها الفقهاء. انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان 1 / 501، والأعلام للزركلي 5 / 311 .
([18]) لسان العرب 13 / 317 .
([19]) انظر: الفائق في غريب الحديث ، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ، وعلي محمد البجاوي، ط الثالثة ( بيروت: دار الفكر ،1399هـ /1979م) 3/ 87 . والزمخشري هو: الزمخشري : هو جار الله محمود بن عمر، ولد بزمخشر من ضواحي خوارزم عام 467 هـ ألَّف الزمخشري تصانيف عديدة في صنوف المعرفة المختلفة، كالتفسير والنحو واللغة والأدب، وكان معتزلي المذهب. وتوفي بقصبة خوارزم ليلة عرفة عام 538هـ . انظر: وفيات الأعيان 5/168 ، و إنباه الرواة 3/265.
([20]) انظر: المفردات في غريب القرآن ، ضبطه وراجعه : محمد خليل عيتاني ، ط. الثانية ( بيروت : دار المعرفة ، 1420هـ/1999م) ص373. والراغب الأصفهاني : هو الحسين بن محمد بن المفضل ، أبو القاسم الأصفهاني ، أو (الأصبهاني ) المعروف بالراغب ، أديب من الحكماء العلماء . من أهل أصبهان ، سكن بغداد واشتهر حتى كان يقرن بالإمام الغزالي ، من كتبه : (محاضرات الأدباء )
و( الذريعة إلى مكارم الشريعة ). انظر: الأعلام للزركلي 2 / 255 .
([21]) لسان العرب 13 / 319 و 320 .
([22]) الخليل : هو الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي ، أبو عبد الرحمن : من أئمة اللغة والأدب ، وواضع علم العروض . وهو أستاذ سيبويه النحوي ، ولد بالبصرة عام 100 هـ وتوفي بها عام 170 هـ ، له كتب منها : (العين) في اللغة ، و(معاني الحروف) ، و(جملة آلات العرب ) ، وكتــاب ( العروض ) ، و( النقط والشكل ) ، و(النغم) . انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان 1 / 172 ، وإنباه الرواة 1/341 ، والأعلام للزركلي 2 / 314 .
([23]) الصحاح : 6 / 2175 و 2176 ، اللسان : 13 / 317 .
([24]) ابن الأعرابي : هو محمد بن زياد، المعروف بابن الأعرابي ، أبو عبد الله، راوية ، ناسب علامة باللغة، من أهل الكوفة ، كان يسأل ويقرأ عليه ، فيجيب من غير كتاب ، ولقد أملى على الناس مايحمل على أجمال، ولم ير أحد في علم الشعر أغزر منه، ولد عام 150 هـ وتوفي بسامراء عام 231 هـ ، له تصانيف كثيرة ، منها : ( أسماء الخيل وفرسانها ) و ( النوادر في الأدب ) و ( تفسير الأمثال ) و ( شعر الأخطل) وغيرها . انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان 1 / 492 ، تاريخ بغداد 5 / 282 ، والأعلام للزركلي 6 / 131 .
([25]) لسان العرب 13 / 317.
([26]) فتح الباري 13 / 5 .
([27]) المرجع السابق 2/11.
([28]) الفائق في غريب الحديث 3 / 182 .
([29]) المفردات في غريب القرآن ص371 ، وفتح الباري 13 / 5 .
([30]) أي : متى كانت الفتنة من الإنسان بغير أمر الله فهي مذمومة ، فقد ذم الله الإنسان بإيقاع الفتنة ، كما في الآيات المذكورة في آخر كلام الراغب هذا . انظر: : الفتح 13 / 5 .
([31]) المفردات في غريب القرآن ص372
([32]) الجرجاني : هو علي بن محمد بن علي المعروف بالشريف الجرجاني ، من كبار علماء اللغة العربية، ولد عام 740هـ ، ودرس في شيراز، ورحل إلى سمرقند ، وتوفي عام 816هـ ، وله مصنفات متعددة منها : شرح مواقف الإيجي ، وشرح السراجية في الفرائض ، وغيرها . انظر: الأعلام 5/7، وهداية العارفين 1/728.
([33]) التعريفات ، علي بن محمد الجرجاني ، تحقيق : إبراهيم الأبياري، ط الثانية ( بيروت : دار الكتاب العربي ، 1413هـ ) ص 212 .
([34]) انظر: موقف المسلم من الفتن ، حسين بن محسن أبو ذراع الحازمي ، ط الأولى (الرياض : مكتبة أضواء السلف 1420هـ/ 2000م ) ص 37.
([35]) انظر: إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم ، حسين بن محمد الدامغاني، ط. الرابعة ( بيروت دار العلم للملايين 1983م.) ص 346 .
([36]) ابن الجوزي : هو عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي القرشي البغدادي، أبو الفرج: علامة عصره في التاريخ والحديث، ولد عام 508 هـ ، ونسبته إلى (مشرعة الجوز) من محالها، ووفاته ببغداد عام 597 هـ. كثير التصانيف منها : تلبيس إبليس، والمنتظم في تاريخ الملوك. انظر: الأعلام 3/316
كثير التصانيف منها : تلبيس إبليس، والمنتظم في تاريخ الملوك. انظر: الأعلام 3/316.
([37]) الفيروزآبادي : هو محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر، أبو طاهر، مجد الدين الشيرازي الفيروزآبادي: من أئمة اللغة والادب. ولد 729هـ، وانتقل إلى العراق، وجال في مصر والشام، ودخل بلاد الروم والهند، ورحل إلى زبيد وتوفي بها عام 817 هـ. انظر: الأعلام 7/146.
([38]) انظر: نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر، ابن الجوزي ، ط الأولى ، تحقيق : محمد عبد الكريم كاظم الراضي ( بيروت : مؤسسة الرسالة ، 1404هـ/ 1984م ) ص477 ،بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز 4 / 167 و 168 ، وكتاب موقف المسلم من الفتن ص 38، وفقه التعامل مع الفتن ، زين العابدين بن غرم الله الغامدي ، ط الأولى .( الرياض : دار الفضيلة ودار الهدي النبوي، 1427هـ ) ص 24.
([39]) أُطُم : بضم الألف والطاء ، بناء مرتفع ، وجمعه آطام ، وهي الأبنية المرتفعة كالحصون. انظر: النهاية لابن الأثير 1/54.
([40]) أخرجه البخاري ، كتاب الفتن ، باب قَوْلِ النَّبِيِّ > : وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَب 6/2589 (6651).
([41]) انظر: فتح الباري 13/16.
([42]) أخرجه البخاري كتاب الفتن ، باب الفتن التي تموج كموج البحر 6/2599 (6683) ، ومسلم ، كتاب الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً وإنه يأرز بين المسجدين 1/ 231 (144) .
([43]) فتح الباري 13/63.
([44]) الهنات : خصال الشر ، واحدها هنة ، انظر: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 5/972.
([45]) أخرجه مسلم ،كتاب الإمارة ، باب حكم من فرق أمر المسلمين وهو مجتمع 3/1479 (1852).
([46]) أخرجه البخاري، كتاب الفتن ، باب لايأتي زمان إلا والذي بعده شر منه 6/2591 (6658).
([47]) انظر: فتح الباري 13/281، وشرح ابن بطال على صحيح البخاري ، تحقيق : أبو تميم ياسر بن إبراهيم، ط. الثانية ( الرياض : مكتبة الرشد، 1423هـ - 2003م) 10/14.
([48]) أخرجه البخاري ،كتاب الفتن ، قَوْلِ النَّبِيِّ > :( الفتنة من قبل المشرق ) 6/2598 (6680).
([49]) أخرجه البخاري، كتاب النكاح ، باب مايتقى من شؤم المرأة 5/1959 (4808).
([50]) أخرجه مسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ، باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه بفتنة الناس وأن مع كل إنسان قريناً 4/2167 (2813) .
([51]) الصحاح للجوهري 3 / 136 .
(2) ابن الأثير : هومجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن عبدالكريم الشيباني الجزري ثم الموصلي ، ولد سنة 544هـ ، بجزيرة ابن عمر ، وسمع من علماء الموصل كيحيى بن سعدون القرطبي ، له عدد من المؤلفات منها : جامع الأصول ، وشرح غريب الطوال ، والنهاية في غريب الحديث والأثر ، توفي سنة 606هـ بالموصل وله من العمر ثلاثاً وستين سنة . انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان، وسير أعلام النبلاء للذهبي 21/488_491 .
(3) النهاية في غريب الحديث 2 / 460 .
([54]) القرطبي : هومحمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي الأندلسي، أبو عبد الله، القرطبي: من كبار المفسرين، رحل إلى الشرق واستقر بمنية ابن خصيب (في شمالي أسيوط، بمصر) وتوفي فيها.
من كتبه : التذكرة بأحوال الموتى وأحوال الآخرة . انظر: الأعلام 5/322.
([55]) النبعة واحدة النبع : شجرة من أشجار الجبال يتخذ منها القسي . انظر: مختار الصحاح ( نبع ) ص 268 .
([56]) الجامع لأحكام القرآن ، تحقيق : أحمد عبدالعليم البردوني ، ط. بدون ( بيروت : مكتبة الغزالي ، بدون ) 16/ 240.
([57]) أخرجه بهذا اللفظ النسائي في سننه ، تحقيق : عبدالفتاح أبو غدة ، ط الثالثة ( بيروت : مكتب المطبوعات الإسلامية 1414هـ/1994م) كتاب الإيمان وشرائعه ، باب صفة الإيمان والإسلام 8/101-102 (4991 ) من حديث أبي هريرة وأبي ذر ب .
([58]) المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، ط. بدون ( استانبول: المكتبة الإسلامية، بدون 1/ 466.
([59]) انظر: فتح الباري 1/356 ، وثلاثيات مسند الإمام أحمد ، السفاريني ،ط الرابعة ( بيروت : المكتب الإسلامي ، 1410هـ )2/341 .
([60]) انظر: المعجم الوسيط 1/466 .
([61]) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر 2/379 ولسان العرب مادة ( سوع ) 8/169.
([62]) الزجاج: هو إبراهيم بن السري بن سهل، أبو اسحاق الزجاج: عالم بالنحو واللغة، ولد عام241هـ، وكانت للزجاج مناقشات مع ثعلب وغيره.
ومات في بغداد عام 311 هـ . من كتبه : معاني القرآن، و (الاشتقاق) . انظر: الأعلام 1/40 وسير أعلام النبلاء 14/360.
([63])لسان العرب مادة ( سوع ) 8/169.
([64]) أخرجه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب سكرات الموت 5/2387 (6146) ومسلم ، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب قرب الساعة 4/2269 (2952) .
([65]) انظر: فتح الباري 11/442.
([66]) أخرجه البخاري ، كتاب مواقيت الصلاة ، باب السمر في الفقه والخير بعد العشاء 1/216 (576) ومسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب قوله > :( لاتأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم ) 4/1965 (2537).
([67]) أخرجه البخاري ، كتاب الإيمان ، باب سؤال جبريل النبي > عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة 1/27 (50) ومسلم ، كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان 1/36_38 (8) من حديث عمر بن الخطاب ط .
([68]) أخرجه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب قول النبي > (بعثت أنا والساعة كهاتين ) 5/2385 (6139 ، 6140) ومسلم ، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب قرب الساعة 4/2268 (2950، 2951) من حديث أبي هريرة وأنس بن مالك ب .
([69]) أخرجه البخاري ، كتاب الفتن ، باب خروج النار 6/2605 (6701) ومسلم ، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب لاتقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز 2227، 2228( 2902) من حديث أبي هريرة ط .
([70]) الحليمي : هو الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الجرجاني، أبو عبد الله: فقيه شافعي، قاض.كان رئيس أهل الحديث في ما وراء النهر،وكان متفنناً، سيال الذهن، مناظراً، طويل الباع في الادب والبيان. مولده بجرجان عام 338هـ ووفاته في بخارى عام 403 هـ .
من مؤلفاته : المنهاج في شعب الإيمان . انظر: تذكرة الحفاظ 3/1030 ، وسير أعلام النبلاء 17/232
([71]) المنهاج في شعب الإيمان، تحقيق: حلمي محمد فوده، ط. الأولى ( بيروت : دار الفكر 1399هـ/1979م) 1/22.
([72]) البيهقي : هو أحمد بن الحسين بن علي، أبو بكر، الفقيه الشافعي، من أئمة الحديث.
ولد في خسروجرد (من قرى بيهق، بنيسابور) عام 384هـ، ونشأ في بيهق، ورحل إلى بغداد ثم إلى الكوفة ومكة وغيرهما.
قال إمام الحرمين: ما من شافعي إلا وللشافعي فضل عليه غير البيهقي، فان له المنة والفضل على الشافعي لكثرة ، تصانيفه في نصرة مذهبه وبسط موجزه وتأييد آرائه، توفي عام 458 هـ . وقد صنف عدداً كبيراً من المؤلفات . انظر: سير أعلام النبلاء 18/163، وشذرات الذهب 3/304
([73]) البعث والنشور ، تحقيق: عامر أحمد حيدر ، ط. الأولى ( بيروت : مؤسسة الكتب الثقافية 1406هـ/1986م) ص 69
([74]) فتح الباري 1/ 356 ومابعدها .
([75]) أخرجه مسلم ، كتاب الفتن ، باب في خروج الدجال 4/ 2260 (2941) .
([76]) أخرجه أحمد في المسند 8/147-149 وقال الشيخ أحمد شاكر : " إسناده صحيح " ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/517 وقال : " رواه أحمد ، ورجاله ثقات " .
([77]) أخرجه البخاري ، كتاب الإيمان ، باب سؤال جبريل النبي > عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة 1/20 (50) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب بيان الإيمان والإسلام 1/36، 38
(8) ، وأحمد في المسند 13/387،388 واللفظ له .
([78]) انظر: فتح الباري 13/83-84 ، ولوامع الأنوار البهية ، محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي ، ط الثالثة (بيروت : المكتب الإسلامي 1411هـ/1991م) 2/66-70 .والقناعة في مايحسن الإحاطة من أشراط الساعة ، تحقيق : د. محمد بن عبدالوهاب العقيل ، ط الأولى ( الرياض : مكتبة أضواء السلف ، 1422هـ ) ص132 . و الإشاعة لأشراط الساعة ص25 .
([79]) انظر: شرح العقيدة الطحاوية ، ابن أبي العز ، تحقيق : د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي والشيخ شعيب الأرناؤوط ، ط الأولى (بيروت : مؤسسة الرسالة 1408هـ/1988م) 2/758 ، وفقد جاء أشراطها، محمود عطيه محمد علي، ط الأولى ( الدمام : رمادى للنشر ، 1416هـ ) ص55 .ٍ
([80]) انظر: فتح الباري 1/121.
([81]) انظر: شرح العقيدة الطحاوية 2/ 758.
([82]) انظر: مقدمة التصريح بما تواتر في نزول المسيح u ، محمد أنور الكشميري ، تحقيق : عبد الفتاح أبو غدة ، ط الخامسة ( حلب : مكتبة المطبوعات الإسلامية ، 1412هـ ) ص9، وفتح الباري 13/485 ، وإكمال المعلم شرح صحيح مسلم ، أبوعبدالله المالكي ( بيروت : دار الكتب العلمية ، بدون ) 1/70 ، وأشراط الساعة ، يوسف الوابل ، ط السادسة ( الدمام: دار ابن الجوزي ، 1416هـ) ص77 .
([83]) أخرجه البخاري في الجزية باب مايُحْذَرُ من الغدْرِ (3/ 1159 (3005 ).
([84]) جاء ذلك في عدد من النصوص، انظر ص32،37،51،58،120، 288،292،293من هذه الرسالة
([85]) أخرجه مسلم ، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في الآيات التي تمون قبل الساعة 4/2225 (2901) .
([86]) انظر: فتح الباري 11/353 ، والنهاية في الفتن والملاحم 1/164-168 .
([87]) هو نُعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام الخزاعي المروزي أبو عبد الله، أعلم أهل زمانه بالفرائض، الحافظ العلامة. ولد في مرو، وأقام مدةً في الحجاز والعراق، ثم سكن مصر.
حدَّث عن: أبي حمزة السكري، وهشيم، وعبد الله بن المبارك، وفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، ويحيى القطان، وخلق سواهم. وعنه: البخاري، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، ويحيى بن معين، والذهلي، وخلق سواهم.
ثبت على الحق خلال فتنة خلق القرآن فسئل عن القرآن أمخلوق هو؟ فأبى أن يجيب فحُبِسَ في سامرّاء، ومات في سجنه / تعالى. كان من أوعية العلم والمعرفة، ضعّفه البعض لتفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة. له من الكتب: " المسند"، و " الفتن"، وهذا الأخير أتى فيه بعجائب ومناكير، كما نقل ذلك الذهبي في سيرته، قال ابن حجر في التقريب: صدوق يخطئ كثيراً، فقيه عارف بالفرائض.
توفي ببغداد سنة 228هـ. انظر: سير أعلام النبلاء10/ 595 – 612، وميزان الاعتدال4/ 267.
([88]) التويجري : هو الشيخ حمود بن عبد الله بن عبد الرحمن التويجري من آل جبارة -بتشديد الباء الموحدة التحتية- بطن كبير من قبيلة عنزة ، ولد في مدينة المجمعة عاصمة بلدان سدير، وذلك في عام 1334هـ،وفي صباه شرع يقرأ في كُتاب المربي -أحمد الصائغ- وذلك في عام 1342هـ، وتوفي والده بعد ذلك بأيام قليلة، وكان عمر الشيخ إذ ذاك ثمان سنوات، فتعلم مبادىء القراءة والكتابة في هذا الكُتاب، ثم حفظ القرآن الكريم، وهو لم يتجاوز الحادية عشر من عمره. كما قرأ في هذه السن المبكرة والفقه بقلمه مؤلفاته أكثر خمسين كتاباً ورسالة طبع منها نحو أربعين، توفي في مدينة الرياض في 5/7/1413هـ. انظر: كتب الترجمة عبدالكريم بن حمود التويجري ونشرت في مجلة الأصالة العدد الثالث ص31-37.
([89]) انظر: إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة 1/19 ، 2/5، ومقدمة تحقيق كتاب السنن الواردة 1/25.
([90]) انظر: كتاب حوار حول أحاديث الفتن وأشراط الساعة ، المهندس جواد عفانه ، ط الأولى (عمان : جمعية عمال المطابع التعاونية ، 1424هـ /2003م ) ص67 ، والفتن والمحن بين يدي الساعة في ضوء الكتاب والسنة ، د.عفاف عبد الغفور حميد ، ط الأولى ( عمان : دار عمان للنشر والتوزيع ، 1422هـ / 2001م) ص241 .
([91])انظر: كتاب الإذاعة لما كان ويكون بين يدي الساعة ص 97 .
([92]) هو حنبل بن إسحاق بن حنبل بن هلال الشيباني، أبو علي، من حفاظ الحديث، وهو ابن عم الامام أحمد، وتلميذه. ولد في بغداد ، ورحل في طلب العلم ، كما يظهر من النظر في شيوخه.
خرج إلى واسط فتوفي فيها، وقد ترك عدداً من المؤلفات منها : له كتاب التاريخ والفتن ، ومحنة الإمام أحمد بن حنبل . انظر: . سير أعلام النبلاء 13/51، وطبقات الحنابلة 1/143.
([93]) انظر: كتاب الفتن ، حنبل بن إسحاق ، تحقيق: الدكتور عامر حسن صبري، ط الأولى (بيروت : دار البشائر الإسلامية 1419هـ/1998م ) ص 67 .
(1) وقد أُلف في الفتن كتب كثيرة بعضها رسائل علمية منها :
1- فقه التعامل مع الفتن ، زين العابدين بن غرم الله الغامدي ، ط الأولى ( الرياض : دار الفضيلة للنشر والتوزيع 1427هـ/2006م) .
2- الفتنة وموقف المسلم منها في ضوء القرآن ، عبد الحميد بن عبد الرحمن السحيباني ، ط الثانية (الرياض : دار عالم الكتب 1423هـ/2002م) .
3- أحداث وأحاديث فتنة الهرج ، د. عبد العزيز صغير دخان ، ط الأولى ( الإمارات : مكتبة الصحابة 1424هـ/2003م) .
4_ موقف المسلم من الفتن في ضوء الكتاب والسنن ، حسين بن محسن أبو ذراع الحازمي ، ط الأولى ( الرياض : مكتبة أضواء السلف 1420هـ/2000م ) .
5_ الفتنة وموقف المسلم منها ، د. محمد عبدالوهاب العقيل ، ط الأولى ( الرياض : دار أضواء السلف 1426هـ/2005م) .
([95]) سبق تخريجه ص 25.
([96]) فتح الباري 13/16.
([97]) ابن بطّال : هو أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال القرطبي المغربي المالكي ، روى عن أبي المطرف القنازعي ويونس بن عبد الله القاضي ، توفي في صفر سنة 449هـ ، وله شرح على صحيح البخاري . انظر: شذرات الذهب 3 / 283 ، الأعلام 4 / 285 .
([98]) شرح ابن بطال على صحيح البخاري 10/12.
([99]) سبق تخريجه ص 26 .
([100]) فتح الباري 1 / 254 .
([101]) أخرجه مسلم ،كتاب الفتن، باب إخبار النبي > فيما يكون إلى قيام الساعة 4/ 2217 (2891)
([102])أخرجه مسلم ،كتاب الفتن، باب إخبار النبي > فيما يكون إلى قيام الساعة 4/2216 (2191) .
([103]) الأحلاس : جمع حلس وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير ، شبهها به للزومها ودوامها ،
انظر: النهاية في غريب الحديث ص 225.
([104]) الحرب : ذهاب المال والأهل ، يقال حرب الرجل فهو حريب ، إذا سلب أهله وماله . معالم السنن شرح سنن أبي داود للخطابي 4/442 .
([105]) دَخَنُهَا : الدخن هو الدخان ، والمعنى أنها تثور وتظهر آثارها كالدخان من تحت قدميه، فشبهها بالدخان المرتفع. انظر عون المعبود ، ومعالم السنن للخطابي بحاشية سنن أبي داود 4/442.
([106]) قال الخطابي :( قوله : كورك على ضلع ، فإنه مثل يريد والله أعلم أنهم مجتمعون على رجل خليق للمُلك ولامستقل به ، وذلك لأن الورك لايستقر على الضلع ولا يلائمها ، وإنما يقال في باب المشاكلة والملاءمة هو كرأس في جسد أو كف في ذراع أو نحوهما من الكلام ) غريب الحديث ، تحقيق : عبدالكريم العزباوي، ط. الأولى (مكة المكرمة: منشورات جامعة أم القرى 1402هـ/1982م) 1/287.
([107]) الدهيماء : تصغير الدهماء وهي الفتنة المظلمة ، والداهية . انظر: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ص 318.
([108]) أخرجه أبو داود ،كتاب الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها 4/ 442 (4242) ، وأحمد 2/ 133 والحاكم : 4/ 467 ، كلهم من طريق أبي المغيرة عن عبد الله بن سالم عن العلاء بن عتبة عن عمير العنسي عن عبد الله بن عمر . وهذا إسناد صحيح ، كل رجاله ثقات رجال البخاري غير العلاء بن عتبة فهو صدوق كما قال الحافظ في التقريب ص 435 ، وقال الحاكم ( صحيح الإسناد ) ووافقه الذهبي وصححه الألباني في صحيح أبي داود 3 / 798 .
([109]) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة ، تحقيق : د. الصادق بن محمد بن إبراهيم، ط. الأولى
( الرياض : مكتبة دار المنهاج 1425هـ) 2 / 1109 .
([110]) كعب بن عياض : هو كعب بن عياض الأشعري ذكره البخاري وقال له صحبة. انظر الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجرالعسقلاني، ط. بدون ( بيروت : دار الجيل ، 1412هـ - 1992م) 5/608.
([111]) أخرجه الترمذي، كتاب الزهد ، باب ماجاء أن فتنة هذه الأمة في المال 4 / 569 ( 2336) وصححه ، والحاكم 4 / 318 وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (594) ، وصحيح الترمذي 2 / 273 .
([112]) ابن كثير : هو الإمام الحافظ، المحدث، المؤرخ، عماد الدين، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن ضوء بن درع القرشي الدمشقي الشافعي.
ولد بقرية "مِجْدَل" من أعمال بصرى، وهي قرية أمه، سنة 700هـ أوبعدها بقليل. ونشأ في بيت علم ودين، فأبوه عمر بن حفص بن كثير أخذ عن النواوي والفزاري وكان خطيب قريته، وتوفى أبوه وعمره ثلاث سنوات أو نحوها، وانتقلت الأسرة بعد موت والد ابن كثير إلى دمشق في سنة (707 هـ)، وخلف والده أخوه عبد الوهاب، فقد بذل جهدًا كبيرًا في رعاية هذه الأسرة بعد فقدها لوالدها، توفي سنة 774هـ ، بدمشق، ودفن بمقبرة الصوفية عند شيخه ابن تيمية، رحمه الله.
انظر: الدرر الكامنة لابن حجر 1/373، وهدية العارفين 1/215، والأعلام 1/230.
([113]) تفسير القرآن العظيم ، الإمام الحافظ إسماعيل ابن كثير القرشي الدمشقي ، ط بدون ( بيروت : دار المعرفة 1412هـ/1992م) 1/359.
([114]) أخرجه البخاري، كتاب النكاح، باب مايُتقى من شؤم المرأة 5 / 1959 (4808) .
([115]) فتح الباري 9 / 41 .
([116]) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب الحث على المبادرة بالأعمال قبل تظاهر الفتن:1/110(118).
([117]) المباركفوري : هو محمد بن عبالرحمن بن عبدالرحيم ، من أئمة السنة في القارة الهندية ، ولد عام 1283هـ ، وتوفي عام 1353هـ .
من مؤلفاته : إبكار المنن في الرد على آثار السنن . انظر: مقدمة تحفة الأحوذي 2/189-216.
([118]) تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، ضبط ومراجعة وتصحيح : عبد الرحمن محمد عثمان ،ط.الثانية (بيروت : دار الفكر 1399هـ / 1979م ) 6/ 438 ـ 439 .
(1) أساود : جمع أسود وهو الحية العظيمة ، وصباً : جمع صاب كغاز وغزي ، وهونوع من الحيات تميل وتلوي وقت النهش ليكون أنكى في اللدغ ، وأشد صباً للسم ، أويكون جمع أصب وهو الذي ينصب عند النهش .والمعنى هم الذين يميلون إلى الفتنة . انظر: النهاية في غريب الحديث ص 508، والتذكرة 3/1060.
([120]) أخرجه أحمد 3 / 477( 15897) واللفظ له ، وابن حبان وصححه 7 / 577 ، والحاكم 4/ 455 وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذا السياق ، وقال الذهبي : ( صحيح )، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (51) .
([121]) انظر: التذكرة 3/ 1060 .
([122]) انظر: الفتن في الآثار والسنن ، جزاع الشمري ، ط. الأولى ( النقرة : مكتبة الصحوة الإسلامية 1405هـ /1985م) ص43 .
([123]) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ص 508.
([124]) تقدم تخريجه ص 25 .
([125]) موقف المسلم من الفتن ص107-108.
([126]) أخرجه البخاري في الجزية باب مايُحْذَرُ من الغدْرِ (3/ 1159 (3005 ) .
([127]) أخرجه بهذا اللفظ ابن حبان في صحيحه ( 8 / 238 من الإحسان ) وصححه .
([128]) أي لاعقل معكم ذلك اليوم .
([129]) أخرجه ابن ماجه، كتاب الفتن، باب التثبت في الفتنة 2/ 1309 (3959)، وأحمد 4/ 391 ـ 392 ، 406 ، 414 ، ونعيم بن حماد في الفتن 1/ 264 ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (1682) وصحيح الجامع 1/ 410 .
([130]) تقدم تخريجه ص 43 .
([131]) جامع الأصول، تحقيق : عبد القادر الأرناؤوط، ط الثانية (بيروت : دار الفكر
1403 هـ / 1983م )10/ 29 .
([132]) انظر : الفتن في الآثار والسنن ص 54 بتصرف .
([133]) أخرجه البخاري، كتاب المناقب، باب قول الله تعالى :{ ياأيها الناس إنا خلقنكم من ذكر وأنثى ...} [ الحجرات : 13 ] 3 / 1289 (3307) .
([134]) أخرجه البخاري، كتاب الفتن، باب قول النبي > ( الفتنة من قبل المشرق ) 6/ 2598(6681).
([135]) انظر: أكمل البيان في شرح حديث نجد قرن الشيطان ، حكيم محمد أشرف سندهو ، تحقيق: عبدالقادر بن حبيب الله السندي ، ط. الأولى ( الباكستان : حديث أكادمي 1402هـ/ 1982م) ص110 و 111 .
([136]) أخرجه الترمذي، كتاب الفتن، باب مَا جاء تَكون فتنَة القاعد فيها خير من القائم 6/354 (2195) وقال: هذا حديث حسن .
([137]) الأبي هو : محمد بن خليفة بن عمر الأبي الوشتاتي المالكي، من حفاظ الحديث، له عدد من المصنفات، وكانت وفاته عام 827 هـ بتونس، انظر: ترجمته في البدر الطالع للشوكاني 2/169، والأعلام للزركلي 6 /115.
([138]) إكمال إكمال المعلم لفوائد كتاب مسلم، ط. بدون ( بيروت: دار الكتب العلمية بدون ) 9/333.
([139]) أخرجه مسلم ، كتاب الجنة، وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه 4/2200 (2867).
([140]) سبق تخريجه ص 26 .
([141])أخرجه مسلم ، كتاب الفتن ، باب فضل العبادة في الهرج 4/2268 (2948) .
([142]) شرح مسلم ، ط. الأولى ( بدون : مؤسسة قرطبة 1412هـ/1991م ) 18/117.
([143]) أخرجه البخاري ، كتاب الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يُغبط أهل القبور 6/2604 (6698).
([144]) التذكرة 3/1142.
([145]) انظر: مسائل في الفتن ، فيصل بن حيان آل صبحان ، ط.الأولى (بيروت : مؤسسة الريان 1426هـ/2005م) ص 63.
([146]) أخرجه البخاري ، كتاب العلم ، باب رفع العلم وظهور الجهل 1/ 42 (81) ومسلم ، كتاب العلم ، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن ...4/2056 (2671) .
([147]) سبق تخريجه ص 48 .
([148]) أخرجه أبوداود ، كتاب الملاحم ، باب الأمر والنهي4/513 (4342)، وابن ماجة ، كتاب الفتن ،باب التثبت في الفتنة 2/1307 (3957)، والحاكم في المستدرك ، كتاب الأدب رقم (7758 ) وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (205)
([149]) أخرجه أبو داود، كتاب الفتن والملاحم، باب باب في النهي عن السعي في الفتنة 4/459 (4261).
([150])أخرجه البخاري، كتاب الفتن، باب لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض 6/2593 (6666).
([151]) أخرجه البخاري، كتاب الفتن ، باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة 6/2595 (6673) ومسلم ، كتاب الإمارة ، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، وفي كل حال. وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة 3/1475 (1847).
([152]) بحبوحة الجنة ، أي أوسطها وأوسعها وأرجحها ، انظر: النهاية في غريب الحديث ص 63.
([153]) أخرجه الترمذي ، كتاب الفتن ، باب ماجاء في لزوم الجماعة 6/333 (2166).
([154]) أخرجه البخاري ، كتاب الإيمان ، باب من الدين الفرار من الفتن 1/15 (19).
([155]) أخرجه مسلم ، كتاب الفتن وأشراط الساعة ،باب نزول الفتن كمواقع القطر 4/2212(2887).
([156]) أخرجه مسلم ، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، بَاب إِخْبَارِ النَّبِيِّ > فِيمَا يَكُونُ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ 4/2217 (2892).
([157]) أخرجه البخاري ، كتاب بدء الخلق ، باب ما جاء في قول الله تعالى:{ وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } 3/1166 (3020) .
([158]) أخرجه البخاري ، كتاب القدر ، بَاب{ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا }6/3435 (6230) .
([159])الطحاوي : هوأحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزدي الطحاوي، أبو جعفر، فقيه انتهت إليه رئاسة الحنفية بمصر، ولد عام 239هـ في (طحا) من صعيد مصر ونشأ بها، وتفقه على مذهب الشافعي، ثم تحول حنفياً، ورحل إلى الشام سنة 268 هـ، فاتصل بأحمد بن طولون، فكان من خاصته، وتوفي بالقاهرة عام 321 هـ، من مؤلفاته: شرح معاني الآثار، و بيان السنة ، وغيرها .
انظر: سير أعلام النبلاء 15/27 والأعلام 1/206.
([160]) العقيدة الطحاوية ، أبو جعفر الطحاوي ،إعداد وتقديم زهير الشاويش، ط الثانية ( بيروت: المكتب الإسلامي 1414هـ/1993م) ص85 ، وانظر: شرح العقيدة الطحاوية 2/754.
([161]) ابن قدامة : هو عبد الله بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي، أبو محمد، موفق الدين، فقيه، من أكابر الحنابلة. ولد في جماعيل (من قرى نابلس بفلسطين) عام 541هـ ،وتعلم في دمشق، ورحل إلى بغداد سنة 561 هـ فأقام نحو أربع سنين، وعاد إلى دمشق، وفيها وفاته عام 620 هـ.له تصانيف منها : المغني في الفقه ، وروضة الناظر ، وغيرها . انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي 22/165، وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 2/133، والأعلام 4/67.
([162]) لمعة الاعتقاد، الإمام الموفق ابن قدامة المقدسي، ط. الرابعة ( بيروت : المكتب الإسلامي 1395هـ ) ص28 ، وانظر: شرح لمعة الاعتقاد لابن عثيمين 101،104 ، وانظر: النهاية في الفتن والملاحم ، ابن كثير ، تحقيق : محمد أحمد عبدالعزيز، ط بدون ( القاهرة : دار الريان ، بدون )1/11،
وإتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، ط.الثانية ( الرياض: دار الصميعي 1414هـ) 1/6.
([163]) ألف العلماء عدداً من الكتب في دلائل النبوة منها المخطوط ومنها المطبوع فمن المطبوع :
أ_ دلائل النبوة : لأبي بكر الفريابي ، بتحقيق : عامر حسن صبري .
ب_ دلائل النبوة : لأبي نعيم الأصبهاني ، طبع المنتقى منه بتحقيق : محمد رواس قلعجي ، وتخريج : عبدالبر عباس .
ج_ أعلام النبوة : لأبي الحسن علي بن محمد الماوردي الشافعي ، بمراجعة : طه عبدالرؤوف سعد .
د_ دلائل النبوة : للبيهقي ، بتحقيق : د. عبدالمعطي قلعجي .
(3)المناوي : هو محمد عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي المناوي المصري، له أكثر من ثمانين مصنفاً، منها التيسير في شرح الجامع الصغير للسيوطي، وفيض القدير في شرح الجامع الكبير للسيوطي، وتيسير الوقوف على غوامض أحكام الوقوف، وغير ذلك من التآليف الكثيرة، توفي بالقاهرة عام ‍1031هـ ، انظر: ترجمته في فهرس الفهارس للكتاني ص 560 رقم الترجمة 319، وخلاصة الأثر 2/193، والبدر الطالع 1/357، والأعلام 6 / 204 .
([165]) فيض القدير شرح الجامع الصغير، ط. الثانية ( بيروت : دار الفكر 1391هـ/1972) 3/193 .
([166]) إتحاف الجماعة 1/6.
([167]) المرجع السابق 1/7 ، وانظر: كتاب أحاديث معجزات الرسول r التي ظهرت في زماننا ، أ.د : عبدالمهدي عبدالقادر عبدالهادي ، ط الأولى ( مصر : مكتبة الإيمان ، 1422هـ / 2001م ) ص5 ومابعدها ، والإيمان بالغيب، بسام سلامة، ط.الأولى (الأردن : مكتبة المنار 1403هـ/1983م) .
(4) أخرجه البخاري كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب3/1350-1351(3490، 3492) ومسلم كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان 4/1867 (2403).
(1) كتاب التذكرة 3/1075.
([170]) أخرجه مسلم ، كتاب الإمارة ، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول 3/1472(1844) .
([171]) أخرجه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه4/2250 (2137).
([172]) أخرجه البخاري، كتاب الفتن ، باب ظهور الفتن 6/2590(6652_6656) ومسلم ، كتاب العلم ، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن 4/2056 (2672) .
([173]) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 8/604-605 وغيره.
([174]) أخرجه أبو داود الطيالسي كتاب الزهد، ص 265-266(27)، وابن أبي الدنيا في العزلة والانفراد ، تحقيق : مشهور حسن آل سلمان، ط الأولى (الرياض: دار الوطن 1417هـ/1997م)
ص 148(168)، وابن أبي شيبة في مصنفه 7/454 (37157) ونُعيم بن حمَّاد في الفتن ص 61 (128) من طريق الأعمش، عن عدي بن ثابت الأنصاري، عن زرِّ بن حبيش عنه، به. وإسناده صحيح.
([175]) أخرجه البخاري ، كتاب فضائل الصحابة ، باب مناقب عمر بن الخطاب 3/1349 (3485) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة والآداب ، باب المرء مع من أحب 4/2032 (2639) .
([176]) أخرجه البخاري ، كتاب الأدب ، باب ماجاء في قول الرجل : ويلك 5/2282 (5815) .
([177]) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب الحث على المبادرة بالأعمال قبل تظاهر الفتن 1/110 (118) .
([178]) شرح صحيح مسلم 2/133.
([179]) أخرجه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في بقية من أحاديث الدجال4/2267 (2947).
([180]) أخرجه البخاري، كتاب الأنبياء، باب قصة يأجوج ومأجوج 3/1220 (3168) ومسلم كتاب الفتن وأشراط الساعة 4/2207 (2880) 0
([181]) فتح الباري 13/16.
([182]) فتح الباري 11/357 ، وانظر: السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها، أبو عمرو عثمان الداني ، تحقيق: د. ضياء الله المباركفوري، ط.الأولى ( الرياض : دار العاصمة 1416هـ/1995م) 1/63، 178، والإشاعة لأشراط الساعةص 24، والإذاعة لما كان ويكون بين يدي الساعة ص 41 ومابعدها ، ولوامع الأنوار البهية 2/65.
([183]) انظر: التذكرة 3/ 1217.
([184]) فيص القدير 3/194.
([185]) انظر: فقه أشراط الساعة ص 22.
([186]) مختارات من أحاديث الفتن ، دراسة تاريخية ، ط.الثالثة ( بدون معلومات نشر ) ص 8 .
([187]) انظر : القاموس المحيط، الفيروز آبادي (مادة:نزل). مختار الصحاح، الرازي (مادة: نزل).
([188]) لسان العرب مادة ( نزل).
([189]) المرجع السابق مادة ( نزل ).
([190]) تهذيب اللغة مادة ( نزل ).
([191]) العراق في أحاديث وآثار الفتن، ط.الأولى ( دبي : مكتبة الفرقان 1425هـ/2004م) 2/ 716.
([192]) فقه أشراط الساعة ص 33.
([193]) انظر بحث معالم ومنارات في تنزيل أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الوقائع والحوادث، عبدالله بن صالح العجيري ( بدون معلومات نشر ) ص 8.
(1) الخوارج : هم أول فرقة ظهرت في تاريخ الإسلام ، فقد خرجوا على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وقالوا بتكفير بعض الصحابة ، ومن عقائدهم : وجوب الخروج على الأئمة المسلمين المرتكبين للظلم أو الفسق، وتكفير مرتكب الكبيرة، والقول بتخليده في النار، وإنكار الشفاعة ، انظر: الفرق بين الفرق ص 72، ومقالات الإسلاميين 1/167 ، والملل والنحل 1/114.
(2) الجهمية : هم إحدى الفرق الكلامية التي تنتسب إلى الإسلام، قامت على البدع الكلامية والآراء المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة، متأثرة بعقائد اليهود والصابئة والفلاسفة، وتنتسب إلى الجهم بن صفوان ، ومن عقائدهم: إنكار جميع الأسماء والصفات، والقول بأن القرآن مخلوق، وغيرها. انظر: الفرق بين الفرق ص 211، والملل والنحل 1/73.
(3) المعتزلة : هم فرقة نشأت على يد واصل بن عطاء عام 105هـ، وقد اعتمدت على العقل المجرد في فهم العقيدة لتأثرها ببعض الفلسفات المستوردة، مما أدى إلى انحرافها عند عقيدة السلف. وسبب تسميتهم بالمعتزلة نسبة لاعتزال واصل بن عطاء لحلقة الحسن البصري، ومن عقائدهم: إنكار جميع الصفات، والقول بأن مرتكب الكبيرة لا مؤمن ولا كافر، والقول بخلق القرآن، وغيرها. انظر: الفرق بين الفرق ص 114، والملل والنحل 1/43.
([197])الجبائي : هو أبو علي محمد بن عبدالوهاب الجبائي ، نسبة إلى جبّي، وهي بلد من أعمال خورستان في طرف من البصرة والأهواز، وهو شيخ المعتزلة في البصرة، تلقى الاعتزال عن أبي يعقوب الشحام، وكان مع حداثة سنه معروفاً بقوة الجدل، توفي سنة 303هـ . انظر : التبصير في أمور الدين ص79، والروض المعطار ص156، ومعجم البلدان 2/97.
([198]) فتح الباري 13 / 131.
([199]) النهاية في الفتن والملاحم 1/148.
([200]) هو محمد عبده بن حسن خير الله، من آل التركماني، مفتي الديار المصرية.
ولد في شنرا (من قرى الغربية بمصر) عام 1266هـ ،ونشأ في محلة نصر (بالبحيرة)، وأحب في صباه الفروسية والرماية والسباحة، وتعلم بالجامع الأحمدي بطنطا ثم بالأزهر.
سافر إلى باريس فأصدر مع صديقه وأستاذه جمال الدين الافغاني جريدة (العروة الوثقى)، وعاد إلى بيروت فاشتغل بالتدريس والتأليف، وسمح له بدخول مصر، فعاد سنة 1306 هـ ، وتولى منصب القضاء، ثم جعل مستشاراً في محكمة الاستئناف، فمفتيا للديار المصرية (سنة 1317 هـ) واستمر إلى أن توفي بالإسكندرية عام 1323 هـ ودفن في القاهرة. انظر: الأعلام 6/252.
([201]) النهاية في الفتن والملاحم 1/6.
([202])المرجع السابق 1/6 ، 118 ، 138.
([203]) رحلتي من الشك إلى الإيمان ، ط. بدون ( بيروت : دار العودة ، بدون ) ص 105 وانظر: كتابه
( المسيخ الدجال ) ( بدون معلومات نشر ) ، وانظر: شطحات مصطفى محمود في تفسيراته العصرية للقرآن الكريم ، عبدالمتعال محمد الجبري ، ط. بدون ( مصر : دار الاعتصام ، بدون ).
([204]) انظر: كتاب أضواء على السنة المحمديه ،ط. الخامسة ( القاهرة : دار المعارف 1980م) ص795.
([205]) انظر: كتاب دائرة معارف القرن العشرين ، ط. الثالثة ( بيروت : دار المعرفة ) 8/795.
([206]) انظر: كتاب آخر المقال في المسيح الدجال، عكاشه عبدالمنان الطيبي ، ط. بدون ( القاهرة : دار الاعتصام ، بدون ) ص 9.
([207]) انظر: كتاب فجر الإسلام، ط. الحادية عشر ( بيروت : دار الكتاب العربي 1975م) ص 158.
([208]) انظر: كتاب حوار حول أحاديث الفتن وأشراط الساعةص 11.
([209]) الساعة الخامسة والعشرون ط.الأولى ( القاهرة : سجل العرب 1416هـ/1996م) ص16 ، 26
([210]) القرآنيون : هي حركة نشأت في الهند ، وهي تدعوا على الاعتماد على القرآن دون السنة في التشريع الإسلامي ، وقد تزعمها في بداية الأمر شخصيتان : محب الحق آبادي، في شرقي الهند، وعبدالله جكرالوي ، في لآهور. ثم انتشرت في بعض البلاد الإسلامية وأصبح لها دعاة ومروجون لفكرهم . انظر القرآنيون وشبهاتهم حول السنة ، الشيخ خادم حسين إلهي بخش ص 19.
([211]) انظر: القرآنيون وشبهاتهم حول السنة ، الشيخ خادم حسين إلهي بخش ط. الأولى ( الطائف : مكتبة الصديق 1409هـ) .
([212]) للرد عليهم انظر: رسالة الاتجاهات العقلانية الحديثة، الدكتور ناصر بن عبدالكريم العقل، ط.الأولى الرياض: دار الفضيلة ( 1422هـ/2001م) ص 313 ومابعدها، ومشكلات الأحاديث النبوية
وبيانها ، عبدالله بن علي القصيمي ص 83 وما بعدها ، وأشراط الساعة، يوسف الوابل ص315 .
([213]) ابن حبيب : هو عبدالملك بن حبيب بن سليمان بن هارون بن جلهمة بن عباس السلمي ، ولد في البيرة _ مدينة أندلسية _ ونشأ بها، أخذ العلم عن علماء الأندلس ثم رحل إلى المشرق وأخذ عن أهلها ، وكان فقيهاً ، عالماً بالحديث ، إضافة إلى علم اللغة والإعراب وفنون الأدب ، ألف عدداً من المؤلفات منها : فضل الصحابة ، غريب الحديث ، تفسير الموطأ وغيرها ، توفي عام 238هـ ، انظر: نفح الطيب للمقري 2/5_10 ، وترتيب المدارك للقاضي عياض 4/122، والأعلام للزركلي 4/157.
([214]) أبو عمرو الداني: هو عثمان بن سعيد بن عثمان، أبو عمرو الداني، ويقال له ابن الصيرفي، من موالي بني أمية، أحد حفاظ الحديث، وشيخ المقرئين، ومن الأئمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره،وصاحب التآليف الكثيرة في علوم القرآن. وهو من أهل دانية بالأندلس. ولد عام 371هـ ودخل المشرق، فحج وزار مصر، وعاد فتوفي في بلده عام 444 هـ. له أكثر من مئة تصنيف، منها : التيسير في القراءآت السبع .
انظر: سير أعلام النبلاء 18/77 ، ونفح الطيب 2/135.
([215]) انظر: فتح الباري 13/83-84 ، ولوامع الأنوار البهية 2/66-70 .
([216]) انظر: كتاب هرمجدون آخر بيان ياأمة الإسلام، ط. بدون ( القاهرة: المكتبة التوفيقية 1422هـ ) ص 48 .
([217]) احذروا المسيح الدجال يحكم العالم من جزيرة برمودا، ط. بدون ( القاهرة : المختار الإسلامي 1411هـ) ص 59.
([218]) الغماري : هو أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصديق بن أحمد الحسني الأزهري، متفقه شافعي مغربي، من نزلاء طنجة ، تعلم في الأزهر، واستقر في القاهرة وتوفي بها عام 1380هـ، له عدد من المؤلفات . انظر: الأعلام 1/253.
([219]) مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية ص18، 37، وقد رد عليه الشيخ حمود التويجري، انظر: إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجه ص 4، 23.
([220]) القيامة الصغرى على الأبواب، ط. الثانية ( بدون 1418هـ ) ص 15 .
([221])جهيمان : هو محمد بن سيف العتيبي ، ولد عام 1355هـ، وهو من قبيلة عتيبة فخذ الصقور استوطنوا في هجره ساجر، التحق بالحرس الوطني السعودي لمدة ثمانية عشر عاماً، إلتقى جهيمان في المدينة بمحمد بن عبدالله القحطاني، وتزوج الآخير بأخت جهيمان، لتبدأ بعدها حادثة الحرم المكي الشهيرة في شهر محرم من العام 1400هـ. انظر : موقع (ويكيبيديا) الموسوعة الحرة على شبكة الانترنت www.ar.wikipedia.org.
([222]) رسالة الفتن ص 3، نقلاً عن كتاب تحذير ذوي الفطن من عبث العابثين في أشراط الساعة ، أحمد بن أبي العينين ص 59 .
([223]) وعد الآخرة نهاية دولة إسرائيل وعودة المسيح ، ط. الأولى ( بدون 1426هـ/2005م) ص9 ، وانظر: كتاب الأيام الآخيرة من عمر الزمن ، عدنان طه، ط. الأولى ( بيروت : دار البيارق 1418هـ/1997م) ص9.
([224]) قد يكون لكلام أصحاب هذا الرأي وجه من الصحة، حيث أن بعض نصوص الفتن وأشراط الساعة لم تعط حظها من الشرح والبيان؛ والسبب في ذلك أن بعض العلماء يرى أن هذه النصوص هي للبشارة والنذارة، ولذا لم يتعرضوا لبيانها وشرحها بشكل وافٍ، لكن لايعني هذا أن كل العلماء سلكوا هذا المسلك بل كثير منهم شرح معانيها وأوضحها غاية الوضوح، وكتب العلماء قديماً وحديثاً شاهدة على هذا، ثم إن عدم تطبيقها على الواقع أو عدم التوفيق بين دلالتها اللفظية وبين دلالتها على الواقع لايدل على قصور في فهم النصوص، فشأنها مثل شأن نصوص الأحكام التي أوضحها العلماء وشرحوها، لكن اختلفوا في دلالتها على المسائل العملية وهو ما يسمى عند علماء الأصول بتحقيق المناط ، وفي كلٍ يجب أن يتصدى لشرحها وبيانها وتطبيقها على الواقع العلماء الراسخون في العلم الذين يملكون أدوات الاستنباط.
انظر: مجلة «البيان» العدد (33) ربيع الثاني/سنة 1411هـ، مقالة بعنوان: (أحاديث الفتن والفقه
المطلوب) للدكتور مأمون فريز جرار -حفظه الله تعالى- (ص 14-18).
([225]) هذه أسماء رجال وردت في آثار متعددة ذكرها نعيم بن حماد في كتابه الفتن ، وأسانيدها لاتخلو من ضعف.
([226]) أسرار الساعة وهجوم الغرب، ط. بدون ( القاهرة : مدبولي الصغير 1998م) ص39 وانظر: المهدي وفقه أشراط الساعة ص623.
([227]) يشير إلى قول كعب الأحبار: (علامة خروج المهدي ألوية تقبل من المغرب عليها رجل أعرج من كندة): ولم يتنبه الأستاذ أمين محمد جمال الدين إلى أن الخبر خبر ضعيف فهو عن كعب لا عن رسول الله r، والرجل أعرج لا على عكازين، ثم هو من كِندة لا أمريكا أو حتى كندا!!.
([228]) انظر: كتاب المسيح الدجال، أيوب سعيد ، ط. بدون ( القاهرة : دار الاعتصام ، بدون ) ص 31.
([229]) انتبهوا .. الدجال يجتاح العالم ، محمد منير إدلبي، ط.بدون ( دمشق : دار الأوائل 2002) ص36 ،43 ،65 ،71 .
([230]) انظر: وعد الآخرة ص 13.
([231]) انظر القيامة الصغرى على الأبواب للدكتور فاروق الدسوقي ، وهرمجدون آخر بيان ياأمة الإسلام لأمين محمد جمال الدين ، وأسرار الساعة وهجوم الغرب لفهد سالم .
([232]) أخرجه البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب من رأى ترك النكير من النبي r
6/ 2677 (6922) ومسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد 4/2243 (2929)
([233]) أخرجه البخاري ، كتاب العلم ، باب حفظ العلم 1/56 (120) .
([234]) سيأتي تخريجه ص 90 من هذه الرسالة.
([235]) نبوءات الرسول، حسام سليمان الأسعد، ط. الأولى ( عمان : دار النفائس 1425هـ/2005م) ص 17.
([236]) المرجع السابق ص12_13 بتصرف، والمسيح المنتظر ونهاية العالم، عبدالوهاب عبدالسلام طويله،
ط.السادسة (القاهرة : دار السلام 1425هـ /2004م) ص9 .
([237]) انظر: مسائل في الفتن ، فيصل بن حيان آل صبحان، ط. الأولى ( بيروت : مؤسسة الريان 1426هـ/2005م) ص53 بتصرف .
([238]) وسيأتي بيان منهجهم في المبحث التالي .
([239]) التذكره ص 736 .
([240]) هو سعد حمد بن عتيق ، قاضي من علماء نجد ، ولد في مدينة الأفلاج عام 1277هـ، ورحل إلى الهند لطلب العلم ، فاتصل بالشيخ صديق حسن خان ، وعاد إلى بلاده ، وتولى التدريس والقضاء في الرياض ، وتوفي بها عام 1349هـ .
له نظم شرح الزاد في الفقه ، ورسائل صغيرة في التوحيد والسنة والنصائح . انظر: الأعلام 3/84.
([241]) الدرر السنية في الأجوبة النجدية 1/559.
([242])رسالتان في فتنة الدجال ويأجوج ومأجوج، تحقيق د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي، ط. الأولى ( الدمام : دار ابن الجوزي 1424هـ) ص 67،100. والشيخ ممن قام بتنزيل سلاح يأجوج ومأجوج على الأسلحة الحديثة ، وأنهم يطيرون في الأفق . انظر رسالتان في الدجال ويأجوج ومأجوج ص 84.
([243]) المهدي وفقه أشراط الساعة ص 705-706 .
([244]) الضوابط الشرعية لموقف المسلم في الفتن( بدون معلومات نشر ) ص 52.
([245]) معالم في أوقات الفتن والنوازل، ط.الثانية ( بدون : 1425هـ) ص 54 .
([246]) وقفات حاسمة بين يدي أمارات الساعة الآتية، ط. الثانية ( القاهرة : دار العقيدة 1423هـ/2002م) ص5 وانظر: تنبيهات هامة بمناسبة عام 2000م ، الشيخ عبد الرحمن بن
عبد العزيز السديس ص 34 ، و المنة الكبرى في النجاة من الفتن، محمود الغرباوي، ط.الأولى
( دمشق : دار الكتاب العربي ) ص238، و العراق في أحاديث وآثار الفتن 2/769 .
([247]) أخرجه البخاري ، كتاب 1882 ، ومسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب صفة الدجال وتحريم المدينة عليه .. 4/2256 (2938).
([248]) أخرجه مسلم، كتاب فضائل الصحابة ، باب ذكر كذاب ثقيف ومبيرها 4/1971 (2545).
([249]) شرح صحيح مسلم للنووي 16/100.
([250]) يوم الجرعة : موضع قرب الكوفة ، وهو اليوم الذي خرج فيه أهل الكوفة يتلقون والياً ولاه عثمان – رضي الله عنه _ فردوه وسألوا أبي موسى _ رضي الله عنه_ فولاه عثمان عليهم .
انظر: شرح صحيح مسلم للنووي 18/232.
([251]) أخرجه مسلم 14 / 77 .
([252]) انظر: معالم في أوقات الفتن والنوازل ص 54.
([253]) شرح صحيح مسلم للنووي 18/64.
([254]) انظر : صحيح البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة 6/2677.
([255]) فتح الباري 13/337.
([256]) المرجع السابق 13/337.
([257]) السابق 13/339.
([258]) السابق 13/338.
(3) انظر: كتاب حراسة العقيدة ، الدكتور ناصر العقل، ط. الأولى ( الرياض : مكتبة العبيكان 1423هـ/2002م ) ص144.
([260]) انظر: المبحث الثاني من هذا الفصل.
([261]) الفتاوى 5/170.
(1) المرجع السابق 13/255.
([263]) المرجع السابق 13/255.
([264]) عن أبي هريرة ط قال: ( إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا، ثم يتلو: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات - إلى قوله - الرحيم}. إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطنه، ويحضر ما لا يحضرون، ويحفظ ما لا يحفظون. ) أخرجه البخاري ، كتاب العلم، باب حفظ العلم 1/ 55 (118) .
([265]) فتح الباري 1/261.
([266]) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ، تحقيق : محمود الطحان ، ط. بدون ( الرياض : مكتبة المعارف 1403هـ/1983م) 2/231.
([267]) الخطيب البغدادي : هو أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، أبو بكر، المعروف بالخطيب، أحد الحفاظ المؤرخين المقدمين. مولده في (غزية) عام 392هـ، ورحل في طلب العلم ، وتوفي عام 463 هـ.
وقد صنف جملة من المؤلفات منها : الفقيه والمتفقه ، وضح أوهام الجمع والتفريق.
انظر: سير أعلام النبلاء 18/270، والأعلام 1/172.
(1) المرجع السابق 2/231.
(2) المرجع السابق 2/229.
(3) منهاج السنة النبوية، تحقيق : محمد رشاد سالم ، ط. الثانية ( القاهرة : مكتبة ابن تيمية 1409هـ/1989م) 4/117.
([271]) الفتاوى 7/34، 4/85 .
(2) ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 9/81.
([273]) ذكره الخطيب البغدادي في أثناء ترجمة أحمد بن محمد بن أحمد بن شجاع الصفار في تاريخ بغداد 4/366.
([274]) ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 1/343.
([275]) ذكره القاضي عياض في ترتيب المدارك : 3/ 207 . ط. المغربية تحقيق : الصحراوي .
([276]) ذكره ابن النديم في الفهرست،. تحقيق: رضا نجد ابن علي المازندي ( بدون: دار المسيرة )ص122، وانظر: الاستدراكات على سزكين ، إعداد مجموعة من الباحثين ط. الأولى(الدمام : دار ابن الجوزي 1422هـ) ، 3/52.
([277]) ذكره ابن النديم في الفهرست ص285، والداوودي في طبقات الداوودي ، تحقيق: علي محمد علي ، ط. الأولى (بدون: مركز تحيقق التراث بدار الكتب ، 1392هـ) 1/247 .
([278]) ذكره ابن النديم في الفهرست ص285 .
([279]) مخطوط في المكتبة الظاهرية بدمشق في 24 صفحة ، انظر: مقدمة وصي الله محمد عباس لكتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد ، والاستدراكات على سزكين 3/56 .
([280]) ذكره الكتاني في الرسالة المستطرفة ص49 .
([281]) انظر: المجمع لمؤسس للمعجم المفهرس لابن حجر، تحقيق : عبدالرحمن المرعشلي ط.الأولى (دار المعرفه 1413هـ) 2/419 ، والمعجم المفهرس لابن حجر، تحقيق: محمد الميادي ط. الأولى ( بيروت : الرسالة 1418هـ) ص 342.
([282]) ذكره القرطبي في التذكرة ( 715 ) ونقل عن أبي الخطاب بن دحية نقده الشديد على هذا الكتاب ، فإنه قال : ( وقد ذكر في هذا الكتاب من الملاحم وماكان من الحوادث ، وسيكون ، وجمع فيه التنافي والتناقض بين الضب والنون ، وأغرب فيما أغرب في روايته عن ضرب من الهوس والجنون ، وفيه من الموضوعات مايُكذب آخرها أولها ) ا هـ .
([283]) انظر: الشريعة ص 44 له .
([284]) هو صاحب كتاب الأمثال وكتاب العظمة .
([285]) ذكره السيوطي في الآليء 1/468_469 ، والحاوي 2/89، والكتاني في الرسالة المستطرفة ص 49
([286]) ذكره ابن فرحون في الديباج 2/ 102 ، ومعجم المؤلفين 7/21.
([287]) معجم المؤلفين 8/268 وهداية العارفين 1/ 483 وكشف الظنون 2 / 1079.
([288]) ذكره ابن خلكان في وفيات الأعيان 4/ 263 .
([289]) ذكره الكتاني في الرسالة المستطرفة ص49 ،والزركلي في الأعلام 4/34 .
([290]) انظر: رسالة تدوين علم العقيدة عند أهل السنة والجماعة مناهجه ومصنفاته من بداية القرن الرابع 301هـ إلى نهاية القرن السادس 600هـ ، للباحث يوسف بن علي الطريف عام 1423/1424هـ .
([291]) انظر: هداية العارفين 1/706 ، ومعجم المؤلفين 7/21 .
([292]) حسن المحاضرة 1 / 341 .
([293]) ذكره السيوطي في كتاب العرف الوردي في أخبار المهدي ( 2/ 89 ضمن كتاب الحاوي ) وعلي الهندي في كنز العمال 14/ 591 .
([294]) ذكره صلاح الدين المنجد في مقدمته على فضائل الشام للربعي ص11 .
([295]) هداية العارفين 1/ 107.
([296]) الأعلام للزركلي 4/111.
([297]) المرجع السابق 7/62.
([298]) معجم المؤلفين 2/ 71 ومعجم المطبوعات 1 / ص 885 .
([299]) هداية العارفين 1/175.
([300]) معجم المؤلفين 4/4.
([301])هداية العارفين 1/ 411.
([302]) السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها 1/ 178.
([303]) محمد بن رسول البرزنجي : هو محمد بن عبد الرسول بن عبد السيد الحسني محمد بن رسول البرزنجي ، فاضل له علم بالتفسير والأدب ، من فقهاء الشافعية ، رحل إلى بغداد ودمشق ومصر وغيرها ، واستقر في المدينة ودرَّس بها . وفيها توفي عام 1103هـ ، وله عدة مؤلفات منها : الاشاعة في أشراط الساعة .انظر: : الأعلام : 6/ 203 - 204 .
([304]) الإشاعة ص24.
([305]) هو الإمام العلامة المحقق النَّواب أبو الطيب صديق بن حسن بن علي .. القِنَّوجي نزيل بهوبال ويرجع نسبه إلى زين العابدين بن علي بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب ، ولد في عام 1248 ، وتزوج ملكة بهوبال ( نواب شاهجهان بيكم ) عام 1288 هـ وعمل وزيراً لها ونائباً عنها ولقب بـ ( النواب ) ، كان آية من آيات الله في العلم والأخلاق الفاضلة والتمسك بالكتاب والسنة ، له مؤلفات كثيرة بلغات مختلفة في علوم متنوعة ، توفي عام 1307 هـ عن 59 سنة . انظر: أبجد العلوم : 3/ 271 ـ 282 ، ومشاهير علماء نجد وغيرهم ص451 ـ 457 ، وحركة التأليف باللغة العربية في شبة القارة الهندية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ص 274 ـ 281 .
([306]) الإذاعة ص15.
([307]) السفاريني: هو محمد بن أحمد بن سالم السفاريني، شمس الدين أبو العون، عالم بالحديث والأصول والأدب، محقق. ولد في سفارين (من قرى نابلس) عام 1114 هـ ،ورحل إلى دمشق فأخذ عن علمائها، وعاد إلى نابلس فدرس وأفتى، وتوفي فيها عام1188 هـ . انظر: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر، والسحب الوابلة على ضرائح الحنابلة للإمام العلامة الشيخ محمد بن عبد الله النجدي ص342، والأعلام 6/14.
([308]) لوامع الأنوار البهية 2/65.
([309]) النهاية في الفتن والملاحم 1/11.
([310]) الإذاعة ص41-42.
([311]) النهاية في الفتن والملاحم 1/148.
([312]) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ، ط. الأولى ( بيروت : دار ابن كثير 1417هـ/1996م) 7/ 267_268.
([313]) انظر: الفتاوى 13 / 381- 384.
([314]) أخرجه البخاري ، كتاب الفتن، باب ظهور الفتن6/2590 (6652) ،ومسلم ، كتاب العلم ، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن... 4/2056 (2671).
([315]) فتح الباري 13/18
([316]) المرجع السابق 13/19.
([317]) التذكرة 2/364.
([318]) المرجع السابق 13/19.
([319]) السابق الفتح 13/19.
([320]) السابق الفتح 13/19.
([321]) الفتح 13/19.
([322]) الفتح 13/19.
([323]) الفتح 13/19.
([324]) الفتح 13/20.
([325]) التذكرة 2/364.
([326]) انظر: فتح الباري 13/88 ، والتذكرة 3/1226_1269 ، والتمهيد ، الحافظ ابن عبدالبر النمري القرطبي ، تحقيق : سعيد أحمد أعرب ، ط.بدون ( بدون: مكتبة الغرباء الأثرية 1396هـ/1976م) 17/297_298.
([327]) شرح صحيح البخاري 19/13.
([328]) انظر: إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجه ، ط. الأولى ( الرياض : مؤسسة النور ، بدون ) ص 11، 18، 20-21، 27_28، 191 .
([329]) عون المعبود شرح سنن أبي داود، العلامة أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي ، تحقيق : عبدالرحمن محمد عثمان ،ط. الثالثة ( بيروت : دار الفكر 1399هـ / 1979م) 11/301.
([330]) النهاية في الفتن والملاحم 1/193.
([331]) الإشاعة ص284.
([332]) الإذاعة ص183.
([333]) القناعة ص23.
([334]) أخرجه البخاري، كتاب الفتن ، باب خروج النار 6/2606(6704) ومسلم ، كتاب الزكاة ، باب الترغيب في الصدقة قبل أن لايوجد من يقبلها 2/701(61).
([335]) فتح الباري 13/94.
([336]) الإذاعة ص 106.
([337])الإشاعة ص 110 .
([338]) التذكرة 2/481.
([339]) أخرجه مسلم ، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب لاتقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب 4/2210 (2896).
([340]) انظر: العراق في أحاديث وآثار الفتن 1/ 148.
([341]) هذه المطالب لم تكتب في الخطة ، ولكن اضطررت إليها بعد مشاورة المشرف وموافقته على ذلك .
([342])انظر: مجموع فتاوي ابن تيمية 19/178، 3/157، وأنوار التنزيل للبيضاوي 1/243، 244.
([343])انظر: منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد، عثمان بن علي حسن ،ط. الثالثة (الرياض : مكتبة الرشد 1415هـ) 1/154.
([344]) انظر : التفسير والمفسرون ، محمد السيد حسين الذهبي، ط. الثانية ( مصر : مطبعة السعادة، 1396هـ) 1/165.
([345]) أخرجه البخاري ، كتاب الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل 3/1275 (3274).
([346])انظر: مقدمة في أصول التفسير ، ابن تيمية ، تحقيق محمود محمد نصار ، ط. بدون ( مكتبة التراث الإسلامي ، القاهرة ، سنة بدون) ص98-99.
([347])البداية والنهاية، ابن كثير، تحقيق : د.عبدالله بن عبدالمحسن التركي ،ط. الأولى ( بدون: دار هجر 1419هـ/1998م) 4/221 ، وتفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، ط. بدون (بيروت : دار المعرفة 1412هـ/1991) 1/4.
([348])البداية والنهاية ، 2/42، وانظر: ذوالقرنين القائد الفاتح والحاكم الصالح ، محمد خير رمضان يوسف، ط. الثالثة ( بيروت: دار الشامية ، دمشق: دار القلم 1420هـ/1999م ) ص79-80 ، والإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير، د. محمد بن محمد أبو شهبة ، ط. الثانية ( القاهرة : مكتبة السنة 1426هـ/2006م) .
([349])أي أهل الكتاب .
([350])نهاية العالم وأشراط الساعة، ط.الأولى ( بيروت : دار الكتاب العربي 2004م) ص13.
([351])يأجوج ومأجوج قادمون، ط.الأولى ( بيروت : دار الكتاب العربي 2006م) ص153.
([352])المسيح الدجال ، تأليف : سعيد أيوب .
([353])القيامة الصغرى على الأبواب ، ص 10
([354])وعد الآخرة ص12، وانظر: كتاب زلزال نهاية العالم قريباً بالأدلة والبراهين القاطعة، عبدالتواب عبدالله حسين، ط. الأولى ( عمان : دار الخزامى 2006م) ص 109.
([355]) الآشوري : نسبة إلى آشور من بلاد العراق، وهي من المدن الكبيرة في المملكة الآشورية ، والمملكة الآشورية هي التي هزمت على يد بختنصر البابلي، وبلاد آشور تقع على الجزء الأعلى من نهر دجلة ، وهي اليوم قلعة ( شرقات ) على الشاطيء الغربي لنهر دجلة . انظر: تفسير حزقيال ، رشاد خليفة ص 231.
([356])نهاية العالم ص98-100 .
([357]) المرجع السابق ص 164 ومابعدها.
([358])السابق ص 170.
([359]) هو هارون بن سعد العجلى ، و يقال الجعفى ، الكوفى الأعور، كان من غلاة الرافضة ، توفي سنة 145هـ ، انظر: الجرح والتعديل 9/90 ، وميزان الاعتدال 4/284 ، وتهذيب التهذيب 11/6 .
([360]) انظر: مقدمة ابن خلدون ، تحقيق : خليل شحاته ، ط. الثالثة ( بيروت : دار الفكر 1417هـ/1996م) 2/828.
([361]) الجفر الجامع والنور اللامع ، لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ( القاهرة : مكتبة الكليات الأزهرية ، بدون ) ص 3 ، وانظر: فضائل الشهور والأيام ، عبدالغني بن إسماعيل النابلسي ، ط. الأولى ( بيروت : دار الكتب العلمية 1406هـ /1986م ) ص 85 ومابعدها .
([362]) مجموع الفتاوى 8/10-11 ، 3/138 و 4/78-79 ، ونقض المنطق، شيخ الإسلام ابن تيمية ، تحقيق : الشيخ محمد عبدالرزاق حمزه ، ط. الأولى (القاهرة : مطبعة السنة المحمدية 1370هـ/ 1951م ) ص66، و درء تعارض العقل والنقل، تحقيق : محمد رشاد سالم ، ط. بدون ( دار الكتب 1971م) 5/26.
([363]) ابن خلدون : هو عبد الرحمن بن محمد بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الاشبيلي، من ولد وائل بن حجر، المؤرخ العالم الاجتماعي البحاثة.
أصله من إشبيلية، ومولده عام 732 هـ ، ونشأ بتونس، رحل إلى فاس وغرناطة وتلمسان والأندلس، وتولى أعمالاً، واعترضته دسائس ووشايات، وعاد إلى تونس،ثم توجه إلى مصر فأكرمه
سلطانها الظاهر برقوق، وولي فيها قضاء المالكية، توفي عام 808 هـ، واشتهر بكتابه (العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر). انظر: الأعلام 3/330، وشذرات الذهب 7/76_77.
(3) مقدمة ابن خلدون 2/828 .
([365]) أبجد العلوم 2/214-216.
([366]) محمد رشيد رضا : هو محمد رشيد بن علي رضا القلموني ، البغدادي الأصل ، الحسيني النسب ، صاحب مجلة : ( المنار ) . من الكُتَّاب والعلماء . ولد عام 1282 هـ ونشأ في القلمون ( من أعمال طرابلس الشام ) وتعلم فيها وفي طرابلس ، ثم رحل إلى مصر سنة 1315هـ . فلازم الشيخ محمد عبده وتتلمذ له ، دفن بالقاهرة عام 1354هـ ، أشهر آثاره : مجلة ( المنار ) أصدر منها مجلداً ، و تفسير القرآن العظيم وهو مطبوع بيد أنه لم يكمله وغيرها . انظر: : الأعلام 6/ 126 .
([367]) مجلة المنار 4/60 والفتاوى له 4/1307 رقم (515) .
([368]) القصيمي : هو عبدالله بن علي الصعيدي القصيمي أبو محمد ، ولد عام 1325هـ في (خب الحلوه) الواقع إلى الغرب من مدينة بريدة ، وعاش أحوالاً ومعيشة صعبة ، مما اضطره إلى الهجرة بحثاً عن الرزق ، وتنقل بين عدد من البلدان ، وقد ألف في هذه المرحلة كتباً في خدمة الإسلام والدفاع عنه من أشهرها : الصراع بين الإسلام والوثنية ، ثم ارتد عن دين الإسلام وسوّد كتباً في الزندقة والإلحاد، نسأل الله الثبات، توفي عام 1416هـ.
انظر : دراسة عن القصيمي لصلاح الدين المنجد، والقصيمي بين الأصولية والانشقاق ليورغن فازلا.
([369]) الصراع بين الإسلام والوثنية 2/38.
([370]) المفاجأة .. بشراك ياقدس، ط. الثانية ( القاهرة : مكتبة مدبولي الصغير 2001م) ص 56.
([371]) خروج يأجوج ومأجوج وزوال إسرائيل في مذبحة هرمجدون على أيدي أبناء النيل، ط. بدون (طنطا : المكتبة القومية الحديثة ) ص 53.
([372]) المرجع السابق ص 53 .
([373]) وهما المهدي المنتظر على الأبواب ، والمفاجأة .
([374]) المهدي المنتظر على الأبواب، ط. 21( القاهرة : دار المصطفى ، بدون ) ص 58.
([375]) هرمجدون.. آخر بيان ياأمة الإسلام ص 11.
([376]) المرجع السابق ص 110.
([377]) الدر المكنون في بيان حقيقة هرمجدون (بدون بيانات) ص 91.
([378]) المرجع السابق ص 4.
([379]) السابق ص 94.
([380]) أسنده الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 1/134 رقم 150.
([381]) التعريفات للجرجاني ص 97.
([382]) انظر: معجم مصطلحات الصوفية ، الدكتور عبدالمنعم الحفني ، ط.بدون ( بيروت : دار المسيرة 1400هـ /1980 م ) ص 249 ، والتعريفات للجرجاني ص 119.
([383]) انظر: التعرف لمذهب أهل التصوف ، لأبي بكر محمد الكلاباذي، تحقيق : د.عبدالحليم محمود وطه عبدالباقي سرور، ط. بدون (القاهرة : دار إحياء الكتب العربية ) ص 87، والمعرفة عند مفكري المسلمين ،محمد غلاب ، مراجعة : محمود العقاد وزكي نجيب محمود ،ط.بدون ( مصر : دار الجيل ، بدون ) ص 94 .
([384]) الإشاعة ص 205.
([385]) المرجع السابق ص279.
([386]) السابق ص 280.
([387]) السابق 368.
([388]) احذروا المسيح الدجال ص 39.
([389]) المرجع السابق ص 183 .
([390]) السابق ص 39.
([391]) أن عام 2000م سوف يشهد قيادة جديدة .
([392]) السابق ص 141_142.
([393])أخرجه ابن ماجه، كتاب تعبير الرؤيا ، باب الرؤيا ثلاث 2/1285 (3907) وقال البوصيري: في الزوائد : إسناده صحيح ، رجاله ثقات ، وصححه محمد ناصر الدين الألباني ، انظر: صحيح ابن ماجه 2/340 (3154).
([394])أخرجه مسلم كتاب الرؤيا، باب لايخبر بتلعب الشيطان به في المنام 4/1776 (2268).
([395])أخرجه البخاري ، كتاب التعبير ، باب المبشرات 6/2564(6589).
([396])أخرجها مالك في الموطأ ، باب ماجاء في الرؤيا 2/957.
([397])أخرجه البخاري ، كتاب التعبير ، باب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة 6/2564(6588) 12/373 ومسلم ، كتاب الرؤيا 4/1774 (2264).
([398]) انظر: الفتاوى 4/81.
([399]) يدل على هذا ما وقع للصديق أبي بكر t في حضرة النبي e ، وذلك أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يحدث أن رجلاً أتى الرسول e فقال :( إني رأيت الليلة في المنام ظُلة تنطُف السمن والعسل، فأرى الناس يتكففون منها فالمستكثر والمستقل وإذا سبب واصل من الأرض إلى السماء، فأراك أخذت به فعلوت، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل أخر، فانقطع ثم وصل ، فقال أبو بكر : يا رسول الله بأبي أنت والله لتدعني فأعبرها ، فقال النبي e:( اعبرها) قال : أما الظلة فالإسلام، وأما الذي ينطف من العسل والسمن فالقرآن حلاوته تنطف، فالمستكثر من القرآن والمستقل، وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه تأخذ به فيعليك الله، ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلوا به، ثم يأخذ به رجل آخر فيعلوا به، ثم يأخذه رجل آخر فينقطع به، ثم يوصل له فيعلوا به ، فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبت أم أخطأت ؟ قال النبي e (أصبت بعضاً وأخطأت بعضا) قال : فوالله يا رسول الله لتحدثني بالذي أخطأت ، : قال :) لا تقسم) أخرجه البخاري (5803) ومسلم (2269).
([400]) مراده ما رواه مسلم في صحيحه أن النبي e قال : ( سيعوذ بهذا البيت قوم ليست لهم منعة ولا عدد ولا عدة ، يبعث اليهم حيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم ).
([401])انظر: حقيقة الخوارج في الشرع وعبر التاريخ ، فيصل بن قزاز الجاسم ،ط. الأولى ( الكويت : دار غراس 1426هـ/2005م) ، ص110-111. ورسالة ) دعوة الأخوان كيف بدأت وإلى أين تسير ص10_11.
([402]).المرجع السابق ص110-111.
([403])) انظر: تصريحات خادم الحرمين الشريفين ، الملك فهد – رحمه الله – وكان آنذاك ولياً للعهد ، نشرت في جريدة الرياض يوم الأحد 25 صفر سنة 1400هـ الموافق 13 يناير 1980م.
([404]) ابن باز : هو عالم عصره ، وفريد دهره ، وعلاّمة زمانه ، سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن آل باز ، ولد بالرياض عام 1330 هـ ، وكان بصيراً في أول دراسته ، ثم ضعف بصره عام 1346 هـ لمرض أصابه في عينيه ، ثم ذهب بصره بالكلية في أول عام 1350 هـ ، حفظ القرآن قبل بلوغه ، ثم تلقى العلوم الشرعية والعربية على أيدي علماء الرياض وغيرها . وقد تولى عدة أعمال منها: القضاء بالخرج ، ثم التدريس بالمعهد العلمي وكلية الشريعة بالرياض ، ثم نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة ، ثم رئيساً لها ، ثم عُيِّن رئيساً لإدارات البحوث العلمية والإفتاء برتبة ( وزير ) ، بالإضافة إلى تعيينه مفتياً عاماً للسعودية ، ولي عضوية في كثير من المجالس العلمية والإسلامية، توفي عام 1420، له مؤلفات كثيرة، منها: ( التحقيق والإيضاح ) و( التحذير من البدع ) و ( ثلاث رسائل في الصلاة ) و ( نقد القومية العربية ).
انظر: ترجمة الشيخ / لنفسه في أول مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 1 / 9 ـ 12 أشرف على جمعها وطبعها د . محمد بن سعد الشويعر .
([405])مجلة الجامعة الإسلامية ص18، العدد 1 ، محرم صفر ربيع أول 1400هـ. ، والحكم بغير ما أنزل الله وأهل الغلو، ط. الثانية ( لندن :دار الأرقم 1408هـ/1988م ) ص230-231.
([406]) انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام 35/192 ، ومعالم السنن ، للإمام أبي سليمان حمد بن محمد الخطابي ، ط.الثانية ( بيروت : المكتبة العلمية 1401هـ/1981م) 5/371_372 ، وشرح السنة للإمام أبي محمد الحسين البغوي، تحقيق : شعيب الأرناؤوط ومحمد زهير الشاويش ، ط.الأولى
( بيروت : المكتب الإسلامي 1390هـ) 12/183، ومقدمة ابن خلدون ص 519-520، والتنجيم والمنجمون وحكمهم في الإسلام ، عبدالمجيد بن سالم المشعبي ، ط. الأولى ( الطائف : مكتبة الصديق 1414هـ/1994م) ص31 ومابعدها ، والإيمان بالغيب، بسام سلامة ص 275
([407]) انظر: التعريفات للجرجاني ص 183، وفتح الباري 10/216_217 ، والنبوات لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق : د. عبدالعزيز الطويان ، ط.الأولى ( الرياض : أضواء السلف 1420هـ/2000م) 2/826 ومابعدها .
([408]) أخرجه مسلم، كتاب السلام ، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان 4/1748(2230) .
([409]) أخرجه أبو داود، كتاب الطب ، باب في الكاهن 4/225 (3904) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (5939) .
([410]) أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب قَوْلِهِ{ إِلا مَنْ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ }
4/ 1736 (4424).
([411]) نوستراداموس هو اسم لاتيني لطبيب ومنجم فرنسي نسبة للمكان الذي كان يسكن فيه ، ولد عام 1503 م، واسمه الأصلي ميشيل دي نوتردام، كان والده طبيبًا مشهورًا، وكذلك جده الذي أشرف على تعليمه أسرار هذه المهنة، وكانت وقتها تختلط بالسحر والكهانة والتنبؤ بالمستقبل وبالطقوس الدينية أيضًا، إضافة إلى تعليمه الرياضيات وعلوم الفلك. وعرف نوسترآداموس بنبوغه في الطب ولم يكن يتجاوز العشرين من عمره، وكان قد تخرج في أكاديمية مونبيليه واحترف العمل طبيبًا في سن مبكرة، قام بكتابة كتاب اسمه التنبؤات Les) (Propheties الذي يحتوي على أهم الاحداث التي سوف تحدث في زمانه إلى نهاية العالم الذي توقع هو ان يكون في عام 3797م وكان يقوم بكتابة الاحداث على شكل رباعيات غير مفهومة وقام بعض العامة بتفسير تلك النبوءات بالتواصل مع الاشخاص المعنيين الذين ذكرهم المنجم في كتابه، وذاع صيته بعد كتابته كتاب ) التنبؤات الذي عرف بتنبؤآت نوسترداموس Les Propheties) ) عند العامة الامر الذي ادى إلى ان جعل الناس يتوافدون إليه من كل مكان حتى مماته عام 1566 . انظر: كتاب تنبؤات نوستراداموس (القاهرة :مكتبة مدبولي ) .
([412]) هرمجدون ص14.
([413]) أسرار الساعة ص34، 132.
([414])المرجع السابق ص67.
([415]) انظر: السيناريو القادم لأحداث آخر الزمان، ط. الأولى ( بيروت : دار الكتاب العربي 2004م) ص69 ومابعدها ، وكتاب تنبؤات نوستراداموس ومخططات اليهود والعالم الإسلامي، منصور عبدالحكيم ، ط. الأولى ( بيروت : دار الكتاب العربي 2004م) .
([416]) القول في علم النجوم، ص 192.
([417]) وهذه الحروف ليست أسماء لمسميات ، ولاعلاقتة لها بمستقبل الإنسان ولابحياته ، وإنما ألفت ليعرف تأليف الأسماء من حروف المعجم بعد معرفة حروف المعجم، ثم إن كثيراً من أهل الحساب صاروا يجعلونها علامات على مراتب العدد، فجعلوا لكل حرف قيمة عددية وفق الترتيب الأبجدي ، الألف واحد ، والباء اثنين، والجيم ثلاثة... وهكذا ، ثم توسع في استعماله إلى أمور باطلة وشركية . انظر: فتح الباري 11/351 ، وفتح المجيد 2/497 ، والدين الخالص 2/340 ، والتنجيم والمنجمون وحكمهم في الإسلام ص 293.
([418]) وأول من ربط بين الحروف المقطعة في أوائل السور وبين حساب الجمل هم اليهود ، يقول الإمام الطبري عند ذكره الخلاف في تفسير الحروف المقطعة في أوائل السور:) وقال بعضهم : هي حروف من حساب الجمَّل، كرهنا ذكر الذي حُكي ذلك عنه، إذ كان الذي رواه ممن لايعتمد على روايته ونقله ) تفسير الطبري 1/208 .
([419])أخرجه البخاري في التاريخ الكبير، ط. الثانية (بيروت : دار الفكر 1411هـ/1991م ) 3/208، وابن جرير في التفسير 1/216 (246) . وأبو عمرو الداني في البيان في عد أي القرآن ، تحقيق : غانم قدوري ، ط.الأولى ( الكويت : منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق ) ص330-331. وإسناده ضعيف ، فيه الكلبي محمد بن السائب ، ومداره عليه ، وهو ممن لا يحتج بما انفرد به ، قاله ابن كثير في تفسيره 1/41، والشوكاني في فتح القدير 1/20.
([420])تفسير ابن كثير 1/41، ومجموعة الفتاوى المصرية 1/336.
([421])المسيح الدجال، ط. بدون ( القاهرة : دار الاعتصام ، بدون ) ص311.
([422]) تفسير المنار 6/401.
([423]) السخاوي : هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد، شمس الدين السخاوي، مؤرخ حجة، وعالم بالحديث والتفسير والأدب. أصله من سخا (من قرى مصر) ومولده في القاهرة عام 831 هـ،
ووفاته بالمدينة عام 902 هـ ، ساح في البلدان سياحة طويلة، وصنف زهاء مئتي كتاب أشهرها:
الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع ، وشرح ألفية العراقي في مصطلح الحديث، والمقاصد الحسنة في الحديث وغيرها . انظر: الأعلام 6/194 ، ومعجم المؤلفين 10/150.
([424]) القناعة ص 28.
([425]) الفتاوى 4/79.
([426])تفسير ابن كثير 2/405.
([427]) هرمجدون آخر بيان ياأمة الإسلام ص 110
([428]) انظر: النكت على كتاب ابن الصلاح ، لابن حجر ، تحقيق : ربيع المدخلي ، ط. الأولى ( المدينة النبوية : الجامعة الإسلامية ) 2/888 ، وفتح المغيث شرح ألفية الحديث ، محمد بن عبدالرحمن السخاوي ، ط. الأولى ( بيروت : دار الكتب العلمية 1403هـ ) 1/332 ، والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/91 ، ومجموع فتاوى ابن تيمية 1/ 251_252 ، وأعلام الموقعين 1/31_32 .
([429])ا نظر القصاص والمذكرون، ص309، 318. وتحذير الخواص من أكاذيب القصاص، الإمام جلال الدين السيوطي ، ط. الثانية (بيروت : المكتب الإسلامي 1404هـ/1984م) ص277. والعراق في أحاديث وآثار الفتن 2/684.
([430])أخرجه البزار في المسند رقم (3386) والحاكم في المستدرك 4/483، والطبراني في الكبير 17/15-16 رقم (9) والهيثمي في مجمع الزوائد 7/667 رقم (12540) واختصره ابن ماجه في سننه رقم (4094) من طريق كثير بن عبدالله المزني عن أبيه عن جده، قال فيه الشافعي وأبو داود ، :( ركن من أركان الكذب ) وقال ابن حبان :( له عن أبيه ، عن جده نسخة موضوعة ) وتركه أحمد النسائي والدار قطني . انظر: تهذيب الكمال 24/136، والمغني في الضعفاء 2/531(5084) .
([431])القيامة الصغرى على الأبواب ص247.
([432]) نبؤات الرسول ص 22-23.
([433]) حاشية النهاية في الفتن والملاحم 1/118. الحاشية، وانظر: مجلة المختار الإسلامي العدد 16، السنة الثانية 15 ذو القعدة 1400هـ/ 1980م.
([434]) الشوكاني : هو محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني، فقيه مجتهد من كبار علماء اليمن، من أهل صنعاء . ولد بهجرة شوكان (من بلاد خولان، باليمن) عام 1173هـ، ونشأ بصنعاء.
ولي قضاءها سنة 1229هـ، ومات حاكماً بها عام 1250 هـ.
وله عدد من المؤلفات منها: (نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار ) ، و (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع) . انظر: الأعلام 6/298.
([435])انتبهوا ... الدجال يجتاح العالم ص 44-45، وانظر: موازين القرآن والسنة ،عز الدين بليق، ط. الأولى ( بيروت : دار الفتح 1403هـ/1983م) ص89، وما بعدها ، ودائرة معارف القرن العشرين 4/11-14 .
([436]) انظر: مشكلات الأحاديث النبوية وبيانها ، ط. الأولى ( بيروت : دار القلم ، بدون ) ص93-94.
([437])الفتاوى 17/353 وانظر: جامع بيان العلم وفضله 2/1132 وشرح العقيدة الطحاوية ص195 والموافقات، لأبي إسحاق الشاطبي ، ط.الثانية ( بيروت : دار المعرفة 1395هـ/1975م) 3/248.
([438])أخرجه البخاري، كتاب العلم ، باب فضل العلم 1/33 (59) .
([439])تقدم تخريجه ص 116 .
([440]) انظر: المفاجأة ص150.
([441]) مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية ص18، 37 .
([442])المفاجأة ص150.
([443])المرجع السابق ،ص150.
([444])انظر: وعد الآخرة ص 13
([445])انظر: كشف السر التاريخي ، يهود اليوم هم يأجوج ومأجوج، ط. الأولى ( القاهرة : دار الإشعاع 1418هـ) ص 168.
([446]) انتبهوا الدجال يجتاح العالم ص 36-41 .
([447])كشف السر التاريخي ص169.
([448]) وقد رد عليهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله حيث قال :) ولكن لا يجوز الجزم بأن فلاناً هو المهدي إلا بعد توافر العلامات التي بينها النبي e في الأحاديث الثابتة وأعظمها وأوضحها كونه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً كما سبق بيان ذلك ) انظر: مجلة الجامعة الإسلامية، العدد 1 محرم 1400هـ ص18-19، وحولية كلية الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية، العدد السابع عشر 1420هـ/1999م، بحث : الأشراط الصغرى للساعة، د. حصة أحمد الغزال ص80 .
([449])سبق تخريجه ص 34.
([450]) انظر: فتح الباري 6/701 ، وموقف المسلم من الفتن ص107-108.
([451]) منهاج السنة 4/409
([452]) المرجع السابق 4/467
([453]) السابق 4/343
([454])الألباني : هو محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني، ولد عام 1333 هـ، في مدينة أشقودرة عاصمة دولة ألبانيا - حينئذ - عن أسرة فقيرة متدينة يغلب عليها الطابق العلمي، فكان والده مرجعاً للناس يعلمهم و يرشدهم. هاجر بصحبة والده إلى دمشق الشام للإقامة الدائمة فيها بعد أن انحرف أحمد زاغو (ملك ألبانيا) ببلاده نحو الحضارة الغربية العلمانية.
ودرس على يد والده وبعض الشيوخ ، ثم توجه إلى علم الحديث في نحو العشرين من عمره ، وتوفي عام 1420هـ . وقد ترك عدداً كبيراً من المؤلفات والتحقيفات لعدد من الكتب . انظر: حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه ، لمحمد بن إبراهيم الشيباني ، ومحدث العصر محمد ناصر الدين الألباني ، لسمير أمين الزهيري .
([455])السلسلة الصحيحة، ط.الثانية ( الرياض : مكتبة المعارف 1407هـ/1987م) 5/278 (2236).
([456])انظر: فقه أشراط الساعة ،ص 34-35.
([457])المنة الكبرى في النجاة من الفتن ص 8 .
([458])دمار أمريكا على الأبواب ، ط. بدون ( القاهرة : مدبولي الصغير ، بدون ) ص9-10.
([459])إبطال دعوى الخروج ليأجوج ومأجوج ( بدون معلومات نشر ) ص75.
([460])تفسير المنار، ط. الثانية ( بيروت : دار المعرفة ، بدون ) 3/317 .
([461])انظر: الغيبيات في ضوء السنة ، محمد همام ، ط. الأولى ( بدون 1406هـ/1986م) ص191. وحوار حول أحاديث الفتن وأشراط الساعة، جواد عفانه ص52-60 ونهاية العالم ، منصور عبد الحكيم ، ص218.
([462])مقدمة تحقيق النهاية في الفتن والملاحم لابن كثير ص1/ 5، 71.
([463])المرجع السابق 1/121.
([464])المرجع السابق، 1/58، 148،152
([465]) وقد رد على محمد أبو عبية وغيره ، طائفة من أهل العلم منهم الشيخ محمد الحامد– رحمه الله – في كتابه ردود على أباطيل 1/355. ، والشيخ حمود التويجري – رحمه الله – في كتابه إتحاف الجماعة 3/142. ، و سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله- ، انظر: عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر، الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد، ط.الأولى ( القاهرة : مكتبة السنة 1416هـ/1996م) ص7 ، و الأستاذ سعيد حوى في كتابه الأساس في السنة 2/77
([466])فتنة المسيح الدجال وعجائب يأجوج ومأجوج، ط. بدون ( القاهرة : دار الروضة ، بدون) ص14. وانظر: أصول فهم الأحاديث سعيد النورسي، ط. الأولى ( بغداد : مطبعة الحوادث 1409هـ/1989م) ص11، ومقال تأملات في قصيدة الأعور الدجال، بشار عبدالله ، مجلة آفاق عربية ، السنة الحادية عشر 1/2/1986م، ص62. والفتن والمحن بين يدي الساعة في ضوء الكتاب والسنة ، عفاف عبدالغفور حميد، ط.الأولى ( عمان : دار عمار 1422هـ/2001م) ص355 ، والعقلانيون ومشكلتهم مع أحاديث الفتن ، مبارك البراك، ط. الأولى ( الاسكندرية : دار الإيمان 1420هـ/1999م) ص39، والمسيح الدجال ، سعيد أيوب ص109،124،238 ، وخلاصة المقال في المسيح الدجال، محمود الغرباوي، ط. الأولى ( بيروت : دار الكتاب العربي 2004م) ص5، 57 ،60 ،وبراهين على أن الإسلام هو الحقيقة التي يبحثون عنها، محمود عبدالرؤف قاسم، ط.الرابعة ( عمان : دار البشير 1415هـ/1995م) ص205.
([467])هل الدجال يحكم العالم ، ط. بدون ( القاهرة : دار الاعتصام ، بدون ) ص57.
([468])لقد غاب عن الكاتب أن الإمام مسلم روى عن حذيفة t قال : قال رسول الله e :) الدجال أعور العين اليسرى ، جفال الشعر ، معه جنة ونار ، فناره جنة وجنته نار ) مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفتة ومامعه 4/2248 (2934).
([469])هل الدجال يحكم العالم ص60.
([470])المرجع السابق ص61.
([471])انظر: نهاية العالم ص 74، 76، 81 .
([472])عشرة ينتظرها العالم ، ط. الأولى ( بيروت : دار الكتاب العربي 2004م) ص64.
([473])المرجع السابق، ص63. ومقدمة كتاب خلاصة المقال في المسيح الدجال ، محمود الغرباوي، ط. الأولى ( بيروت : دار الكتاب العربي 2004م) ص5.
([474])بلاد الحجاز معقل الإيمان في آخر الزمان والوعد الحق ، ط. الأولى ( بيروت : دار الكتاب العربي 2006م) ص311.
([475])انظر: مجلة منار الإسلام 4 ربيع الثاني 1410هـ نوفمبر 1989م ص88-91 تحت عنوان (حقيقة الدجال بين المنكرين والمحرفين) للكتاب محمد نجيب لطفي ، وقد رد على من زعم ذلك بالنصوص من السنة الدالة على أن الدجال بشر وليس بآلة .
([476])أخرجه مسلم ، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب باب ذكر الدجال وصفتة ومامعه 4/2250 (2137).
([477])أخرجه أبو يعلي بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح ، مجمع الزوائد 7/346.
([478])مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية ص28
([479])المرجع السابق ص26-27
([480])انظر: اقترب خروج المسيح الدجال، ط. الأولى ( بيروت : دار الكتاب العربي 2006م) ص82 وما بعدها و ص179. وقد حاول المؤلف أن يتخيل أشكال الدابة – التي يركبها الدجال – ويستعمل الصورة والشكل ، ويؤول الأحاديث الواردة في دابة الدجال لتتوافق مع الأطباق الطائرة التي انتشرت في الآونة الأخيرة .
([481])انظر: نهاية العالم ص153،195، وعشرة ينتظرها العالم ص 39، والبداية فتن والنهاية ملاحم ص363.
([482])انظر: هل الدجال يحكم العالم ص60.
([483])انظر: كشف السر التاريخي ص167، وما بعدها.
([484])انظر: دراسات في العقيدة الإسلامية، ط. العاشرة (عمان : الأكاديميون 1425هـ) ص218
([485]) اللقطات ص 13
([486]) الإذاعة ص194.وانظر: رد الشيخ حمود بن عبدالله التويجري في كتابه إتحاف الجماعة 3/16
([487]) اخرجه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب باب ذكر الدجال وصفتة ومامعه 4/2250 (2137).
([488])ورد عن ابن مسعود عن النبي e قال :( لقيت ليلة الإسراء بي إبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام قال : فتذاكروا أمر الساعة فردوا أمرهم إلى إبراهيم ، فقال : لا علم لي بها ، فردوا أمرهم إلى موسى فقال : لا علم لي بها ، فردو أمرهم إلى عيسى فقال : أما وجبتها فلا يعلم بها أحد إلا الله ، وفيما عهد إلي ربي عز وجل أن الدجال خارج قال ومعي قضيبان ، فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص ، قال فيهلكه الله حتى إن الشجر والحجر ليقول : يا مسلم إن تحتي كافراً فتعال فاقتله ...) أخرجه الإمام احمد في المستند 1/469(3555) وقال أحمد شاكر في تعليقه على المسند 5/189:) إسناده صحيح ) ،وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/268 وقال في الزوائد : هذا إسناد صحيح رجاله ثقات ، وموثر بن عفازة ذكره ابن حيان في الثقات ، ولم أر من تكلم فيه ، وبقية رجال الإسناد ثقات) وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/488 وقال :) صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) ووافقه الذهبي .
([489])اقترب خروج المسيح الدجال ص337.
([490])تفسير ابن كثير 3/374.
([491]) انظر: المفهم لأبي العباس القرطبي7/230 ، و الجامع لأحكام القرآن ، لأبي عبدالله القرطبي، تحقيق : أبو إسحاق إبراهيم أطفيش ،ط.الثانية ( بدون : 1372هـ/1952م) 13/236 والتذكرة 3/1334 والقناعة في ما يحسن الإحاطة من أشراط الساعة ص57
([492])النهاية في الفتن والملاحم 1/5،190، 194
([493])دائرة معارف القرن العشرين 4/14.
([494]) انظر: إتحاف الجماعة 3/185، وشرح أحمد شاكر على مسند الإمام أحمد 15/82.
([495])استقراء علمي تاريخي ديني يكشف أحداث السنوات القادمة من قيام إسرائيل 1948م- إلى نهاية 2257 ط. بدون ( بدون 1998م) ص180
([496])خروج دابة الأرض بالهندسة الوراثية ، ط. الأولى ( مصر : مكتبة النافذة 2006م) ص99-100 وما بعدها.
([497])المرجع السابق ص144.
([498]) انظر: تفسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، حققه وضبطه : محمد زهري النجار، ط. الأولى
( بيروت : دار الكتب 1408هـ/1988م) 5/601 .
([499]) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، جمع : أحمد الدويش ، ط. الأولى ( الرياض : رئاسة البحوث العلمية والإفتاء 1417هـ/1996م) 2/234 رقم (6397).
([500])مثلث برمودا هو عبارة عن مثلث وهمي يقع في المحيط الأطلسي ، وتبلغ مساحته 770.000 ألف كيلومتر مربع ، ويبعد 930كم عن سواحل الولايات المتحدة، ويختلف تحديد الموقع بالدقة نظراً لاختلاف العلماء في تحديده، ولكن يقع رأس هذا المثلث الشمالي في جزيرة صغيرة يقال لها: برمودا ، وربما سمي المثلث باسمها، ويقع رأسه الجنوبي الشرقي في جزيرة (بورتوريكو) ورأسه الجنوبي الغربي في (ميامي فلوريدا) وعلى الخط الواصل ما بين بورتوريكو وميامي تقع من الداخل جزر (الباهاماس) ومن الخارج )كوبا وجاميكا )، ويتألف مثلث برمودا من مجموعة جزر ، تقارب 350 جزيرة مرجانية الشكل ، وبعضها من الخلجان المتناهية الحجم الصغيرة ، ومعظمها لا يسكنها أحد وخالية تماماً من البشر ، ولا توجد غير 20 جزيرة يسكنها عدد قليل من الناس ، وجزيرة برمودا عاصمتها ( هاميلتون) ومساحتها )53كم2) وعدد سكانها 70.000 نسمة ولغة أهلها الانجليزية ( لغة رسمية ) وقد استعمرت بريطانيا هذه الجزيرة منذ عام 1684م ومن ثم حولتها عام 1968م إلى مقاطعة تابعة لها تتمتع بحكم ذاتي داخلي والذي سماها بهذا الاسم هو المؤلف الأمريكي ( فنسنت جاديس) المتخصص في حوادث البحر الغامضة .انظر : برمودا المثلث الملعون، مجدي سيد عبدالعزيز، و مثلث برمودا ، تسارلز بيرلتز ، ترجمة : خليل فضل عبود، ومثلث برمودا ، عمرو جمعة.
([501])مثلث فورموزا هو عبارة عن جزيرة تبعد حوالي 145 كيلوا متراً عن ساحل الصين الجنوبي الشرقي كما يفصلها عن الشاطئ الصيني مضيف يدعى (فورموزا)، فورموزا موطن الصينيين الوطنيين الذين طردوا من الصين عام 1949م وتتألف هذه الجزيرة من هضاب وجبال في الداخل يصل أعلاها إلى ارتفاع 3950 في الشرق ، بينما تنحدر نحو الغرب لتشكل سهولاً ساحلية على طول الجزيرة ، وجزيرة فورموزا مساحتها 35.961كم2 ، وعدد سكانها 16.800.000 نسمة وعاصمتها (ناييبه ) واللغة الرسمية (الصينية ).
وتشهد جزيرة فورموزا لوقوعها في جنوب غربي مثلث بؤرة الشيطان كما يقال، ويقع الرأس الشمالي لمثلث فورموزا في جزيرة (كليبارت) في البحر الأصغر ، ويطلق على تلك المنطقة اسم )مقبرة السفن والطائرات )، بينما يقع رأسه الشمالي الشرقي في جزيرة (الويك). وأما رأسه الجنوبي الغربي فيقع في جزيرة فورموزا . انظر : مثلث برمودا والأطباق الطائرة بين الحقيقة والأسطورة ، رياض مصطفى العبدالله.
([502])الأطباق الطائرة هي عبارة عن أطباق أو صحون تظهر في الجو فجأة ثم تختفي فجأة كما ظهرت ، دون أن تتاح لأحد فرصة التثبت مما رأى، وهي تظهر على أشكال مختلفة حددها بعض العلماء والدارسين لهذه الظاهرة بثلاثة أشكال :
1- الأول : يبدو اسطوانياً ذو قبة عالية مع وجود عدة فتحات منتظمة ومربعة .
2- الثاني : يبدو بيضوني مع وجود فتحات في الأمام وعلى الجانبين .
3- الثالث : يبدو مستطيل على هيئة طائرة دون أجنحة أو على هيئة السيكار، مع وجود فتحات عديدة من الطرفين وفتحة كبيرة في المقدمة.
وهي أجسام وهاجة في الليل والنهار.
وقد شوهدت هذه الأطباق في سماء انجلترا عام 1945م شاهدها مجموعة من الرهبان في دير )سان اليانز) وفي عام 1973م شاهدها الملايين من الأمريكان رؤية لا شكل فيها كما يقولون ، وكذلك في عام 1952م فوق البيت الأبيض ، وفي مناطق أخرى من العالم ، وكثرت الروايات والقصص التي يحكيها بعض الناس في مغامراته مع هذه الأطباق ومن فيها ، وفي عام 1975م انعقد مؤتمر دولي في لندن لبحث ظاهرة الأطباق الطائرة ، والتي يسميها العلماء ) الأجسام الطائرة المجهولة الهوية ) أو )UFO) اختصاراً للترجمة الانجليزية ، واستمر المؤتمر ثمانية وأربعون ساعة، وبحضور ما يقارب خمسمائة باحث كانوا يستمعون لمحاضرات ومناقشات ستة عشر عالماً من خمس دول .
وقد أنشئت مراكز ومؤسسات ولجان لمراقبة الأطباق الطائرة ، وهي تبلغ تقريباً عشرة مراكز في أمريكا ، وتقوم بإصدار نشرة شهرية أو سنوية عن الأطباق الطائرة .
ولا زال لغز هذه الأطباق ماثلاً إلى الآن . انظر :مثلث برمودا والأطباق الطائرة بين الحقيقة والأسطورة ، رياض مصطفى العبدالله.
([503])انظر: حوار صحفي مع الجني المسلم ، ط. بدون (القاهرة : دار البشير ،1993م) ص99.
([504])نهاية العالم ، ص194، وانظر: مواجهة الجن، ط.بدون (القاهرة ، دار البشير ، بدون) ص161 وما بعدها .
([505])المرجع السابق .
([506])نهاية العالم ص194-195، انظر: عرش إبليس ومثلث برمودا، ومواجهة الجن ، 161 وما بعدها .
([507])سكان تحت الأرض، عالم مثير .. مثير جداً ، محمد عارف، ط. الأولى ( القاهرة : الدار المصرية 1414هـ/1994م) ص93-94، وانظر: مواجهة الجن ، منصور عبدالحكيم ص163-164. وهل الدجال يحكم العالم ص95.
([508])اقترب خروج المسيح الدجال ، ص59 ،81.
([509])أخرجه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب قصة الجساسة 4/2261 (2942) .
([510]) لخم وجذام : لَخْم : قَبِيلَة كَبِيرَة شَهِيرَة يُنْسَبُونَ إِلَى لَخْم ، وَاسْمه مَالِك بْن عَدِيّ بْن الْحَارِث بْن مَرَّة بْن أَدَد ، وَأَمَّا جُذَام : قَبِيلَة كَبِيرَة شَهِيرَة أَيْضًا يُنْسَبُونَ إِلَى عَمْرو بْن عَدِيّ وَهُمْ إِخْوَة لَخْم عَلَى الْمَشْهُور ، وَقِيلَ هُمْ مِنْ وَلَد أَسَد بْن خُزَيْمَةَ . انظر: فتح الباري 12/168.
([511])أخرجه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب ذكر ابن صياد 4/2240 (2925) .
([512])أخرجه مسلم ، كتاب صفات المنافقين ، باب تحريش الشيطان 4/2167(2813).
([513])أخرجه الإمام أحمد في المسند 3/492(15146).
([514])نهاية العالم ص195.
([515])المرجع السابق ص194-195، وانظر: مواجهة الجن ص161 وما بعدها .
([516]) برمودا المثلث الملعون ص150.
([517])انظر: العقلانيون ومشكلتهم مع أحاديث الفتن ص43.
([518])المرجع السابق ص44. السابق ص150-151.
([519])السابق ص150-151.
([520]) الإنسان الحائربين العلم والخرافة ، ط. بدون ( الكويت : عالم المعرفة 1399هـ) ص 205 .
([521]) برمودا المثلث الملعون ص151. وانظر: العقلانيون ومشكلتهم مع أحاديث الفتن ، ص43.
([522]) منهج البحث في التاريخ ص100.
([523]) القيامة الصغرى على الأبواب ص10.
([524]) المرجع السابق ص10.
([525]) أخرجه البخاري، كتاب الرقاق ، باب كيف الحشر 5/2390(6157) ، ومسلم كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة 4/2195(2861) .
([526]) القيامة الصغرى على الأبواب ص171. والحديث الذي ذكره الدكتور يتحدث عن حشر الناس في الدنيا إلى أرض المحشر بدليل أنه قال فيه (وتحشر بقيتهم النار وتقيل معهم حيث قالوا ...)
وهذه النار هي المذكورة في حديث حذيفة بن أَسيد عن النبي e وقال: (إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات...[فذكرها] ثم قال:(وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس قال محشرهم) . وفي رواية :( ونار تخرج من قعر عدن ترحل الناس ).وهذا ما نص عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله حيث قال :( قوله ) تحشر بقيتهم النار ) هذه هي النار المذكورة في حديث حذيفة بن أَسيد بفتح الهمزة ) انظر: فتح الباري 11/460 وما بعدها ، والتذكرة للقرطبي 2/515 وما بعدها . وشرح مسلم للنووي 18/36 وما بعدها .
([527])النفس الزكية: هو محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله، الملقب بالأرقط وبالمهدي وبالنفس الزكية، أحد الأمراء الأشراف من الطالبيين، ولد ونشأ بالمدينة، وكان يقال له صريح قريش؛ لان أمه وجداته لم يكن فيهن أم ولد، وسماه أهل بيته بالمهدي، وكان غزير العلم، فيه شجاعة وحزم وسخاء.
ولما بدأ الانحلال في دولة بني أمية بالشام، اتفق رجال من بني هاشم بالمدينة على بيعته سرا، وفيهم بعض بني العباس، وقيل: كان من دعاته أبو العباس (السفاح) وأبو جعفر (المنصور) ثم ذهب ملك الأمويين، وقامت دولة العباسيين، فتخلف هو وأخوه إبراهيم عن الوفود على السفاح، ثم على المنصور.
ولم يخف على المنصور ما في نفسه، فطلبه وأخاه، فتواريا بالمدينة، فقبض على أبيهما واثني عشر من أقاربهما، وعذبهم، فماتوا في حبسه بالكوفة بعد سبع سنين.
وقيل: طرحهم في بيت وطين عليهم حتى ماتوا.
وعلم محمد (النفس الزكية) بموت أبيه، فخرج من مخبئه ثائرا، في مئتين وخمسين رجلا، فقبض على أمير المدينة، وبايعه أهلها بالخلافة، وأرسل أخاه إبراهيم إلى البصرة فغلب عليها وعلى الأهواز وفارس، وبعث الحسن بن معاوية إلى مكة فملكها، وبعث عاملا إلى اليمن. قتل في 14 رمضان 145هـ /762م . انظر : سير أعلام النبلاء 6/210، والأعلام 6/220.
([528]) أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن ص266 رقم (898) وإسناده ضعيف فيه رشدين بن سعد وابن لهيعة وهما ضعيفان .
([529]) القيامة الصغرى على الأبواب ص 358.
([530])السيناريو القادم ص29.
([531])المرجع السابق ص29.
([532])السابق ص31.
([533])المرجع السابق ص67.
([534])المرجع السابق ص12.
([535])أخرجه البخاري ، كتاب فرض الخمس ، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي e 6/210 (3104) بلفظ :(قام النبي e خطيباً فأشار نحو سكن عائشة فقال : ها هنا الفتنة ثلاثاً من حيث يطلع قرن الشيطان) . وأخرجه مسلم، كتاب الفتن ، باب الفتنة من المشرق (4/2229 رقم 46) وأحمد في المسند 12/18 انظر: السنن الواردة في الفتن وغوائلها 1/145.
([536])أخرجه البخاري ، كتاب الفتن، باب قول النبي e :(الفتنة من قبل المشرق ) 13/56/(709).
([537])أخرجه البخاري ، كتاب الفتن ، باب قول النبي e : ( الفتنة من قبل المشرق ) 13/56(7094) و 2/52(1037).
([538]) من أمثال علوي بن أحمد بن الحسن الحداد المتوفى عام 1232هـ، ومحسن الأمين العاملي المتوفى عام 1371هـ ، و أحمد بن زيني دحلان المتوفى عام 1304هـ ، ومحمد حسن الموسوي، ويوسف النبهاني المتوفى عام 1350هـ، ويوسف الدجوي المتوفى عام1365هـ ، وأحمد الغماري، وغيرهم. انظر: كتاب ( دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب) للدكتور عبد العزيز العبد اللطيف.
([539])وممن ناقش هذه المزاعم وفندها :
*الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ت1285هـ ) ، انظر: مجموعة الرسائل والمسائل 4/264-265.
*الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن (ت 1293 هـ) في كتابه ( مناهج التأسيس والتقديس في الرد على ابن جرجيس ) ص62.
*الشيخ محمد بشير السهسواني الهندي (ت1326هـ) في كتابه (صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان) .
*الشيخ محمود شكري الألوسي العراقي (ت1342هـ) في كتابه (غاية الأماني )2/180
الشيخ حكيم محمد أشرف سندهو( ت 1374هـ ) في كتابه (أكمل البيان في شرح حديث نجد قرن الشيطان )
*الشيخ حمود بن عبد اللة التويجري (ت 1413هـ) في كتابه ( إتحاف الجماعة) 1/142، وإيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة ص 132 .
*عبدالله بن علي القصيمي ( ت 1416هـ ) في كتابه ( مشكلات الأحاديث النبوية وبيانها )
*الشيخ محمد ناصر الدين الألباني (ت 1420 هـ ) انظر: السلسلة الضعيفة 10/714-715 ، والسلسلة الصحيحة 5/305-306 و 655-656 وتخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق ص 26-27
*الشيخ مقبل بن هادي الوادعي (ت1422 هـ) في كتاب ( المصارعة) ط.الثالثة ( صنعاء: مكتبة صنعاء الأثرية ، 2004م – 1425هـ ) . ص 401، 402
*الشيخ الدكتور عبد العزيز العبد اللطيف في كتابه ( دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب).
([540]) إعلام السنن في شرح صحيح البخاري، تحقيق : د. يوسف الكتاني ، ط. بدون ( الطبعة المغربية ) 2/1274,
([541]) الكرماني : هو محمد بن يوسف بن علي بن سعيد ، شمس الدين الكرماني ، عالم بالحديث اشتهر ببغداد ، ولد عام 717 هـ وتصدى لنشر العلم ثلاثين سنة ، وأقام مدة بمكة ، وفيها فرغ من تأليف كتابه : (الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري) ، ومات راجعاً من الحج في طريقه إلى بغداد ، ودفن فيها عام 786 هـ . انظر: : الدرر الكامنة 4/310 ، والأعلام 6/153 .
([542])شرح الكرماني على صحيح البخاري ، ط. الثانية ( بيروت : دار إحياء التراث العربي 1401هـ/1981م) 24/168.
([543])فتح الباري 13/58.
([544])أخرجه مسلم ، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان 18/44(2905) .
([545]) هو عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الاندلسي،أبو عبيد، مؤرخ جغرافي، ثقة، علامة بالأدب،له معرفة بالنبات. نسبته إلى بكربن وائل.
ولد في شلطيش غربي إشبيلية، وانتقل إلى قرطبة، ثم صار إلى المرية، فاصطفاه صاحبها (محمد بن معن) لصحبته ووسع راتبه، وهذا ما حمل بعض المؤرخين على نعته بالوزير، ثم رجع إلى قرطبة بعد غزوة المرابطين، فتوفي بها عن سن عالية.
له كتب جليلة منها: التنبيه على أغلاط أبي علي القالي في أماليه، وفصل المقال في شرح كتاب الأمثال لابن سلام . انظر: الأعلام 4/98.
([546]) انظر: معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع ، تحقيق : مصطفى السقا ، ط. الثالثة ( القاهرة : مكتبة الخانجي 1417هـ/1996م) 3/929. ونسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض ،أحمد شهاب الدين الخفاجي، ( مصورة دار الكتاب العربي) 1/472.
([547])أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، ضبط : سعيد اللحام ، ط.الأولى ( بيروت : دار الفكر 1409هـ/1989م) 8/654 من طريق يزيد بن هارون عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن به، وإسناده صحيح.
([548]) تقدم تخريجه ص26.
([549])مشكلات الأحاديث النبوية وبيانها ص216-217.
([550]) هو الإمام ابي محمد عبدالجليل بن موسى بن عبدالجليل الأندلسي القصري من أهل قصر عبد الكريم.
قرأ على عدد من الشيوخ ، وكان صاحب زهد وتبتل.توفي عام 608هـ ، وقد ترك بعض المؤلفات منها: شرح الأسماء الحسنى . انظر: سير أعلام النبلاء 21/420، وطبقات المفسرين للسيوطي ص 49 .
([551])شعب الإيمان، تحقيق : سيد كسروي حسن، ط. الأولى (بيروت : دار الكتب العلمية 1416هـ /1995) ص571.
([552])أي النار التي تخرج من قصر عدن ، وهي من أشراط الساعة الكبرى .
([553])الأساس في السنة 2/1145.
([554])انظر: أعلام النبوة لأبي الحسن علي بن محمد الماوردي الشافعي ، بمراجعة : طه عبدالرؤوف سعد ، ط. الأولى ( بيروت : دار مكتبة الهلال 1409هـ) ص62.
([555])النهاية في الفتن والملاحم 1/147.
([556])انظر: تفسير المنار 9/490.
([557])أخرجه البخاري ، كتاب الفتن ، باب ذكر الدجال 6/2606(6705)، ومسلم ، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب في الدجال وهو أهون على الله عز وجل 4/2257(2939) .
([558])النهاية في الفتن والملاحم 1/147 ، وانظر: وعد الآخرة ص115-116.
([559]) وقد رد عليهم كلاً من :
الإمام أبو العباس القرطبي – رحمه الله، انظر: المفهم 7/268-269.
الإمام أبو عبدالله القرطبي– رحمه الله، انظر: التذكرة 3/1283.
شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله ، انظر: كتاب النبوات 2/855-859 .
عبدالله بن علي النجدي القصيمي، انظر: مشكلات الأحاديث النبوية وبيانها ص91-93.
([560]) الاعتصام، تحقيق : سليم الهلالي ، ط.الأولى ( الخبر : دار ابن عفان 1412هـ/1992م) 2/59
([561]) جامع بيان العلم وفضله ، ابن عبدالبر ( مكة: دار الباز 1398هـ ) 2/194.
([562]) انظر: ص 178 من هذه الرسالة.
([563]) إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة ص 4.
([564]) انظر: ص172 من هذه الرسالة.
([565]) انظر: ص 172من هذه الرسالة.
([566]) التذكرة 2/531.
([567]) أي يكشف ، انظر: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ١/368.
([568]) أخرجه البخاري، كتاب الفتن ، باب خروج النار 4/370 (7119) .
([569]) أخرجه مسلم ، كتاب الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب 4/2220 (2894).
([570]) انظر: تعليقه على كتاب النهاية في الفتن والملاحم لابن كثير ١/208.
([571]) ولاشك أن هذا التأويل باطل ومردود من عدة أوجه منها :
الوجه الأول : أن النبي r نص على جبل الذهب نصا لا يحتمل التأويل ومن حمل ذلك على البترول الأسود فقد حمل الحديث على غير ما أريد به وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه .
الوجه الثاني : أن البترول ليس بذهب حقيقة ، وأما تسمية بعض الناس له بالذهب الأسود فليس مرادهم أنه نوع من أنواع الذهب، وإنما يقصدون بذلك أنه يحصل من ثمنه الذهب الكثير، فلذلك يطلقون عليه اسم الذهب الأسود .
الوجه الثالث : أن النبي r أخبر أن الفرات يحسر عن جبل من ذهب، أي يكشف عنه لذهاب مائه ، فيظهر الجبل بارزا على وجه الأرض، وهذا لم يكن إلى الآن، وسيكون فيما بعد بلا ريب، وبحور البترول الأسود لم ينحسر الفرات عنها، وليست في مجرى النهر، وإنما هي في باطن الأرض ،واستخراجها إنما يكون بالتنقيب عنها بالآلات من مسافات بعيدة عن باطن الأرض .
الوجه الرابع : أن الذي جاء في الحديث الصحيح هو حسر الفرات عن كنز من ذهب، وفي الرواية الأخرى عن جبل من ذهب، وتخصيص الفرات بالنص ينفي أن يكون ذلك في غيره ، ومن المعلوم أن بحور البترول ليست في نهر الفرات، وإنما هي في مواضع كثيرة من مشارق الأرض ومغاربها، وهي في البلاد العربية المجاورة للعراق أكثر منها في العراق .
الوجه الخامس : أن البترول من المعادن السائلة والذي أخبر به النبي r بانحسار الفرات عنه هو الذهب
المعروف عند الناس وهو من المعادن الجامدة، ومن جعل المعدنين سواء فقد ساوى بين شيئين مختلفين .
الوجه السادس: أن النبي r أخبر أن الناس إذا سمعوا بانحسار نهر الفرات عن جبل من ذهب ساروا إليه، فيكون عنده مقتلة عظيمة يقتل فيه من كل مائة تسعة وتسعون، وهذا لم يكن إلى الآن ومعلوم أن البترول الأسود قد وجد في العراق منذ زمن بعيد، ولم يسر أناس إليه عند ظهوره ولم يكن بسبب خروجه قتال البتة .
الوجه السابع :أن النبي r نهى من حضر جبل الذهب أن يأخذ منه شيئاً ، ومن حمله على الذهب البترولي الأسود لازم قوله أن يكون الناس منهيين عن الأخذ منه، وهذا معلوم البطلان بالضرورة .
انظر: إتحاف الجماعة 2/185-186 ، ومنهج الحافظ ابن كثير في تقرير مسائل أشراط الساعة ص217
([572]) انظر: ص 112 من هذه الرسالة فقد نقلت عدداً من أقوال العلماء في تقرير هذه المسألة .
([573]) كبرى اليقينيات الكونية ، ط. الثامنة ( بيروت : دار الفكر 1402هـ ) ص 321-322، و334_335.
([574]) انظر: العراق في أحاديث وآثار الفتن 2/721 .
([575]) انظر: نهاية العالم ص 82.
([576]) المرجع السابق ص 153، 196.
([577]) السابق ص 197.
([578]) انظر: اقتربت الساعة ، ط. الثالثة ( بيروت : دار قتيبة 1426هـ /2005م) ص144.
([579]) انظر: المهدي وفقه أشراط الساعة ص 559_565 ، والعراق في أحاديث وآثار الفتن 1/68 .
([580]) يقول مؤلف كتاب هرمجدون أمين محمد جمال الدين ص14: ( ونقول إن ما جاء به نوستراداموس [الكاهن والمنجم ] هو من تراثنا المنهوب ، وميراثنا المسلوب الذي سقط منا فالتقطوه، وجهلناه وعلموه ) أ. هـ .
([581]) هرمجدون ص 11.
([582]) الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، تحقيق : الشيخ عبدالرحمن المعلمي ، ط. الأولى ( القاهرة : مطبعة السنة المحمدية 1380هـ/1960م) ص100.
([583]) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه 1/9.
([584]) شرح صحيح مسلم للنووي 1/107 ومابعدها .
([585]) هرمجدون ص111.
([586]) المهدي وفقه أشراط الساعة ص 571.
([587]) انظر: العراق في أحاديث وآثار الفتن 2/766.
([588]) وقد حاول بعض الكتاب جمع هذه الضوابط، منهم الشيخ محمد إسماعيل المقدم في كتابه ( المهدي وفقه أشراط الساعة)، والشيخ مشهور حسن آل سليمان في كتابه العراق في أحاديث وآثار الفتن )، و بحث معالم ومنارات في تنزيل أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الوقائع والحوادث، عبدالله بن صالح العجيري.
([589]) القيامة الصغرى ص 7-8.
([590]) وقد سبق ذكر تفاصيل ذلك عند ذكر الأسباب من هذه الرسالة ، انظر: ص 123.
([591]) زاد المعاد في هدي خير العباد، تحقيق : شعيب الأرناؤوط وعبدالقادر الأرناؤوط، ط. الخامسة عشر ( بيروت : مكتبة الرسالة 1407هـ/1987م) 5/787
([592]) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/212 (1640).
([593]) هناك من ادعى أن أحاديث الآحاد في العقائد غير مقبولة ولا تقوم بها الحجة ، ومنهم المعتزلة والخوارج ، وبعض الشافعية والحنفية وجمهور المالكية ، ومن المتأخرين محمد عبده ومحمد رشيد رضا وشيخ الأزهر محمود شلتوت ، ومحمد فهيم أبو عبيه، وعبدالكريم الخطيب، والمهندس جواد عفانه ، وعز الدين بليق وغيرهم ، والأدلة من الكتاب والسنة في الرد عليهم كثيرة جداً ليس هذا موضع ذكرها ، انظر: الرسالة للشافعي ص 228، 369، 370 ، 372، 412، 461 ، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 2/257، و 13/351 ، ومختصر الصواعق المرسلة لابن القيم 2/550 ، وشرح نونية ابن القيم 1/209 ، والعلم الشامخ ص71، 509 ، وأخبار الآحاد في الحديث النبوي للشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين حفظه الله ، وأشراط الساعة في مسند الإمام أحمد وزوائد الصحيحين 1/42 .
([594]) ذم التأويل، تحقيق : بدر بن البدر، ط. الأولى( الكويت : الدار السلفية 1406هـ/1986م) ص47.
([595]) التذكرة 3/1220.
([596]) المرجع السابق 3/1197.
([597]) سير أعلام النبلاء 10/610 .
([598]) منهاج السنة 7/168.
([599]) وكذلك فعل محمد فريد وجدي في دائرة معارفه 8/795 عندما تحدث عن الدجال .
([600])النهاية في الفتن والملاحم 1/104.
([601]) المرجع السابق 1/5 .
([602]) قصة المسيح الدجال ص 21.
([603]) شرف أصحاب الحديث، تحقيق : د.محمد سعيد خطيب أوغلي ، ط.بدون ( المدينة النبوية : دار إحياء السنة النبوية 1971م) ص28، 31.
([604]) الفتاوى 7/34 ، و 4/85.
([605]) ابن أبي العز : هو صَدرُ الدين أبو الحسن عليُّ بن علاءِ الدين الدمشقي الصالحيَّ الحنفي. ولد ونشأ في دمشق عام 731هـ، في كنف أسرة جميعُ أفرادها كانوا على مذهب أبي حنيفة، ومعظمهم قد تولى القضاء في الشام . نال من الأذى ما نال غيره من العلماء . توفي عام 792هـ . انظر: هداية العارفين 1/726، وشذرات الذهب 6/326.
([606]) شرح العقيدة الطحاوية ص 200، وانظر: الحجة في بيان المحجة، قوام السنة أبو القاسم الأصبهاني، تحقيق : محمد بن ربيع المدخلي ومحمد أبو رحيم ، ط. الأولى ( الرياض : دار الراية 1411هـ) 2/509 ، والصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة ، ابن قيم الجوزية، تحقيق : د. علي بن محمد الدخيل الله ، ط. الثانية ( الرياض : دار العاصمة 1412هـ) 2/783 .
([607]) انظر: قصة المسيح الدجال، محمد ناصر الدين الألباني، ط. الأولى ( عمان : المكتبة الإسلامية 1421هـ) ص 36.
([608]) بدائع الفوائد ، تحقيق : معروف زريق ومحمد سليمان وعلي بلطه جي، ط.الأولى ( بيروت : دار الخاني 1414هـ/1994م ) 4/204_205.
([609]) المرجع السابق 4/9-10.
([610]) ردود على أباطيل ، ط.بدون ( بيروت: المكتبة العصرية ، بدون ) 1/357 وانظر: العواصم من الفتن في سورة الكهف ، عبدالحميد محمود طهماز ، ط.الأولى ( بيروت : دار المنارة 1407هـ ).
([611]) أخرجه أبوداود ، كتاب الملاحم ، باب في أمارات الملاحم 4/482(4294) وابن أبي شيبة في المصنف 15/135 والإمام أحمد في المسند 5/245 والخطيب البغدادي في تاريخه 10/223 وقال الحافظ ابن كثير : ( وهكذا رواه أبوداود عن عباس العنبري عن أبي النضر هاشم بن القاسم به وقال : هذا إسناد جيد وحديث حسن ، وعليه نور الصدق وجلالة النبوة ) النهاية في الفتن والملاحم1/80 ، وحسن إسناده الألباني في مشكاة المصابيح 3/1494 (5424).
([612]) الأُبي : هو أبو عبد الله محمد بن خليفة من أهل تونس ـ و الأبي نسبة إلى ( أبة ) من قرى تونس ـ، وهومن حفاظ الحديث، توفى سنة 827هـ بتونس، له كتاب إكمال إكمال المعلم ، وقد جمع في شرحه بين شرح المازري و عياض و القرطبي و النووي ، مع زيادات من كلام شيخه ابن عرفة. انظر: البدر الطالع للشوكاني 2/ 169، والأعلام للزركلي 6/ 115.
([613])العتُبيَّة : كتاب في مذهب الإمام مالك، وهو عبارة عن تجميع لمسائل فقهية لمختلف الفقهاء، أندلسيين وغير أندلسيين، نسبت إلى مؤلفها فقيه الأندلسي محمد بن أحمد بن عبد العزيز العتبى القرطبى المتوفى سنة 254 هـ.
([614]) أخرجه الطبري في تفسيره 20/15 والفاكهاني في أخبار مكة، تحقيق : عبدالملك دهيش ، ط. بدون ( مكة : مكتبة النهضة الحديثة 1407هـ) 6/131 (2358) بإسناد صحيح عن حماد بن سلمة عن طلحة بن عبيدالله بن كريز وقتادة عن عبدالله بن عمرو به .
([615]) أخرجه الإمام أحمد في الزهد، تحقيق : محمد جلاف شرف ، ط. ( بيروت : دار النهضة العربية 1981م) ص46.
([616]) الاعتصام 2/41.
([617]) الفتاوى 17/353، وانظر: الموافقات2/88 ، 131، 3/248، وشرح العقيدة الطحاوية ص195، وجامع بيان العلم وفضله 2/1132.
([618]) تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل ، تحقيق : على بن محمد العمران ومحمد عزيز شمس ،
ط. الأولى ( الرياض : دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع 1425هـ ) 2/487.
([619]) الشاطبي : هو إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطي، أصولي حافظ، من أهل غرناطة. توفي عام 790هـ .
وكان من أئمة المالكية. له مؤلفات متعددة اشتملت على تحرير للقواعد ، وتحقيقات لمهمات الفوائد منها : الموافقات في أصول الفقه . انظر: الأعلام 1/71 ، ومعجم المؤلفين 1/118_119.
([620]) الموافقات 2/131.
([621]) قراءة وضوابط في فهم الحديث النبوي، ط. الأولى ( دمشق : دار المكتبي 1420هـ ) ص10.
([622]) ص 173 .
([623]) انظر: المفهم 7/230، و تفسير القرطبي 13/236، والتذكرة 3/1334، والقناعة في ما يحسن الإحاطة من أشراط الساعة للسخاوي ص57.
([624]) هو أحمد بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر، من آل أبي علياء، يرفع نسبه إلى الحسين بن علي: عالم بالحديث والتفسير، مصري. مولده في القاهرة عام 1309هـ، وأبواه من بلاد (جرجا) بصعيد مصر، سماه أبوه (أحمد، شمس الأئمة أبا الأشبال) ، وقد عين في بعض الوظائف القضائية، ثم كان قاضياً ورئيساً للمحكمة الشرعية . وتوفي عام 1377هـ، من مؤلفاته : شرح مسند الإمام أحمد بن حنبل ، وعمدة التفسير في اختصار تفسير ابن كثير . انظر: الأعلام 1/253.
([625]) مسند الإمام أحمد بشرح الشيخ أحمد شاكر 15/82.
([626]) عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير ، ط. بدون ( مصر : دار المعارف ( 1376هـ/1377هـ) 1/15.
([627]) مختصر الصواعق المرسلة، تحقيق : سيد إبراهيم ، ط.الأولى ( القاهرة : دار الحديث 1412هـ/1992م) ص222.
([628]) إعلام الموقعين، ط. بدون ( بيروت : دار الجيل ، بدون ) 6/65.
([629]) المرجع السابق 4/172.
([630]) مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، تحقيق : محمد المعتصم بالله البغدادي ، ط. الثانية ( بيروت : دار الكتاب العربي 1414هـ/1994م) 3 /99
([631]) هرمجدون Armageddon كلمة عبرية مكونة من كلمتين : ( هر أو هار ) ومعناها الجبل ،
و( مجدون) وهو اسم واد في فلسطين ، يقع في مرج ابن عامر على بعد 55 ميلاً شمال تل أبيب، و20 ميلاً جنوب شرق حيفا، و15 ميلاً من شاطيء البحر المتوسط .
([632]) ومنها على سبيل المثال :
أ_الهرمجدون ومابعد الهرمجدون ، محمد عيسى داود .
ب_معركة هرمجدون ونزول عيسى والمهدي المنتظر ، د. أحمد حجازي السقا .
ج_هرمجدون حقيقة أم خيال ، د. أحمد حجازي السقا .
د_المسيح الدجال ومعركة هرمجدون ، هشام محمد أبو حاكمه.
هـ _هرمجدون آخر بيان ياأمة الإسلام ، أمين محمد جمال الدين .
وغيرها .
([633]) انظر: كتاب النبؤة والسياسة، جريس هالسل ، ترجمة : محمد السماك ، ط. الأولى (طرابلس : جمعية الدعوة الإسلامية 1989م) ص179 ، والمسيحية والحرب ، رفيق حبيب، ط.بدون ( بدون : يافا للدراسات والأبحاث 1991م )ص43 ، والصهيونية المسيحية ، محمد السماك، ط. الثالثة ( عمان : دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع 2000م) ص 82_85 ، والمسيحية والتوراة، شفيق مقار،
ط. بدون ( لندن : دار رياض الريس 1992م ) ص372 ، والبعد الديني في الصراع العربي الإسرائيلي، محمد الحسيني إسماعيل، ط. الأولى ( القاهرة : مكتبة وهبة،2000م) ص97_99.
([634]) انظر: كتاب النبوءة والسياسة ص29-37 ، 73 .
([635]) هرمجدون حقيقة أم خيال، د. أحمد حجازي السقا، ط. الأولى ( المنصورة : مكتبة جزيرة الورد 1423هـ/2002م) ص7 .
([636]) الإصحاح 16/15.
([637]) انظر: معركة هرمجدون ونزول عيسى والمهدي المنتظر أحمد حجازي السقا،، ط. الثالثة ( القاهرة : مكتبة النافذة 2003م) ص3 ، و هرمجدون حقيقة أم خيال ، أحمد حجازي السقا وعبدالله المنشاوي ، ط. بدون (المنصورة : مكتبة جزيرة الورد ) ومعركة هرمجدون وتأسيس مملكة الرب ، كارلوتاجيزن ، ترجمة أحمد علي أحمد ، ط. بدون ( دمشق : دار الكتاب العربي 2002م ) .
([638]) انظر: كتاب الأرض المقدسة بين الماضي والحاضر والمستقبل، ص196.
([639]) انظر: كتاب رحلة قبل الرحيل، ط. الأولى ( بيروت : دار ابن حزم 1426هـ ) ص27.
([640]) انظر: كتاب قصة النهاية وعلامات الساعة الصغرى والكبرى، ط. الأولى ( بيروت : دار ابن حزم 1423هـ/2002م ) ص163-164.
([641]) انظر: كتاب الهرمجدون ومابعد الهرمجدون، ط. بدون ( القاهرة: مدبولي الصغير، بدون )ص14-15.
([642]) هرمجدون آخر بيان ياأمة الإسلام ص66، وعمر أمة الإسلام ص 61.
([643]) وقد أوضحها الشيخ محمد إسماعيل المقدم في كتابه خدعة هرمجون ، ط. الأولى ( الرياض : دار بلنسية للنشر والتوزيع 1424هـ/2003م) ص43-45 ، ومصطفى مراد صبحي في كتابه متى تقوم الساعة ؟ ، ط.الأولى ( القاهرة : مكتبة القدسي 1418هـ/1997م) ص 62 ، وهرمجدون ، محمود النجيري، ط. الأولى ( الجيزة : مكتبة النافذة 2003م) .
([644]) خدعة هرمجدون ص 44-45 ، وانظر: مقال : المسيحية الغربية ونظرية هرمجدون في مواجهة الإسلام، سالمة عبدالجبار، مجلة كلية الدعوة الليبية، العدد العاشر 1402هـ/1993م ص 284 .
([645]) النهاية في الفتن والملاحم 1/201 ، وانظر: كتاب ذو القرنين وسد الصين ..من هو .. وأين هو، محمد راغب الطباخ ، تحقيق : مشهور حسن آل سليمان، ط. الأولى( الكويت : غراس للنشر والتوزيع) ، و يأجوج ومأجوج فتنة الماضي والحاضر والمستقبل ، د. الشفيع الماحي أحمد ، ط. الثانية ( بيروت : دار ابن حزم 1422هـ /2001م ) .
([646]) المفاجأة ص90 وانظر: تحذير ذوي الفطن من عبث الخائضين في أشراط الساعة والملاحم والفتن، أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين ، ط. بدون ( بدون : دار الآثار ، بدون ) ص 181.
([647]) سبق ذكر جملة من الأدلة الدالة عليه في الفصل الأول ، المبحث الثاني . انظر: ص 54 من هذه الرسالة .
([648]) انظر: مسائل في الفتن ص 33_35 .
([649]) التذكرة 2/477.
([650]) أبجد العلوم، تحقيق : عبد الجبار زكار، ط. بدون ( بيروت : دار الكتب العلمية 1978م) 2/518.
([651]) مقدمة ابن خلدون 2/816.
([652]) وقد ذهب البعض إلى تحديد عمر الدنيا ، كالإمام الطبري رحمه الله في كتابه ( تاريخ الرسل والملوك 1/10-19) ، وأيده السهيلي رحمه الله كما في كتاب ( الروض الأنف في تفسير السيرة لابن هشام 2/403) ، و الحافظ السيوطي رحمه الله في كتابه ( الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف )، وقد تعقبهم عدد من العلماء كالشيخ مرعي الكرمي في كتابه بهجة الناظرين ، والشيخ صديق حسن خان في كتابه الإذاعة ، والشيخ محمد رشيد رضا في كتابه تفسير المنار 9/398 وغيرهم ، وانظر: أشراط الساعة ليوسف الوابل ص63 ومابعدها .
([653]) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ ». أخرجه البخاري، كتاب الفتن ، باب ( 13/76 مع الفتح) ، ومسلم، كتاب الفتن (18/36 مع شرح النووي) .
([654]) الدرر السنية في الأجوبة النجدية 1/559.
([655]) أسرار الساعة ص 39.
([656]) المرجع السابق ص 146.
([657]) السابق ص 141.
([658]) السابق ص 84.
([659]) السابق ص 146.
([660]) السابق ص146.
([661]) السابق ص 147.
([662]) السابق ص 147.
([663]) السابق ص 70.
([664]) السابق ص 70.
([665]) السابق ص 15.
([666]) السابق ص 16.
([667]) انظر: كتاب متى تقوم الساعة ص 4_8 ، 41.
([668]) الإشاعة ص 293.
([669]) انظر: المهدي وفقه أشراط الساعة ص 575.
([670]) البداية والنهاية 6/634.
([671]) البيان النبوي بانتصار العراقيين على الروم والترك، وتدمير إسرائيل وتحرير الأقصى، ط. الثانية
( بدون: 1418هـ ) ص20 .
([672]) المرجع السابق ص20 .
([673]) السابق ص5 .
([674]) انظر: أسرار الساعة ص131-141.
([675]) انظر: المهدي وفقه أشراط الساعة ص696.
([676]) انظر: التذكرة ص739.
([677]) أشراط الساعة ص 239 بتصرف .
([678]) انظر: فتح الباري 11/353.
([679]) تقدم تخريجه ص 233 .
([680]) أخرجه الإمام أحمد في المسند 2/234 (6642) ، والحاكم في المستدرك 3 / 422 و 4 / 508 وقال : ) هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ) ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 1/7 (4).
([681]) أخرجه مسلم ، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب مايكون من فتوحات المسلمين قبل الدجال 4/2225 (2900).
([682]) أخرجه مسلم،كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب إقبال الروم في كثرة القتل عند خروج الدجال 4/2223(2899) .
([683]) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/529_530 (8657) وقال: )هذا حديث صحيح الإسناد
ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي، ووافقهما الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه قصة المسيح الدجال ص 105.
([684]) الإشاعة ص226.
([685]) اقترب خروج المسيخ الدجال ص29.
([686]) انظر: الرسالة للشافعي ص509 ، والموافقات للشاطبي 4/67 ، والمستصطفى من علم الأصول للغزالي، ط.الأولى ( بيروت : دار إحياء التراث 1324هـ) 2/250 ،وجمع الجوامع في أصول الفقه للسبكي، بشرح المحلى وحاشية العطار، ط.بدون ( بيروت : دار الكتب العلمية ، بدون ) 2/382، وكشف الأسرار عن أصول البزدوي لعبد العزيز بن أحمد البخاري، ط.بدون ( بيروت : دار الكتاب العربي 1394هـ) 4/15 ، و شرح الكوكب المنير لمحمد بن أحمد الفتوحي ابن النجار، تحقيق : د. محمد الزحيلي ود. نزيه حماد، ط.بدون (الرياض : مكتبة العبيكان 1413هـ/1993م) 4/459 ، مذكرة أصول الفقه للشيخ محمد الأمين الشنقيطي، ط.بدون (بيروت : دار القلم ،بدون ) ص 311.
([687]) انظر: العراق في أحاديث وآثار الفتن 2/725 ومابعدها .
([688]) المعلمي: هو عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن محمد المعلمي العتمي، فقيه من العلماء.
نسبته إلى (بني المعلم) من بلاد عتمة، باليمن.
ولد عام 1313هـ في عتمة ونشأ بها ، وتردد إلى بلاد الحجرية (وراء تعز) وتعلم بها.
سافر إلى الهند وعمل في دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد، مصححاً كتب الحديث والتاريخ (حوالي سنة 1345هـ) زهاء ربع قرن، وعاد إلى مكة (1371هـ) فعين أميناً لمكتبة الحرم المكي (1372هـ)
وتوفي بمكة عام 1386هـ ودفن بها.
له تصانيف منها :طليعة التنكيل وهو مقدمة كتابه(التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل ، و الأنوار الكاشفة في الرد على كتاب (أضواء على السنة) لمحمود أبي رية. انظر: الأعلام 3/342.
([689]) القائد إلى تصحيح العقائد، ط. الثانية ( الرياض : مكتبة المعارف 1406هـ) ص 32.
([690]) الجونبوري : هو محمد بن يوسف الحسيني الجونبوري ، ولد عام 847هـ بمدينة جونبور بشرق الهند ، ثم اشتغل بالعبادة والرياضة الروحية ، واعتزل فترك الأهل والأولاد ، وخرج إلى الصحارى والفيافي والجبال ، ثم رجع بدعوى المهدية .
سافر إلى الحج عام 901هـ وادعى في مكة أنه المهدي ، ثم رجع إلى الهند وتوفي عام 910هـ .
انظر: فرق الهند ص 232، ونزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر 7/326_424.
([691]) فرق الهند المنتسبة إلى الإسلام في القرن العاشر الهجري، د. محمد كبير أحمد شودري، ط. الأولى
( الدمام : دار ابن الجوزي 1422هـ) ص248 ،وانظر: المهدي وفقه أشراط الساعة ص630.
([692]) فرق الهند ص246 ،وانظر: المهدي وفقه أشراط الساعة ص579.
([693]) فرق الهند ص302 ،وانظر: المهدي وفقه أشراط الساعة ص580.
([694]) انظر: العراق في أحاديث وآثار الفتن 2/714.
([695]) انظر: الحاوي للفتاوي، جلال الدين السيوطي ط. بدون ( بدون :مطبعة الشيخ منير 1353هـ) 2/116.
([696]) أخرجه نعيم بن حماد في الفتن ص 56 (105) .
([697]) أخرجه نعيم بن حماد في الفتن ص 412 (1551)، وابن أبي شيبة في المصنف 7/493
([698]) المهدي وفقه أشراط الساعة ص 579.
([699]) أخرجه البخاري، كتاب العلم ، باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا 1/59 (127) .
([700]) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/147.
([701]) الموافقات 5/36.
([702]) أخرجه مسلم في مقدمة الصحيح 1/76.
([703]) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/148.
([704]) المرجع السابق 2/149.
([705]) السابق 2/150.
([706]) تقدم تخريجه ص 90.
([707]) المفهم 7/221.
([708]) فتح الباري 1/261 ، وانظر: الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 2/218.
([709]) فتح الباري 1/272.
([710]) أخرجه مسلم ،كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب في خروج الدجال ومكثه في الأرض ونزول عيسى وقتله إياه وذهاب أهل الخير والإيمان وبقاء شرار الناس وعبادتهم الأوثان والنفخ في الصور وبعث من في القبور 4/2258 (2940).
([711]) الاستقامة، تحقيق : محمد رشاد سالم ، ط. الأولى ( الرياض : دار الفضيلة 1420هـ/2000م) 2/159.
([712]) الفتاوى 6/59.
([713]) الموافقات 5/171.
([714]) أخرجه مسلم ، كتاب الإيمان ، باب الأمر بالإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وشرائع الدين والدعاء إليه والسؤال عنه وحفظه وتبليغه من لم يبلغه 1/48 ( 17 ، 18 ).
([715]) أخرجه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب تقوم الساعة والروم أكثر الناس 4/2222 (2898).
([716]) انظر: الضوابط الشرعية لموقف المسلم في الفتن ص15.
([717]) أخرجه أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، ط. بدون (بيروت : دار الفكر ، بدون ) 9/24.
([718]) روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ، تحقيق : محمد عبدالرزاق حمزه ومحمد حامد الفقي ، ط.بدون
( بيروت : دار الكتب العلمية 1397هـ/1977م) ص216.
([719]) حلية الأولياء 7/31.
([720]) أخرجه البخاري، كتاب الإيمان ، باب من الدين الفرار من الفتن 1/15 (19).
([721]) أخرجه البخاري ، كتاب المساجد ، باب التعاون في بناء المساجد 1/171 (436) ، ومسلم ، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون
مكان الميت من البلاء 4/2235 (2915)
([722]) أخرجه مسلم ، كتاب الزكاة ، باب التحريض على قتل الخوارج 2/748 (1066).
([723]) أخرجه مسلم، كتاب فضائل الصحابة ، باب ذكر كذاب ثقيف ومبيرها 4/1971 (2545).
([724]) شرح صحيح مسلم للنووي 16/100.
([725]) احذروا المسيخ الدجال ص59 ، وانظر: المهدي وفقه أشراط الساعة ص615.
([726]) هرمجدون آخر بيان ياأمة الإسلام ص48.
([727]) المرجع السابق ص7.
([728]) السابق ص119.
([729]) القيامة الصغرى على الأبواب ص 247.
([730]) أخرجه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين 5/2385(6138) ، ومسلم ، كتاب الجمعة ، باب تخفيف الصلاة والخطبة 2/592(867).
([731]) سبق تخريجه ص 70.
([732]) انظر: كتاب المسيح يعود إلى الأرض ثانية المهمة الآخيرة، د. محمود إبراهيم الديك، ط. الأولى
( دبي : شركة دبي الوطنية للاستثمار 1417هـ /1996م ) ص 402 ومابعدها .
([733]) التي تتحدث عن الفتن وأشراط الساعة .
([734]) أحاديث سيد المرسلين عن حوادث القرن العشرين ، ط. الأولى ( بيروت : دار الآفاق الجديدة 1402هـ / 1982م ) ص ز_ح .
([735]) قصة المسيح الدجال ص 36_38 .
([736]) تفسير ابن كثير 4/ 223.
([737]) أخرجه البخاري ، كتاب الجنائز ، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه وهل يعرض على الصبي الإسلام 1/454 (1289) ومسلم ، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد
4/ 2243(2930،2931) .
([738]) سبق تخريجه ص 275.
([739]) الحوأب من مياه العرب على طريق البصرة ، وقيل سمي الحوأب بالحوأب بنت كلب بن وبرة ، انظر: معجم البلدان 2/314.
([740]) أخرجه الإمام أحمد في المسند 2/ 52 ، وابن حبان في صحيحه ، باب ذكر الإخبار عن خروج عائشة أم المؤمنين إلى العراق 28/5(6856 ) وقال فيه ابن كثير : إسناده على شرط الصحيحين ولم يخرجوه ( البداية والنهاية 6/241)، وقال الذهبي : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجوه
(سير أعلام النبلاء 2/125)، وقال ابن حجر : وأخرج هذا أحمد وأبو يعلى والبزار، وصححه ابن حبان والحاكم وسنده على شرط الصحيح ( فتح الباري 13/55) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة1/ 767 (474).
([741]) أخرجه مسلم ، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت 4/2209 (2883).
([742]) أخرجه ابن ماجه، كتاب الفتن ، باب جيش البيداء 2/1350 (4063).
([743]) أخرجه نعيم بن حماد في الفتن ص 486 (1873)، وابن أبي شيبة في المصنف 7/460، وإسناده صحيح .
([744]) لمعة الاعتقاد، ط. الرابعة (بيروت : المكتب الإسلامي 1395هـ) ص 28 _31.
([745]) النهاية في الفتن والملاحم 1/11.
([746]) المهدي وفقه أشراط الساعة ص631.
([747]) المرجع السابق ص 696.
([748]) البداية والنهاية 10/501.
([749]) المرجع السابق 10/576.
([750]) الإشاعة ص 255.
([751]) القيامة الصغرى على الأبواب ص10.
([752]) وهو لسعيد أيوب .
([753]) المرجع السابق ص 10.
([754]) انظر: فتح الباري 13/83-84 ، ولوامع الأنوار البهية 2/66-70 .
([755]) انظر: النهاية في الفتن والملاحم 1/15.
([756]) انظر: الإذاعة ص 116.
([757]) صحيح أشراط الساعة ص 172.
([758]) القيامة الصغرى ص143.
([759]) أخرجه البخاري كتاب الجزية ، باب ما يحذر من الغدر 3/1159 (3005) .
([760]) الإشاعة ص109.
([761]) فتح الباري 6/342، وانظر: علامات الساعة دراسة تحليلية ، رفاعي سرور، ط.الأولى (مصر : هادف للنشر والتوزيع 1425هـ/2004م) ص184.
([762]) جعل الشيخ حاشية هنا فقال: (وقد نشر في السبعينيات بجريدة الأخبار صورة فتاة تقف على أرض البحيرة الجافة تشققت ، وكتب عليها: )وجفت المياه في بحيرة طبرية)).
([763]) المهدي وفقه أشراط الساعة ص707.
([764]) ياقوت الحموي : هو ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي، أبو عبد الله، شهاب الدين، مؤرخ ثقة،
من أئمة الجغرافيين، ومن العلماء باللغة والأدب، أصله من الروم، ولد عام 574هـ.
أسر من بلاده صغيراًً، وابتاعه ببغداد تاجر اسمه عسكر بن إبراهيم الحموي، فرباه وعلمه وشغله بالأسفار في متاجره، ثم أعتقه سنة 596 هـ وأبعده، فعاش من نسخ الكتب بالأجرة. توفي عام 626 هـ. من كتبه : إرشاد الأريب ، ويعرف بمعجم الأدباء. انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان 2/210، والأعلام 8/131.
([765]) معجم البلدان، ط. بدون ( بيروت : دار الفكر 1986م ) 1/527.
([766]) أخرجه البخاري ، كتاب الأشربة، باب قوله تعالى :) إنما الخمر والميسر والأنصاب ...) 5/2121
( 5255)، ومسلم كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان 4/2056(2671)
([767]) فتح الباري 13/18، وانظر: الإذاعة ص34، والتذكرة 2/ 493، والقناعة ص 81،
والإشاعة ص 112.
([768]) أخرجه مسلم ، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء 4/2239(2923).
([769]) أخرجه البخاري، كتاب المناقب ، باب علامات النبوة في الإسلام 3/1320(3413).
([770]) أخرجه مسلم ، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون الميت من البلاء 4/2239(2923) .
([771])أخرجه الترمذي ، كتاب الفتن ، باب ما جاء لا تقوم الساعة حتى يخرج كذابون 6/368(2219) وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وأبو داود، كتاب الفتن والملاحم ، باب ذكر الفتن ودلائلها 4/450(4252).
([772]) أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/491(23350) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (4258).
([773]) فتح الباري 13/91.
([774]) المرجع السابق 13/91.
([775]) السابق 6/714 ، وانظر: التذكرة 2/480.
([776]) انظر: العراق في أحاديث وآثار الفتن 2/769.
([777]) المهدي وفقه أشراط الساعة ص705.
([778]) أبجد العلوم 2/518.
([779]) انظر: مختارات من أحاديث الفتن ص 45.
([780])انظر: لوامع الأنوار 2/79 .
([781]) نقله القرطبي عن أبي الحسين المنادي ، انظر: التذكرة 2/1195.
([782]) انظر: كتاب الفتن، نعيم بن حماد ص 221، 222.
([783]) انظر: الإذاعة ص 186 ، والإشاعة ص 202.
([784]) بشرى البشر في حقيقة المهدي المنتظر ، محمود الغرباوي ، ط.الأولى ( بيروت : دار الكتاب لعربي 2004م ) ص68.
([785]) التّلاع : مَسايِل الماء من عُلْوٍ إلى سُفْل واحِدُها تَلْعَة . وقيل هو من الأضداد يَقَع على ما انْحَدر من الأرض وأشرَف منها ومنه الحديث [ فيجيء مطر لا يُمْنَع منه ذَنْبُ تَلْعَة ] يريد كثرتَه وأنه لا يخلُو منه موضع انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر 1/194.
([786]) المستدرك ، كتاب الفتن والملاحم 4/520.
([787]) تقريب التهذيب، تحقيق : محمد عوامة ، ط.الثانية (بيروت : دار الرشيد 1408هـ/1988م) ص 339 (2040).
([788]) تقريب التهذيب ص826 ( 5770).
([789]) تهذيب الكمال، تحقيق : بشار عواد معروف ، ط.الأولى ( بيروت : مؤسسة الرسالة1408هـ/1988م) 24/479 (5065)، وتهذ يب التهذيب، ط. الأولى ( بيروت : دار الفكر 1404هـ/1984م) 9/59 (59).
([790]) الثقات ، ط. الأولى ( الهند : دائرة المعارف العثمانية 1401هـ/1981م).
([791])التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح، الحافظ زين الدين عبدالرحيم العراقي، تحقيق : عبدالرحمن عثمان ، ط.الأولى ( المدينة النبوية : المكتبة السلفية 1389هـ/1969م) ص 95-96.
([792]) انظر: الضعفاء والمتروكين، ابن الجوزي ، تحقيق : عبدالله القاضي ، ط. الأولى (1406هـ/1986م) رقم ( 632) ، وتهذيب الكمال 31/97، وميزان الاعتدال، للذهبي ، تحقيق: علي محمد البجاوي، ط. بدون ( بيروت : دار المعرفة ، بدون ) 4/348، والتقات 9/222.
([793]) تقريب التهذيب ص 347.
([794]) تقريب التهذيب ص596 .
([795]) تهذيب الكمال 31/506.
([796]) تقريب التهذيب ص 645.
([797]) المستدرك 4/520_521 .
([798]) الموسوعة في أحاديث المهدي الضعيفة والموضوعة، ط. الأولى ( بيروت : دار ابن حزم 1420هـ/1999م) ص 245.
([799]) فتح العليم العلام بالرد على كتاب هرمجدون، ط.الأولى ( أبوظبي: دار المحجة 1425هـ/2004م) ص 70 .
([800]) مجلة الدرعية ص 379 العدد 21/22.
([801]) انظر: شرح علل الترمذي ، ابن رجب الحنبلي ، تحقيق : همام سعيد ، ط. الأولى ( الأردن : مكتبة المنار : 1407هـ/1987م) 2/677.
([802]) قطربل: قرية من قرى بغداد، والصراة : نهران ببغداد. انظر الأنساب للسمعاني 10/190، ومراصد الاطلاع لصفي الدين البغدادي 2/836-837، 3/1106.
([803]) تاريخ بغداد، ط. بدون ( المدينة النبوية : المكتبة السلفبة ) 1/38 .
([804]) الموضوعات، ضبط : عبدالرحمن عثمان ، ط. الثانية ( القاهرة : مكتبة ابن تيمية 1407هـ/1987م) 2/60_61.
([805]) القائل هو الغلابي كما في الموضوعات لابن الجوزي 2/61.
([806]) تصحف في المطبوع إلى " سمر" بالسين المهملة، والتصويب من الجرح والتعديل 6/239، والتاريخ الكبير 6/344 .
([807]) ابن الحنفية وأبو الأسود الدؤلي .
([808]) تاريخ بغداد 1/27_28.
([809]) الموضوعات 2/60.
([810]) ميزان الاعتدال 3/550.
([811]) الميزان 3/550، وسؤالات الحاكم للدارقطني، تحقيق : موفق عبدالقادر ، ط. الأولى ( الرياض : مكتبة المعارف 1404هـ/1984م) ص148.
([812]) الضعفاء والمتروكين، تحقيق : محمود إبراهيم زايد، ط. الأولى ( بيروت : دار المعرفة 1406هـ/1986م) ص 185.
([813]) الطبقات الكبرى، تحقيق : إحسان عباس، ط. الأولى ( بيروت : دار صادر 1986م) 6/380.
([814]) أحوال الرجال، تحقيق : صبحي السامرائي، ط. الأولى ( بيروت : مؤسسة الرسالة 1405هـ/1985م) ص 56.
([815]) الجرح والتعديل، ط. الأولى ( حيدر آباد : مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية 1372هـ/1953م) 6/239_240.
([816]) التاريخ الكبير، ط. الثانية ( بيروت : دار الفكر 1411هـ/1991م) 6/344.
([817]) التقريب ص 997.
([818]) الجرح والتعديل 8/512.
([819]) تهذيب التهذيب 10/416.
([820]) الكامل، تحقيق : د.سهيل زكار، ط. الثالثة ( بيروت : دار الفكر 1409هـ) 7/2520.
([821]) اللآلي المصنوعة، ط. الثانية ( بيروت : دار المعرفة 1401هـ/1981م) 1/477.
([822]) الموضوعات 2/68_69.
([823]) في المطبوع : الغيلاني ، وهو خطأ مطبعي .
([824]) التذكرة 3/1199.
([825]) الفتن 1/304_305 (885).
([826]) تاريخ بغداد 1/39.
([827]) وقد رجعت إلى كتاب الحلية ، ولم أجد فيه هذا الحديث.
([828]) انظر: التقريب ص 538، والكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة ، الحافظ الذهبي ، ط، بدون ( القاهرة : مطبعة دار النصر 1392هـ) 2/109.
([829]) لسان الميزان ، ط. الأولى ( بيروت : دار الفكر 1410هـ/1990م) 5/303 .
([830]) المستدرك، كتاب الفتن والملاحم 4/521_522، وانظر: لسان الميزان 5/303.
([831]) التقريب ص 830.
([832]) تاريخ ابن معين، ط. الأولى ( بيروت : دار القلم) 2/507.
([833]) تهذيب التهذيب 9/83، والجرح والتعديل 7/87.
([834]) التاريخ الكبير 1/50.
([835]) المستدرك 4/521_253 .
([836]) 10/173(12514).
([837]) اللآلي المصنوعة 1/477.
([838]) تنزيه الشريعة المرفوعة من الأحاديث الشنيعة الموضوعة ، تحقيق: عبدالوهاب عبداللطيف وعبدالله الصديق ، ط. الثانية ( بيروت : دار الكتب العلمية 1401هـ/1981م) 2/350.
([839]) الفتن ص50 (86).
([840]) المستدرك 4/468(8580).
([841]) التقريب ص 1056.
([842]) تهذيب التهذيب 11/221.
([843]) المستدرك 4/468.
([844]) السلسلة الضعيفة 4/350(1870).
([845]) السنن الواردة في الفتن 5/1089 (596) .
([846]) تفسير الطبري 20/422.
([847]) الجرح والتعديل 5/298 .
([848]) التقريب ص 352.
([849]) تهذيب الكمال 17/464(3982) وتهذيب التهذيب 6/289.
([850]) تهذيب الكمال 24/81(3982) وتهذيب التهذيب 8/403. وتقريب التهذيب ص 458.
([851]) التقريب ص 318.
([852]) ميزان الاعتدال 3/66، ولسان الميزان 2/175، والثقات 8/521.
([853]) الجرح والتعديل 7/26.
([854]) التقريب ص 329.
([855]) التاريخ الكبير 9/61.
([856]) الضعفاء والمتروكين 1/176.
([857]) أبو الخطاب بن دحية : هو عمر بن الحسن بن علي بن محمد ، أبو الخطاب ، ابن دحية الأندلسي الكلبي ، أديب ، مؤرخ ، حافظ للحديث ، من أهل سبته بالأندلس ، ولد عام 544 هـ ، وولي قضاء دانية ، ورحل إلى الشام والعراق ، واستقر بمصر . متهم في نقله ، مع أنه كان من أوعية العلم كما قال الذهبي ، توفي بالقاهرة عام 633 هـ ، من كتبه : ( نهاية السول في خصائص الرسول ) و( النبراس في تاريخ خلفاء بني العباس ) و( التنوير في مولد السراج المنير ) وغيرها . انظر: : وفيات الأعيان 1/ 381 ، وميزان الاعتدال 3 / 186 ـ 189 والأعلام 5 / 44 .
([858]) التذكرة 3/1198_1199 ، والضعفاء للعقيلي 2/349.
([859]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، تعليق : محمود شاكر ، ط.الأولى (بيروت : دار إحياء التراث العربي 1421هـ/2001م)20/422.
([860]) تفسير القرآن العظيم 6/528.
([861]) تاريخ بغداد 1/17.
([862]) هكذا في المطبوع : البزار ، بالراء المهملة ، وفي ترجمته في تاريخ بغداد : البزاز ، بالزاي .
([863]) تصحف في المطبوع إلى : نبأنا أبو يحيى ، والتصويب من ترجمته في التهذيب 1/237 ، وكنية : يحيى بن عبدالله بن بكير : أبو زكريا .
([864]) التقريب ص 592 وتهذيب التهذيب 11/208 .
([865]) التقريب 2/78.
([866]) سير أعلام النبلاء 4/249.
([867]) المرجع السابق 7/109.
([868]) المنتخب من العلل للخلال، تحقيق : طارق بن عوض الله بن محمد ، ط.الأولى ( الرياض : دار الراية 1419هـ/1998م) ص303.
([869]) إتحاف الجماعة 1/63.
([870]) حاشية السنن الواردة 5/1026 ، وانظر: فقه أشراط الساعة ص 64 ، وفتح العليم العلام ص 83 ، وفتاوى ابن عثيمين رقم 189.
([871]) الأحاديث المسنده المرفوعة من كتاب الفتن لنعيم بن حماد ، ط. الأولى ( بدون معلومات نشر 1416هـ/1996م) ص73.
([872]) الفتن 1/182.
([873]) 4/547.
([874]) التقريب ص 326.
([875]) السابق ص 538.
([876])الفتن 1/192 .
([877]) المستدرك 4/547.
([878]) الفتن 1/213.
([879])السابق 1/144.
([880]) السابق 1/172.
([881]) السابق 1/199.
([882]) السابق 1/ 213.
([883]) السابق 1/ 217.
([884]) السابق 1/199.
([885]) السابق 1/166.
([886]) السابق 1/205.
([887]) السابق 1/206.
([888]) انظر: ص293 .
([889])السابق 1/173.
([890]) السابق 1/183.
([891]) السابق 1/190.
([892]) السابق 1/185.
([893]) السابق 1/116.
([894])البداية والنهاية 6/250.
([895])السابق 1/217.
([896]) السابق 1/421.
([897]) لسان الميزان 4/31.
([898]) 7/112.
([899]) الفتن 1/214.
([900]) انظر: ص 293 .
([901]) التقريب ص 470.
([902]) الفتن 1/129 .
([903]) السابق 1/145.
([904]) السابق 1/173.
([905]) التقريب ص 314.
([906]) الفتن 1/159.
([907]) السابق 1/130.
([908]) السابق 1/205.
([909]) السابق 1/177.
([910]) السابق 1/209.
([911]) السابق 1/217.
([912]) السابق 1/160.
([913]) السابق 1/169.
([914]) التقريب ص 600 .
([915]) السابق 1/173.
([916]) السابق 1/176.
([917]) السابق 1/216.
([918]) السابق 1/178.
([919]) 4/166 (2346).
([920]) التقريب ص 190.
([921]) السابق ص 417.
([922]) الفتن 1/168.
([923]) السابق 1/197.
([924])السابق 1/166.
([925]) التقريب ص 280.
([926]) السابق ص 360.
([927]) السابق ص 97.
([928]) الفتن 1/165.
([929]) خريدة العجائب وفريدة الغرائب ، تحقيق : محمود فاخوري ، ط. بدون ( بيروت : دار الشرق العربي ، بدون ) ص 295 .
([930]) ذكر ذلك القرطبي ، وأن له كتاب اسمه ( كتاب الملاحم ) انظر: التذكرة 3/1195.
([931]) التذكرة 3/1193.
([932]) القول المختصر في علامات المهدي المنتظر ، تحقيق : مصطفى عاشور ، ط. بدون (القاهرة : مكتبة القرآن ، بدون ) ص 28.
([933]) الإشاعة ص 201 .
([934]) لوامع الأنوار 2/79.
([935]) الإذاعة ص 149.
([936]) رسالة الجواب المقنع المحرر في الرد على من طغى وتجبر بدعوى أنه عيسى أو المهدي المنتظر ، ط. السادسة ( جده : دار الشروق ، 1410هـ / 1981م) ص 30.
([937]) البرهان في علامات مهدي آخر الزمان ، تحقيق: جاسم الياسين ، رسالة علمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1405هـ .
([938]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن20/422.
([939]) الجامع لأحكام القرآن 14/314.
([940]) هو خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، أبو هاشم ، وكان يلقب بأبي خالد ، نعت بصفات حميدة ، وأخلاق فاضلة ، وكان صاحب مركز مرموق ، وصاحب ثقافة وعلم ، توفي عام 90هـ على الأرجح ، انظر: وفيات الأعيان 2/226 ، والعبر في خبر من غبر للذهبي 1/105.
([941]) هو مصعب بن عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير بن العوام الأسدي ، نزل بغداد ، وكان عالماً بالنسب ، توفي سنة 236 هـ . انظر: تهذيب التهذيب ص 533.
([942]) نسب قريش، تحقيق : إ.ليفي بروفنسال، ط. الثالثة ( القاهرة : دار المعارف ، بدون ) ص 129.
([943]) تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ، تحقيق : علي البجاوي، ط. بدون ( القاهرة : الدار المصرية للتأليف والترجمة ، بدون ) 2/735.
([944]) الإشاعة ص 201 .
([945]) لامهدي ينتظر، ط. بدون ( الدوحة : مطابع علي بن علي 1403هـ) ص4.
([946]) المهدية في الإسلام منذ أقد العصور حتى اليوم ، ط. بدون ( مصر: دار الكتاب العربي 1373هـ /1953م) ص 177 ، 181 .
([947]) مجلة المقتطف ، العدد 2 ربيع الأول 1352هـ يوليو 1933م ، ص 181 .
([948]) مجلة أوراق ، العدد الرابع 1981م، ص11 ومابعدها .
([949]) ضحى الإسلام ، ط. العاشرة ( بيروت : مؤسسة الأعلمى للمطبوعات ) 3/238.
([950]) خالد بن يزيد ، سيرته واهتماماته العلمية ص 83.
([951]) السيادة العربية والشيعة والإسرائيليات في عهد بني أمية ص 120_ 121.
([952]) تاريخ الطبري، ط. بدون ( بيروت : دار صادر 1399هـ/1979م) 7/443_447.
([953]) البداية والنهاية 10/227 وتبصير المنتبه 2/735، والكامل لابن الأثير 5/147، 6/249_250.
([954]) تاريخ الطبري 5/242 ومابعدها والمنتظم لابن الجوزي 3/340 .
([955]) مجلة المقتطف ص 677 ومابعدها .
([956]) المهدية في الإسلام ص 180.
([957]) انظر: نسب قريش ص 129، و المهدية في الإسلام ص 178، وانظر: كتاب أثر أهل الكتاب في الفتن والحروب الأهلية في القرن الأول، د. جميل عبدالله المصري، ط. الأولى ( المدينة : مكتبة الدار 1410هـ ) ص 377 ، والتنبيه والإشراف ، أبي الحسن النيسابوري ص 272 ، والنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة 1/221 ، ومجلة المقتطف ، العدد 6 محرم 1350هـ ص677 ، والعدد 2 ربيع الأول 1352هـ ص 181 .
([958]) انظر: مجلة المقتطف ص 181 و مجلة أوراق ص 11 ومابعدها .
([959]) الشعوبية وأثرها الاجتماعي والسياسي في الحياة الإسلامية في العصر العباسي الأول ، ط. الأولى ( بيروت : المكتب الإسلامي 1408هـ ) ص 71 .
([960]) حاشية السنن الواردة 5/1027.
([961]) المهدية في الإسلام ص 179.
([962]) فقه أشراط الساعة ص 65.
([963]) الفتن والمحن بين يدي الساعة في ضوء الكتاب والسنة ص 325 .
([964]) انظر: الاحتجاج بالنظر ، الشيخ حمود التويجري ص 32 . وحاشية السنن الواردة 5/ 1026.
([965])السيناريو القادم لأحداث آخر الزمان ص 76 .
([966]) المرجع السابق ص 76 .
([967]) انظر: هرمجدون ص 19، 22.
([968]) البيان النبوي بانتصار العراقيين على الروم والترك وتدمير إسرائيل ص20 .
([969]) أسرار الساعة وهجوم الغرب ص 78، 113 ، 130، 137 .
([970]) المرجع السابق ص 137_138 .
([971]) هرمجدون ص 52-53.
([972]) قولهم: "أنه شيخ البخاري": هذا قول فيه نظر ولا يعرف ذلك إلا من له دراية بعلم الجرح والتعديل فالرواة عند البخاري نوعان: سواء من روى عنه أو من روى له.
أ_ نوع روى له البخاري احتجاجًا.
ب_ نوع لم يحتج به البخاري ولكن روى له استشهادًا (مقرونا).
والإمام البخاري لم يحتج بنعيم بن حماد، لذلك تجد أن أهل الفن يعبرون عن ذلك تعبيرا دقيقا حيث قال الحافظ ابن حجر في التهذيب 10/409 : "روى عنه البخاري مقرونا".
وكذلك الإمام الذهبي في الميزان 4/267 قال: "نُعَيم بن حماد الخزاعي {خ مقرونا، د، ت، ق}.
([973]) السيناريو القادم ص 76.
([974]) المهدي المنتظر على الأبواب ص 216 و هرمجدون ص 22.
([975])هرمجدون ص 22 .
([976]) المسيح الدجال ص171 ومابعدها .
([977]) المرجع السابق ص 168.
([978]) القيامة الصغرى على الأبواب ص 16.
([979]) انظر: بلاد الشام ص 362_363.
([980]) انظر: كتاب الإسلام والحركات الإسلامية في ملفات صدام حسين وحزبه، محمد الأسعد ، ط. بدون ( الرياض : الشركة السعودية للأبحاث، بدون) ص 155_120.
([981]) هرمجدون آخر بيان ياأمة الإسلام ص 56.
([982]) انظر: كشف المكنون في الرد على كتاب هرمجدون ، مازن السرساوي ،ط. الأولى ( القاهرة : المكتبة الإسلامية 1423هـ/2002م) ص122 وفتح العليم العلام ص 82_83.
([983]) انظر: مجلة الدرعية ص 384.
([984]) انظر ص 352 من هذه الرسالة .
([985]) البيان النبوي بانتصار العراقيين على الروم والترك ، وتدمير إسرائيل وتحرير الأقصى ص5 .
([986]) القيامة الصغرى على الأبواب 1/15.
([987]) انظر: جريدة الغد المصرية، مقال للكاتب حسام تمام في موقع المجلة على سبكة المعلومات
( الإنترنت ) www.alghad.jo
([988]) السفياني صدام آخر على وشك الظهور، ط. الأولى ( بيروت: دار الكتاب العربي 2008م) ص 71.
([989]) لم أدخل في الآثار ماورد عن السفياني ، وذلك لكثرتها ووجودها في موضع واحد .

==============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتاب جواهر القرآن {أبو حامد محمد بن محمد الغزالي}

  جواهر القرآن أبو حامد محمد بن محمد الغزالي بسم الله الرحمن الرحيم الفصل الأول في أن القرآن هو البحر المحيط وينطوي على أصناف الجوا...